الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ الفاءِ
292 -
أخبرنا
أبو المَعالي الفضلُ بنُ سهلِ بنِ بشرِ بنِ أحمدَ الإسْفرائينيُّ
ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبي قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي نصرٍ: أخبرنا يوسفُ بنُ القاسمِ المَيانِجيُّ: أخبرنا عليُّ بنُ الحسنِ بنِ سلمٍ: حدثنا الحجاجُ بنُ يوسفَ بنِ قُتيبةَ الأَصبهانيُّ: حدثنا النعمانُ بنُ عبدِ السلامِ - هو بَصريٌّ -، عن سفيانَ، عن الأعمشِ، عن المَعرورِ بنِ سُويدٍ، عن أبي ذرٍّ قالَ:
انتَهيتُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في ظلِّ الكعبةِ، فلمَّا رآني قالَ:«هم الأَخسَرونَ وربِّ الكعبةِ» الحديث (1).
293 -
أنشدَني
أبو عليٍّ الفرجُ بنُ أحمدَ ابنُ الأخوةِ البغداديُّ
بها لنفسِهِ:
إنَّ الضَّغائنَ مِن نعمانَ هِجْنَ هَوىً
…
يا طالَ ما هيَّجَ الأَطرابَ نُعمانُ
لمَّا رأيْنَ دَمي أَنكرْنَ سافِكَهُ
…
نَفرْنَ عَنه وبعضُ النكرِ عِرفانُ
دَمي الذي صارَ مِسكاً في نوافِجِها (2)
…
فكيفَ تَنفِرُ مِنه وهْي غِزلانُ
294 -
أخبرتنا فاطمةُ ابنةُ محمدِ بنِ أبي سعدٍ البغداديِّ بأصبهانَ قالتْ: أخبرنا سعيدُ (3) بنُ أبي سعيدٍ العَيَّارُ: أخبرنا الحسنُ بنُ أحمدَ المَخْلَديُّ: أخبرنا أبو العباسِ السَّراجُ: حدثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ: حدثنا الليثُ، عن ابنِ شهابٍ، عن عروةَ، / عن عائشةَ أنَّها أخبرتْه،
أنَّها كانَت تَغتسلُ في القدحِ وهو الفَرَقُ، وكنتُ أَغتسلُ أَنا ورسولُ اللهِ
(1) انظره بتمامه عند البخاري (1460)(6638)، ومسلم (990) من طريق الأعمش.
(2)
نوافج المسك أوعيته.
(3)
من مصادر ترجمته، وفي الأصل: سعد.
صلى الله عليه وسلم مِن إناءٍ واحدٍ (1).
قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: «الفَرَقُ» مُقدَّرٌ بستةَ عشرَ رَطلاً، وكانَ مالكُ بنُ أنسٍ رحمه الله يُصغِّره ويقولُ: كانَ كقَدرِ الصاعِ أو فَوقَه قليلاً.
295 -
أخبرتنا فاطمةُ بنتُ محمدِ بنِ (2) أبي سعدٍ قالتْ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ إبراهيمَ بنِ جعفرٍ العَطارُ إملاءً قالَ: حدثنا القاضي الشريفُ أبو عمرَ القاسمُ بنُ جعفرِ بنِ عبدِ الواحدِ الهاشميُّ: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ الأَثرمُ المقرئُ: حدثنا بشرُ بنُ مطرٍ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن عمرَ (3) بنِ الخطابِ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تُطرُوني كما أَطرَت النَّصارى ابنَ مريمَ، إنَّما أَنا عبدُ اللهِ، فقُولوا: عبدُ اللهِ ورسولُهُ» .
أخرجَه البخاريُّ عن الحُميديِّ (4)، عن سفيانَ.
والإطراءُ هو المُبالغةُ في المدحِ على وجهٍ يَخرجُ إلى المُغالاةِ.
296 -
أخبرتنا فاطمةُ بنتُ محمدٍ قالتْ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عليٍّ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ موسى بنِ مَردويه مِن لفظِهِ وأَنا سألتُه: حدثنا أبو عَمرو أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ حكيمٍ: حدثنا محمدُ بنُ يعقوبَ الفَرَجيُّ:
(1) هو في «حديث السراج» (1881).
وأخرجه البخاري (250)(263)(273)، ومسلم (319) من طريق عروة به.
(2)
هي في الأصل أقرب إلى: (ابنة)، وتقدم على الصواب.
(3)
هكذا في الأصل، من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عمر، وقد أخرجه ابن عساكر (4/ 69) من طريق القاضي أبي عمر الهاشمي، وزاد بينهما: ابن عباس.
وهكذا هو عند البخاري وغيره.
(4)
في الأصل: (عن حميد)، والمثبت من «صحيح البخاري» (3445).
حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ قُريبٍ الأَصمعيُّ قالَ: حدثنا أبي، عن أبي مَعشرٍ، عن سعيدٍ المَقبريِّ، / عن أبي هريرةَ قالَ:
قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «السُّرعةُ في المشيِ تُذهِبُ بهاءَ المؤمنِ» (1).
يُشيرُ صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ المشيَ بالسَّكينةِ والوَقارِ فيه بَهاءُ المؤمنِ، وقَد جاءَ في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى:{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] أي بالسَّكينةِ والوَقارِ، وكانَ مَشيُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسطاً بينَ التأنِّي والإسراعِ (2).
(1) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (10/ 290)، والخطيب (1/ 417)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1178)، وأبو سعد الماليني في «الأربعين» (5) من طريق محمد بن يعقوب الفرجي به.
وقال الألباني في «الضعيفة» (55) بعد أن ذكر بقية طرقه: منكر جداً.
(2)
لم أجد حديثاً بهذا اللفظ أو قريباً منه. والأحاديث الواردة في هذا الباب تشير إلى أن مشي النبي صلى الله عليه وسلم هو إلى السرعة أقرب، والله اعلم.
وقال الألباني بعد بيانه لضعف طرق الحديث السابق: ويكفي في رد هذا الحديث أنه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في مشيه، فقد كان صلى الله عليه وسلم سريع المشي كما ثبت ذلك عنه في غير ما حديث، وروى ابن سعد في «الطبقات» عن الشفاء بنت عبد الله أم سليمان قالت: كان عمر إذا مشى أسرع.
ولعل هذا الحديث من افتراء بعض المتزهدين الذين يرون أن الكمال أن يمشي المسلم متباطئاً متماوتاً كأن به مرضاً! وهذه الصفة ليست مرادة قطعاً بقوله تعالى:
قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها: «هوناً» أي بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار، كقوله تعالى:{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} ، فأما هؤلاء فإنهم يمشون بغير استكبار ولا مرح ولا أشر ولا بطر.
وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى تصنعاً ورياء، فقد كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام إذا مشى كأنما ينحط من صبب وكأنما تطوى الأرض له، وقد كره بعض السلف المشي بتضعف، حتى روى عن عمر أنه رأى شاباً يمشي رويداً، فقال: ما بالك أأنت مريض؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، فعلاه بالدرة وأمره أن يمشي بقوة، وإنما المراد بالهو ن هنا: السكينة والوقار. اه.