الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا هُو المندوبُ إليه فيما إذا أَمَّ الرَّجلُ القومَ، وقَد ورَدت به الأَخبارُ يُؤكدُ بعضُها بعضاً، فأمَّا مَن يُصلِّي وحدَه فإنَّه يُطيلُ القيامَ والرُّكوعَ والسُّجودَ إِن أحبَّ ذلكَ (1).
308 -
أخبرتنا
كلنارُ بنتُ عبدِ اللهِ فتاةُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ الخبازِ
بأصبهانَ قالتْ: أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ أحمدَ السِّمسارُ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ الواحدِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الباطرقانيُّ: حدثنا أبو القاسمِ / الطبرانيُّ: حدثنا حفصُ بنُ عمرَ بنِ الصَّبَّاحِ: حدثنا صَباحٌ الرَّقيُّ: حدثنا سفيانُ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كانَ يَدعو في القُنوتِ: «اللهمَّ أَنجِ الوليدَ بنَ الوليدِ، اللهمَّ أَنجِ عيَّاشَ بنَ أبي ربيعةَ، اللهمَّ أَنجِ المُستضعَفينَ مِن المؤمنينَ، اللهمَّ اشدُدْ وَطأتَكَ على مضرَ، اللهمَّ اجعَلْها عَليهم سِنينَ كسِنيِّ يوسفَ» (2).
مَعنى قولِهِ: «اشدُدْ وَطأتَكَ على مُضرَ» أَي: اشدُدْ عذابَكَ عَليهم، وهَذا مِن بابِ الاستِعارةِ، وهو أحدُ طرقِ استعمالِ المَجازِ، وأَرادَ بمُضرَ مَن ينتسبُ إليه مِن قريشٍ وغيرِ قريشٍ مِن القبائلِ.
(1) وفي «سنن البيهقي» (2/ 62) بإسناد صحيح إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا كنت إماماً فخفف، فإن في الناس الكبير والضعيف وذا الحاجة، وإذا صليت وحدك فطول ما بدا لك.
(2)
أخرجه البخاري (1006)(2932)(3386) من طريق أبي الزناد به
وللحديث طرق وروايات عن أبي هريرة في «الصحيحين» وغيرهما يطول المقام بتتبعها.
ذِكرُ المُسمَّى مِن النِّساءِ كمالُ
309 -
أخبرتنا أمُّ الحُسْنِ كمالُ ابنةُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ عمرَ السَّمرقَنديِّ ببغدادَ قالتْ: أخبرنا نَقيبُ النُّقباءِ أبو الفَوارسِ طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ بقراءةِ وَالدي: أخبرنا أبو الفتحِ هلالُ بنُ محمدٍ الحفَّارُ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ يحيى بنِ عياشٍ القطانُ: حدثنا أبو الأشعثِ أحمدُ بنُ المقدامِ العجليُّ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ،
أنَّ رَجلاً أَتى المسجدَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطبُ يومَ الجمعةِ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أصلَّيتَ يا فلانُ؟» قالَ: لا، قالَ:«قُمْ فاركَعْ» (1).
اختلفَ العلماءُ فيمَن دَخلَ المسجدَ يومَ الجمعةِ والإمامُ يَخطبُ، هَل يُصلِّي النافلةَ؟ قالَ بعضُهم: يُصلِّي، واحتَجَّ بهذا الحديثِ، وهو قولُ الشَّافعيِّ رحمه الله. وقالَ بعضُهم: لا يُصلِّي، وهو قولُ أبي حَنيفةَ ومالكٍ.
/ وقَد قيلَ في مَعنى قولِهِ: «يا فلانُ قُمْ فاركَعْ» أَرادَ أَن يَقومَ الرَّجلُ فيَراهُ الناسُ فيَتصدَّقونَ عليه. وقيلَ إنَّه قَضيةٌ في عَينٍ. وقَد جاءَ فى حديثٍ آخَرَ: «إذا قُلتَ لِصاحبِكَ: أنصِتْ والإمامُ يَخطبُ فقَد لَغَوتَ» (2)، وفيه حُجةٌ لِمَن قالَ بتركِ تحيَّةِ المسجدِ لِمَن دَخلَ والإمامُ يَخطبُ، لأنَّ فيها مِن التَّشاغُلِ عن سَماعِ الخطبةِ أَكثرَ مما في قولِهِ:«أنصِتْ» (3).
(1) تقدم (55).
(2)
يأتي تخريجه (432).
(3)
هذا وما قبله، وغيره مما لم يذكره المصنف من أعذار لا تقوم أمام هذا الحديث الصحيح الصريح بالأمر بصلاة ركعتين لمن دخل المسجد والإمام يخطب، وينظر بيان ذلك في مظانه. والله أعلم.
310 -
أخبرتنا كمالُ ابنةُ عبدِ اللهِ: أخبرنا طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ: أخبرنا هلالٌ: حدثنا الحسينُ: حدثنا أحمدُ بنُ المقدامِ: حدثنا خالدُ بنُ الحارثِ، عن شعبةَ قالَ: أخبرني حصينٌ قالَ: سمعتُ أبا عُبيدةَ يُحدثُ، عن عمَّتِه فاطمةَ أنَّها قالتْ:
أَتينا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في نِساءٍ نَعودُه، فإذا سِقاءٌ يَقطرُ عليه مِن شِدةِ ما يَجدُ مِن الحمَّى، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو دَعوتَ اللهَ كَشفَ عَنكَ، فقالَ:«إنَّ مِن أَشدِّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الذينَ يَلونَهم، ثم الذينَ يَلونَهم» (1).
الإهابُ اسمٌ لِما يَسترُ لحمَ الشاةِ، فإذا سُلخَ سُميَ جِلداً، ثم بعدَ ذلكَ يُسمَّى بما جُعلَ فيه، فإنْ كانَ فيه ماءٌ قيلَ: سِقاءٌ، وإنْ كانَ فيه لبنٌ قيلَ: وِطابٌ، وإنْ كانَ فيه سَمنٌ قيلَ: عُكَّةٌ، وإنْ كانَ فيه عسلٌ قيلَ: نِحْيٌ، وإنْ كانَ فيه دهنٌ قيلَ: زِقٌّ، وإنْ كانَ فيه خبزٌ وما يُؤكلُ قيلَ: جِرابٌ.
311 -
أخبرتنا كمالُ ابنةُ عبدِ اللهِ قالتْ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ النِّعاليُّ بقراءةِ أبي رحمه الله قالَ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَهديٍّ: أخبرنا القاضي أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ إسماعيلَ هو المَحامِليُّ: حدثنا أحمدُ بنُ منصورٍ ويوسفُ بنُ موسى (2) وإبراهيمُ بنُ هانئٍ وروحُ بنُ الفرجِ قَالوا: أخبرنا أبو عبدِ الرحمنِ المقرئُ: / حدثنا حَيوةُ قالَ: أخبرني أبو صخرٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ أخبَره، عن سالمِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ: أخبَرني أبو أيوبَ الأَنصاريُّ،
(1) هو في «جزء هلال الحفار» (33). وتقدم (145).
(2)
في الأصل: (حدثنا أحمد ومنصور ويوسف بنو موسى) والمثبت من «المحامليات» .
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسريَ به مَرَّ على إبراهيمَ خليلِ الرحمنِ، فقالَ إبراهيمُ لجبريلَ: مَن مَعكَ يا جبريلُ؟ (1) قالَ جبريلُ: هذا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فقالَ له إبراهيمُ: يا محمدُ، مُرْ أُمَّتكَ فليُكثِروا مِن غِراسِ الجنةِ، فإنَّ تُربتَها طَيبةٌ، وإنَّ أرضَها واسعةٌ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لإبراهيمَ: وما غِراسُ الجنةِ؟ قالَ: لا حَولَ ولا قَوةَ إلا باللهِ.
وقالَ يوسفُ: إنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أخبَره، قالَ (2): قالَ أبو عبدِ الرحمنِ مرةً أُخرى: عن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ، ثم ذَكرَ نحوَه (3).
312 -
أخبرتنا كمالُ ابنةُ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ السَّقطيِّ وغيرُها ببغدادَ قَالوا: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ: حدثنا أبو أحمدَ عُبيدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي مسلمٍ الفَرضيُّ المقرئُ: حدثنا أبو بكرٍ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ البُهلولِ الكاتبُ: [حدثنا جَدي إسحاقُ بنُ البُهلولِ](4): حدثنا إسحاقُ الأَزرقُ، عن عوفٍ، عن محمدِ بنِ سِيرينَ، عن حَكيمِ بنِ حزامٍ قالَ:
نَهاني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن أَبيعَ ما ليسَ عِندي.
(1) من «المحامليات» وفي الأصل: (من معك فأخبرني).
(2)
في «المحامليات» : وقال.
(3)
هو في «أمالي المحاملي» رواية ابن مهدي الفارسي (275).
وأخرجه أحمد (5/ 418)، وابن حبان (821)، والطبراني (3898)، والبيهقي في «الشعب» (648)(649) من طريق أبي صخرحميد بن زياد به.
وانظر «الصحيحة» (105).
(4)
ساقطة من الأصل، واستدركتها من الموضع السابق (195) من طريق الخطيب الأنباري.
قالَ عبدُ الخالقِ: اختَلفَ العلماءُ في مَعنى هذا الحديثِ، قالَ بعضُهم: النَّهيُ يَتناولُ ما ليسَ بحَضرتِهِ لدَى العقدِ، وبه قالَ الشَّافعيُّ. وقالَ بعضُهم: المُرادُ به ما ليسَ عِندَه مِلكاً، بأَن يَبيعَ الشيءَ ثم يَمضي ويَشتَريه ويُسلمهُ، فلا يَجوزُ ذلكَ، وبه قالَ أبو حَنيفةَ رحمه الله.
313 -
أخبرتنا كمالُ ابنةُ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ وغيرُها قَالوا: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ قالَ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ / بنُ مَهديٍّ سَنةَ سبعٍ وأربعِمئةٍ: حدثنا محمدُ بنُ مَخلدٍ الخَضيبُ سَنةَ ثلاثينَ وثلاثِمئةٍ: حدثنا الحسنُ بنُ عرفةَ بنِ يزيدَ العبديُّ: حدثنا إسماعيلُ بنُ عياشٍ (1)، عن عُمارةَ بنِ غَزيةَ الأَنصاريِّ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أُعطيَ عَطاءً فوجدَ فليَجزِ به، فإِن لم يَجدْ فليُثْنِ به، فإنَّه إذا أَثنى به فقَد شَكرَه، ومَن كتَمَه فقَد كفَرَه، ومَن تَحلَّى بما لم يُعْطَ فهو كلابِسِ ثَوبَي زُورٍ» (2).
التَّحلِّي هو التزيُّنُ.
(1) في الأصل: «بن أبي عياش» .
(2)
هو في «جزء من حديث ابن مخلد العطار عن ابن كرامة وغيره» (63).
وأخرجه الترمذي (2034) من طريق إسماعيل بن عياش به. وقال: حسن غريب.
وقال أبو زرعة - كما في «العلل» لابن أبي حاتم (2569) -: هذا خطأ، إنما هو عمارة بن غزية، عن شرحبيل، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وكذلك أخرجه البخاري في «الأدب الفرد» (215)، وعبد بن حميد (1145).
وأخرجه أبو داود (4813)، وأبو يعلى (2137) من طريق بشر بن المفضل، عن عمارة بن غزية قال: حدثني رجل من قومي، عن جابر.
قال أبو حاتم في «العلل» (2469): هذا الرجل هو شرحبيل بن سعد.
وأورده الألباني في «الصحيحة» (617).
وقولُهُ: «بما لم يُعْطَ» كأنَّه مُتحلي بما لم يُعطِه اللهُ تَعالى، ويتكَثَّرُ بأكثرَ مما يكونُ عندَهُ.
ومَعنى: «ثَوبَي زُورٍ» أَن يَلبسَ مَن يُرائي بعملِهِ ثيابَ أهلِ الزُّهدِ والصلاحِ، يُري الناسَ أنَّه مِنهم وليسَ مِنهم، وقيلَ مَعناه أَن يَلبسَ قَميصاً مَوصولَ الكُمَّينِ بكُمَّينِ آخَرَينِ، حتى يَظنَّ الغَيرُ أنَّ عليه قَميصَينِ.