الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أساليب المدح والذم:
تأتي أساليب المدح والذم في اللغة العربية في المجموعات الثلاث التالية:
المجموعة الأولى: نعم، بئس، ساء:
لاحظ الأمثلة التالية:
نِعْمَ الصَّديقُ أبو بكر.
نِعْمَ صديقُ الرسولِ أبو بكر.
نِعْمَ صديقًا أبو بكر.
بِئْسَ الرجلُ أبو جهل.
بِئْسَ رجلُ الأذى أبو جهل.
بِئْسَ رَجلًا أبو جهل.
ساءَ الشعبُ اليهودُ.
ساءَ شعبُ الغَدْرِ اليهودُ.
ساء شعبًا اليهود.
تتكون جملة المدح والذم مع هذه المجموعة من: فعل المدح أو الذم + الفاعل + المخصوص بالمدح أو الذم، ولكل واحد من هذه الثلاثة حديث يخصه.
أ- فعل المدح أو الذم: وهو "نعم، بئس، ساء" وهي أفعال جامدة ماضية لإنشاء المدح أو الذم، والأول منها وهو "نعم" يفيد المدح والأخيران يفيدان الذم، وهكذا يعبر عنها المعربون، فيقولون: في "نعم" مثلا "نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح".
ب- فاعل هذه الأفعال لا بد أن يكون فيه الألف واللام أو مضافا لما فيه الألف واللام أو ضميرا مستترا مفسرا بتمييز بعده، كما ترى في الأمثلة السابقة.
ج- المخصوص بالمدح أو الذم: ويأتي بعد الفعل أو قبلهما معا، ويقصد به الاسم المحدد الذي تمدحه الجملة الفعلية أو تذمه، وهو في الأمثلة السابقة "أبو بكر، أبو جهل، اليهود".
ويعرب هذا الاسم على أنه مبتدأ -تأخر أو تقدم- وخبره الجملة الفعلية وهذا أحسن الآراء في إعرابه "راجع ابن عقيل".
وربما حذف هذا الاسم -المخصوص- إذا كان مفهوما من الكلام.
ومن شواهد تلك المجموعة ما يلي:
قول القرآن: {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} 1 وقوله: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} 2 وقوله: {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} 3، وقول الشاعر:
لنعمَ موْئِلًا المولى إذا حُذِرَتْ
…
بأساءُ ذي البغي واستيلاءُ ذي الإحَنِ4
1 من الآية 40 سورة الأنفال.
2 من الآية 30 سورة النحل.
3 من الآية 29 سورة الكهف.
4 موئلا: ملاذا وعونا، المولى: الحليف والنصير، بأساء: شدة، الإحن: الأحقاد.
يقول: إذا خفت من باغ أو حقود، فإني أجد الملاذ والنصرة في هذا الحليف النصير.
الشاهد: في "نعم موئلا المولى" ففيه الفعل "نعم" وفاعله ضمير مستتر وكلمة "موئلا" تمييز، والمخصوص بالمدح "المولى".
المجموعة الثانية: حبّذا، لا حبّذا:
لاحظ الأمثلة التالية:
حَبَّذَا الصّدقُ ولا حبَّذا الكذبُ.
حَبَّذا الصراحةُ ولا حَبَّذا الغشُّ.
تتكون الجملة في هذه المجموعة من الآتي:
أ- الفعل "حَبَّ" الماضي لإفادة المدح، وينفي بالحرف "لا" لإفادة الذم.
ب- كلمة "ذا" اسم الإشارة فاعل الفعل فيهما.
ج- المخصوص بالمدح أو الذم، وهو مبتدأ، خبره الجملة الفعلية.
وهذا الذي ذكر هنا أحسن ما قيل عن هذا الموضوع "راجع ابن عقيل" ومن شواهد ذلك قول ذي الرمة:
ألَا حَبَّذَا أهلُ المَلَا غيرَ أنَّه
…
إذا ذُكِرَت مَيٌّ فلا حَبَّذَا هِيَا
على وجْهِ مَيٍّ مَسْحَةٌ من مَلَاحَةٍ
…
وتحت الثيابِ العارُ لو كان بادِيا1
المجموعة الثالثة: ما جاء على وزن "فَعُل":
كل فعل ثلاثي يصح مجيئه على وزن "فَعُل" بقصد المدح أو الذّم سواء أكان على هذا الوزن أصلا أم حول إليه بهذا القصد، وحينئذٍ تتكون جملته مما تتكون منه جملة "نعم، بئس" تقول: "شرُفَ الرجلُ الرسولُ" و "قَبُحَ الرجلُ أبو لهب" و "خبُثَت المرأةُ حمالةُ الحطب".
1 الملا: الحي الذي تقطنه "حبيبته".
الشاهد: في البيت الأول حيث جاءت "حبذا، لا حبذا" مرة للمدح في قوله: "حبذا أهل الملا" وأخرى للذم في قوله: "لا حبذا هيا".