الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث تحسينات الرّسم القرآني وأثرها في القراءات
تمهيد:
ثمة تحسينات أخرى ألحقها علماء الرسم القرآني على الرسم بغرض تيسيره للقراء، ودرء العامة عن اللحن والخطأ. ويمكن تصنيف هذه التحسينات في قسمين اثنين:
الأول: التحسينات في ضبط الفرش.
الثاني: التحسينات في ضبط الأداء.
فمن النوع الأول:
- إثبات الألف الخنجرية.
- إثبات الحروف المتروكة.
- إثبات الهمزات.
ومن النوع الثاني:
- إثبات المدّات.
- إثبات الصّلة.
- علامات الإدغام.
- علامات الإخفاء والإظهار.
وقد أدّت هذه التحسينات إلى نتائج مفيدة في تسهيل قراءة القرآن الكريم وإقرائه للعامة،
وصونها عن اللحن والخطأ، ولهذا المعنى حظيت هذه التحسينات بموافقة سائر علماء القراءة والمشتغلين بخدمة القرآن الكريم من الأمة، وفق ما قرره النووي في التبيان:
ولكن هذا القبول من الأمة لمنهج التحسين؛ لا يلغي مسئولية القرّاء والعلماء التي تعاظمت إثر ذلك، فأصبح كثير من المتواتر من القراءات لا يمكن أن يدلّ له الرسم القرآني، إذ إن أي تحسين في الرسم يتضمن في الوقت ذاته قيدا جديدا على الرسم؛ يحول دون إمكان دلالته على الوجوه الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن المصاحف المطبوعة اليوم أربعة؛ وهي: مصحف حفص، ومصحف قالون، ومصحف ورش، ومصحف الدوري، وهي منقوطة ومشكولة بما يوافق رواية كلّ منهم، وكذلك فإن التحسينات التي طرأت على رسم هذه المصاحف إنما تتجه إلى ضبط رواية الإمام المقصود، وهو يعني غياب الوجوه الأخرى التي قرأ بها الرّواة التسعة عشر الباقون، مما خالفوا فيه الإمام صاحب الرواية. وقد التزمت هذه الدراسة ما يتصل بمصحف حفص؛ إذ هو أكثر المصاحف شيوعا في العالم الإسلامي اليوم.
ويجب أن نؤكد مرة أخرى أن رواية حفص ليست أولى بالقبول من سواها إذ الكل هنا متواتر، ولا يقال إن بعضه أوثق من بعض، وإنما شاعت القراءة برواية حفص بدءا من أول هذا القرن حينما نشطت حركة طباعة المصاحف من مصر وتركيا اللتين كانتا تقرءان بقراءة عاصم من رواية حفص.
وقد تبين لي أن عامة المصاحف التي خطّها أهل الشام حتى القرن الماضي، والتي لا تزال
(1) التّبيان للنووي 150، ط جماعة تحفيظ القرآن الكريم بجدة.