الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الواو:
الواو1 أيضًا لا يخلو أن يكون معها حرفان أو أَزيدُ. فإن كان معها حرفان كانت أصلًا، إذ لا بدَّ من ثلاثة أحرف. وإن كان معها أزيدُ فلا يخلو أن يكون معها ثلاثة أحرف مقطوع بأصالتها، فصاعدًا –أي2: أزيدَ- أو حرفان مقطوع بأصالتهما، وما عداهما مقطوعٌ بزيادته أو محتمل للأصالة والزيادة.
فإن كان معها حرفان مقطوعٌ بأصالتهما، وما عداهما مقطوعٌ بزيادته، كانت الواو أصلًا، إذ لا بدَّ من ثلاثة أحرف، نحو: واقِدٍ وواعِدٍ.
وإن كان ما عداهما محتملًا للأصالة والزيادة فلا يخلو أن يكون3 الميم أو الهمزة أوَّلًا، أو غير ذلك من حروف الزيادة4. فإن كان الميم أو الهمزة [أوّلًا] 5 قَضيتَ عليها بالزيادة وعلى الواو بالأصالة، لِما ذكرناه في فصل6 الألف، وإن لم يُعلم الاشتقاق نحو: الأَوتَكَى. وهو ضرب من التمر. إِلَّا أن يقوم دليل على أصالة الهمزة، من اشتقاق أو تصريف أو غير ذلك كأَولَقٍ، فتَجعل الواو إذ ذاك [28 ب] زائدة.
وإن كان غير ذلك من حروف الزيادة قَضيتَ على الواو بالزيادة، وعلى ذلك الغير7 بالأصالة. إِلَّا أن يقوم دليل على أصالة الواو، نحو: غِزْوِيتٍ8. فإنَّ واوه أصليَّة وتاءَه زائدة،
1 الكتاب 2: 347. وفي حاشية ف بخط أبي حيان مواضع زيادة الواو في الاسم والفعل عن ابن القطاع.
2 في النسختين: أو.
3 م: تكون.
4 ف: من الحروف الزوائد.
5 تتمة يقتضيها السياق.
6 كذا. والصواب: باب.
7 الغير: المغاير. ولا بأس في تحلية "غير" بـ"أل" في مثل هذا المعنى؛ لأنها غير مضافة. بل يجوز أيضًا ذلك فيها مع الإضافة إلى نكرة، فتكون أل اسمية موصولة حذف صدر صلتها. انظر شرح قواعد الإعراب ص95 و211.
8 الغزويت: الداهية.
لِما ذُكر في فصل1 التاء.
وإن كان معها ثلاثة أحرف مقطوع بأصالتها فصاعدًا قَضيتَ على الواو بالزيادة؛ لأنَّ الواو لا تكون أصلًا في بنات الخمسة، ولا في بنات الأربعة2 إِلَّا في المضعَّف3، نحو: قَوقَيتُ وضَوضَيتُ، فإنَّ الواو فيه أصل. وقد تَقَدَّم الدليل على ذلك، بقول4 العرب: ضَوضاءٌ وغَوغاءٌ، في فصل5 الألف. ولا تُجعل أصليَّةً، فيما عدا باب ضَوضَيتُ، إِلَّا أن يقوم على ذلك دليل، فيكون شاذًّا نحو وَرَنتَلٍ6. فإنَّ الواو فيه أصليَّة ووزن الكلمة "فَعَنْلَلٌ"7، ولا تُجعل زائدةً؛ لأنَّ الواو لا تُزادُ أوَّلًا أصلًا.
فإن قيل: وفي جعلها أيضًا أصلًا خروجٌ عمَّا استقرَّ لها، من أنها لا تكون أصلًا إِلَّا في باب: ضَوضَيتُ. فالجواب أنه قد تَقَدَّمَ أنه متى كان في الكلمة وجهان شاذَّانِ، أحدهما يؤدِّي إلى أصالة الحرف، والآخر يؤدِّي إلى زيادته، كانت الأصالة أَولَى.
وأيضًا فإن الواو قد جاءت أصلًا في ضرب8 من بنات الأربعة –وهو المضاعف- ولم تُزَد أوَّلًا9 في موضع من المواضع. وأيضًا فإنَّ جعلها زائدةً يؤدِّي إلى بناء غير موجود –وهو "وَفَنْعَلٌ"10- وجعلها أصليَّةً يؤدِّي إلى بناء موجود. وهو "فَعَنْلَلٌ" نحو: جَحَنفَل11.
فإن قال قائل: إنكم استدللتم على أن "ضَوضَيتُ" وبابه من بنات الأربعة، بقولهم ضَوضاءٌ وغَوغاءٌ؛ لأنه لم يوجد مثل "فَعْلاءٍ" في كلامهم، ولا دليل في ذلك لاحتمال أن تكون الواو زائدة، ويكون وزن الكلمة "فَوعالًا" كتورابٍ12. فالجواب أنه لو كان "فَوعالًا" لكان من باب "دَدَنٍ" -أعني مما فاؤه وعينه من جنس واحد- وذلك قليل جدًّا، وباب ضَوضاء وغَوغاء وضَوضَيتُ وغَوغَيتُ كثير، ولا يُتصوَّرُ حملُ ما جاء كثيرًا على بابٍ لم يجئ منه إِلَّا اليسير.
1 كذا. والصواب: باب.
2 ف: لا تكون أصلًا في بنات الأربعة ولا في بنات الخمسة.
3 م: المضاعف.
4 في الورقة 27. م: يقول.
5 كذا. والصواب: باب.
6 الورنتل: الشر والأمر العظيم.
7 ف: فعنللًا.
8 م: ضروب.
9 م: ولم يرد أوَّلًا.
10 م: فنعل.
11 الجحنفل: العظيم الشفة.
12 التوراب: التراب.
وأيضًا فإنَّ "فَوعالًا" كتَوراب قليلٌ جدًّا1. وإذا كانت الواو أصلًا كان وزن الكلمة "فَعْلالًا" كصَلصالٍ وقَلقالٍ. وذلك بناء موجود في المضعَّف كثيرًا2. فحمله على ذلك أولى3.
1 ف: فوعالًا قليل جدًّا كتوراب.
2 ف: كثير.
3 سقط من م. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن القطاع: باب ما زيد من غير حروف الزيادة. وفيه أمثلة كثيرة من زيادة العين والقاف والفاء والحاء والطاء
…