الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6-
كرامة المهنة:
العمل الإرشادي عمل إنساني ذو طبيعة خاصة، يعمل فيه شخص لديه ظروف أفضل "من الناحية المتصلة بالصحة النفسية على الأقل" مع شخص لديه ظروف أدنى: اضطرابات، أو مشكلات، أو مشاغل، أو ارتباك، أو حيرة أمام موقف قرار، أو نقص في المهارات
…
إلخ. ولأن المسترشد يأتي إلى موقف الإرشاد وهو واثق أن المرشد الذي يقصده بوسعه أن يساعده على تصحيح موقفه، فإنه يكون مهيئا لقبول إرشادات هذا المرشد واقتراحاته. وبذلك، فإن الإرشاد يمثل أمانة يجب على المرشد أن يؤديها في كل مرة يقف فيها في علاقة إرشادية وفي جميع مستويات الإرشاد "الإنمائي، والوقائي، والعلاجي، وعلاج الأزمات". والعمل الإرشادي باعتباره مهنة يشتغل بها وسوف يشتغل بها عديد من الأفراد يقفون في إطار علاقة تربطهم بشكل مهني وخاص مع مسترشديهم، يحتاج إلى أن يصان عن كل ما قد يسيء إلى المهنة وسمعتها، فالإنسان في كل موقف يقفه يمكن أن يكون بين أفراده الصالح كما يمكن أن يكون منهم المنحرف. وفي بعض المواقع التي لا يتعامل فيها الإنسان مع الإنسان في علاقة مهنية، فإن الخطأ قد ينتهي باستبعاد مصدر الخطأ أو تصحيحه. أما عندما يكون الأمر في مهنة يضع إنسان نفسه أو أسراره في يد آخر ويأتمنه عليها، فإنه عندما يحدث انحراف فإن الضرر الذي يحدث لا يقف عند حدود المتسبب سواء أكان طبيبا أم معالجا أم مرشدا نفسيا، وإنما يتعدى ذلك إلى الإضرار بسمعة المهنة إضرارا كبيرا. ومن هذا المنطلق كان اهتمام الهيئات التي تنظم الاشتغال بمثل هذه المهن "الطب، والطب النفسي، والإرشاد، والعلاج النفسي، والخدمة الاجتماعية، وغيرها" بوضع ضوابط للممارسة تهدف إلى المحافظة على سمعة المهنة.
وبذلك فإنه يجب على المرشد أن ينأى بنفسه عن القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بسمعة المهنة مثل ادعاء مهارات ليست لديه، أو الإعلان عن ممارسته لطرق يعلم أنها غير ذات فعالية، أو الدعاية لنفسه في صورة غير مألوفة، أو استغلال وسائل الإعلام للدعاية لنفسه من خلال برامج تثقيفية أو خاصة بالتوعية، أو إضافة مؤهلات ليست لديه أو الإشارة لعضويته للجمعيات العلمية والمهنية على أنها ضمن مهاراته، أو الخروج بالعلاقة المهنية عن حدودها المهنية المتعارف عليها، أو عدم صونه لأسرار المسترشدين، أو إهماله في حفظ المعلومات الخاصة بهم أو عدم حصوله على إذن مسبق بنقل هذه المعلومات للغير، أو إجراء تجارب عليهم دون إذن منهم، أو التسبب في حدوث أضرار نتيجة أخطاء الممارسة، أو تطبيق اختبارات نفسية غير مناسبة أو تفسيرها بشكل غير دقيق.
والمرشد في سبيل محافظته على كرامة المهنة التي ينتمي إليها، يمتنع عن التورط في أي عمل ينهى عنه الدين والخلق وتجرّمه الأنظمة المعمول بها، وهو يدرك ويحترم حقوق الإنسان الذي يعمل معه، ويدرك أنه مسئول عنه مسئولية الوالد الأمين على أبنائه أثناء العمل معه، وأنه يعمل على وقايته من الأخطار التي ينمو إلى علمه تعرضه لها، إذا كان بحاجة إلى ذلك "مثلا: الأطفال والمرضى والمعوقون".
وإذا وصل لعلم المرشد أن من بين المشتغلين بالمهنة من يسيء التصرف أو يتورط في علاقات غير مشروعة مع المسترشدين، أو يخالف القواعد والضوابط الأخلاقية المتعارف عليها في ممارسة المهنة، فإنه يتخذ الإجراء المناسب الذي قد يبدأ بالنصح والتعريف بموطن الخطر وقد يمتد إلى إخطار الجهات المسئولة درءا للخطر عن المسترشدين وعن المهنة، ومحافظة على سمعتها.
ويجب على المرشد أن يحترم زملاءه في المهنة، وألا ينال أحدا منهم بالتجريح، وألا يدخل في صراعات مهنية مع زملائه، كما ينبغي عليه أن يمتنع عن الدخول في علاقة مع مسترشد يعلم أنه يتعامل في علاقة إرشادية مع مرشد آخر، وإذا كان دخل في علاقة مع أحد المسترشدين وتبين له أن هذا المسترشد كان في علاقة إرشادية لم تنته مع مرشد آخر قبل المجيء إليه، فإن عليه أن يتصل بذلك المرشد، وأن يحصل على موافقته، أو يكون عليه أن ينهي علاقته بهذا المسترشد إلا إذا اختار المسترشد نفسه أن ينهي علاقته بالمرشد الأول. وفي سبيل المحافظة على كرامة المهنة، فإن المرشد يسعى بكل ما يمكنه إلى رفع مستوى أدائه بطلب العلم واكتساب المهارة والإضافة إلى الميدان الذي يعمل فيه والإخلاص في عمله والتعاون مع زملائه.