الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الجيم:
وأمَّا الجيم1 فأُبدلت من الياء لا غيرُ، مُشدَّدةً ومُخفَّفةً. فيُبدلون من الياء المشدَّدة جيمًا مشدَّدة، ومن الياء المخفَّفة [34 أ] جيمًا مخفَّفة.
فمن البدل من الياء المشدَّدة ما أنشده الأصمعيُّ عن خَلَفٍ2، قال: أَنشدني رجلٌ من أهل البادية3:
خالِي عُوَيفٌ، وأبُو عَلِجِّ
…
المُطعِمانِ اللَّحمِ، بالعَشِجِّ
وبالغَداةِ، فِلَقَ البَرنِجِّ4
يريد: وأبو عليٍّ، وبالعَشِيِّ وفِلَقَ البَرنِيِّ ومنه أيضًا ما حكاه5 أبو عمرِو بنُ العلاء من أنه لقي أعرابيًّا [كان حنظليًّا] 6، فقال له: ممَّن أنتَ؟ فقال: فُقَيمِجّ. فقال له: مِن أيِّهم؟ فقال: مُرِّجّ. يريد: فُقَيمِيّ، ومُرِّيّ.
وهو مطَّرد في الياء7 المشدَّدة. قال يعقوب8 "وبعض العرب إذا شَدَّد الياء صَيَّرَها جيمًا. وأنشد
1 سر الصناعة1: 192-195 والكتاب 2: 314. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن الإبدال لأبي الطيب1: 258 أن هذا الإبدال في بني دبير وتميم وطيئ بخلاف بينهم. انظر ص266 من ابن عصفور والتصريف.
2 هو أبو محرز خلف بن حيان الأحمر، راوية علامة بالشعر واللغة، توفي في حدود 180. بغية الوعاة 1:554.
3 سر الصناعة 1: 192 وشرح الملوكي ص248 و329 والتصريف الملوكي ص50 والمقرب 2: 29 والمنصف 2: 178 و3: 79 وشرح الشافية 2: 287 وشرح شواهده ص212-215 والكتاب 2: 288 والمفصل 2: 265 وشرحه 9: 74 و10: 55 والعيني 4: 585 وشمس العلوم 1: 15 والإبدال 1: 257.
وألحق أبو حيان بحاشية ف بالرجز بيتًا رابعًا، وذكر عن شيخه الرضي عن الفراء أن بعض بني أسد يقول في مَسجِد: مَسْيِد.
4 الغداة: الصباح. والبرني: ضرب من التمر.
5 الأمالي 2: 77 والإبدال 1: 259. وأبو عمرو هو زبان بن العلاء الخزاعي المازني، أحد القراء السبعة وحافظ للغة والأخبار، توفي سنة 154. غاية النهاية 1: 288.
6 تتمة من حاشية ف بخط أبي حيان.
7 م: الجيم.
8 القلب والإبدال ص29. ويعقوب هو ابن إسحاق ويعرف بابن السكيت، إمام في اللغة والنحو والأدب. توفي سنة 245. البلغة ص288.
ابن الأعرابيِّ1:
كأنَّ في أذنابِهِنَّ الشُّوَّلِ
…
مِن عَبَسِ الصَّيفِ، قُرُونَ الأُجَّلِ
يريد: الأُيَّل.
ومن إبدال الجيم من الياء المخفَّفة2 ما أنشده أبو عمرِو بنُ العلاء، لهِميان بن قُحافة من قوله3:
يُطِيرُ عَنها الوَبَرَ، الصُّهابِجا
يريد: الصُّهابِيَ، من الصُّهبة. وأصلُه الصُّهابِيَّ، فحذف4 إحدى الياءين. ومن ذلك ما أنشده الفرَّاءُ من قول الشاعر5:
لاهُمَّ، إِن كُنتَ قَبِلتَ حَجَّتِجْ
…
فلا يَزالُ شاحِجٌ يأتِيكَ بِجْ
أَقمَرُ، نَهَّاتٌ، يُنَزِّي وَفرَتِجْ
يريد: حَجَّتي، ويأتيكَ بِي، ويُنَزِّي وَفرَتِي.
ومن ذلك أيضًا قولُهُ6:
حَتَّى إِذا ما أَمسَجَتْ، وأَمسَجا
يريد: "أَمسَيَتْ وأَمسَيا"7، فأبدل من الياء جيمًا ولم يُبدلها ألفًا. وهو غيرُ مطَّرد في الياء الخفيفة، بل يوقف في ذلك عند السماع8.
1 لأبي النجم. سر الصناعة 1: 193 والأمالي 2: 78 وشمس العلوم 1: 15 والإبدال 1: 259 وشرح الشافية 3: 229 وشرح شواهده ص485 والمفصل 2: 265 والسمط ص712 واللسان والتاج "عبس" و"أجل" و"أول" و"شول". والشوّل: الأذناب المرتفعة. والعبس: ما يبس على هلب الذنب من البول والبعر. والأيل: ذكر الأوعال. وابن الأعرابي هو أبو عبد الله محمد بن زياد، إمام في اللغة والنحو والأخبار، توفي سنة 231. البلغة ص221.
2 م: الخفيفة.
3 الأمالي 2: 77 والإبدال 1: 260 والسمط ص712 وسر الصناعة 1: 193 وشرح شواهد الشافية ص216 واللسان والتاج "صهب" و"صهبج".
4 ف: فخفف بحذف.
5 رجل من اليمن. النوادر ص164 ومجالس ثعلب ص143 وسر الصناعة 1: 193 والإبدال 1: 260 والمفصل 2: 266 وشرحه 90: 75 و10: 50 والدرر 2: 214 والمحتسب 1: 75 والعيني 4: 570 وشرح الشافية 2: 287 وشرح شواهده ص215-218 واللسان والتاج "ج". ولا هم أي: اللهم. والشاحج: الحمار أو البغل. والأقمر: الأبيض. والنهات: النهاق. وينزي: يحرك. والوفرة: الشعر إلى شحمة الأذن. وكنى بالوفرة عن نفسه.
6 العجاج. ديوانه 2: 298 وشرح شواهد الإيضاح ص627 والمقرب 2: 166 والتصريف الملوكي ص51 وشرحه ص329 و331 وسر الصناعة 1: 194 والمفصل 2: 266 وشرح الشافية 3: 230 وشرح شواهده ص486-487 وشمس العلوم 1: 15 واللسان والتاج "مسي" والعيني 4: 570.
7 م: وأمسينا.
8 قال البغدادي: "وذهب ابن عصفور في كتاب الضرائر إلى أن إبدال الياء الخفيفة جيمًا خاص بالشعر. ولم أره لغيره". شرح شواهد الشافية ص216 وضرائر الشعر ص231-232.