المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثالثا: متى نقيس؟ وقت القياس - العملية الإرشادية

[محمد محروس الشناوي]

فهرس الكتاب

- ‌ مقدمة

- ‌الفصل الأول: العملية الإرشادية والعلاجية

- ‌تعريف الإرشاد

- ‌علاقة الإرشاد بالمصطلحات الأخرى:

- ‌مراجع الفصل الأول:

- ‌الفصل الثاني: المرشد خصائصه ومهاراته

- ‌مدخل

- ‌خصائص المرشد

- ‌أولاً: العلم

- ‌ثانيا: الصفات والخصائص الشخصية

- ‌ثالثا: المهارات الأساسية للمرشد

- ‌مراجع الفصل الثاني:

- ‌الفصل الثالث: العلاقة الإرشادية

- ‌تعريف العلاقة

- ‌أهمية العلاقة في الإرشاد:

- ‌خصائص العلاقة الإرشادية:

- ‌القيمة العلاجية للعلاقة الإرشادية:

- ‌الأبعاد الأساية للعلاقة الناجحة: "شروط العلاقة

- ‌مهارات الاتصال:

- ‌أولا: السلوك غير اللفظي:

- ‌ثانيًا: استجابات الإصفاء listening responses

- ‌الخلاصة:

- ‌مراجع الفصل الثالث:

- ‌الفصل الرابع: بدء العلاقة الإرشادية

- ‌المقابلة الأولى

- ‌مدخل

- ‌ موعد المقابلة:

- ‌ مكان المقابلة: "بيئة الإرشاد

- ‌مدة الجلسة:

- ‌التحضير للمقابلة:

- ‌أهداف المقابلة الأولى:

- ‌مراجع الفصل الرابع:

- ‌الفصل الخامس: تصوير المشكلة:

- ‌التشخيص

- ‌معنى المشكلة:

- ‌مفهوم التشخيص:

- ‌أولًا: التشخيص كتصنيف:

- ‌ثانيا: التشخيص ودوره في فهم المسترشد ومشكلاته

- ‌النماذج المستخدمة في عملية التشخيص أو تصوير المشكلات

- ‌النموذج الطبي: the medical model

- ‌نموذج سييى لتصوير المشكلة

- ‌ نموذج لازاروس لتصوير المشكلة "1976

- ‌ نموذج كورميير وكورميير لتصوير المشكلات "1985

- ‌ملاحق

- ‌ملحق رقم 1: المجموعات الشخيصة للأمراض النفسية والعقلية حسب تصنيف dsmiii

- ‌ملحق رقم "5" نموذج لدراسة تاريخ حالة:

- ‌مراجع الفصل الخامس:

- ‌الفصل السادس: الاختبارات النفسية واستخدامها في مجال الإرشاد

- ‌مدخل

- ‌الدور الذي تعلبه الاختبارات في مجال الإرشاد

- ‌اختيار الاختبارات في مجال الإرشاد:

- ‌أنواع الاختبارات المستخدمة في مجال الإرشاد:

- ‌تطبيق الاختبارات، والعوامل التي تؤثر فيه:

- ‌تفسير نتائج الاختبارات

- ‌مدخل

- ‌العوامل التي تؤثر على درجة المسترشد "المفحوص" على اختبار:

- ‌علاقة التفسير بصدق الاختبار:

- ‌مصادر البيانات:

- ‌أساليب تفسير الاختبارات

- ‌مدخل

- ‌المقارنة بين الجسور الإحصائية والجسور الإكلينيكية

- ‌توصيل نتائج الاختبارات: "التقرير

- ‌بعض القضايا الخاصة باستخدام الاختبارات في الإرشاد:

- ‌بيان ببعض الاختبارات التي يمكن استخدامها في الإرشاد

- ‌أختبارات الاستعدادات

- ‌اختبارات الشخصية:

- ‌مراجع الفصل السادس:

- ‌الفصل السابع: الملاحظة واستخدامها في الإرشاد

- ‌مدخل

- ‌تسجيل وترميز الملاحظة:

- ‌مزايا وعيوب الملاحظة:

- ‌مراجع الفصل السابع:

- ‌الفصل الثامن: إعداد الأهداف في إطار عملية الإرشاد

- ‌مدخل

- ‌أهداف الإرشاد:

- ‌الأهداف العامة للإرشاد:

- ‌الأهداف الموجهة للمرشد:

- ‌اختيار وتحديد الأهداف

- ‌مدخل

- ‌مراجع الفصل الثامن:

- ‌الفصل التاسع: اختيار طريقة للأرشاد

- ‌توقيت طرق الإرشاد

- ‌محكات اختيار رق "استراتيجيات الإرشاد

- ‌مراجع الفصل التاسع

- ‌الفصل العاشر: طرق الارشاد

- ‌مدخل

- ‌أولًا: القائمة على أساس من الإشراط الإجرائي

- ‌التعزيز "التدعيم" reinforcement

- ‌ثانيًا: الطرق القائمة على أساس الإشراط الكلاسيكي

- ‌مدخل

- ‌التخلص المنظم من الحساسية systematic desensitization

- ‌مدخل

- ‌وصف طريقة التخلص المنظم من الحساسية:

- ‌صور أخرى للتخلص المنظم من الحساسية:

- ‌التدريب على السلوك التوكيدي

- ‌مدخل

- ‌تطور أسلوب التدريب على السلوك التوكيدي:

- ‌فينات التدريب التوكيدي

- ‌رابعًا: الإرشاد باستخدام العلاقة الإرشادية

- ‌مدخل

- ‌إعادة الاندماج:

- ‌قانون أولي للعلاقة بين الأشخاص:

- ‌خصائص عملية الإرشاد:

- ‌النتائج الخاصة بالشخصية والسلوك:

- ‌خامسا: الطرق السلوكية المعرفية والطرق المعرفية

- ‌العلاج العقلاني الانفعالي rational emotive therapy

- ‌سادسًا: الطرق الواقعية

- ‌ الإرشاد باستخدام القراءة:

- ‌الإرشاد باسختدام الأنشطة

- ‌ الإرشاد بإتاحة المعلومات للمسترشد:

- ‌ نموذج إسلامي لمعالجة الغضب:

- ‌مراجع الفصل العاشر:

- ‌الفصل الحادي عشر: تقويم العملية الإرشادية والعلاجية

- ‌معنى التقويم

- ‌أهداف التقويم في الإرشاد:

- ‌إجراءات التقويم:

- ‌أولا: ماذا نقيس أبعاد الاستجابة:

- ‌ثانيا: كيف نقيس أساليب القياس

- ‌ثالثا: متى نقيس؟ وقت القياس

- ‌مراجع الفصل الحادي عشر:

- ‌الفصل الثاني عشر: إنهاء الإرشاد

- ‌أهمية إنهاء العلاقة الإرشادية termination of counseling

- ‌مراجع الفصل الثاني عشر:

- ‌الفصل الثالث عشر: القواعد الأخلاقية للأرشاد ethical standards

- ‌مدخل

- ‌أهمية الأخلاقيات في مجال الإرشاد

- ‌العلم

- ‌ الخبرة:

- ‌ رعاية مصلحة المسترشد:

- ‌ سرية المعلومات:

- ‌ العلاقة الإرشادية:

- ‌ كرامة المهنة:

- ‌جوانب عامة:

- ‌مراجع الصل الثالث عشر

- ‌أولا: العربية

- ‌ثانيا: الأجنبية

- ‌الفصل الرابع عشر: التسجيل،النماذج، التقارير

- ‌أولًا: التسجيل

- ‌ثالثا: التقارير

- ‌محتويات الكتاب:

الفصل: ‌ثالثا: متى نقيس؟ وقت القياس

‌ثالثا: متى نقيس؟ وقت القياس

هناك أوقات عديدة يمكن عندها للمرشد والمسترشد أن يقوما بتسجيل التقدم الذي تحقق في السلوك المستهدف. وبصفة عامة، فإنه من المفضل أن يتم تقدير أداء المسترشد قبل الإرشاد "خط الأساس أو خط البداية" وأثناء الإرشاد أو أثناء استخدام طريقة "إستراتيجية" للإرشاد، وعقب الإرشاد مباشرة، ثم بعد الإرشاد بفترة من الوقت عند المتابعة. وتسهم القياسات المتكررة للتغير الذي حدث في سلوك المسترشد في تزويد المرشد ببيانات أكثر دقة عما لو قصرنا التقدير على مرتين فقط قبل الإرشاد وبعد الإرشاد. وفي الغالب، فإن القياسات المحدودة "قبل، بعد " قد تعكس التذبذبات العشوائية، في حين توفر القياسات المتكررة دليلا على استقرار التغير الذي حدث في سلوك المشكلة الذي جاء به المسترشد.

1-

تقدير خط الأساس "قبل الإرشاد" Baseline Assessment:

يهتم تقدير خط الأساس أو خط البداية "قاعدة السلوك" بقياس السلوكيات المستهدفة قبل المعالجة "قبل التدخل الإرشادي". وتستخدم هذه القاعدة كأساس لنقارن معه نفس السلوكيات أثناء وبعد المعالجة. وقد تحدد المدة الخاصة بقاعدة السلوك "خط الأساس" بثلاثة أيام أو أسبوع أو أسبوعين، وقد تكون أطول في مدتها عن ذلك.

ص: 494

والمهم أن تكون مدة هذا القياس كافية لتشتمل على بيانات كافية كعينة لسلوك المسترشد. وفي المعتاد أن يكتفي المرشد بثلاث نقاط للبيانات، مثلا ثلاث مقابلات أو ثلاثة أداءات للدور أو ثلاثة تقديرات ذاتية

إلخ، كذلك ينبغي أن تكون هذه المدة كافية أيضا لتكوين تقديرات للمستوى والاتجاه والاستقرار. ويقصد بالمستوى عدة مرات سلوك معين، مثلا عدد الأفكار الناقدة للذات. أما الاتجاه Trend فيشير إلى ما إذا كان السلوك يزداد أو يقل أو يبقى ساكنا في فترة معينة، ويقصد بالاستقرار تغير أو تذبذب السلوك. إن الانتظام أو الاستقرار في السلوك يمكن أن يصبح متغيرا حقا، بمعنى أنه إذا كان الاختلاف في البيانات يعكس عينة ممثلة من سلوك المسترشد، فإن هذه البيانات يمكن اعتبارها مستقرة. والأشكال الأربعة الأولى التالية "شكل 25 أ، ب، ج، د" تعتبر مستقرة؛ لأن اختلافات السلوك فيها متسقة "منتظمة"، أما الشكل الأخير "شكل 25هـ"فإنه يعكس بيانات غير مستقرة "لا تتبع نمطا واحدا".

ص: 495

2-

التقدير "القياس" أثناء استخدام إستراتيجيات الإرشاد: Assessment During Counseling Stratgies

يرى كرونباخ "1975" Cronbach أن أي متخصص يقوم بعملية تقويم، فإنه ينخرط في مراقبة عملية جارية. وفي مجال الإرشاد، فإن المرشد والمسترشد يراقبان آثار الطريقة الإرشادية المستخدمة على السلوك المستهدف. وتجري المراقبة Monitoring أثناء مرحلة استخدام طريقة للإرشاد عن طريق عملية جمع مستمرة للبيانات المتصلة بأداء المسترشد على هذا السلوك المستهدف. وفي المعتاد أن نجمع نفس أنواع البيانات التي جمعناها في مرحلة خط الأساس "قاعدة السلوك"، فإذا كنا جمعنا بيانات عن عدد مرت ومدة الأفكار الناقدة للذات خلال مرحلة إعداد قاعدة السلوك، فإن هذه البيانات نفسها هي التي نبحث عنها ونجمعها، أثناء مرحلة الإرشاد.

كذلك فإن أساليب جمع البيانات "مقابلة، أداء دور، تخيل

إلخ" يجب أن تستمر في هذه المرحلة على النحو الذي استخدمت به في مرحلة تكوين القاعدة، ولا تغير الأساليب التي استخدمت في البداية، ويمكن أن تفيد البيانات التي نجمعها في هذه المرحلة لإجراء تعديلات في الأهداف المحددة للإرشاد، أو في خطة الإرشاد نفسها.

مثال: إذا أخذنا الشخص الذي أرشدناه إلى مراقبة المرات التي تراوده فيها أفكار ناقدة للذات خلال مرحلة تكوين خط الأساس "القاعدة"، فقبل استخدام أية طريقة إرشادية فإن المرشد والمسترشد قد يمضيان بضع جلسات في تقويم المشكلة وتحديد الأهداف المرغوبة. وخلال جوانب من هذا الوقت، فإن المسترشد قد يكون راقب نفسه حول مرات حدوث التفكير الناقد للذات، وتكون هناك بيانات قد جمعت عن طريق المقابلات، وأداء الأدوار، ومقاييس التقرير الذاتي. وبعد تحديد المشكلة وسلوكيات الهدف وجمع بيانات الأساس "القاعدة"، فإن المرشد والمسترشد ينبغي أن يختارا ويطبقا طريقة للإرشاد أو أكثر من طريقة لمساعدة المسترشد على تحقيق السلوك المستهدف. فمثلا بالنسبة لهذا الشخص الذي يريد أن يخفض من الأفكار الناقدة للذات، فإن المرشد والمسترشد قد يقرران استخدام طريقة وقف الأفكار Thought Stopping "انظر الفصل

ص: 497

العاشر". ولنفرض أن المرشد قام في الجلسة العلاجية الأولى "أول جلسة في استخدام طريقة الإرشاد المختارة" بتدريب المسترشد ومساعدته على تعلم كيف يوقف هذه الأفكار، فبعد هذه الجلسة سيقوم المسترشد بمراقبة تطبيق هذه الجزئية من وقف الأفكار عن طريق الملاحظة والتسجيل المستمرين لمرات حدوث الأفكار الناقدة للذات. وإذا كانت التقديرات بأداء الأدوار ومقاييس التقرير الذاتي هي التي استخدمت في مرحلة تكوين خط الأساس "قاعدة السلوك"، فإن هذه الأساليب نفسها ينبغي أن تستخدم عند نقطة زمنية، أو عدة نقاط زمنية أثناء تطبيق أسلوب وقف الأفكار.

3-

التقدير "القياس" بعد استخدام طريقة الإرشاد Assessment after Counseling:

يقوم المرشد والمسترشد في نهاية استخدام طريقة الإرشاد، أو في نهاية الإرشاد نفسه بإجراء تقدير ما بعد المعالجة Posttreatment لمعرفة كيف وإلى أي مدى نجح الإرشاد في مساعدة المسترشد على تحقيق النتائج المرغوبة. وبصفة خاصة، فإن البيانات التي تجمع بعد استخدام إستراتيجيات الإرشاد عن السلوك المستهدف نقارنها مع البيانات التي جمعت عند خط البداية "خط القاعدة" أي: قبل الإرشاد، وكذلك البيانات التي جمعت أثناء الإرشاد.

وفي المعتاد، فإن التقدير الذي يتم بعد استخدام إستراتيجية للإرشاد، يجري عند الانتهاء من تطبيق الطريقة أو عند نهاية الإرشاد. فقد يكون البرنامج الذي أعده المرشد يشتمل على استخدام أكثر من طريقة، فإذا كان لدينا على سبيل المثال مسترشد لديه حالة اكتئاب واستخدم المرشد طريقة إعادة البنية المعرفية، فإنه يجمع بيانات عن الأفكار الاكتئابية لدى المسترشد بعد استخدام هذه الطريقة التي تنفذ عن طريق التدريب على وقف الأفكار "thought stopping" وقد يتزامن ذلك أو لا يتزامن مع نهاية الإرشاد. فإذا كان المرشد ينوي استخدام طريقة إرشادية أخرى مع هذا المسترشد فإنه يجب جمع البيانات "إجراء القياس" عند انتهاء تطبيق الطريقة الأولى "إعادة البنية المعرفية: وقف الأفكار" وقبل أن يبدأ في تطبيق طريقة أخرى، ثم يجري تقديرا "قياسا" عند

ص: 498

نهاية الطريقة الثانية، وهكذا "قد تكون الطريقة الثانية هي ضبط المثير على سبيل المثال".

تقدير التتبع Follow up Assessment:

يجري هذا النوع من التقويم بعد إنهاء العلاقة الإرشادية، ويمكن للمرشد أن يقوم بنوعين من التقويم عن طريق التتبع: تتبع قصير الأمد، وتتبع طويل الأمد.

ويتم التتبع قصير الأمد بعد فترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الإرشاد.

أما التتبع طويل المدى، فيتم بعد فترة من ستة أشهر إلى عام "أو أكثر" بعد إنهاء الإرشاد. وينبغي على المرشد بشكل عام أن يتيح فرصة كافية من الوقت بين انتهاء العلاقة الإرشادية، وإجراء دراسة التتبع حتى يمكن أن يحكم على مدى احتفاظ المسترشد بالتغيرات المرغوبة، التي حققها في الإرشاد، خارج العلاقة الإرشادية، أي: بدون مساعدة من المرشد.

ويرى كورمبير وكورمير "1985" أن هناك عددا من الأسباب يدعونا لإجراء التقديرات التتبعية.

فأولا: يدل القيام بدراسة تتبعية للمسترشد على استمرار اهتمام المرشد بمصالحه.

وثانيا: فإن الدراسة التتبعية توفر معلومات يمكن استخدامها لمقارنة أداء المسترشد في السلوك المستهدف قبل وبعد الإرشاد.

وثالثا: يمكن عن طريق الدراسة أو التقدير التتبعي أن تحدد الدرجة التي يمكن بها للمسترشد أن يؤدي السلوك المستهدف في بيئته بغير الاعتماد على مساندة أو مساعدة الإرشاد. وبمعنى آخر نتعرف من خلال التتبع على مدى قيام المسترشد بتعميم ما تعلمه في بيئة الإرشاد إلى البيئة الواقعية. ويعكس ذلك واحدا من أهم أسئلة التقويم التي يمكن طرحها: هل ساعد الإرشاد المسترشد على الاحتفاظ بالسلوكيات المرغوبة ومنع حدوث السلوكيات غير المرغوبة بطريقة موجهة ذاتيا "أي: بالاعتماد على إمكانياته"؟

ص: 499

ويهتم كثير من الممارسين في مجال الإرشاد بمعرفة الآثار بعيدة المدى للإرشاد.

ورغم أن التتبع بعد فترة قصيرة قد يعكس تحقيق مكاسب هامة، فإنه قد يحدث أن يعود المسترشد بعد فترة من 6 أو 9 أو 12 شهرا إلى الوضع الذي بدأ منه.

وكما يؤكد باندورا "1976" Bandura، فإن قيمة الطريقة الإرشادية يجب أن يحكم عليها ليس فقط في ضوء التخلص المبدئي من سلوك المشكلة، وإنما أيضا في صورة استهداف المسترشد للدفاعية أو إعادة التعلم غير التوافقي بعد انتهاء الإرشاد.

ويمكن للمرشد أن يجري التتبع القريب أو البعيد المدى بعدة صور، ويتوقف نوع التتبع الذي يقوم به المرشد على مدى وجود المسترشد للمشاركة فيه، والوقت المطلوب لكل موقف. وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن يتم التتبع بها:

1-

وجه الدعوة للمسترشد لمقابلة تتبعية. والغرض من هذه المقابلة هو تقويم كيف يتعامل المسترشد فيما يتصل بمشكلته، أو مشغلته السابقة.

وقد تتضمن المقابلة أيضا قيام المسترشد بمحاكاة السلوك المستهدف عن طريق أداء الأدوار.

2-

أرسل مقياسا أو استبانة للمسترشد بالبريد يزودك فيها بمعلومات عن حالته الراهنة فيما يتعلق بالمشكلة الأصلية. ويفضل أن تضع طابع بريد على ظرف معنون باسمك ليعيده لك المسترشد.

3-

أرسل خطابا للمسترشد تسأله عن الحالة الراهنة لمشكلته.

4-

تحدث بالهاتف مع المسترشد؛ لتحصل منه على تقرير شفهي عن حالته.

وتمثل هذه الأساليب الأربعة ما يعرف بتتبع الدفعة الواحدة one shot follow up، حيث يكون الاعتماد على مقابلة واحدة أو خطاب أو مكالمة. وهناك نوع من التتبع المكثف "وقد يكون في بعض الأحيان صعب الإكمال" يشتمل على إشراك المسترشد في نوع من المراقبة الذاتية أو التقدير الذاتي لسلوك المشكلة عبر فترة محددة من الزمن، تتراوح من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

ص: 500

تقويم عملية الإرشاد:

تفيد البيانات التي تجمع في تقويم نتائج الإرشاد كلا من المرشد والمسترشد، فهي تعمل كوصلة معلومات تساعد على تثبيت أو إعادة تحديد مجال المشكلة الذي تم اختياره، وكذلك الأهداف المحددة، كما أنها تساعد المرشد على اختيار واستخدام الإستراتيجيات التي من المتوقع أن تساعد المسترشد. والفائدة الأولى التي نحققها من تقويم النتائج هو الحصول على معلومات حول الدرجة التي تحققت بها أهداف المسترشد.

وبالإضافة إلى الجمع المستمر للبيانات حول نتائج الإرشاد، فإن تقويم الإرشاد يتضمن نوعا من المراقبة المستمرة للعملية، وهو ما نسميه تقويم العملية Process evaluation وهذا التقويم يزودنا بمعلومات عن الوسائل التي تستخدم لتحقيق النتائج. وبمعنى آخر، يزودنا بمعلومات عن كل الجوانب التي تؤدي إلى نتائج الإرشاد سواء كانت عوامل علاجية، أو غير علاجية.

وكل من تقويم النتائج وتقويم العملية بحاجة إلى جمع البيانات بشكل مستمر أثناء عملية الإرشاد. والفرق الوحيد بين النوعين هو فيما نراقبه؛ فتقويم النتائج يهتم بتقدير الأهداف أو المتغيرات التابعة، أما تقويم العملية فهو يراقب إستراتيجيات الإرشاد، أو بمعنى آخر المتغيرات المستقلة.

ويساعد تقويم العملية المرشد على أن يجيب على السؤال: ماذا حدث؟ أو ماذا فعلت ونتج عنه مساعدة المسترشد في تحقيق النتائج المرغوبة؟ والإجابات على مثل هذه الأسئلة رغم أنها تقريبية، يمكن أن تساعد المرشد على التخطيط للحالات المقبلة، وأن يحدد العوامل الهامة التي يجب أن تطبق مرة أخرى في الجلسات المقبلة للإرشاد.

ويحدث في بعض الأحيان أن يكون تقويم عملية الإرشاد بعيدا في نتيجته عن تقويم نتائج الإرشاد. وعلى سبيل المثال، فإن المسترشد قد يعطي تقديرات موجبة عالية حول الإرشاد، بينما تظهر قياسات النتائج أنه لم يحدث تقدم كافٍ.

وقد يرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب، منها أن تكون مقاييس النتائج غير حساسة للتقدم الحقيقي الذي أحرزه المسترشد، ومنها كذلك أن تكون طريقة الإرشاد

ص: 501

المستخدمة بحاجة إلى فترة أطول من الزمن لتظهر نتائجها. وأخيرا، فإن المسترشد قد يكون مغاليا في تقدير العملية أثناء الجلسة الإرشادية مجاملة منه للمرشد. وفي هذه الحالات ومهما كان سبب الاختلاف بين تقويم العملية وتقويم النتائج، فإن المرشد عليه أن يفحص البيانات الخاصة بعملية الإرشاد، وأن يقدر مدى حساسية وصدق مقاييس النتائج أو أن يناقش هذا الاختلاف مع المسترشد.

ويمكن أن تستخدم صور تقويم العملية في جمع بيانات حول كل جلسة، أو عند أوقات مختلفة أثناء تكوين خط القاعدة أو أثناء الإرشاد أو بعد الإرشاد.

كما يمكن استخدام نماذج مقنّنة لوصف إستراتيجيات الإرشاد.

خاتمة:

يعتبر التقويم مرحلة هامة من مراحل التخطيط والتنفيذ في مختلف المجالات، ويعتبره المرشد إحدى خطوات عملية الإرشاد. والتقويم عملية مستمرة قد تأخذ عدة صور، مثلا: تقويم قبلي Preassessment وهو يهدف إلى التعرف على المشكلة، وتقويم عملية Process Evaluation حيث يركز على ما يجري داخل العملية الإرشادية نفسها، وتقويم نتائج Outcome evaluation ويركز على مدى تحقيق الأهداف التي أعدها المرشد والمسترشد. وقد يذكر في بعض الأحيان التقويم التكويني Formative والتقويم النهائي Summative وهي تعبيرات تدل على الوقت الذي يجري فيه التقويم، فالتقويم التكويني أو المستمر يتم بالتتابع أثناء تنفيذ البرنامج، أما التقويم النهائي فيتم عند انتهاء البرنامج أو النشاط والوصول إلى النتائج.

ص: 502