الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب التكبير عن ابن كثير
(1)
اعلم أنّ ابن كثير انفرد بمذهب اختصّ به دون الجماعة/ 121 و/ وهو التكبير قبل البسملة في أوائل سور مخصوصة من آخر القرآن المجيد على خلاف بين أصحابه في محلّ ابتدائه وما ينتهي إليه واختصار لفظه والزيادة عليه.
فروى البزيّ عنه التكبير من أوّل سورة والضحى إلى آخر سورة النّاس، ولفظه الله أكبر. ونقله الدانيّ عن البزيّ (2) من أوّل سورة الشّرح، ولم ينسب الدانيّ التكبير إلى غيره من أصحاب ابن كثير.
وروى قنبل وهبة الله عن أبي ربيعة عن البزيّ التكبير من أول سورة الشرح ولفظه: لا إله إلّا الله والله أكبر.
ورواه بكّار عن قنبل في آخر سورة الناس، وإذا كبّر هناك قرأ الفاتحة وخمس آيات من سورة البقرة وآخرها وأولئك هم المفلحون (6)، وكذلك البزيّ في ما نقله الدانيّ.
(1) ينظر: التيسير/ 226، الإرشاد/ 639، والإقناع 2/ 816، والنشر 2/ 405.
(2)
مكان (عن البزي) في س: عنه.
فصل (1) ويجوز فيه باعتبار وصله وفصله سبعة أوجه:
أولها: أن يوقف على السّورة ثم يبتدأ به موصولا بالتسمية (2) / 121 ظ/ وتوصل التسمية (3) بالسورة التي بعدها، واختاره جماعة منهم أبو العزّ وابن شيطا (4) وأبو العلاء [وأبو الطاهر إسماعيل] ونقله أبو معشر (5) والدانيّ عنه.
وأمّا الثاني فهو أن يوصل بالسورة ويوقف (6) عليه ثم يبتدأ (7) بالبسملة موصولة بما بعدها، وهو اختيار طاهر بن غلبون [وأبي معشر] وأحد اختياري الدانيّ (8).
وأمّا الثالث فهو أن يوصل بالسورة والبسملة وتوصل البسملة بما بعدها وهو اختيار الصّقليّ وأحد اختياري الدانيّ، ونقله أبو محمد عن البزيّ من طريق الخزاعيّ (9).
وأما الرابع فهو أن يوصل بالسورة ثم يوقف عليه ثم على البسملة ويبتدأ بما بعدها، نقله أبو معشر (10).
(1) ينظر هذا الفصل في: التيسير/ 226، والإقناع 2/ 816، وسراج القارئ/ 395.
(2)
س: بالبسملة.
(3)
س: بالبسملة.
(4)
الأصل: سيطا، وما أثبتناه من س.
(5)
هو عبد الكريم بن عبد الصّمد بن محمد الطّبري القطّان الشافعي شيخ مكة ومقرئها ومؤلف (التلخيص في القراءات الثمان) وغيره ت 478 هـ (ينظر/ سير أعلام النبلاء 18/ 488، وغاية النهاية 1/ 401).
(6)
س: ويقف.
(7)
س: يبتدئ.
(8)
ينظر: التيسير/ 226، والنشر 2/ 432.
(9)
هو المقرئ المكي أبو محمد إسحاق بن أحمد بن إسحاق ت 308 هـ. (ينظر: معرفة القراء 1/ 184، وغاية النهاية 1/ 156، وسير أعلام النبلاء 14/ 289).
(10)
ينظر: النشر 2/ 434.
وأما الخامس فهو أن يوقف على السورة ثم عليه ويبتدأ بالبسملة موصولة بما بعدها، وهو اختيار أبي معشر وطاهر بن غلبون (1).
وأما السادس فهو أن يوقف على السورة ويبتدأ/ 122 و/ به موصولا بالبسملة ثم يوقف عليها ويبتدأ بما بعدها (2).
وأما السابع فهو أن يوقف على كلّ واحد من السورة والتكبير والبسملة (3) ولا يجوز الوقف على البسملة بعد وصلها به وقد وصل بالسورة، [قال شريح بن محمد الإشبيليّ في الكافي: ولا سبيل إلى وصل آخر السورة بالتكبير والبسملة ثم يقف على البسملة لأنها موضوعة في أوائل السور لا في أواخرها، انتهى كلامه].
وللقارئ القراءة بما شاء من هذه الأوجه السبعة غير أنّ المختار الأول لأنّ التكبير ذكر مشروع في أوائل السّور.
واختار الثاني والثالث من قال أنه مشروع في أواخرها، وقد ذكرت أصحاب القولين عند ذكر كلّ وجه [فاعلم ذلك].
(1) ينظر: التلخيص في القراءات الثمان/ 488، والنشر 2/ 432.
(2)
ينظر: النشر 2/ 434.
(3)
ينظر: النشر 2/ 435.