المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب الهاء: وأمَّا1 الهاء فأُبدلت من خمسة أحرف. وهي: الهمزة، والألف، - الممتع الكبير في التصريف

[ابن عصفور]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد:

- ‌ابن عصفور:

- ‌المصادر والمراجع:

- ‌النسخ المخطوطة:

- ‌منهج التحقيق:

- ‌خطبة الكتاب:

- ‌المقدمة

- ‌ذكر شرف علم التصريف وبيان مرتبته في علم العربية

- ‌[تقسيم التصريف] :

- ‌باب تمييز ما يدخله التصريف مما لا يدخله:

- ‌ذكر القسم الأول من التصريف:

- ‌باب: تبيين الحروف الزوائد

- ‌باب: أبنية الأسماء

- ‌[الثلاثي المجرد] :

- ‌[الرباعي المجرد] :

- ‌[الخماسي المجرد] :

- ‌[الثلاثي المزيد] :

- ‌[المزيد فيه حرف واحد] :

- ‌[المزيد فيه حرفان] :

- ‌[المزيد فيه ثلاثة أحرف] :

- ‌[المزيد فيه أربعة أحرف] :

- ‌[الرباعي المزيد] :

- ‌[المزيد فيه حرف واحد] :

- ‌[المزيد فيه حرفان] :

- ‌[المزيد فيه ثلاثة أحرف] :

- ‌[الخماسيّ المزيد] :

- ‌[الماضي الثلاثيّ] :

- ‌[المضارع الثلاثي] :

- ‌[الرباعيّ] :

- ‌ذكر معاني أبنية الأفعال

- ‌حروف الزيادة

- ‌مدخل

- ‌ذكر الأماكن التي تزاد فيها هذه الحروف:

- ‌باب اللّام:

- ‌باب الهاء:

- ‌باب السين:

- ‌باب الهمزة:

- ‌باب الميم:

- ‌باب النون:

- ‌باب التاء:

- ‌باب الألف:

- ‌باب الياء:

- ‌باب الواو:

- ‌باب: ما يزاد من الحروف في التضعيف

- ‌باب التمثيل:

- ‌ذكر القسم الثاني من التصريف:

- ‌الإبدال:

- ‌حُرُوفُ الإبْدَال:

- ‌إبدال الهمزة:

- ‌[باب إبدال الهمزة من الألف] :

- ‌باب إبدال الهمزة من الواو:

- ‌باب إبدال الهمزة من الياء:

- ‌باب إبدال الهمزة من الهاء:

- ‌باب إبدال الهمزة من العين:

- ‌باب الجيم:

- ‌باب الدال:

- ‌باب الطاء:

- ‌باب الواو:

- ‌باب الياء:

- ‌باب التاء:

- ‌باب الميم:

- ‌باب النون:

- ‌باب الهاء:

- ‌[ما لم يذكره سيبويه من حروف الإبدال] :

- ‌القلب والحذف والنقل

- ‌مدخل

- ‌[المعتلّ الفاء] :

- ‌[المعتل العين] :

- ‌[المعتلُّ اللام] :

- ‌ما أعتل منه أكثر من أصل واحد:

- ‌[ما اعتلَّت جميع أُصوله] :

- ‌[المعتلُّ الفاء واللام] :

- ‌[المعتلُّ الفاء والعين] :

- ‌[المعتلُّ العين واللام] :

- ‌[الرباعيُّ المعتلُّ] :

- ‌أحكام حروف العلة والزوائد

- ‌باب الياء

- ‌باب الواو

- ‌باب الألف

- ‌القلب والحذف على غير قياس:

- ‌[القلب على غير قياس] :

- ‌[الحذف على غير قياس] :

- ‌الإدغام

- ‌مدخل

- ‌ذكر إدغام المثلين

- ‌ذكر إدغام المتقاربين:

- ‌تبيين مخارج حروف العربية الأصول

- ‌مدخل

- ‌ذكر تقسيمها بالنظر إلى صفاتها

- ‌ذكر أحكام حروف الحلق في الإدغام

- ‌ما أدغمته القراء على غير قياس:

- ‌مسائل التمرين

- ‌ما قيس من الصحيح على صحيح مثله وما قيس من المعتل على نظيره من الصحيح

- ‌مسائل من الصحيح:

- ‌مسائل من المعتلِّ اللام

- ‌مسائل من المعتلِّ العين:

- ‌مسائل من المعتلِّ الفاء

- ‌مسائل من المعتلِّ العين مع اللام

- ‌مسائل من المعتلِّ الفاء بالواو واللام بالياء:

- ‌مسائل من المعتلِّ الفاء بالياء والعين بالواو

- ‌مسائل من المهموز:

- ‌مسائل من المضعَّف

- ‌ذكر المسائل المبنية مما لا يجوز التصرُّف فيه:

- ‌الفهارس الفنية

- ‌فهرس الأعلام الأفراد والقبائل والأمكنة

- ‌ فهْرسُ الآيَات:

- ‌ فهْرسُ الشَّواهِد

- ‌ فهْرسُ القَوَافي:

- ‌ فهْرسُ الأمثلة:

- ‌ فهرس الكتب التي ذكرها المؤلف في الممتع:

- ‌ فهرس المصادر والمراجع:

- ‌ فهرس المواد:

الفصل: ‌ ‌باب الهاء: وأمَّا1 الهاء فأُبدلت من خمسة أحرف. وهي: الهمزة، والألف،

‌باب الهاء:

وأمَّا1 الهاء فأُبدلت من خمسة أحرف. وهي: الهمزة، والألف، والياء، والواو، والتاء.

فأُبدلت من الهمزة، في2 "إِيَّاكَ"، فقالوا: هِيَّاكَ. أنشد أبو الحسن3:

فهِيَّاكَ والأَمرَ الَّذِي إِن تَوَسَّعَتَ

مَوارِدُهُ ضاقَتْ، علَيكَ، مَصادِرُهْ

ويقال أيضًا: أَيَّاكَ وهَيَّاكَ، بالفتح.

وطَيِّئ تُبدِل همزة4 "إن" الشرطيَّة هاء، فتقول: هِنْ فَعَلتَ فَعَلتُ، تُريد5 "إنْ".

وأُبدلت أيضًا من الهمزة في6 "إنَّ" مع اللام، على اللزوم، فقالوا: لَهِنَّكَ7. قال الشاعر8:

ألا يا سَنا بَرقٍ، علَى قُلَلِ الحِمَى

لَهِنَّكَ، مِن برقٍ، عَلىَّ كَرِيمُ

وقرأ بعضهم9: "طَهْ، ما أَنزَلْنا علَيكَ القُرآنَ لِتَشقَى"، وقالوا: أَراد "طَأِ الأرضَ بقدمَيك

1 انظر الكتاب 2: 313 وشرح المفصل 10: 42-45. ف "فأما" وفي الحاشية تعليقه بخط أبي حيان مخروم أكثرها تعذرت قراءتها.

2 الإبدال 2: 596-570 وشرح الشافية 3: 223.

3 لطفيل الغنوي أو مضرس بن ربعي. ديوان طفيل ص10 والمحتسب 1: 40 وشرح الملوكي ص283 و304 و364 وشرح المفصل 8: 118 و10: 42 والإنصاف ص215 وشرح الحماسة للمرزوقي ص1152 وللتبريزي 3: 151 وشرح الشافية 3: 223 وشرح شواهده ص476-477 وشمس العلوم1: 16.

4 شرح الشافية 3: 222-223.

5 ف: يريد.

6 شرح الشافية 3: 222-223.

7 الكتاب 1: 474 والنوادر ص27.

8 محمد بن مسلمة أو محمد بن يزيد بن مسلمة. الأمالي1: 22 ونثار الأزهار ص79 ومجالس ثعلب 113 والزهرة ص227 والخصائص 1: 315 و2: 195 وأمالي الزجاجي ص250 وديوان المعاني 2: 192 وشرح شواهد المغني ص205 وشرح أبياته 4: 347 والجنى الداني ص129 والهمع 1: 141 والدرر 1: 118 والخزانة 3: 339- 341 واللسان والتاج "لهن" و"قذي" وشرح المفصل 8: 63 و10: 42. والسنا: الضوء. والقلل: جمع قلة. وهي أعلى الجبل.

9: جماعة منهم الحسن وعكرمة وأبو حنيفة وورش. البحر المحيط 6: 224.

ص: 264

جميعًا"؛ لأنَّ النبيَّ عليه السلام كان يَرفع إحدى رجليه في صلاته.

وقالوا: أَيا وهَيا، في النداء1. والهاء بَدَلٌ من الهمزة؛ لأنَّ "أَيا" أكثرُ من "هيا". قال2:

وانصَرَفَتْ، وهْيَ حَصانٌ مُغضَبَهْ

ورَفَعَتْ، بِصَوتِها: هَيا أَبَهْ

يريد: أَيا أَبَهْ.

وقالوا: هَمَا واللهِ لقد كان كذا، يريدون: أَما واللهِ لقد كان كذا.

وأُبدلت أيضًا من الهمزة، في:3 أَثَرتُ التُّرابَ4 وأَرَحتُ الماشيةَ، وأَرَقتُ الماءَ وأَرَدتُ الشَّيء، وفيما يتصرَّف منها، فقالوا: هَثَرتُ وهَرَحتُ وهَرَقتُ وهَرَدتُ، وأُهَثِيرُ وأُهَرِيحُ وأُهَرِيقُ وأُهَرِيدُ، ومُهَثِيرٌ ومُهَرِيحٌ ومُهَرِيقٌ ومُهَرِيدٌ.

وتُبدل أيضًا من همزة الاستفهام، فيقولون5: هَزَيدٌ مُنطلِقٌ؟ يريدون: أزيد منطلق؟ وأَنشد الفرَّاء6:

وأَتَى صَواحِبُها فقُلنَ: هَذا الَّذِي

مَنَحَ المَوَدَّة غيرَنا، وجَفانا؟

يريد: أذا الذي.

وأُبدلت من الألف في "هُنا" في الوقف، فقالوا: هُنَهْ. قال الراجز7:

قَد وَرَدَتْ، مِن أَمكِنَهْ

مِن ههُنا، ومِن هُنَهْ

وأُبدلت من الياء في 8 "هذِي"، فقالوا: هذِهْ، [38 أ] في الوقف. وقد تُبدل أيضًا منها في

1 الإبدال 2: 569. م: أيا في النداء وهيا.

2 الأغلب العجلي. ديوانه ص148 ومجمع الأمثال 2: 134 وفصل المقال ص218 وسر الصناعة ص554 والإبدال 2: 569 وشرح المفصل 8: 119. والحصان: العفيفة.

3 الإبدال 2: 569 -570 وشرح الشافية 3: 222-223.

4 في شرح الشافية وشرح المفصل والإبدال "أنرت الثوب" أي: جعلت له علمًا. وفي الكتاب: همرت.

5 شرح الشافية 3: 223-224.

6 أنشده اللحياني عن الكسائي لجميل بن معمر. اللسان والتاج "ذا". وانظر المفصل 2: 262 وشرحه 10: 43 ورسالة الملائكة ص93 والصحاح والقاموس والتاج "ها" وشرح الشافية 3: 224 وشرح شواهده ص447 حيث قال البغدادي: "وقائله مجهول، ويشبه أن يكون من شعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي، فإن في غالب شعره أنَّ النساء يتعشَّقنه". قلت: وليس في ديواني عمر وجميل المطبوعين، والصواحب: جمع صاحبة.

7 سر الصناعة 1: 182 وشمس العلوم 1: 16 والمفصل 2: 262 وشرحه 10: 43 وشرح الشافية 3: 224 وشرح شواهده ص479-480 والمنصف 2: 156 وشرح الملوكي ص312 و315 والمقرب 2: 32 ورصف المباني ص163 والمحتسب 1: 277 والأشموني 4: 334 والدرر 1: 52 والهمع 1: 78. يذكر إبلًا. وبعدهما:

إنْ لم أُرَوِّها فَمَهْ

أي: فما أصنع؟

8 الكامل ص842-843 والإبدال 2: 530 والمنصف 3: 139.

ص: 265

الوصل. والدليل على أنَّ الياء هي الأصل قولهم في تحقير ذا: "ذَيَّا"[وفي تحقير ذِي: تَيَّا]1. و"ذي" إِنَّما هو تأنيث "ذا"، فكما لا تجد الهاء في المذكَّر أصلًا فكذلك المؤنَّث.

وأُبدلت أيضًا من الياء في تصغير هَنَة2: هُنَيهة. والأصل "هُنَيْوةٌ" لقولهم في الجمع: هَنَواتٌ، ثمَّ "هُيَنَّةٌ" لأجل الإدغام، ثمَّ أبدلوا من الياء الثانية هاء فقالوا: هُنَيهةٌ.

وأُبدلت من الواو في هَناه3. والأصل "هَناو"4، فأُبدلت الواو هاء، وهو من لفظ "هَنٍ". ولا تُجعل الهاء التي بعد الألف أصلًا؛ لأنه لا يُحفظ تركيب "هَنَهَ". وأيضًا فإنه لو كان كذلك لكان من باب: سَلِسَ وقَلِقَ. وذلك قليل.

وذهب أبو زيد5 إلى أنَّ الهاء إنَّما لَحِقتْ في الوقف لخفاء الألف، كما لحقت في الندبة في "زَيداهْ"، ثمَّ شُبِّهت بالهاء الأصليَّة فحُرِّكت. فيكون ذلك نظير قوله6:

يا مَرحَباهُ، بِحِمارِ ناجِيَهْ

إِذا أَتَى قَرَّبتُهُ، لِلسَّانِيَهْ

فيكون ذلك من باب إجراءِ الوصل مُجرى الوقف المختصِّ بالضَّرائر. ويكون، على القول الأوَّل، قد أُبدلت فيه الواو هاء. وذلك أيضًا شاذٌّ لا يُحفظ له نظير.

والوجه عندي أنها زائدة للوقف؛ لأنَّ ذلك قد سُمِع له نظير في الشعر، كما ذكرتُ لك. وأيضًا فإنَّ ابن كَيسان رحمه الله قد حكى في "المختار"7 له أنَّ العرب تقول "يا هناه"8 بفتح الهاء الواقعة بعد الألف، وكسرها وضمِّها. فمن كسرها فلأنها9 هاء السَّكت، فهي في الأصل ساكنة، فالتقت مع الألف، فحرّكت بالكسر، على أصل التقاء الساكنين. ومَن حرَّكها10 بالفتح فإنه أَتبعَ حركتَها حركةَ ما قبلها. ومن ضمَّ فإنه11 أجراها مُجرى حرف

1 زيادة من الكامل ص843.

2 المنصف3: 140.

3 المنصف 3: 140-143. م: هناة.

4 وهذا مذهب البصريين عدا أبي زيد والأخفش. شرح الشافية 3: 225 وشرح الكافية 2: 138.

5 المنصف 3: 142.

6 الخصائص 2: 358 والمنصف 3: 142 وشرح الملوكي ص201 والأشباه والنظائر 2: 380 ورصف المباني ص400 وشرح المفصل 9: 46 والهمع 2: 157 والدرر 2: 248 والخزانة 1: 400 واللسان والتاج "سني". والسانية: الدلو العظيمة.

7 كتاب في علل النحو. وهو في ثلاث مجلدات. معجم الأدباء 17: 137.

8 ذكر ابن جنِّي أنه لم يسمع فيها إِلَّا الضمَّ. المنصف 143. م: يا هناة.

9 م: فلامها.

10 ف: ومن حرك.

11 م: فلأنه.

ص: 266

من الأصل، فضمَّها1 كما يُضَمُّ آخرُ المنادى. ولو كانت الهاء بدلًا من الواو لم يكن للكسر والفتح وجه، ولوجبَ2 الضمُّ كسائر المنادَيات.

وأُبدلت من تاء التأنيث في الاسم، في حال الإفراد في الوقف، نحو: طَلحهْ وفاطمهْ3. وحكى قُطرب عن طَيِّئ أنهم يفعلون ذلك بالتاء من جمع المؤنث السالم، فيقولون: "كيف الإِخْوةُ والخَواهْ؟ وكيف البَنُونَ والبَناهْ"؟

1 ف: فضم.

2 م: والوجه.

3 في النسختين: طلحة وفاطمة.

ص: 267

باب 1 اللَّام:

وأمَّا اللَّام فأُبدلت من الضاد2 في "اضطجعَ". قال الراجز3.

لَمَّا رأَى أنْ لا دَعَهْ، ولا شِبَعْ

مالَ إِلى أرطاةِ حِقفٍ، فالطَجَعْ

[يريد: فاضطَجع]4.

وأَبدلوا اللَّام من النون، في5 أُصَيلان تَصغير أُصْلان، فقالوا: أُصَيلانًا وأُصَيلالًا.

1 ف: "حرف". وسقط من م.

2 شرح الشافية 3: 226 وشرح المفصل 10: 45.

3 منظور بن حبة الأسدي. شرح الشافية 2: 324 و3: 226 وشرح شواهده ص274-276 و480 والخصائص 1: 63 و263 و3: 163 والمخصص 8: 24 والمحتسب 1: 124 والأشموني 4: 280 و332 والتصريح 2: 367 والأشباه والنظائر 2: 340 وإصلاح المنطق ص95 وتهذيب الإصلاح 1: 167 وشرح شواهد الإصلاح الورقة 90 والمنصف 2: 329 والمفصل 2: 264 وشرحه 9: 143 و10: 46 والعيني: 584 والصحاح واللسان والتاج "أرط". والدعة: الخفص والطمأنينة. والأرطاة: شجرة. والحقف: التل المعوج من الرمل.

4 من م.

5 الكتاب 2: 314 وشمس العلوم 1: 15 وشرح الشافية 3: 226 والمفصل 2: 263 وشرحه 10: 46.

ص: 268

باب 1 الألف:

وأمَّا الألف فأُبدلت من أربعة أَحرف. وهي: الهمزة، والياء، والواو، والنون الخفيفة. إِلَّا أنَّ الذي يُذكر هنا إبدالها من الهمزة والنون؛ لأنَّ إبدالها من الياء والواو من باب القلب.

فأُبدلت من الهمزة2 باطِّراد، إذا كانت ساكنة وقبلها فتحة، نحو: رأس وكأس، تقول فيهما [إِذا خَفَّفتَهما] 3: كاسٌ وراسٌ. إِلَّا أنه إذا كان الحرف المفتوح الذي تليه الهمزة الساكنة همزةً التُزم قلب الهمزة الساكنة ألفًا، نحو: آدَم وآمَنَ. أصلهما "أَأْدَم"4 و"أَأْمَن". إِلَّا أنه لا يُنطق بالأصل، استثقالًا للهمزتين في كلمة واحدة.

وأُبدلت، على غير قياس، من الهمزة المفتوحةِ المفتوحِ ما قبلها. وإنَّما يُحفظ حفظًا، نحو قوله5:

إِذا مَلا بَطنَهُ ألبانُها حَلَبًا

باتَتُ تُغَنِّيهِ وَضرَى ذاتُ أَجراسِ

يريد: مَلأَ، فأَبدل من الهمزة ألفًا6. ومن أبيات الكتاب7.

راحَتْ، بِمَسلَمةَ، البِغالُ عَشِيَّةً

فارعَيْ، فَزارةُ، لا هَناكِ المَرتَعُ

يريد: لا هَنَأَكِ، فأبدل الهمزة ألفًا. ومن أبيات الكتاب أيضًا8.

1 ف: "حرف". وسقط من م. وانظر الكتاب 2: 33 والمفصل 2: 256 وشرحه 10: 16-21.

2 شرح الشافية 3: 209 والإبدال 2: 548.

3 من م.

4 في حاشية ف بخط أبي حيان عن اللباب أن الهمزة الثانية في التصغير والجمع تبدل واوًا، للثقل ولأنَّ حركتها عارضة.

5 سر الصناعة ص666 والمبهج ص30 والمحتسب 2: 162 وضرائر الشعر ص230 واللسان والتاج "وضر". والوضرى: المرأة الوسخة.

6 ف: فأبدلت الهمزة.

7 للفرزدق. الكتاب 2: 17 وديوان الفرزدق ص508. قال هذا حين عُزل مسلمة بن عبد الملك عن العراق، ووليها عمر بن هبيرة الفزاري.

8 لحسان بن ثابت. ديوانه ص34 والكتاب2: 130 و170 والمفصل 2: 243. ويروى: "بما جاءت" و"بما سالت". يعرِّض حسان بهذيل لأنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يباح لها الزنى.

ص: 269

سالَتْ هُذَيلٌ رَسُولَ اللهِ فاحِشةً

ضَلَّتْ هُذَيلٌ بِما قالَت، ولَم تُصِبِ

يريد: سأَلَتْ، فأبدل.

وأُبدلت أيضًا من الهمزة المفتوحة الساكنِ ما قبلها، إذا كان الساكن ممّا يمكن نقل الحركة إليه1، نحو "المرَاة" في المرأَة، و"الكمَاة" في الكَمْأَة. وذلك أنهم نقلوا الفتحة إلى الساكن قبلها، ولم يحذفوا الهمزة، بل أبقوها ساكنة، فجاءت ساكنة بعد فتحة فقلبت ألفًا.

وأُبدلت من النون الخفيفة، في ثلاثة مواضع:

أحدها: في الوقف على المنصوب2 المنوَّنِ [38 ب] غيرِ المقصور3، نحو: رأيتُ زيدًا، وأَكرمتُ عَمْرًا. وقد بُيِّنَ في الوقف لِمَ4 كان ذلك، وأنهم قَصدوا بذلك5 التَّفرقةَ بين النونِ الزائدة على الاسم بعد كماله، والنونِ التي هي من كمال الاسم.

فإن كان الاسم مقصورًا فإنك تقفُ عليه بالألف نحو6: عَصا، ورَحَى. لكن اختلفوا في الألف:

فمنهم من ذهب إلى أنَّها بدلٌ من التنوين، في الرفع والنصب والخفض. وهو مذهب المازنيِّ، وحُجَّتُه أنَّ الذي مَنعَ7 أنْ يُبدل من التنوين في الرفع والخفض إنَّما هو الاستثقال؛ لأنه إنَّما ينبغي أن تُبدِل من التنوين حرفًا من جنس الحركة التي قبله. فلو أَبدلتَ في الرفع لقلت8 "زَيدُو"، وفي الخفض لقلت9 "زَيدِي"، والياء والواو ثقيلتان. وأمَّا في النصب فتُبدِل لأنَّ الذي قَبلَ التنوين فتحة. فإذا أَبدلت فإنَّما تُبدِل الألف -وهي خفيفة- نحو: رأيتُ زيدًا. فلمَّا كان ما قبلَ التنوين في المنقوص10 فتحةً في جميع الأحوال ساوى الرفعُ والخفضُ النصبَ، فوجب الوقف عنده في الأحوال الثلاثة بالألف.

وهذا الذي ذَهب إليه باطلٌ، إذ لو كان الأمر على ما زَعمَ لم تَقعِ الألف من المقصور قافيةً؛ لأنَّ مجيء الألف المبُدلة من التنوين قافيةً لا يجوزُ.

1 في حاشية ف بخط أبي حيان أنه إذا كان قبل الهمزة ألف تعذر النقل، نحو: الهناءة والمساءة.

2 م: منصوب.

3 شرح الشافية 2: 279-280.

4: ف: "لما". ولم تتقدم إشارة إلى هذه المسألة قبل. وانظر ص217 و251.

5 سقط من م.

6 شرح الشافية 2: 280-284.

7 م: منع من.

8 م: لقلنا.

9 م: لقلنا.

10 كذا.

ص: 270

ومنهم من ذهب إلى أنَّ الألف هي1 الأصل، والمبدلة من التنوين محذوفة في جميع الأحوال. وهو الكسائيُّ، وحجَّتُه2 أنَّ حذفَ الألف الزائدة أَولى من حذف الأصليَّة.

وذلك باطل؛ لأنَّ الزيادة لمعنى، فإبقاؤها أَولى من إبقاء الأصل. وممّا يدلُّ على ذلك أنهم إذا وصلوا قالوا: هذه عَصًا مُعْوجَّةٌ، فحذفوا الألف الأصليَّةَ وأَبقَوْا التنوينَ، فكذلك يجب في الوقف أن يكون المحذوف الألفَ الأصليَّةَ، ويكون الثابت3 ما هو عوضٌ من التنوين.

ومنهم من ذهب إلى أنَّ الألف في حال الرفع والخفض هي الألفُ الأصليَّةُ والتنوينُ محذوفٌ، وفي النصب هي الألف المبدلةُ من التنوين والألفُ الأصليَّةُ محذوفةٌ، قياسًا للمعتلِّ على الصحيح. وهو مذهبُ سيبويه4، وهو الصحيح. وممّا يؤيِّد ذلك كونُ المنقوص5 يُمال في حال الرفع والخفضِ، ولا يُمال في حال النصب، ومجيءُ الألف قافيةً في الرفع والخفض، ولا تكون قافية في حال النصبِ إِلَّا قليلًا جِدًّا، على لغة من قال: رأيتُ زَيدْ.

قال العجَّاج:

خالَطَ، مِن سَلمَى، خَياشِيمَ وفَا

والثاني: الوقف على النون الخفيفة7 اللَّاحقة للأفعال المضارعة [للتأكيد] 8، نحو: هل تَضرِبَنْ؟ فإنك إذا وقفتَ عليه قلت: هل تَضرِبا؟ والسببُ في ذلك أيضًا ما ذكرناه في التنوين، من قصدِ التفرقةِ بين النون التي هي من نفس الكلمة، والنون التي تلحق الكلمةَ بعد كمالها، نحو قوله:9

فإيَّاكَ والمَيْتاتِ، لا تَقرَبَنَّها

ولا تَعبُدِ الشَّيطانَ، واللهَ فاعبُدا

يريد: فاعبُدَنْ.

1 م: أن الألف ألف.

2 م: وحجتهم.

3 م: التأنيث.

4 كذا. وهو ليس مذهب سيبويه. انظر الكتاب 2: 290 وشرح الشافية 2: 280-284.

5 كذا.

6 ديوانه ص83 والمقتضب1: 240 والمخصص 1: 136-138 و14: 96 و15: 78 والعيني 1: 152 والخزانة 2: 6 والهمع 1: 40 والدرر 1: 14 وإصلاح المنطق ص84 وشرح أبيات سيبويه 1: 204 واللسان والتاج "فوه". والخياشيم: جمع خيشوم. وهو أقصى الأنف.

7 شرح الشافية 3: 379-380.

8 من م.

9 الأعشى. ديوانه ص103 حيث رُوي كما يلي:

فإيَّاك والمَيْتِاتِ، لا تأكلَنَّها

ولا تأخُذَنْ سَهمًا حَدِيدًا، لِتَفصِدا

وذا النُّصُبِ المَنصُوبَ لا تَنسكنّهُ

ولا تَعبُدِ الشَّيطانَ، واللهَ فاعبُدا

وانظر العيني4: 340- 341 والمغني ص372 والإنصاف ص657.

ص: 271

والثالث: الوقفُ على نون1 "إِذنْ". تقولُ "أَزُورُكَ إِذا" تُريد: إِذن2. وإنَّما جاز ذلك في "إِذن"، وإن كانت النون من نفس الكلمة، لمضارعتها نون الصَّرفِ ونونَ التأكيد في السكون، وانفتاحِ ما قبلها، وكونها قد جاءت بعد حرفين. وهما أقلُّ ما يكون عليه الاسم المتمكِّن نحو: يَد ودَم. وليست كذلك [في] : أنْ ولنْ [وعنْ]3. لمجيئها بعد [حرف] 4 واحد، فلم تُشْبِه5 لذلك التنوينَ.

فهذه جملة النونات التي أُبدلت منها الألف6.

1 شرح الشافية 2: 279 -280. وفي حاشية ف بخط أبي حيان: سواء أُعملت أو أُلغيت. وقال الفراء: إذا أُعملت لم تبدل، لئلا تلتبس بـ"إذا" الزمانية.

2 في النسختين: إذًا.

3 من م.

4 من م.

5 سقط من م.

6 سقط من م.

ص: 272