الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: أبنية الأسماء
[الثلاثي المجرد] :
أبنية الأسماء1 الأصولِ أقل ما تكون ثلاثة، وأكثر ما تكون خمسة. ولا يوجد اسم متمكن، على أقل من ثلاثة أحرف، إلا أن يكون منقوصًا، نحو: يد ودم وبابهما.
فأمَّا الثلاثي من الأصول فيتصور فيه اثنا عشر بناء؛ وذلك أنه يتصور في الفاء أن تكون مفتوحة ومضمومة ومكسورة. ويتصور -مع تحريكها بالفتح- في العين أربعة أوجه: أن تكون مفتوحة ومضمومة2 ومكسورة وساكنة. وكذلك مع تحريكها بالضم والكسر. إِلَّا أنه أهمل منها بناءان –وهما "فُعِلٌ" و"فِعُلٌ"؛ لكراهية الخروج من ضم إلى كسر، أو من كسر إلى ضم.
فأمَّا دُئِلٌ3 ورُئِمٌ4 فلا حجة فيهما، لاحتمال أن يكونا منقولين من "دُئِلَ" و"رُئِمَ" اللذين هما فعلأنَّ مبنيان للمفعول إلى الأسماء؛ لأنه يقال: دَأَلَ5 ورَئِمَ6. فإذا بُنيا للمفعول قيل: دُئِلَ ورُئِمَ. وقد ينقل الفعل إلى الاسم في حال التنكير؛ ألا ترى أنهم قالوا: اليَنْجَلِبُ، للخَرَز الذي يُجلَب الإنسان به إلى أمر7؟ فيكون دُئِلٌ ورُئِمٌ8 من هذا القبيل، فلم يبق للثلاثي من الأصول إِلَّا عشرة أبنية:
فَعْلٌ: ويكون في الاسم والصفة. فالاسم نحو: صقْر وفهْد. والصفة نحو: ضخْم وصعْب9.
1 سقط من م. وانظر في هذا الباب 2: 315، 342 من الكتاب و2: 4، 36 من المزهر.
2 م: بالفتح أن تكون العين مضمومة ومفتوحة.
3 الدئل: ابن آوي. وهو أيضًا اسم علم لجد من جدود أبي الأسود الدؤلي.
4 الرئم: الاست. وأثبت أبو حيان في حاشية ف: ذكر ابن مالك أن وُعَلًا لغة في وَعِل، وأن أكثر النحويين لا يعتدون بهذا البناء في الأسماء.
5 دأل: مشى مشيا فيه ضعف.
6 رئم: أحب وألف. وفي حاشية ف: "رئم" بفتح الهمزة وكسرها وفوقها: معًا.
7 م: في الخرزة التي يجلب بها الغائب. وكذلك في نسخة أخرى كما جاء في حاشية ف. وانظر ص 75.
8 سقط من م.
9: صعب وضخم.
وفُعْلٌ: ويكون فيهما. فالاسم نحو: بُرْد وقُرْط1. والصفة نحو: مُرّ وحلو وعُبْر2.
وفِعْلٌ: ويكون فيهما. فالاسم نحو: عِكْم3 وجذع. والصفة نحو4: نِقْض ونضو.
وفَعَلٌ: ويكون فيهما. فالاسم نحو: جمل وجبل. والصفة نحو: حَدَث وبطل.
وفَعِلٌ: ويكون فيهما. فالاسم نحو: كتف وكبد. والصفة نحو: حذِر ووجِع.
وفَعُلٌ: ويكون فيهما. فالاسم نحو: رجل وسَبُع. والصفة نحو: حَدُث5 وخلُط6.
وفُعَلٌ:7 ويكون فيهما. فالاسم نحو: صُرَد ونغر8. والصفة نحو: حُطَم ولُبَد9.
وفُعُلٌ: ويكون فيهما. فالاسم نحو: طُنُب وعنق. والصفة نحو: جُنُب وأُحُد.
فِعَلٌ: ويكون فيهما. فالاسم نحو: ضِلَع وعِوَض. والصفة: عِدًى10 وزِيَمٌ. ولم يجئ غيرهما11، قال الشاعر12:
إذا كنت في قومٍ عِدَىً لست منهم
…
فكل ما عُلفت من خبيث وطيب
وقالوا13: منزل زِيَمٌ. قال14:
[باتت ثلاث ليال ثم واحدة
…
بذي المجاز] تراعى منزلا زِيَمًا
أي: متفرق الأهل.
فأمَّا "سِوًى"، من قوله تعالى15:{مَكَانًا سُوًى} ، فهو اسم في الأصل للشيء المستوي وصف به، بدليل أنه لو كان صفة أصلية لتمكن في الوصفية، فكان يذكَّر مع المذكر، ويؤنث مع المؤنث، إذ حق الصفة أن تطابق الموصوف. ومما يدلك على أنها إذا لم تطابق موصوفها
1 سقط من م.
2 العبر: الثكلى.
3 العكم: العدل.
4 النقض: المنقوض. والنضو: المهزول.
5 الحدث: الحسن الحديث.
6 الخلط: المخالط للأمور والعارف بها.
7 سقط البناء كله من م.
8 الصرد: ضرب من الغربان. والنغر: البلبل.
9 اللبد: المقيم لا يبرح منزله.
10 في حاشية ف: "لم يثبت سيبويه إِلَّا قومًا عدى". انظر الكتاب2: 315.
11 م: والصفة عدى ولم يجئ غيرها.
12 ينسب إلى زراقة بن سبيع. إصلاح المنطق ص99 والكامل ص271 والبيان والتبيين3: 250 والحيوان 3: 103 وشرح الحماسة للمرزوقي ص358 وللتبريزي 1: 336 والمخصص 12: 52 والحماسة البصرية2: 56 الصحاح واللسان والتاج "عدو" والاقتضاب ص379.
13 سقط القول والشاهد مع تفسيره من م.
14 النابغة الذبياني. اللسان "زيم" وديوانه ص109 يصف امرأة. وذو المجاز: سوق للعرب. وتراعي: ترقب.
15 الآية 58 من سورة طه.
جرت مجرى الأسماء، جمعُهم رَبْعة1:"رَبَعَات" بفتح العين2 كجفنات. والصفة المحضة3 لا يكون فيها4 إِلَّا إسكان العين. وأنت لا تقول إلا: بُقعة سِوًى. فدل ذلك على أنه ليس5 بصفة في الأصل.
وكذلك قوله عز وجل: {دِينًا قِيَمًا} 6 لا حجة فيه؛ لأنه مصدر في الأصل مقصور من "قيام". ولولا ذلك لكان "قِوَمًا" لأنه من ذوات الواو، ولا تقلب الواو ياء إذا كانت متحركة عينًا في مفرد لانكسار ما قبلها، إِلَّا بشرط أن يكون بعدها ألف وتكون في مصدر لفعل اعتلت عينه، نحو: قام قيامًا وعاذ عياذًا. فدل انقلاب الواو ياء، في "قِيَم"، على أنه مصدر في الأصل وُصف به، كما وصف بعد وزَوْر، وهما مصدران في الأصل.
وكذلك7 قولهم: سبيٌ طِيَبَةٌ8، وماء روى، وماء صِرًى9. لا حجة في شيء من ذلك على إثبات "فِعَلٍ" في الصفات؛ لأنَّ جميع ذلك لا يطابق موصوفه: أمَّا طِيَبَةٌ فإنه مؤنث اللفظ وهو تابع لمذكر، وأمَّا رِوًى وصِرًى فيوصف بهما الجميع والمفرد على صورة واحدة، فيقال: مياه صِرًى، ومياه رِوًى. وقد تقدم أن الصفة إذا كانت كذلك كانت محكومًا لها بحكم الأسماء.
وفِعِلٌ: ولم يجئ منه إِلَّا [7أ]"إِبِلٌ" خاصة، فيما زعم سيبويه10. وحكى غيره "أتان إِبِدٌ" للوحشية. فأمَّا "إِطِلٌ" فلا حجة فيه؛ لأنه المشهور فيه إِطْلٌ بسكون الطاء. فإِطِل يمكن أن يكون مما أُتبعت الطاء فيه11 الهمزة للضرورة؛ لأنه لا يُحفظ إِلَّا في الشعر، نحو قوله12:
له إطلا ظبي وساقا نعامة
وكذلك حِبِرة13، الأفصح والمشهور فيها إنما هو حِبْرَة، وحِبِرَة ضعيف. وكذلك بلز14 لا حجة فيه؛ لأنَّ الأشهر فيه بِلِزٌّ بالتشديد. فيمكن أن يكون بِلِزٌ مخففًا منه.
1 الربعة: المتوسط القامة، يوصف بها المذكر والمؤنث.
2 يريد: فتح عين الكلمة، وهي الباء من ربعات.
3 م: المختصة.
4 أي: في جمعها جمع مؤنث سالمًا.
5 في حاشية ف بخط أبي حيان: "لا تقول إِلَّا بقعة سوى. فدل على أنه ليس بصفة في الأصل" ثبت هذا هنا في النسخة المقابل بها، وسقط فيما بعد. ومما يدلك
…
في نسخة الخزرجي.
6 الآية 161 من سورة الأنعام. وهذه قراءة الكوفيين وابن عامر.
7 سقطت الفقرة كلها من م ومن نسخة أخرى أشير إليها في حاشية ف.
8 الطيبة: الحِل.
9 الصرى: الذي طال استنقاعه، فتغير.
10 الكتاب 2: 315 وشرح الشافية 1: 45، 46.
11 م: فيه الطاء.
12 من معلقة امرئ القيس. ديوانه ص21. والإطل: الخاصرة.
13 الحبرة: صفرة الأسنان.
14 البلز: الضخمة. وفي حاشية ف بخط أبي حيان: البلز: المرأة السمينة القصيرة، وأثبت ابن مالك بلزًا على وزن فعل.