الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إبدال الهمزة:
[باب إبدال الهمزة من الألف] :
فأمَّا الهمزة فأُبدِلت من خمسة أحرفٍ. وهي الألف، والياء، والواو، والهاء، والعين.
فأُبدلت1 من الألف على غير قياس، إذا كان بعدها ساكنٌ، فِرارًا من اجتماع الساكنين، نحو ما حُكي عن أيوبَ السِّختيانيِّ2، من أنَّه قرأ:"ولا الضَّأََلِّينَ"3 –فهَمز الألف وحرَّكها بالفتح؛ لأنَّ الفتح أخفُّ الحركات- ونحو ما حَكى أبو زيد في كتاب الهمزِ4 من قولهم: شَأَبَّةٌ ودَأَبَّةٌ.
وأنشدتِ الكافَّةُ5:
يا عَجَبَا، لَقَد رأَيتُ عَجَبا
…
حِمارَ قَبَّانٍ، يَسُوقُ أَرنَبا
خاطمها زأَمَّها، أن تَذهَبا
أراد "زامَّها" فأبدل. وحكى6 المبرّد عن المازنيِّ، عن أبي زيد، قال: سمعتُ عمَرو بن عُبيد يقرأ: "فيَومَئذٍ لا يُسأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ ولا جأَنٌّ"7، فظننتُ أنه قد لحن، حتَّى سمعتُ العربَ تقول: دأَبَّةٌ وشَأَبَّةٌ. [31 أ] .
1 انظر سر الصناعة 1: 82-106.
2 تابعي من البصرة، سيد فقهاء عصره، ثقة من حفاظ الحديث. تهذيب التهذيب 1: 397-399.
3 الآية 7 من سورة الفاتحة. وانظر الخصائص 1: 281 والإبدال 2: 544 والبحر المحيط 1: 30 وشرح الشافية 2: 248 وشرح شواهدها ص168-169.
4 ذكر البغدادي أن هذا في آخر كتاب الهمز. شرح شواهد الشافية ص168. ولكن مطبوعة كتاب الهمز ببيروت خالية منه.
5 الرجز مما تحكيه العرب على ألسنة البهائم. الخصائص 3: 148 والضرائر ص222 والمنصف 1: 281 وسر الصناعة 1: 82 وشرح الشافية 2: 248 وشرح شواهده ص167-174 واللسان "زمم". م: "وأنشد الكلابي". وحمار قبان: دويبة. وخاطمها أي: يقودها من أنفها. وزامها مثل خاطمها.
6 في الخصائص والمنصف وسر الصناعة والمحتسب وشرح الشافية والبحر المحيط.
7 الآية 39 من سورة الرحمن.