الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإرشاد، والعلاج النفسي وطرق الإرشاد في المستويات المتقدمة، وكذلك المقررات الخاصة بالإرشاد والعلاج النفسي، وعلم النفس الإكليتيكي؛ ويمكن استخدامه كمرجع للمقرات الأساسية في الإرشاد، والعلاج النفسي وخدمة الفرد ودراسة الحالة، والمقابلة لأقسام علم النفس والخدمة الاجتماعية والتربية، وغيرها من المقررات المتصلة بتقديم العون للأفراد، والعمل معهم.
ويسعدني أن أتوجه بخالص الشكر لطلابي، وزملائي الذين شجعوني على إخراج هذا المؤلف وأخص منهم الأستاذ الدكتور محمد شحاته ربيع، والأستاذ الدكتور مصطفى خليل الشرقاوي، والأستاذ الدكتور محمد السيد عبد الرحمن، والدكتور صالح أبو عباة، والدكتور معتز سيد عبد الله، وجميع الزملاء بقسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود.
وإذ أرجو أن يفيد من هذا الكتاب المتخصصون من أساتذة علم النفس، والطب النفسي، والخدمة الاجتماعية والتربية وغيرها، وكذلك طلاب العلم في تلك التخصصات، فإني أسال المولى الكريم أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المؤلف: أ. د محمد محروس الشناوي
دكتوراه الإرشاد النفسي
من جامعة ميتشجان "الولاية" بأمريكا
عضو الجمعية الأمريكية لعلماء النفس
وعضو شعبة الإرشاد النفسي
وعضو شعبة العلاج النفسي
وعضو شعبة علم نفس التأهيل
الفصل الأول: العملية الإرشادية والعلاجية
تعريف الإرشاد
…
الفصل الأول: العملية الإرشادة والعلاجية the Counseling and therapeutic Process
الإرشاد النفسي، أو علم النفس الإرشادي Counseling Psychology فرع هام من فروع علم النفس التطبيقي يحتاج إلى التخصص العميق لممارسته، وقد تطور هذا الفرع من فروع علم النفس تطورا سريعا منذ بدايات القرن العشرين، ووضعت له النظريات وتشعبت مجالاته لتغطي حياة الإنسان في كافة مراحها من الطفولة إلى الشيخوخة، وفي كافة ظروفها في الصحة والمرض، ومع كافة جوانبها في العمل، وفي المدرسة وفي الزواج، وأصبح اصطلاح الإرشاد مرتبطا بصفة، أو إضافة فنجد الإرشاد الطلابي، والإرشاد المهني، والإرشاد الديني، والإرشاد الزواجي، وإرشاد الأطفال، وإرشاد الشباب، وإرشادين الجانحين، وإرشاد المجتمعات المحلية، والإرشاد في مجال الصحة النفسية، إلى غير ذلك من المسميات.
تعريف الإرشاد:
ينتمي الإرشاد إلى علم النفس التطبيقي Applied Psychology، كما أنه يقع مع مجموعة أخرى من التخصصات "مثل علم النفس العيادي، الطب النفسي، الخدمة الاجتماعية" التي تهدف إلى مساعدة الناس في مواجهة مشكلات، ومواقف الحياة وضغوطها، وتغيير حياتهم إلى الأفضل، تحت مجموعة تعرف بتخصصات "مهن" المساعدة Helping Professions، وهذه التخصصات تشترك في الخصائص الآتية:
1-
تفترض أن السلوك له سبب، وأنه من الممكن تعديل هذا السلوك.
2-
تشترك في الغاية التي تسعى لتحقيقها، وهي مساعدة المستفيدين على أن يصبحوا أكثر فاعلية، وأكثر توافقًا من الناحية النفسية.
3-
تستخدم العلاقة المهنية كوسيلة أساسية لتقديم العون.
4-
تؤكد عيب أهمية الوقاية.
5-
تقوم على أساس من تدريب متخصص.
"جورج وكريستياني 1981 ص19 George & Cristiani".
ولقد ظهرت تعريفات كثيرة للإرشاد، بعضها يصور المفهوم والبعض الآخر يحمل الطابع الإجرائي، وفي الوقت الذي تركز فيه بعض التعريفات على العلاقة الإرشادية ودور المرشد، فإن البعض يركز على عملية الإرشاد نفسها بينما لا زال آخرون يهتمون بالنتائج التي نحصل عليها من الإرشاد.
ونعرض فيما يلي لبعض هذه التعريفات:
1-
تعريف جود "1945" Good:
يقصد بالإرشاد تلك المعاونة القائمة على أساس فردي، وشخصي فيما يتعلق بالمشكلات الشخصية، والتعليمية، والمهنية، والتي تدرس فيها جميع الحقائق المتعلقة بهذه المشكلات، ويبحث عن حلول لها، وذلك بمساعدة المتخصصين، وبالاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع، ومن خلال المقابلات الإرشادية التي يتعلم المسترشد فيها أن يتخذ قرارته الشخصية.
2-
تعريف رين "1951" Wrenn:
الإرشاد هو علاقة دينامية وهادفة بين شخصين، تتنوع فيها الإجراءات باختلاف طبيعه حاجة الطالب، ولكن في جميع الحالات يكون هناك مشاركة متبادلة من كل من المرشد والطالب، مع التركيز على فهم الطالب لذاته.
3-
تعريف روجرز "1952" Rogers:
الإرشاد هو العملية التي يحدث فيها استرخاء لبنية الذات للمسترشد في إطار الأمن الذي توفره العلاقة مع المرشد، والتي يتم فيها إدراك المسترشد لخبراته المستبعدة في ذات جديدة.
4-
تعريف بيبنسكي "1954" Pepinsky & Pepisky:
الإرشاد عملية تشتمل على تفاعل بين مرشد، ومسترشد في موقف خاص بهدف مساعدة المسترشد على تغيير سلوكه بحيث يمكنه الوصول إلى حل مناسب لحاجاته.
5-
تعريف تولبير: "1959" Tolbert:
الإرشاد هو علاقة شخصية وجها لوجه بين شخصين أحدهما وهو المرشد، من خلال مهاراته، وباستخدام العلاقة الإرشادية، يوفر موقفًا تعليميا للشخص الثاني، المسترشد، وهو نوع عادي من الأشخاص، حيث يساعدة على تفهم نفسه وظروفه الراهنة والمقبلة، وعلى حل مشكلاته وتنيمة إمكانياته بما يحقق إشباعاته، وكذلك مصلحة المجتمع في الحاضر وفي المستقبل.
6-
تعريف كرمبولتز "1965" Krumboltz:
يتكون الإرشاد من أي أنشطة قائمة على أساس أخلاقي، يتخذها المرشد في محاولة لمساعدة المسترشد للانخراط في تلك الأنواع من السلوك التي تؤدي إلى حل مشكلاته.
7-
تعريف تيلر "1969" Tyler:
ترى تيلر أن الغرض من الإرشاد هو تسهيل الاختيارات التي تساعد على نمو الشخص فيما بعد، كما ترى أن الإرشاد ذو طبيعة نمائية بالإضافة إلى كونه ذا طبيعة علاجية، وأنه يمكن أن يكون عونا لكل الأشخاص نظرا لكون اتخاذ القرارات أمر لازم طول الحياة.
8-
تعريف بيركس وستيفلر "1979" Burks & Stefflre:
يشير مصطلح الإرشاد إلى علاقة مهنية بين مرشد مدرب ومسترشد، وهذه العلاقة تتم في إطار "شخص لشخص" رغم أنها قد تشتمل في بعض الأحيان على أكثر من شخصين، وهي معدة لمساعدة المسترشدين على تفهم، واستجلاء نظرتهم في حياتهم، وأن يتعلموا أن يصلوا إلى أهدافهم المحددة ذاتيا من خلال اختيارات ذات معنى قائمة
على معلومات جيدة، ومن خلال حل مشكلات ذات طبيعة انفعالية، أو خاصة بالعلاقات مع الآخرين.
ورغم أن التعريف يركز على العملية إلا أن المؤلفين يعودان إلى القول بأن الإرشاد يختلف عن التدريس، وأن أهدافه يحددها الفرد أكثر مما يحددها المجتمع.
تعريف بيتروفيسا وزملائه "1978" Pietrofesa et al:
الإرشاد هو العملية التي من خلالها يحاول المرشد، وهو شخص مؤهل تأهيلا متخصصا للقيام بالإرشاد، أن يساعد شخصا آخر في تفهم ذاته، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات. والإرشاد هو مواجهة إنسانية وجها لوجه تتوقف نتيجتها إلى حد كبير على العلاقة الإرشادية.
خصائص الإرشاد في ضوء التعريفات السابقة:
ويمكن من خلال هذه المراجعة لتعريفات الإرشاد أن نصل إلى الخصائص التالية للإرشاد:
1-
الإرشاد عملية: ويعني هذا أنه يشتمل على خطوات متتابعة ومتصلة.
2-
الإرشاد ذو طابع تعليمي: ويعني هذا أن الإرشاد يركز على تغيير السلوك.
3-
المرشد هو المخطط للعملية الإرشادية، وهو شخص مؤهل تأهيلًا متخصصًا.
4-
المسترشد شخص عادي، أي أن مشكلاته ليست شديدة على النحو الذي يدعو إلى تدخل برامج أخرى مثل العلاج النفسي، وأن شخصيته متماسكة.
5-
يهدف الإرشاد إلى تحسين المسترشد، ومساعدته على فهم ذاته، ومواقفه في
الحاضر والمستقبل، واتخاذ القرارات المناسبة.
6-
البيئة التي يتم فيها الإرشاد هي بيئة العلاقة الإرشادية وجها لوجه.
7-
يهتم الإرشاد بانتقال الخبرة من موقف الإرشاد إلى مواقف الحياة التي يقف فيها المسترشد فيما بعد.
وبذلك فإن المؤلف يعرف الإرشاد بأنه: عملية ذات طابع تعليمي تتم وجها لوجه بين مرشد مؤهل، ومسترشد يبحث عن المساعدة ليحل مشكلاته، ويتخذ قراراته، حيث يساعده المرشد باستخدام مهاراته، والعلاقة الإرشادية على فهم ذاته وظروفه، والوصول إلى أنسب القرارات في الحاضر والمستقبل".