الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن بين أوَّل حافَّة اللسان وما يليها1 من الأضراس مخرج: الضاد، إِلَّا أنك إن شئتَ تكلَّفتها من الجانب الأيمن، وإن شئتَ من الأيسر.
ومن أوَّل حافَّة اللسان2، من أدناها إلى منتهى طرف اللسان، [ما] 3 بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى، ممّا فُويق4 الضاحك والناب والرَّباعِيَة والثنيَّة، مخرج: اللام.
ومن طرف اللسان، بينه وبين ما فُويق الثنايا، مخرج: النون.
ومن مخرج النون؛ غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلًا، لانحرافه إلى اللام، مخرج: الراء.
ومن5 بين طرف اللسان وأُصول الثنايا مخرج: الطاء والدال والتاء.
ومن6 بين طرف اللسان وفُويق الثنايا مخرج: الصاد والزاي والسين7.
ومن 8 بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مخرج: الظاء والثاء والذال9.
ومن باطن الشفة وأطراف الثنايا العُلى10 مخرج: الفاء.
ومن11 بين الشفتين مخرج: الباء والميم والواو.
ومن الخياشيم مخرج: النون الخفيفة12.
1 الكتاب: وما يليه.
2 في حاشية ف: "ومن حافة اللسان. في كتاب سيبويه". قلت: وكذلك في سر الصناعة.
3 من الكتاب. وفي سر الصناعة: من.
4 م: "مما فوق". وفي مطبوعة الكتاب: "وما فويق". ولكن ما نقله عنه شارح الشافية هو مثل ما أثبتنا.
5 في الكتاب وسر الصناعة: ومما.
6 في الكتاب وسر الصناعة: ومما.
7 في مطبوعة الكتاب: "الزاي والسين والصاد". وكذلك فيما نقله عنه شارح الشافية. وما أثبته ابن عصفور هو في الشافية وسر الصناعة.
8 في الكتاب وسر الصناعة: ومما.
9 في الكتاب وسر الصناعة وشرح الشافية: الظاء والذال والثاء.
10 م: والثنايا العليا.
11 في الكتاب وسر الصناعة: ومما.
12 ويقال لها الخفيَّة أيضًا. انظر ص417.
ذكر تقسيمها بالنظر إلى صفاتها
1:
فمن ذلك انقسامها إلى مجهور ومهموس: فالمهموسة عشرة أحرف يجمعها "ستَشحَثُكَ
1 الكتاب 2: 405-406 وسر الصناعة 1: 68-75 وشرح الشافية 3: 257-264 والنشر 1: 202-205 والمقتضب 1: 194-196 وشمس العلوم 1: 22 وشرح المفصل 10: 128-131.
خَصَفَهْ"1 وباقي الحروف مجهورة.
والمجهور: حرف أُشبع الاعتماد2 عليه في موضعه، فمنَع النَّفَس أن يجري معه حتَّى ينقضي الاعتماد3. غير أنَّ الميم [63أ] والنون، من جملة المجهورة، قد يُعتمد لهما في الفم والخياشيم، فتصير فيهما غُنَّةٌ.
والمهموس4: حرف أُضعف الاعتماد عليه في موضعه، حتَّى جرى معه النَّفَسُ. واعتبار ذلك بأن تكرَّر الحرف وحده، أو بحرف اللِّين معه، نحو: سَسَس كَكَكَكَ سِيسِيسِي كِيكِيكِيكِي5، فتجد النَّفَس يجري مع الحرف. ولو رُمتَ في المجهور لَما أمكنك.
وتنقسم أيضًا إلى شديد، ورِخْو، وبين الشِّدَّة والرَّخاوة. فالشديد ثمانية أحرف يجمعها "أَجِدُك قَطَبْتَ". والتي بين الشديدة والرِّخوة أيضًا ثمانية أحرف يجمعها "لم يَروِعَنَّا"6. وباقي الحروف رِخو.
والشديد: حرف يمتنع7 الصوت أن يجري فيه لانحصار الصوت؛ ألا ترى أنك لو قلت: الحقّْ والشطّ ْ8، ثمَّ رُمت مدّ الصوت في القاف والطاء، لكان ممتنعًا؟
والرِّخو9: هو الذي يجري فيه الصوت من غير ترديد10، لتجافي اللسان عن موضع الحرف؛ ألا ترى أنك تقول: المَسّْ والرَّشّْ والشُّحّْ ونحوَ ذلك، فتجد الصوت جاريًا مع السين والشين والحاء؟
والذي بين الشديدة والرِّخوة11. هو الذي لا يجري الصوت في موضعه عند الوقف،
1 أي: ستتكدّى عليك خصفة. وهي امرأة. وفي حاشية ف: ويجمعها أيضًا: سكت فحثه شخص. ويجمع المجهور: ظلّ قند يضغم دزطًا وإذا بعج. انظر الارتشاف1: 10.
2 م: للاعتماد.
3 زاد في سر الصناعة: "ويجري الصوت". وزاد في الكتاب: "عليه، ويجري الصوت".
4 علق أبو حيان بحاشية ف ما يلي: ابن الأنباري: سميت الحروف المهموسة مهموسة؛ لأنَّ الاعتماد يضعف في موضعها، فيجري النَّفَس قبل انقضاء الاعتماد، ويخرج صوت الصدر مهموسًا، أي خفيًّا.
5 م: بأن تكرر نحو سسس كككك.
6 م: لم يروَّعنا.
7 م: "ممتنع". وفي الكتاب: يمنع.
8 ف: البسط.
9 علق أبو حيان بحاشية في ما يلي: ابن الأنباري: إنَّما سميت رخوة؛ لأنَّ الاعتماد يضعف في موضع الحرف، ولا يضغط ضغطًا يمنع الصوت من أن يخرج، فيخرج الحرف رِخوًا لذلك.
10 سقط "من غير ترديد" من م.
11 م: الشديد والرخو.
ولكن يعرض له أعراض توجب خروج الصوت، باتِّصاله بغير مواضعها1:
فأمَّا العين فإنك قد تصل إلى الترديد فيها كما2 تصل إلى ذلك في الرِّخوة، لشبهها بالحاء كأنَّ صوتَها يَنسلُّ عند الوقف إلى الحاء، فليس لصوتها الانحصار التامُّ، ولا جريُ الرِّخو.
وأمَّا اللام فإنَّ الصوت قد يَمتدُّ فيها؛ لأنَّ ناحيتي مُستدَقِّ اللسان تتجافيان3، فيخرج الصوت منهما، وليس [يخرج] 4 الصوت من موضع اللام؛ لأنَّ طرف اللسان لا يتجافى فليس للصوت جري تامٌّ5. وبيان ذلك أنك لو شَددْتَ جانبي موضع اللَّام لانحصر الصوت، ولم يجر البتَّة.
وأمَّا النون والميم فيجري معهما الصوت في الأنف6؛ لأنَّ الغُنَّة صوت، ولا يجري في الفم؛ لأنَّ اللسان لازم لموضع الحرف من الفم.
وأمَّا الراء فللتكرار الذي فيها قد يتجافى اللسان بعض تجافٍ، فيجري معه الصوت إذ ذاك.
وأمَّا الياء والواو فلأنَّ مخرجهما اتَّسع لهواء الصوت، فجرى لذلك الصوتُ بعضَ جري، وأمَّا الألف فلأنَّ مخرجها اتَّسع لهواء الصوت أشدَّ من اتِّساع مخرج الياء والواو؛ لأنك تضمُّ شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قِبَلَ الحنك، وليس في الألف شيء من ذلك. فهذه الأحرف الثلاثة لها أصوات في غير موضعها من الفم. فصارت بذلك مُشبِهة للرِّخوة، وهي تشبه الشديدة للزومها مواضعها، وليس للصوت جري في مواضعها كالرِّخوة.
وتنقسم أيضًا إلى مُطْبَق ومُنفتِح. فالمطبَقة أربعة أحرف: الطاء والظاء والصاد والضاد. وباقي الحروف منفتح. والإطباق: أن تَرفعَ ظهر لسانك إلى الحنك الأعلى مُطْبِقًا له. ولولا الإطباق لصارت الطاء دالًا والصاد سينًا والظاء ذالًا؛ لأنَّ الفارق بينها إنَّما هو الإطباق، ولخرجت الضاد من الكلام؛ لأنه ليس من موضعها حرف غيرُها، فترجعَ الضاد إليه إذا زال الإطباق. والانفتاح ضدُّ ذلك.
وتنقسم الحروف أيضًا إلى مُستَعْل ومُنخفِضٍ. فالمستعلية سبعة: الأربعة المطبقة، وثلاثة
1 كذا بالجمع وتأنيث الضمير. فالمواضع ههنا مضافة إلى ضمير الحروف التي بين الشديدة والرِّخوة، لا إلى ضمير حرف واحد. انظر شرح الشافية 3:26.
2 م: فما.
3 ف: "يتجافيان". م: يتجافى.
4 من م.
5 م: تمام.
6 ف: الألف.
من غيرها وهي الخاء والغين1 والقاف. والمنخفض ما عدا ذلك. والاستعلاء: أن يَتصعَّد اللسان2 إلى الحنك الأعلى، انطبق اللسان أو لم ينطبق، والانخفاض ضدُّ ذلك.
وتنقسم إلى مكرَّر وغير مكرَّر. فالمكرَّر: الراء. وما عداها غير مكرَّر. وأعني بالتكرار: أنك إذا وقفت عليها رأيتَ طرف اللسان يَتعثَّرُ فيها. ولذلك احتُسبت في الإمالة بحرفين على ما ذُكر3 في باب الإمالة4،
وتنقسم أيضًا إلى مُتقَلقِل، ومُشْرَب، وما ليس فيه قلقلة ولا إشراب.
فالمتقلقلة: القاف والجيم والطاء والدال والباء. وذلك أنها تُضغَط عن مواضعها، وتُحفَز5 في الوقف، فلا تستطيع6 الوقف عليها إِلَّا بصوت. نحو: الحقْ واخرجْ واهبطْ واذهبْ وامدُدْ7.
والمُشْرَبة: الزاي والظاء والذال والضاد8 والراء. والمُشْرَب: حرف يخرج معه عند الوقف عليه نحو النفخ. إِلَّا أنه لم يُضغط ضغط المقلقل.
ومن المُشْرَب9 ما لا يخرج بعده شيء من ذلك [63ب] نحو الهمزة، والعين، والغين، واللام، والنون، والميم.
وجميع الحروف التي تَسمع معها في الوقف صوتًا متى أدرجتها ووصلتها زال ذلك الصوت؛ لأنَّ أخذك في صوت آخر وحرف سوى الأوَّل يشغلك عن إتباع الحرف الأوَّل صوتًا، نحو10: خُذْهُ واخفِضْهُ واحفظْهُ.
وتنقسم11 إلى مهتوت وغير مهتوت. فالمهتوت الهاء12، وذلك لما فيها من الضعف
1 م: والعين.
2 سقط من م.
3 م: على ما ذكرت.
4 كذا. ولم يتقدم للإمالة باب. وانظر ص270-271 و421.
5 م: "تخفى". ف: "تحقق". والتصويب من حاشية ف ومن سر الصناعة 1: 73.
6 م: فلا يستطيع.
7 ألحق به في حاشية ف نص اخترم أكثره. وفيه أن الوقف على هذه الأحرف يصحبه نبرة لضغط اللسان في مخرجها، وأن بعضها أشد قلقلة من بعض.
8 م: والضاد والذال.
9 كذا في ف. م: "والمشرب". وفي سرِّ الصناعة: "ومن الحروف". وهو الصواب؛ لأنَّه يذكر الحروف التي ليس فيها قلقلة ولا إشراب.
10 سقط من م.
11 في النسختين: وينقسم.
12 م: التاء.
والخفاء. وما عداها فليس بمهتوت.
وتنقسم1 أيضًا على ذَلْقِيَّة2 وغير ذَلْقِيَّة. فالذَّلْقِيَّة ستَّة، وهي اللام والراء والنون والفاء والباء3 والميم. وما عداها فهو المُصْمَت. وسُمِّيت ذَلْقِيَّةً؛ لأنها يُعتمد عليها بذَلْق اللسان4، وهو صدره وطرَفه. وفي الحروف الذَّلْقِيَّة سِرٌّ طريفٌ5 يُنتفع به في اللغة؛ وذلك أنك6 متى رأيت اسمًا رباعيًّا أو خماسيًّا غير ذي زوائد فلا بُدَّ فيه من حرف منها أو حرفين أو ثلاثة، نحو: جَعفَر وقَعضَب7 وسَلهَب8 وفَرَزدَق وسَفَرجَل9 وقِرطَعْب10.
فمتى وَجدتَ كلمة رباعيَّة أو خماسيَّة معرَّاة من حروف الذَّلاقة فاقضِ بأنَّه دخيل في كلام العرب وليس منه. ولذلك سُمِّي ما عدا هذه الحروف مُصْمَتًا أي: صُمِتَ عن أن تبنى منه11 كلمة رباعيَّة أو خماسيَّة. وربَّما جاء بعض ذوات الأربعة مُعرًّى من حروف الذَّلاقة، وذلك قليل جدًّا، نحو: العَسجَد والعَسَطُوس12 والدَّهدَقة13 [والزَّهزقة]14.
وتنقسم أيضًا على مُستطيل وما ليس15 كذلك. فالمستطيل الضاد؛ لأنها استطالت في مخرجها على حسب ما ذُكر في المخارج. وغير المُستطيل ما عداها.
وتنقسم أيضًا إلى مُنحرف وغير مُنحرف. فالمُنحرف اللام، وما عداها ليس بمنحرف.
وتنقسم16 أيضًا إلى أَغَنَّ وغير أغنّ. فالأغنُّ الميم والنون. والغُنَّة: صوت في الخياشيم.
1 ف: وينقسم.
2 الضبط في ف بفتح الذال وضمها وسكون اللام. وفي الحاشية: يجمعها: ملَّ فنبّرَ.
3 م: "والفاء والفاء". ف: والباء والفاء.
4 زاد بعده في ف: والفم.
5 في حاشية ف: "ذكر هذا ابن جني في سر الصناعة". انظر سر الصناعة 1: 74.
6 ف: أنه.
7 القعضب. الجريء الضخم. م: "قعصب". ف: مصب.
8 السلهب: الطويل.
9 م: "همرجل". وكلاهما في سر الصناعة.
10 القرطعبة: قطعة خرقة.
11 في سر الصناعة: "صمت عنها أن تبنى منها". وفي شرح الشافية: أصمت عن أن يبنى منْها وحدها.
12 العسطوس: شجر كالخيزران.
13 مصدر دهدق اللحم: كسره وقطعه وكسر عظامه.
14 من م. وفي حاشية ف أنها رواية بدل "الدهدقة" في إحدى النسخ. والزهزقة: شدَّة الضحك.
15 م: وإلى ما ليس.
16 ف: وينقسم.
وما عدا ذلك فليس بأغنَّ.
وإنَّما ذكرتُ صفات الحروف؛ لأنَّ إدغام المتقاربَينِ يُبنَى1 عليها أو على أكثرها، على ما يُبيَّن بعدُ، إن شاء الله عزَّ وجلَّ2 وإذ قد3 فرغنا من المقدِّمة، فينبغي أن نرجع إلى تبيين حكم إدغام المتقاربات في المخارج أو في الصفات4.
1 سقط من م.
2 سقط "عز وجل" من م.
3 م: "وإذ وقد". وانظر ص150 و204 و265 و329.
4 م: أو في الصفة.