الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يَسمعْ غِناءً فقالَ: «يا عائشةُ، ألا تُغنِّينَ! فإنَّ هذا الحيَّ مِن الأنصارِ يُحبونَ الغِناءَ» (1).
بالآلةِ يُمنعُ مِنه، وبغيرِ الآلةِ اختلفَ العلماءُ في ذلكَ، فمَنعَه أبو حنيفةَ، وكرهِهَ مالكٌ والشافعيُّ، وحَكى أصحابُ الشافعيِّ عن مالكٍ أنَّ مذهبَه الجوازُ مِن غيرِ كراهيةٍ.
وهذا الحديثُ وردَ في العُرسِ على ما كانتْ عادةُ العربِ في إعلانِ التَّزويجِ.
19 -
أخبرنا
أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ / الأديبُ
بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو بكرِ بنُ ماجه: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرزُبانِ بنِ آذَرجِشْنِس الأبهريُّ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ الحكمِ الحَزَوَّريُ سنةَ خمسٍ وثلاثِمئةٍ: حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ بنِ حبيبٍ المصيصيُّ ولقبُه لُوينٌ: حدثنا حُديجُ بنُ معاويةَ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ:
بعثَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى النَّجاشيِّ ثَمانينَ رَجلاً، مِنهم: عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، وجعفرٌ، وأبو موسى الأَشعريُّ، وعبدُ اللهِ بنُ عُرْفُطةَ، وعثمانُ بنُ مَظعونٍ، فبعثَتْ قريشٌ عَمرو بنَ العاصِ وعمارةَ بنَ الوليدِ بهديةٍ، فقدِما على النَّجاشيِّ، فلمَّا دَخلا عليه سَجدا له، وابتَدرا، فقعدَ واحدٌ عن يمينِهِ والآخَرُ عن شمالِهِ فَقالا: إنَّ فقراءَ مِن بَني عَمِّنا نَزلوا بأرضِكَ، فرَغبوا عَنا، وعن مِلَّتِنا، قالَ: وأينَ هم؟ قَالوا: بأرضِكَ، فأرسَلَ في طلبِهم.
(1) هو في «جزء من حديث ابن مخلد عن ابن كرامة وغيره» (5).
وأخرجه أحمد (6/ 269)، وابن حبان (5875) من طريق ابن إسحاق بنحوه.
ومعناه عند البخاري (5162) من طريق عروة، عن عائشة.
قالَ جعفرٌ: أَنا خَطيبُكم اليومَ، فاتَّبعوه، فدخَلَ فسلَّمَ، فَقالوا: مالكَ لا تَسجدُ للملِكِ؟ قالَ: إنَّا لا نَسجدُ إلا للهِ عز وجل، قَالوا: ومن (1) ذلكَ؟ قالَ: إنَّ اللهَ أَرسلَ فينا رسولاً، وأَمرَنا أَن لا نَسجدَ إلا للهِ، وأَمرَنا بالصلاةِ والزكاةِ، قالَ عَمرو بنُ العاصِ: فإنَّهم يُخالفونَكَ في ابنِ مريمَ وأُمِّه، قالَ: ما تَقولونَ في ابنِ مريمَ وأُمِّه؟ قالَ: نَقولُ كما قالَ اللهُ: روحُ اللهِ وكلمتُه أَلقاها إلى مريمَ (2) العذراءِ البَتولِ، التي لم يَمسَّها بشرٌ، ولم يَفرِضْها ولدٌ.
قالَ: فرفعَ النَّجاشيُّ عوداً مِن الأرضِ قالَ: يا معشرَ / الحبشةِ والقِسيسينَ والرُّهبانِ، ما يَزيدونَ على ما تَقولونَ ما يَسوى هذا، أَشهدُ أنَّه رسولُ اللهِ، وأنَّه الذي بشَّرَ به عيسى في الإنجيلِ، واللهِ لولا ما أَنا فيه مِن المُلكِ لأتيتُه فأَكون أَنا الذي أَحملُ نَعليهِ وأُوضيهِ.
قالَ: انزِلوا حيثُ شئتُم، وأَمرَ بهديةِ الآخَرَينَ فرُدتْ عَليهما.
قالَ: وتعجَّلَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، فشهدَ بدراً، وقالَ: إنَّه لمَّا انتَهى إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم موتُهُ - في نسخةٍ موتُ النَّجاشيِّ (3) - استغفَرَ له (4).
(1) هكذا في الأصل وعليها علامة تضبيب، وفي «جزء لوين»: ولم ذاك، وفي بعض المصادر: وما ذاك.
(2)
عليها في الأصل علامة تضبيب، وليست في «جزء لوين» وبقية مصادر التخريج.
(3)
هكذا جاء هذا التعليق في الأصل في أثناء الحديث! وفي «جزء لوين» وبقية المصادر: موته.
(4)
هو في «جزء لوين» (3).
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في «معجمه» (327).
وحديج بن معاوية تكلم فيه.
ومن طريقه أخرجه أحمد (1/ 461)، والطيالسي (346)، والبيهقي في «الدلائل» (2/ 298).