الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كنايات العدد:
كم، كأيّنْ، كذا:
1-
الفرق بين كنايات العدد وأسماء الأعداد.
2-
وصف جملة "كم" الاستفهامية نحويا.
3-
وصف جملة "كم" الخبرية نحويا.
4-
وصف جملة "كأين" نحويا.
5-
وصف جملة "كذا " نحويا.
كنايات العدد:
المقصود بكنايات العدد: ألفاظ جاءت بها اللغة تدل على عدد غير محدد قل أو كثر ا. هـ. فأسماء العدد التي سبقت دراستها محدودة الدلالة على العدد مثل "خمسة، عشرون، مائة".
أما كنايات العدد مثل "كم، كأيّن" فتدل على عدد حقا، لكن أي عدد؟ إنه غير محدد، ولذلك أطلق عليها اسم "كنايات العدد" أو "رموز العدد" فحين تقول لصديقك:"كم يومًا بقيت في المصيف؟ " فإن معني "كم" السؤال عن عدد مجهول المقدار من الأيام، قد تكون الإجابة عنه من الصديق "يوما أو يومين أو عشرات الأيام".
والألفاظ التي جاءت بها اللغة للكناية عن العدد ثلاثة هي "كم، كأيّن، كذا" وسيدرس كل واحد منها في جملته لوصفها بما يشمل اللفظ نفسه وتمييزه.
كَمْ: الاستفهامية:
كم كتابًا موجود بمكتبتك بالمنزل؟!
وكم مرجعًا مقررٌ عليك في دراستك هذا العام؟
كم هدفًا عظيمًا تحقق لك في حياتك؟
وكم أملًا غاليًا عزّ عليك تحقيقه؟
كم فرصةً اغتنمتها فغيَّرت مجرى حياتك؟
وكم فرصةً أضعْتَ، ثم ندمت؟
مع كم زميلًا تتعاونُ في مذاكرتك؟
وعلى كم مبدإٍ راقٍ تنظم هذه المذاكرة؟
تتكون جملة "كم: الاستفهامية" إجمالا مما يلي:
أ- كم: وهي اسم استفهام مبني على السكون، ويقصد بها السؤال عن عدد مجهول المقدار، بمعنى "أي عدد؟ "، وتقع في موضع رفع أو نصب أو جر بالفهم الآتي:
1-
تكون مبتدأ في محل رفع إذا جاء بعدها خبر مفرد، أو جاء بعدها فعل لازم أو فعل استوفى مفعوله.
2-
تكون مفعولا به في محل نصب إذا جاء بعدها فعل متعد ولم يستوف مفعوله، حينئذٍ يتجه إليها، وتكون "كم" مفعولا به مقدما لهذا الفعل المتعدّي.
3-
تكون في محل جر إذا سبقها حرف جر أو اسم تضاف هي إليه.
ب- تمييز "كم" وهو الاسم الذي يجيء بعدها للسؤال عن مقداره العدديّ، ويكون منصوبا أو مجرورا بالفهم الآتي:
1-
يكون مفردا منصوبا في حالة رفع "كم" أو نصبها أو جرها.
2-
يجوز أن يكون مفردا مجرورا في حالة جرها بحرف الجر فقط.
ج- بقية الجملة بعد "كم" وتمييزها: وهذه البقية قد تكون اسما مفردا أو فعلا لازما أو متعديا على ما سبق بيانه في إعراب "كم".
حاول إذن -بعد هذا الشرح- معاودة النظر للأمثلة الثمانية السابقة لتحليلها نحويا تطبيقا على هذا الفهم.
كَمْ: الخبرية:
كم عالِمٍ شقيٌّ بعلمه، وكم جاهلٍ سعيدٌ مع جهله.
كم فقيرٍ عفَّتْ نفسُه، وكم غنيٍّ زادَ جَشَعُه.
كم صادقٍ كذّبَ الناس قولَه، وكم كاذبٍ صدّق الناسُ إفْكَه.
كم ظَلَمَةٍ عَظَّمَ الغوغاء، وكم مظلومين أهانَ اللؤماء.
يا صاحبي: من كم خطأٍ يجيء الصّواب، وعلى كم تجربةٍ يصحّ الحكم.
تتكون جملة "كم: الخبرية" إجمالا مما يلي:
أ- كم: وهي اسم مبني على السكون تفيد الإخبار عن الكثرة، بمعنى "كثيرٌ مِنْ"، وتقع في موضع رفع أو نصب أو جر بالطريقة نفسها التي سبق شرحها في "كم: الاستفهامية" فتكون مبتدأ أو مفعولا به أو مجرورة بالحرف أو بالإضافة.
ب- تمييز "كم" وهو الاسم الذي يجيء بعدها للإخبار عن كثرته وهو مجرور غالبا بالإضافة، ويكون مفردا بكثرة وجمعا بقلة.
جاء في الأشموني: إفراد تمييز "كم الخبرية" أكثر وأفصح من جمعه وليس الجمع بشاذ كما زعم بعضهم ا. هـ.
ج- بقية الجملة بعد "كم" وتمييزها، وتأتي بالطريقة نفسها التي تأتي بها مع الاستفهامية.
حاول بعد هذا الشرح النظر للأمثلة السابقة لتحليلها تطبيقا على هذا الفهم.
كأيِّنْ
{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ}
هذه الكلمة مكونة من ثلاثة أحرف هي الكاف والهمزة والياء المشددة المكسورة المنونة تنوين التنكير "كأيِّ" ولأن هذا التنوين لازم لها رسم أحيانا نونا ساكنة في آخرها، فكتبت "كأين" وكلا الرسمين قد جاء في كتب النحو وبصرف النظر عن الكلام الكثير حول تحليل أجزاء جملتها، فإن الذي خرجت به من تأمل استعمالها في القرآن -كما ترى في الآيات- ما يلي:
أ- كأين: وهي اسم مبني على السكون، يفيد الإخبار عن الكثرة فهي بمعنى "كثيرٌ من" وتعرب مبتدأ في محل رفع.
ب- تمييز "كأين": وهو الكلمة التي تأتي بعدها، ويكون مفردا مجرورا بحرف الجر "مِنْ".
ج- بقية الجملة: وهي عادة جملة فعلية تقع في محل رفع خبر الكلمة "كأين".
كَذَا:
وصف أحد الجنود غارة جوّية بقوله:
فجأة، هاجمتْنا كَذَا طائرةً معادية.
وظلت تحومُ حولنا كذا دقيقة.
ثم ألقت فوق مواقعنا كذَا وكذَا طنًّا من المتفجرات.
أولا: الأصل في كلمة "كذا" أنها مكونة من حرف الجر "الكاف" ومن اسم الإشارة "ذا" فهي كلها جار ومجرور، تقول:"كثيرٌ من أهل مصر يتكلمون اللغة الفصحى ويفهمونها وكَذَا كلُّ البلاد العربية".
ثانيا: قد ينسى هذا الأصل، فيستخدم المركَّب كله كناية عن غير العدد من الأفعال والأشياء سواء استعملت وحدها "كذا" أو جاءت مكررة "كذا كذا" أو معطوفا عليها "كذا وكذا".
- جاء في الحديث: "يُقالُ للعبد يوم القيامة أتذكرُ يوم كَذَا وكذا فعلْتَ كَذَا وكَذَا".
فقد وردت في الحديث كناية عن أيام معينة أولا وعن أفعال معينة ثانيا.
- جاء في تعليق لأحد الصحفيين "بعض الأطباء يقولون للمريض: عندك كذا وكذا بصراحة تامة".
فهي في المثال كناية عن الأمراض والآلام التي لدى المريض.
وفي هذا الاستعمال يكون لجملتها الخواص الآتية:
أ- يسبقها كلام، فلا تأتي في صدارة الجملة، بل داخلها.
ب- تبنى في كل صورها على السكون، وتحتل الوظائف النحوية المختلفة بحسب سياق الكلام، فتكون مبتدأ أو مفعولا به أو غيرهما.
ثالثا: قد ينسى الأصل أيضا فيستخدم المركب كله كناية عن العدد سواء استعملت وحدها "كذا" أو مكررة "كذا كذا" أو معطوفه "كذا وكذا" وهذه هي المقصودة بالدراسة هنا كما ترى في الأمثلة التي بدأ بها الموضوع "في الصفحة السابقة".
وحين يُكْنَى بها عن العدد يكون لجملتها الخواص التالية:
أ- يسبقها كلام، فلا تأتي في صدارة الجملة، بل داخلها.
ب- تبنى في كل صورها على السكون، وتحتل الوظائف النحوية المختلفة بحسب سياق الكلام، ففي الأمثلة السابقة جاءت في المثال الأول فاعلا، وفي الثاني نائبا عن ظرف الزمان، وفي الأخير مفعولا به.
ج- تحتاج إلى تمييز بعدها، ويكون غالبا مفردا منصوبا.
ومن شواهدها قول الشاعر:
عِد النَّفسَ نُعْمَى بعد بُؤْسَاكَ ذاكِرًا
…
كَذَا وكَذَا لُطْفًا به نُسِيَ الجُهْدُ 1
1 الشاهد في البيت "ذاكرا كذا وكذا لطفا" فإن "كذا" استخدمت معطوفة كناية عن العدد، وتمييزها مفرد منصوب هو "لطفًا".