الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النكرة
والمعرفة
النكرة
…
النكرة والمعرفة:
أولا: النكرة:
1-
المقصود بالنكرة لدى النحاة
2-
العلامات التي تستخدم لمعرفة الاسم النكرة
طالب، كتاب، كلية، جامعة، رحلة، زهور، أشجار، طيور، مياه، جداول، استمتاع، راحة هدوء، نشاط، قوة.
النكرة -كما جاء في قطر الندى- عبارة عما شاع في جنس موجود أو مقدر. ا. هـ.
والمقصود بهذه العبارة أن يكون اللفظ مما يندرج تحته أفراد كثيرون لا يختص به واحد دون آخر، فكلمة "طالب" مثلا تطلق -بلفظها- على ما لا يحصى من أفراد الطلاب، وكذلك كلمة "شجرة يمكن استخدامها -كما هي- لتطلق على ملايين الأشجار مختلفة الأشكال والألوان، ومثل ذلك أيضا كلمة "شمس" فإنها بلفظها تطلق على كل جرم مضيء فهي نكرة بهذا الاعتبار -اعتبار اللفظ- وإن كان لا يوجد منها في الحقيقة والواقع إلا فرد واحد فقط.
هذا، وتستخدم إحدى العلامات التالية للتعرف على الاسم النكرة.
1-
أن يقبل "أل"
فالكلمات "طالب، أشجار، راحة" كلمات منكرة ومعناها شائع
وهي تقبل "أل" فيقال: "الطالب، الأشجار، الراحة" فتدل حينئذٍ على طالب معين، وأشجار حديقة خاصة مثلا، وراحة معهودة بين المتكلم والمخاطب.
2-
أن يدل على ما يقبل "أل"
فالكلمات "ذو" بمعنى صاحب و "من" بمعنى شخص ما و "ما" بمعنى شيء، في قولك:"عاش عمرُ ذا ضمير حي فاحترمه كل من يحبه وكل من يكرهه" فإن كلمة "ذا ضمير" بمعنى "صاحب ضمير" وكلمة "صاحب" تقبل "أل" فيقال "الصاحب" وكلمة "من" بمعنى "إنسان" وهذه الأخيرة تقبل "أل" فيقال "الإنسان".
3-
أن تقبل الكلمة حرف الجر "رُبَّ".
ذكر هذه العلامة ابن هشام، فإن كلمة "رُبَّ" لا تدخل إلا على النكرات، تقول "رُبَّ صمتٍ خيرٌ من كلام" و "رُبَّ فقيرٍ خيرٌ من غنيٍّ" فكل من الكلمتين "صمت، فقير" نكرتان بهذه العلامة.
ومن ذلك قول سويد بن كاهل اليشكري:
رُبَّ مَنْ أنضَجْتُ غيظًا قلبَهُ
…
قد تمنَّى لي موتا لم يُطَعْ3
1 الغيظ: أشد الغضب، وإنضاج الغيظ: يقصد به الوصول إلى منتهاه، لم يطع: لم ينفذ ما أراد.
يقول: من الناس عدو لي مغتاظ مني أشد الغيظ، وإنه ليتمنى موتي، ومع ذلك لم تتحقق أمنيته ولم يحدث ما أراد.
الشاهد: في قوله: "رب من أنضجت غيظا" فإن "من" نكرة بمعنى "إنسان" بدليل دخول الحرف "رب" عليها.
- وقول أمية بن أبي الصلت:
لَا تضيقَنَّ بالأمور فقد تُكـ
…
ـشَفُ غماؤها بغير احتيالِ
ربما تكْرَهُ النفوسُ من الأمـ
…
ـرِ له فُرْجة كحَلّ العقالِ1
1 الغماء: الكرب والأحزان، الاحتيال: الحذق وجودة النظر والقدرة على التصرف "الشطارة"، الفرجة: -كما يقول القاموس- التفصي من الهم بمعنى الخروج منه، العقال: الحبل الذي يربط به البعير، حل العقال: في غاية اليسر.
المعنى: هون عليك ولا تهتم بالشدائد، فبعد العسر يسر، وربما انكشفت الأحزان بدون مجهود، ورب أمر يضيق به الإنسان والخروج منه سهل ميسور كحل العقال.
الشاهد: في البيت الثاني "ربما تكره النفوس" فإن "ما" بمعنى "شيء" في نكرة والدليل على ذلك دخول "رب" عليها.
إعراب البيتين. لا تضيقن: لا: ناهية، تضيقن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم، وفاعله ضمير مستتر تقديره "أنت" والنون حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، بالأمور: جار ومجرور متعلق بالفعل "تضيقن"، فقد تكشف غماؤها: قد: حرف تحقيق، تكشف: فعل مضارع مرفوع بالضمة، غماؤها: نائب فاعل مرفوع بالضمة، وضمير الغائبة مضاف إليه، بغير: جار ومجرور، احتيال: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
"ربما" رب: حرف جر شبيه بالزائد، ما: نكرة بمعنى "شيء" مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، تكره: فعل مضارع مرفوع بالضمة، النفوس: فاعل مرفوع بالضمة، من الأمر: جار ومجرور، وجملة "تكره النفوس من الأمر" صفة لكلمة "ما"، له: جار ومجرور خبر مقدم شبه جملة، فرجة: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، والجملة من المبتدأ والخبر خبر المبتدأ "ما"، كحل: جار ومجرور شبه جملة صفة الكلمة "فرجة"، العقال: مضاف إليه مجرور بالكسرة.