الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محكات اختيار رق "استراتيجيات الإرشاد
"
…
محكات اختيار طرق "استراتيجيات" الإرشادي:
إذا تحققنا من توافر المطالب الخمسة الأساسية للتوقيت المناسب لاستخدام إستراتيجية، فإنه يمكننا الانتقال إلى اختيار الإستراتيجية، أو الطريقة التي نستخدمها في الإرشاد، ويمكن للمرشد أن يسترشد بالمحكات السبع التالية في اختيار طريقة، أو استراتيجية للإرشاد.
1-
خصائص المرشد وتفضيلاته.
2-
توثيق الإستراتيجيات.
3-
العوامل البيئية.
4-
طبيعية سلوك المشكلة لدى المسترشد.
5-
نوع النتائج المرغوبة.
6-
خصائص المسترشد وتفضيلاته.
7-
علامات وأنماط التشخيص.
ويجب عند اختيار الإستراتيجيات أن نأخذ بعين الاعتبار كل هذه المحكات "السبع" رغم أنه قد تكون أهمها طبيعة مشكلات المسترشد وملامح، وأنماط التشخيص، وبصفة عامة يمكن القول بأن العوامل التي يجب أن تتوافر في الطرق الإرشادية التي نختارها هي:
1-
أن تكون سهلة التنفيد.
2-
أن تقابل الخصائص، والتفضيلات المتفردة للمسترشد.
3-
أن تقابل "تتمشى مع" خصائص المشكلة، والعوامل المرتبطة بها.
4-
أن تكون إيجابية بدلا من أن تكون عقابية.
5-
تشجع تنمية مهارات الضبط الذاتي.
6-
تقوى توقعات المسترشد في الفاعلية الشخصية، أو الكفاءة الذاتية.
7-
لها سند من الدراسات.
8-
تكون ذات جدوى، ويمكن تطبيقها عمليا.
9-
لا ينتج عنها مشكلات إضافية للمسترشد، أو الآخرين ذوي الأهمية في حياته.
10-
لا تحمل المسترشد، أو الآخرين ذوي الأهمية في حياته بأعباء كثيرة يقومون بها.
11-
لا تطلب من المرشد أكثر مما يستطيع أن يعطيه، أو يكون مسئولًا عن إعطائه.
12-
لا تكرر أو تبنى على حلول سابقة غير ناجحة.
وسوف نناقش فيما يلي المحكات الأساسية التي تؤخذ في الاعتبار من جانب المرشد عند اختيار طريقة "إستراتيجية" للإرشاد.
1-
خصائص المرشد وتفضيلاته:
لكل مرشد تفضيلات للطرق التي يمكنه أن يستخدمها، كما أن هناك قيودا أخلاقية تجعله لا يستخدم سوى الطرق التي يجيدها، ومن المفضل ألا يعتمد المرشد على طريقة أو إستراتيجية واحدة، فكما يقول ماسلو "1966" Maslow:"إذا كانت المطرقة هي أداتك الوحيدة، فإنك سوف تتعامل مع كما لو كان مسمارا""ص15، 16".
ويوصي كورميير وكورميير "1985" بأن يستخدم المرشد مهاراته، ومستوى الارتياح، والقيم كمحكات للحكم على مدى ملاءمة الإستراتيجية، ويعتبر الاستخدامات السابقة للطريقة، واتجاهات المرشد نحوها عوامل تؤثر على تفضيلاته، كما يوصيان المرشدين بألا يقيدوا أنفسهم للطرق القديمة، وأن يكونوا منفتحين لاستخدام أساليب مختلفة، ولا بأس عند الحاجة من البحث عن التدريب، أو الاستشارة كما يمكنك أن توصل للمسترشد الطرق التي تفضلها في عملك.
2-
الدراسات السابقة "التوثيق":
يجب عند اختيار طريقة للإرشاد أن يراجع المرشد الدراسات، والبيانات المنشورة حولها، فهذه البيانات تطلع المرشد على مدى استخدام هذه الطريقة، أو تلك بنجاح ودرجة هذا النجاح.
3-
العوامل البيئية:
إن العوامل الموجودة في بيئة الإرشاد، أو في بيئة المسترشد تؤثر على اختيار إستراتيجية الإرشاد، وتحدد مدى قابلية طريقة معينة للتطبيق العملي من عدمه، ومن هذه العوامل البيئية: الوقت، والتكلفة، والتجهيزات، ودور الآخرين ذوي الأهمية، ومدى توافر النتائج المعززة في البيئة الطبيعية للمسترشد.
4-
طبيعة مشكلة المسترشد، وأنظمة الاستجابة المتضمنة:
إن اختيار الإستراتيجية يجب أن يبنى على واقع المشكلة، وأن تعكس الإستراتيجية طبيعية المشكلة، وهذا بالطبع يتطلب تقديرا شاملا، وتحديدا للمشكلة، وكذلك معرفة أغراض بعض الأساليب، والطرق الخاصة.
فمثلا إذا كانت مشكلة المسترشد هي انخفاض درجاته في الاختبار، وأظهر تقدير المشكلة وجود عادات استذكار خاطئة، فقد يقترح المرشد بعض قواعد الاستذكار ومهاراته، أما إذا أظهر تقدير المشكلة أن الطالب لديه مهارات الاستذكار، فإن المشكلة قد تكون في وجود قلق الاختبارات لديه، وحينئذ قد يختار المرشد طريقة مثل "التخلص التدريجي من الحساسية"1، أو إعادة البنية المعرفية2، كما يجب على المرشد أن يتعرف على نظام الاستجابة، أو المكونات المصاحبة للمشكلة من أفكار ومشاعر، وتعبيرات بدنية، وسلوكيات ظاهرة وغيرها، وذلك لكي يختار ما يناسبها من إستراتيجيات.
5-
طبيعة الأهداف النهائية:
إن اختيار الإستراتيجيات يتوقف أيضا على طبيعة الهدف المحدد، وما يمثله هذا الهدف، وكما سبق القول عند التحدث عن الأهداف، فإن الأهداف النهائية قد تعكس اختيار Change، ويفيدنا هذا التمييز حيث إن كل نوع منها يتطلب أساليب، أو طرقا مثل الإر شاد التعليمي أو المهني، واتخاذ القرارات، وحل الصراع، وأداء الأدوار، وعكس الأدوار، والمحادثة الحبشطلتية، وأسلوب تحليل التعاملات.
وبالنسبة لمسألة التغيير، فإن الهدف النهائي يكون في صورة اكتساب استجابة، أو زيادة استجابة، أو إنقاص استجابة، أو إعادة بناء استجابة "حيث تشتمل الاستجابة على كل من السلوكيات الظاهرة وغير الظاهرة"، وهذه الجوانب يمكن استخدام أساليب، أو إستراتيجيات متنوعة لها مثل النمذجة "استخدام النماذج السلوكية" والتعزيز، والانطفاء، والتشكيل، والتسلسل، والتلقين، والتحصين الذاتي ضد الضغوط، والاسترخاء العضلي، والمراقبة الذاتية، والتعزيز الذاتي، والتخلص التدريجي من الحساسية، ووقف الأفكار، وتوكيد الذات، وضبط المثير، وإعادة التأطير أو التصنيف.
6-
خصائص المسترشد وتفضيلاته:
عملية اختيار طريقة للإرشاد هي إجراء مشترك بين المرشد والمسترشد، ولا ينبغي للمرشد أن ينفرد بها، ومحاولة المرشد أن يستوفي توقعات المسترشد، وتفضيلاته ينتج
1 Systematic Desensitization.
2 Cognitive Restructuring.
عنها في الغالب نتائج علاجية إيجابية، وقد شهدت السنوات الأخيرة اتجاهات جديدة في مجال الإرشاد النفسي بالولايات المتحدة،
فيما يتعلق بواقع المسترشدين بما عرف بحركة المستهلكين، والتي تتسم بأربعة جوانب هي:
1-
حاجة المسترشد أن يكون نشطا بدلا من كونه سلبيا في عملية الإرشاد.
2-
الحاجة إلى جعل حقوق المسترشد واضحة.
3-
تحتاج عملية الإرشاد أن تكون واضحة المعالم من خلال شرح المرشد لما يجري في الإرشاد عندما تستخدم طريقة معينة.
4-
ضرورة موافقة المسترشد على العلاج "الإرشاد".
ويرى كورميير وكورميير "1985" أن المرشد الذي يعمل بإخلاص لحماية حقوق المسترشد ومصلحته، يهتم بتقديم المعلومات التالية لهذا المرشد:"ص99".
1-
وصف لكل طرق العلاج المناسبة، والمفيدة لهذا المسترشد ولهذه المشكلة.
2-
تبرير منطقي لكل طريقة.
3-
وصف للدور الذي يقوم به المرشد في كل طريقة.
4-
وصف لدور المسترشد في كل طريقة.
5-
الضيق أو المخاطر التي قد تحدث كنتيجة لاستخدام الطريقة.
6-
الفوائد المتوقع أن تنتج عن استخدام الطريقة.
7-
تقدير الوقت والتكلفية لكل طريقة.
7-
ملامح التشخيص وأنماطه:
يرى شافير "1976" Shaffer أن أحد الجوانب الهامة التي يجب على المرشد أن يراعيها عند اختيار، وترتيب الإجراءات العلاجية "الإستراتيجيات" هو ملامح التشخيص، وأنماطه التي تكون ملحوظة، وظاهرة لدى المسترشد خلال المقابلات، وهذه الملامح، والأنماط
الخاصة بالتشخيص تعمل كقواعد للاختيار، أي اختيار طريقة الإرشاد التي تكون أكثر ملازمة لشخص معين بمشكلة معينة، وتحديد تتابع خطواتها، وقاعدة القرار Decision Rule كما يقول شافير هي سلسلة من الأسئلة العقلية، أو جوانب الحدث التي يسألها المرشد دائما لنفسه أثناء المقابلات لكي يؤائم بين الأساليب الإرشادية، والمسترشدين ومشكلاتهم، وفي نموذج شافير فإن القاعدة الأولى، أو الحدس الأول هو التمركز حول المسترشد، أو طريقة العلاقة، حيث يرى أنه من المفيد أن نبدأ بطريقة روجرز "الإرشاد المتمركز حول المسترشد1؛ لأن الإصغاء وعكس المشاعر يولد كمية كبيرة من المعلومات للمسترشد بدون استخدام الأسئلة؛ ولأنه من السهل أن تغادر هذه الطريقة عن أن تعود للدخول إليها، وفي الجلسات التالية، فإن مهمة المرشد تكون ملاحظة، وتحليل ملامح وأنماط تشخيصية معينة، وعلى أساس هذه الأنماط نقرر أن نبقى في طريقة الإرشاد المتمركز حول الشخص، أو نغادرها وتستخدم طريقة مختلفة نتوقع أن تكون أكثر فاعلية، ومرة أخرى فإن الطريقة التي نختارها تعتمد على نمط معين من ملامح التشخيص التي تظهر على المسترشد.
ويوضح جدول "15" ثمانية محكات تشخيصية رئيسية، والطرق الإرشادية التي حددها شافير لها، وقد اشتق هذه المجموعات التشخيصية الثمانية، والعلاجات المقابلة لها من واقع مراجعته للدراسات الإمبيريقية، كذلك فإن شافير قد طور قوائم من المقاييس المقابلة لها لتقدير آثار هذه الطرقة الإرشادية.
1 آخر مسمى أطلقه روجرز على طريقته هو: الإرشاد المتمركز حول الشخص Person Centered Therapy.
ويحدد كورميير وكورميير "1985"، وهما من مؤيدي المدرسة السلوكية المعرفية Cognitive Behavioral الشروط التي تجعل استخدام الطريقة السلوكية المعرفية أكثر فائدة، وهي على النحو التالي:
1-
تكون المشكلة والأهداف المحددين يمثلان تغيرا وليس اختيارا، فكما سبق القول فإن قضايا الاختيار يمكن خدمتها بشكل أفضل باستخدام طرق أخرى مثل توفير المعلومات، والإرشاد التعليمي والمهني، الجشطلتية وعن طريق اتخاذ القرارات، وطريقة إعادة القرار التي تتبع في تحليل التعاملات، والمحاورات الجشطلتية.
2-
يكون المسترشد واعيا بصفة عامة "أي ألا يكون فاقدًا للتوجه، فلا يستجيب للعلاج"، وألا يعاني من قصور عضوي أو عجز في الوظائف، ويريد أن يعمل على عدد محدود من السلوكيات الظاهرة أو المغطاة.
3-
أن يكون المسترشد أو سلوكياته هي المسئولية عن المشكلة، وليس النظام هو المسئول، فإذا لم يكن فإن العلاجات المنظومية هي التي تناسب "مثلا العلاج الزواجي، والعلاج الأسري، والنمو التنظيمي".
4-
المسترشد ليس لديه درجة مزعجة من التشدد، كما أنه لم يصادف سواء بمفرده، أو مع المرشد إخفاقا متتابعا في محاولة تغيير السلوك، وإلا فإنه يستفيد أكثر من طرق الإرشاد الجمعي أكثر من الإرشاد الفردي.
5-
أن تكون لدى المرشد الخبرة والإمكانيات، والميل للعمل مع المسترشد، وإلا
فإنه يوصي بأن يحيل المسترشد إلى آخر.
وفيما يلي أمثلة لبعض المشكلات، والأساليب "الإستراتيجيات" الإرشادية التي يمكن للمرشد أن يستخدمها معها.
1-
الاكتئاب:
الاكتئاب الاستجابي، اضطراب التوافق مع مزاج مكتئب.
- العلاج المعرفي "إعادة البنية المعرفية" إعادة التأطير، والعلاج العقلاني الانفعالي، العلاج بالتراكيب الشخصية".
- مراقبة الذات.
- التخيل.
- وقف الأفكار.
- ضبط المثير.
- الوسائل المساندة.
"قد يحتاج لمضادات الاكتئاب أو لا يحتاج لها".
2-
ضبط الغضب:
إعادة البنية المعرفية.
إعادة التأطير "إعادة بناء إطار للمشكلة" Reframing.
التدريب على الاسترخاء.
التأمل الداخلي Meditation.
التحصين ضد الضغوط.
تدريب المهارات.
3-
نقص المهارات:
"مثلا المهارات الاجتماعية، مهارات التوكيد، مهارات المقابلة للتوظف".
- التدريب "تدريب المهارات".
- أساليب النمذجة، واستخدام النماذج السلوكية.
4-
التطرفات السلوكية "المغالاة في السلوك":
"مثلا التدخين، الأكل
…
".
- أساليب الإدارة الذاتية.
- المقصد المتناقض Paradoxical interntion
- التخيل.
5-
اضطرابات القلق:
أ- الفوبيا والقلق المحدد:
التخلص المنظم من الحساسية.
النمذجة بالمشاركة.
التحصين ضد الضغوط.
مجموعات المعاونة الذاتية.
"الأدوية المضادة للقلق، والمضادة للاكتئاب في حالات الخوف من الأماكن العامة، قد تكون مطلوبة، أو غيرها مطلوبة".
ب- اضطرابات القلق مع نوبات ذعر "هلع":
استرخاء العضلات.
التأمل الداخلي.
النمذجة بالمشاركة، والتعريض المتزايد.
"قد تكون الأدوية المضادة للقلق مطلوبة في البداية".
جـ- قلق معمم "هائم، أو غير محدد":
العلاج المتمركز حول الشخص.
التغذية الراجعة الحيوية.
الاسترخاء العضلي "المهدئات الصغرى قد تكون مطلوبة، أو غير مطلوبة".
د- اضطرابات الوسواس - القهار:
وقف الأفكار.
القصد المتناقض "التشتيت".
النمذجة بالمشاركة.
النمذجة المعرفية مع تعليمات ذاتية.
التخلص المنظم من الحساسية "إذا وجد قلق".
طرق الجشطلت.
الإرشاد الجمعي.
6-
اضطرابات الشخصية:
أ- اضطرابات الشخصية المتجنبة "الهروبية":
تدريب المهارات "التدريب التوكيدي".
إعادة البنية المعرفية، والطرق المنطقية "العقلانية" الانفعالية.
التشتيت -القصد المتناقض.
العلاج بطريقة أدلر.
الطرق الإنسانية.
الطرق الجشطلتية.
ب- اضطرابات الشخصية المعتمدة "الإتكالية":
تدريب على مهارة التوكيد.
النمذجة الضمنية.
العمل الجمعي.
الإرشاد الزواجي والأسري.
ويجب على المرشد أن يلاحظ أن البرنامج المتكامل المساعدة المسترشدين على مواجهة مشكلاتهم يجب أن يستخدم كل الإستراتيجيات اللازمة للعمل مع مهارات المسترشد الأدائية، ومهاراته المعرفية واستجاباته الانفعالية، والعمليات البدنية والعوامل البيئية، وبذلك فمن الممكن استخدام أكثر من طريقة حسبما تدعو المشكلة، والأهداف المحددة لتناولها.