الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العَلَم:
1-
المقصود بالعَلَم لدى اللغويين والنحاة
2-
يطلق على العلم المصطلحات الآتية:
أ- الاسم، الكنية، اللقب
ب- المرتجل، المنقول
ج- علم الشخص، علم الجنس
العَلَم:
إبراهيم، محمد، مكة، طنطا، عدن، قريش، تغلب، تميم، ثقيف، أبو بكر، الصديق، عمر، الفاروق، أبو عوف، عبد الرحمن، أبو السباع، إسماعيل.
جاء في القاموس: العلم شيء منصوب في الطريق يهتدى به، والجبل ورسم الثوب ورقمه، والرَّاية وما يعقد على الرمح. ا. هـ.
ويفهم من هذا أن كلمة "العلم" في اللغة تأتي لمعان متعددة، منها: العلامة، كما في علامات الطرق التي توضح المسالك وما توصل إليه كاللوحات التي نضعها الآن في الطريق وفي مداخل المدن، وبها معلومات تهدي المسافر في رحلته، ومنها أيضًا: الجبل، وهذا المعنى قد ورد في القرآن
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ} 1 وفي الشعر في قول الخنساء ترثي أخاها صخرًا:
وإن صخرًا لتأتَمُّ الهداةُ به
…
كأنه عَلَمٌ في رأسِه نارُ2
ومنها اليوم نسمع عن "نشيد العلم" و "علم مصر الخفاق" و "ارفعوا العلم عاليا".
أما لدى النحاة، فإن الذي يفهم من كلامهم أن "العلم" يقصد به الاسم الذي يتعين المقصود منه من اللفظ نفسه بمجرد النطق به، سواء أكان المقصود منه إنسانا أم حيوانا، حيا أم جمادا. ا. هـ.
فالاسم "العلم" إذن له صفتان:
أ- تعيُّن المقصود منه
ب- أن يفهم هذا التعيُّن من اللفظ نفسه بمجرد النطق به
وبمراجعة الكلمات السابقة، نجد مثلا أن الاسم "إبراهيم" يتحدد المقصود منه بمجرد نطقه، سواء أقصد المتكلم به "الخليل أبا الأنبياء" أم قصد منه صديقًا له اسمه "إبراهيم" مما يحدده سياق الكلام، وأيضا كلمة "مكة" يتحدد المقصود منها بمجرد نطقها بأنها: البقعة المقدسة في ضمير المسلمين من أرض الله، وكذلك الباقي من الأعلام المذكورة.
1 الآية 24 من سورة الرحمن.
2 ورد هذا البيت شاهدًا على أن كلمة "العلم" تطلق على الجبل فإن معنى بيت الخنساء: إن صخرًا معروف كأنه الجبل الذي اشتعلت النار في قمته فيراه كل الناس.
الاسم، الكنية، اللقب
- إبراهيم، محمد، عبد الله، عمر، فاطمة، عائشة. "اسم".
- أبو الأنبياء، أبو القاسم، أبو بكر، أبو حفص، أم كلثوم، بنت الشاطئ. "كنية".
- الخليل، خاتم الأنبياء، الصديق، الفاروق، كوكب الشرق، "لقب".
يطلق على "العلم" المصطلحات الثلاثة "اسم، كنية، لقب" وبعبارة أخرى: أن الأعلام منها ما هو اسم، ومنها ما هو كنية، ومنها ما هو لقب وتحديدها كالآتي:
الاسم: وهو أغلب الأعلام، ما يطلقه الوالدان على ولدهما عند الولادة ابتداء، مثل:"إبراهيم، أحمد، عمر، عثمان" وغيرهما مما لا يكاد يحصى، فلكل منا اسم يعرفه جيدًا، ويعرفه عنه أهله وأصدقاؤه والمتعاملون معه.
الكنية: ما يطلق على الإنسان بعد التسمية، وقد صدّر "بأب أو أم أو ابن أو بنت" في الغالب، مثل:"أبو الفوارس، أم هانئ، ابن خلدون، بنت الشاطئ".
اللقب: ما يطلق على الإنسان بعد التسمية أيضًا، وأشعر بمدح أو ذم مثل:"الصديق، الفاروق، السفاح، المهدي".
ولو أجلنا النظر فيما حولنا، لوجدنا استعمال هذه الثلاثة مما يتردد على أسماعنا باستمرار، فكم نسمع من أسماء الناس في اليوم الواحد!! وكم نجد
الناس -وبخاصة في الأحياء الشعبية- ينادون الرجال والنساء "بأبو فلان وأم فلان" وأيضًا ألقاب العائلات التي ينسب إليها الناس، فيتمايز بعضهم عن البعض الآخر.
لكن ينبغي التنبه إلى ملاحظتين مهمتين جدًّا تتعلقان بهذه الثلاثة.
الأولى: الترتيب بينها:
فإذا اجتمعت هذه الثلاثة أو اثنان منها في جملة واحدة فلا ترتيب بينها في كل الحالات إلا في حالة واحدة هي "اجتماع الاسم واللقب" فيجب حينئذٍ أن يتأخر اللقب عن الاسم، ولا يصح تقدمه عليه.
الثانية" إعرابها:
يتبع المتأخر منها المتقدم، ويعرب على أنه:"بدل" منه أو "عطف بيان" له في كل الحالات إلا حالة واحدة هي "اجتماع الاسم واللقب مفردين" -غير مركبين- مثل: "إبراهيم الخليل" و "عمر الفاروق" فإنه يصح في هذه الصورة فقط وجهان: إتباع الثاني للأول -كبقية الحالات الأخرى- أو إضافة الأول للثاني والبصريون يوجبون في هذه الصورة الإضافة فقط. فلنطبق هاتين الملاحظتين على الاستعمالات الآتية:
- من علماء النحو أبو محمد عبد الله جمال الدين بن هشام المصري.
- ومن أصحاب الرسول أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة الصديق.
- ومن شعراء مصر شوقي أمير الشعراء وحافظ شاعر النيل.
- ومن زعمائها السياسيين سعد زغلول وجمال عبد الناصر.
المُرتَجَل، المَنْقُول:
يطلق على العلم أيضًا أحد المصطلحين "مرتجل، منقول" بالتحديد الآتي:
المرتجل: هو ما لم يسبق له استعمال قبل العلمية في غيرها، بمعنى أنه استعمل علمًا منذ البداية فلا نكاد نعرف له استعمالا غير ذلك، مثل:"معاوية، عثمان، مروان، سعاد، مصر، مكة، عكاظ" فكل هذه أعلام مرتجلة فإنه قد سمي بها من غير سابقة استعمال، والارتجال معناه: التكلم من غير تهيؤ سابق، وهذا المعنى ينطبق على استعمال الأعلام المرتجلة.
المنقول: هو ما سبق له استعمال في غير العلمية، ثم نقل إليها، وأهم الاستعمالات التي يحدث النقل منها ما يلي:
1-
المصادر: مثل "فضْل، شُكْر، زيْد، عقُل" أعلاما.
2-
اسم الفاعل: مثل "مُحسِن، مُقبِل، مُؤمِن، فَاضِل، حَارِث، شاكر، هاشم، حافظ". أعلامًا.
3-
اسم المفعول: مثل "محمد، محمود، محفوظ، مبروك، مهديّ" أعلامًا.
4-
الصفة المشبهة: مثل "حسن، نبيه، سعيد، سميح" أعلامًا.
5-
الفعل: مثل "أحمد، يزيد، يحيى، تغلب" أعلامًا.
6-
الجار والمجرور والظرف، مثل "في سبيل التاج، نحو النور".
7-
الجملة: مثل "جاد الرب، فتح الله، جاد المولى" وما ورد عن العرب من أعلام أصلها جمل، مثل "تأبَّطَ شَرًّا" الشاعر الجاهلي المعروف وأيضًا "شَابَ قرْناها، يتَلَمَّظَان" علمين لقبيلتين، قال الشاعر يتوعد قبيلة "شاب قرناها":
كذَبْتم، وبيتِ الله، لا تَنْكِحُونها
…
بني شابَ قرْناها تُصَرُّ وتُحْلَبُ1
وقال الآخر يهجو قبيلة "يتلمظان":
إذا ما قيل: أيُّ الناسِ شرٌّ
…
فشرُّهُمُ بنو يتَلَمَّظَانِ2
وقد سبق -في باب ما لا ينصرف- كيفية معاملة الأعلام المنقولة عن الجمل.
إعراب: فشرهم بنو يتلمظان
شر: مبتدأ مرفوع بالضمة، بنو: خبر مرفوع بالواو، يتلمظان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون وواو الجماعة فاعل، و"يتلمظان" كلها مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها حكاية الجملة للتسمية بها.
علم الشخص، علم الجنس
يطلق على العلم -بحسب معناه- أحد المصطلحين "علم الشخص، علم الجنس" بالفهم الآتي:
1 الصر: -كما جاء في القاموس- شد ضرع الناقة لحلبها، والعطف في "وتحلب" التفسير والبيان، والبيت خطاب لأهل امرأة هم قبيلة "شاب قرناها" رفضوا زواجها من الشاعر، يقول: إنكم لن تستطيعوا تزويجها من غيري فلتبقوها إذن عندكم دون زواج كأنما هي ناقة من إبلكم محبوسة للرعي والحلب ولا يخفى ما في ذلك من التهكم!!
الشاهد في "شاب قرناها" فهو علم منقول من جملة كاملة مكونة من الفعل "شاب" والفاعل "قرناها".
2 الشاهد في البيت "يتلمظان" فهو علم على قبيلة معينة، وهو منقول من جملة كاملة مكونة من الفعل "يتلمظ" مسندا إلى "ألف الاثنين" من الأفعال الخمسة.
علم الشخص: يقصد به -كما هو واضح من اسمه- ما يتحدد المقصود منه بذاته باستعمال اللفظ الدال عليه، مثل "أحمد، خالد، مكة، بغداد" وكل ما سبق من حديث عن العلم إنما يقصد منه "علم الشخص".
وعلم الجنس: يقصد به -كما هو واضح منه اسمه أيضا- ما وضع في اللغة للدلالة على تحديد الجنس كله لا على تحديد فرد منه، مثل "أسامة" وضعتها العرب لتكون علما يقصد منه كل أسد، ومثل "ثُعَالة" وضعتها العرب لتكون علما يقصد منه كل ثعلب.
فهذا النوع الأخير من الأعلام لا يقصد به "فرد محدد" بل يقصد به "جنس محدد" فمعناه في الحقيقة شائع كالنكرة، وإن كان من حيث اللفظ معرفة باعتبار تخصيصه بالدلالة على النوع كله، لذلك، فإن الألفاظ التي وردت لهذا النوع الأخير في اللغة تكاد تكون محصورة ومعظمها غريب الاستعمال الآن، ومن ذلك:
"أسامة" للأسد، "ثُعَالة" للثعلب، "ذُؤَالة" للذئب، "أمُّ عِرْيَط" للعقرب، "أبو جَعْدَة" للذئب، "أبو المضَاء" للفرس، "أبو الدَّغْفَاء" للأحمق، "سُبْحَانَ" للتسبيح وتنزيه الله، "يَسَارِ" للميسرة، "فجارِ" للفسق والفجور، "بَرَّة" للبر وعمل الخير.
فكل هذه الألفاظ وضعتها العرب للدلالة على المعاني السابقة، بحيث لا يفهم منها غيرها، فأشبهت الأعلام الحقيقية التي تخصصت في تعيين الذوات أناسا أم أماكن أم قبائل.