الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5-
تعليم المسترشد وتحفيزه من خلال مشاركته وجهات النظر حول المشكلة، بما يزيد من تقبله للعلاج، والإسهام في التغيير عن طريق الاستجابة.
6-
استخدام معلومات متحصل عليها من المسترشد للتخطيط للمعالجة الفعالة، وتساعد المعلومات المتحصل عليها أثناء التقدير على الإجابة على السؤال الآتي:
ما نوع المعالجة التي تستخدم؟ ومن يقدمها؟ وتحت أي معجموعة من الظروف؟
معنى تصوير المشكلة:
إن المرشد يقوم في العادة بجمع كمية كبيرة من المعلومات من المسترشدين خلال هذه المرحلة من الإرشاد، وما لم يتمكن المرشد من أن يدمج، ويركب هذه البيانات مع بعضها البعض، فإن قيمتها تغدو ضيئلة، وتتضمن مهام المرشد خلال عملية التقدير معرفة أنواع المعلومات التي يحصل عليها، وكيف يحصل عليها، وكيف يعضها مع بعضها البعض في صورة لها معنى، واستخدامها لتوليد مجموعة من الفروض الإكلينيكة حول مشكلات المسترشدين، وهذه الفروض تقود إلى أفكار مبدئية عن خطة العلاج، وهذا النشاط العقلي من جانب المرشد يطلق على تصوير المشكلة، والذي يعني ببساطة الطريقة التي يفكر بها المرشد حول تجسيد مشكلة المسترشد.
وفي تصويره لمشكلة المسترشد، فإن المرشد يستخدم في ذلك نموذجا يرتبط عادة مع النظرية، أو النموذج الذي يستخدمه في عمله الإرشادي "سلوكي أو إنساني، أو معرفي، إلخ"، وسوف نعود إلى مناقشة نماذج تصوير المشكلات فيما بعد، في موضع آخر من هذا الفصل.
التشخيص في مجال الإرشاد: Diagnosis In Counseling:
مفهوم التشخيص:
ظهر مفهوم التشخيص أولا في مجال الطب حيث يعرف بأنه:
"تمييز المرض، والتعرف على أعراضه"
ويقوم التشخيص على أساس محاولة تصنيف المرض إلى مجموعات منفصلة عن بعضها البعض حيث تضم المجموعة عددا من الأمراض التي تشترك في السبب، أو في التطور أو في النتيجة.
وقد انتقل المفهوم إلى الإرشاد عن طريق الطب النفسي -وهو الفرع من الطب الذي يتعامل مع المشكلات النفسية للإنسان في إطار طبي.
وفي الوقت الحاضر، فإن استخدام مصطلح التشخيص في الإرشاد يثير جدلا كبيرا حول ما يؤديه من وظيفة في هذا الفرع من العلم، حيث يرى أنصار التشخيص أن له دورا كبيرا في الإرشاد بينما يبني المعارضون رأيهم على أن المشكلات التي تطرح في مجال الإرشاد لا يمكن الفصل بينها بسهولة، كما أن الأدوات المتوافرة ليست محددة بدقة لتكون فعالة.
ويرى هانسن وزملاؤه "1977" Hansen etal أن الغرض من التشخيص في الإرشاد هو التعرف على أسلوب حياة المسترشد في أدائه، أو بشكل أدق منغصات أسلوب الحياة، وعن طريق التعرف على مجال المشكلة، فإن المرشد يمكنه بالاشتراك مع المسترشد أن يكونا أهداف العملية الإرشادية، ويمكن أن ننظر للتشخيص على أنه تحقيق مجموعة وظائف في عملية الإرشاد منها:
1-
يمكن استخدامه لتصنيف المشكلة الخاصة بالمسترشد، ومن ثم تحديد مجالها، وهذا يشبه ما يحدث في الطب من تشخيص لتحديد العلاج المناسب؛ ولأن معظم المسميات في الإرشاد ليست منفصلة عن بعضها البعض بحيث تفترض وجود علاج فارق، فإن التشخيص يستخدم لكي يعطي صورة شاملة، وتعتبر عملية جمع المعلومات الخاصة بالمسترشد، واستخدامها كأساس لاتخاذ القرارات المتصلة به سواء في الجوانب التعليمية، أو المهنية من الأمور الرئيسية في الإرشاد.
2-
هناك مفهوم آخر للتشخيص، وهو إعداد فرض عملي لفهم المسترشد، حيث يطور المرشد تصورًا للمسترشد، أو نظرية فردية تتغير باستمرار معرفة المرشد للمسترشد بشكل أكبر، وعادة فإن هذا النموذج يبنى على أساس نظرية الإرشاد التي يتبعها المرشد.
وفي بعض المواقع، فإن المرشد قد يجري مقابلة للتشخيص حيث يجري تقويما للحالة النفسية الراهنة للمسترشد، والعوامل المسببة للسلوك، بما يساعد على اقتراح
العلاج وتحديد مآل التوافق في المستقبل، ومثل هذه المقابلة تستخدم للتقويم على أن تبدأ العملية الإرشادية فيما بعد، وغالبا ما تكون مع مرشد آخر غير الذي قام بالتشخيص، ومع ذلك فإنه في معظم المواقع نجد التشخيص، والإرشاد يتداخلان مع بعضهما البعض عندما يبدأ المرشد المقابلة الأولى، ويستمر العمل مع المسترشد مع الأخذ في الاعتبار أن التشخيص Diagnosis ليس حكما Judgment عند نقطة من الزمن، وإنما هو جزء ملتحم في العملية الإرشادية المستمرة.
ويبني المدافعون عن استخدام التقويم التشخيصي في الإرشاد تأييدهم على افتراض أن التشخيص يوفر الوضوح، والترتيب داخل مجال شديد التعقيد، ويرون أن التشخيص يمكن المسترشد من أن يدمج بين عدد كبير من العناصر المختلفة من المعلومات في نمط ما يمكن فهمه، ويسمح للمرشد أن يتوقع بعض الجوانب عن المسترشد، كما أنه يوفر أساسًا راسخًا يبنى عليه خطط التعامل معه.
أما العامل الثاني الذي يبنون عليه تأييدهم لاستخدام التشخيص في الإرشاد، فهو افتراض أن التشخيص سيساعد في اختيار المسترشدين للعلاج أو استمرار العلاج، ويجب على المرشد أن يقرر ما إذا كانت المؤسسة التي يعمل فيها يمكن أن توفر الأنواع المناسبة من العلاج لمساعدة المسترشد حيث إن من المتعارف عليه الآن أن المرشدين لا يعملون مع الحالات الشديدة، الذين لديهم حالات ذهانية، أو أعراض مثل الهلاوس والهذاءات، وأولئك الذين يتطلبون الإقامة في مستشفيات، وهي حالات يحسن إحالتها للطبيب النفسي.
أما العامل الثالث فهو مساعدة المرشد في تحديد ما يحتاج إليه المسترشد بشكل أكبر، هل يحتاج المسترشد لمعلومات أو استبصار؟ هل هو في حاجة إلى توضيح أو مساندة، أم يحتاج إلى الجانبين معا؟ هل السبب الذي أعلنه المسترشد عند حضوره للإرشاد هو المشكلة الحقيقية، أم مجرد واجهة له؟ هذه هي التساؤلات التي يحتاج المرشد للإجابة عليها قبل بدء العلاج المناسب، ولقد كانت نتيجة نقص التحديد في التشخيص، والعلاج أن نظر كثير من المرشدين إلى التشخيص باعتباره لا يمثل جانبا هاما في الإرشاد ولقد كان التشخيص يعتبر واحدا من أكثر المهارات أهمية لدى المرشد حتى ظهرت حركة الإرشاد غير المباشر "الاسم القديم لنظرية العلاج المتمركز حول الشخص لكارل روجرز"، ومنذ ذلك الوقت، والمدافعون عن استخدام التشخيص في الإرشاد يجمعون البحوث، ويكتبون مدافعين عن رأيهم في محاولة لإظهار الإسهامات الإيجايبة للتشخيص الذي يقوم به المرشد، وبصفة خاصة في مجالين هما التصنيف Classification، والفهم Under standing.