الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد:
1-
الأعداد والمعدودات من حيث: "التذكير والتأنيث، الإفراد والجمع، الإعراب".
2-
ملاحظات مهمة حول الفكرة السابقة، وتشمل:
أ- تمييز الأعداد "3-9" بكلمة "مائة" مفردة استثناء من القاعدة.
ب- تمييز الأعداد "3-10" بأسماء الجموع، بمراعاة مفردات الجموع المميزة.
ج- استخدام أداة التعريف "أل" مع العدد المفرد والمضاف والمركب والمعطوف.
3-
صياغة اسم الفاعل من الأعداد "2-10" واستعماله مع المساوي له والأقل منه.
4-
صياغة اسم الفاعل من الأعداد "11-19" واستعماله مع المساوي له فقط.
العدد مع المعدود:
دعا النَّبيُّ إلى الإسلام في مكَّة ثلاثَ عشرةَ سنة.
ثم قضى عشر سنواتٍ أخرى في المدينة.
ومات عليه السلام عن ثلاثةٍ وستين عاما.
العدد: يقصد به الكلمات المصطلح عليها في اللغة للدلالة على كميات الأشياء التي يرمز إليها الرياضيون بالأرقام الحسابية "ثلاث عشرة، عشر، ثلاثة وستين" في الأمثلة السابقة، وترمز لها الأرقام "13-10-
63" مع ملاحظة أن اللغة تهتم بأسماء الأعداد نفسها لا رموزها الحسابية وهذا طبيعي، فاللغة كلمات لا رموز للكلمات.
المعدود: ويطلق عليه أيضا "تمييز العدد" أو "تفسير العدد" وهو ما يوضح المقصود من "العدد" فيبين نوع الكمية التي تدل عليها أسماء الأعداد مثل "سنة، سنوات، عاما" في الأمثلة السابقة.
هذه مقدمة ضرورية لوصف استعمال اللغة للأعداد والمعدودات من جهتين:
أولا: حكم الأعداد من حيث التذكير والتأنيث بالنظر إلى المعدودات.
ثانيا: حكم المعدودات من حيث الإفراد والجمع، وأيضا الإعراب بالنظر إلى الأعداد، وتفصيل الأمرين السابقين يتضح فيما يلي:
1-
العددان "1-2":
استعملتهما اللغة مذكرين للمذكر فيقال: "واحد، اثنان" ومؤنثين للمؤنث فيقال: "واحدة، اثنتان".
وهذان العددان لا يستعمل معهما المعدود في اللغة العربية، فلا يقال:"واحد رجل" أو "اثنان شجر" بخلاف بعض اللغات الأجنبية، إذا يقال في الإنجليزية مثلا "One man" و"Two trees" أو "شجرة وشجرتان".
2-
الأعداد "3-10" الأعداد المضافة:
وهذه تخالف المعدود، فتذكر مع المؤنث، وتؤنث بالتاء مع المذكر أما المعدود فالأصل فيه أن يأتي معها وله الصفات الآتية "جمع مضاف إليه مجرور" تقول:"مثَّل فرقتَنا في اتحاد الكلية خمسة طلابٍ وثلاث طالباتٍ".
وجاء في القرآن: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً} .
3-
الأعداد "11-19" الأعداد المركبة:
هذه مكونة من عددين مركبين مبنيين على فتح الجزءين -ما عدا اثني عشر- يعامل الأول منهما "1-9" من حيث التذكير والتأنيث وهو مركب مع العشرة معاملته قبل هذا التركيب، بمعنى أن "1-2" يوافقان وأما "3-9" فتخالف، أما العشرة حين تركب مع هذه الأعداد، فإنها وهي مركبة توافق المعدود تذكيرًا وتأنيثًا.
أما المعدود فإنه يأتي مع هذه الأعداد وله الصفات الآتية "مفرد منصوب على التمييز" تقول: "يتكونُ فريق الكرةِ من أحدَ عشرَ لاعبًا وفي وطننا من نوادي الدرجة الأولى حوالي خمسةَ عشرَ ناديًا".
4-
الأعداد "20-90" أسماء العقود، الأعداد المتعاطفة:
إذا استعملت هذه الأعداد وحدها "عشرون، ثلاثون، أربعون، خمسون، ستون، سبعون، ثمانون، تسعون" تسمى "أسماء العقود" ويستعمل مع كل منها الأعداد من "1-9" سابقة عليها، وتعطف عليها أسماء العقود، بأن يقال:"واحد وعشرون، اثنان وعشرون، ثلاثة وعشرون وهكذا" فتسمى هذه الأعداد "الأعداد المتعاطفة".
وأسماء العقود لا تتغير تذكيرا وتأنيثا، أما الأعداد التي تسبقها مما يطلق عليه نحويا "النّيِّف" فإنها تذكر وتؤنث بحسب استعمالها قبل مجيئها مع أسماء العقود، بمعنى أن "1-2" يوافقان وأما "3-9" فتخالف.
أما المعدود فإنه يجيء مع هذه الأعداد وله الصفات الآتية "مفرد منصوب على التمييز" تقول: "بعض الشهور العربية تسعةٌ وعشرون يوما وبعضها الآخر ثلاثون يوما، وتصل بعض الشهور الميلادية إلى واحد وثلاثين يوما".
5-
الأعداد "100-1000" العدد المضاف "أيضا":
وهي الأعداد "مائة، ألف، مليون" وهذه لا تتغير تذكيرا وتأنيثا ويستعمل معها الأعداد "1-99" بحسب ما لها من حكم التذكير والتأنيث قبل استعمالها مع "المائة، الألف، المليون".
أما المعدود فيأتي مع هذه الأعداد "مفردا مجرورا على أنه مضاف إليه" تقول "تضم الأمم المتحدةُ الآن حوالي خمس وعشرين ومائة دولة" وجاء في القرآن: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً} 1.
ملاحظات حول ما سبق:
اتضح من العرض السابق التصور العام لكيفية النطق بالعدد والمعدود منظورًا إلى الأول من جهة التذكير والتأنيث، ومنظورًا إلى الثاني من حيث الإفراد والجمع والإعراب، ولاستكمال هذا التصور يلاحظ الآتي:
أ- سبق أن الأعداد من "3-9" تميز بجمع مجرور، ويستثنى من ذلك تمييز هذه الأعداد بكلمة "مائة" فإنها تبقى مفردة ولا تجمع، فيقال:"ثَلاثُمائة، أرْبَعُمائة، خَمسُمائة، سِتُّمائة، سَبْعُمائة، ثمَانُمائة، تِسْعُمائة" بالرسم السابق، فلا يقال فيها:"مئات" وهذا خلاف الأصل.
ب- لاحظ الأمثلة الآتية:
جاء في إحدى النشرات الجوية:
ظلت الرؤية متعذرةً لمدة خمس ساعات.
أصدر المطار خلالها ستة تحذيرات.
وامتنع عن الإقلاع منه تسعُ طائرات.
وارتفعتْ أمواجُ البحرِ ثمانيةَ أمتار تقريبا.
وضلَّتْ به سبعٌ من سفن الصيد.
1 من الآية 14 من سورة "العنكبوت".
إذا كان المعدود جمعا -أيّ جمع- فإنه يراعى في العدد من حيث التذكير والتأنيث مفرد هذا الجمع، وأدق ما يكون ذلك في الأعداد من "3-10" لأنها تخالف المعدود -كما سبق- ويمكن تطبيق هذه الفكرة على ما جاء في الأمثلة السابقة من "إحدى النشرات، خمس ساعات، ستة تحذيرات، تسع طائرات، ثمانية أمتار، سبع سفن".
ج- دخول أداة التعريف "أل" ورد في اللغة كما يلي:
- العدد المفرد مثل "واحد، اثنان" تتصل به "أل" في أوله، فيقال:"الواحد، الاثنان" وهذا بدهي.
- العدد المضاف "ثلاثة إلى عشرة، مائة وألف" تجيء "أل" مع المضاف إليه، فيقال:"ثلاثة الأفدنة، عشرة الجنيهات، مائة المتر، ألف القطعة" وهذا أحسن الآراء فيه.
- العدد المركب "أحد عشر إلى تسعة عشر" تجيء "أل" مع الكلمة الأولى منهما، فيقال "الثلاث عشرة دولة، الخمسة عشر طالبا" وهكذا.
- العدد المعطوف "أسماء العقود المعطوفة على ما يسبقها من الأعداد" تجيء "أل" مع كلتا الكلمتين المتعاطفتين، فيقال "الثلاثة والعشرون، التسعة والتسعون" وهكذا.
وقد نظم بعض العلماء ما سبق شعرا بقوله:
وعددًا تريد أن تُعَرِّفا
…
ف أل بجزءيه صِلَن إنْ عُطِفَا
وإنْ يَكنْ مُركَّبًا فالأولُ
…
وفي مضافٍ عكسُ هذا يُفعلُ
صياغة "فاعل" من الأعداد "2-10".
- ثانٍ، ثالث، رابع، خامس، سادس، سابع، ثامن، تاسع، عاشر للمذكر
- ثانية، ثالثة، رابعة، خامسة، سادسة، سابعة، ثامنة، تاسعة، عاشرة للمؤنث.
يصاغ من أسماء الأعداد "2-10" على وزن "فاعل" مذكرا مع المذكر، ومؤنثا مع المؤنث مستعملا في الجملة على الصور الثلاث التالية:
الأولى: يأتي في الجملة وحده دون أن تأتي معه أسماء الأعداد على الإطلاق، فلنلاحظ الأمثلة:
- ظهرت النتيجةُ وكان ترتيبي الثالثَ وترتيبُ صديقي العاشر.
- كنت الأوَّل طوال السِّباق، وقرب النهاية أبطأْتُ فأصبحتُ الثانيَ.
في هذه الصورة يقصد به وصف من هو له بمعناه فقط، ببيان ترتيبه العددي، ولا شيء غير ذلك، ويعرب الاسم بحسب ما يقتضيه سياق الكلام.
الثانية: يأتي في الجملة مع أسماء الأعداد التي اشتق منها المساوية له في المعنى، لنلاحظ من النصوص:
- العقادُ ثالثُ ثلاثةٍ أثَّروا تأثيرا عظيمًا في الفكر العربي الحديث.
- من القرآن: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} .
في هذه الصورة يقصد بالمشتق أنه واحد مما دل عليه العدد بعده ويعرب اسم العدد بعده على أنه "مضاف إليه" فهما معا "مركب إضافي".
الثالثة: يأتي في الجملة مع أسماء الأعداد الأقل منه مباشرة، فلنلاحظ من الأمثلة:
- إن فرنسا رابعة ثلاث دول عرفت أسرارَ الذرة.
- كان الدينُ الإسلاميُّ ثالث اثنين من الأديان الكبرى لهداية البشر.
في هذه الصورة يقصد بالمشتق إكمال العدد الأقل بعده إلى معناه، ولك في اسم العدد بعده أن تجره بالإضافة، فهما معا "مركب إضافي" ولك أن تنون المشتق، وتنصب اسم العدد بعده على أنه "مفعول به".
صياغة "فاعل" من الأعداد "11-19":
قرأت الجزءَ الثامنَ عشرَ من القرآن الكريم.
كتبت نقدا على المقامةِ الخامسةَ عشرة للحريري.
يصاغ على وزن "فاعِل" من المركبات "11-19" بمجيء الكلمة الأولى على وزن "فاعِل" مركبة مع كلمة "عشرة" وكلتاهما مبنيّتان على فتح الجزءين، وكلتاهما أيضا تذكران مع المذكر، وتؤنثان مع المؤنث.
يقول ابن هشام: "الوصف المشتق على وزن "فاعِل" من الأعداد المركبة يفيد الاتصاف بمعناه بمصاحبة العشرة" ا. هـ.
وهذا واضح تماما في المثالين السابقين من وصف "الجزء" بأنه "الثامن عشر" ومن وصف "المقامة" بأنها "الخامسة عشرة"، وهذا يتفق مع ذوق اللغة في الإفهام السهل الميسر.
أما ما خاضت فيه مطولات النحو من استخدام المشتق من الأعداد المركبة لإفادة أنه بعض مما اشتق منه واستخدام طرق مجهدة لمركبات لا يستعملها غير النحاة، ففي رأيي -إن لم يجانبني الصواب- أن ذلك كله مما يطلق عليه "التمارين غير العملية" وينبغي صرف النظر عنه، فإنه لا ضرورة له ولا يفيد نطقا، ومن أراد الاطلاع عليه فليراجع آخر "باب العدد" في "شرح الأشموني".