الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإضافة:
1-
الإضافة لدى اللغويين والنحاة.
2-
ما يتجرد منه المضاف حين الإضافة.
3-
الإضافة اللفظية "غير المحضة" والإضافة المعنوية "المحضة".
4-
الأسماء الملازمة للإضافة وما تضاف إليه:
أ- ما يضاف للضمائر، وهو "وَحْد، لَبَّيْك، وأخواتها".
ب- ما يضاف للجمل وهو "حيثُ، إذْ، إذَا".
ج- ما يضاف لاسم ظاهر أو مضمر، وهو "لَدُنْ، مَعَ، قُصَارَى".
د- ما يضاف لمثنى ظاهر أو مضمر وهو "كِلَا، كِلْتَا".
5-
ما يضاف أحيانا، وما يجب حينئذٍ إضافته له:
أ- ما يضاف للجمل وهو أسماء الزمان المبهمة.
ب- ما يضاف لاسم ظاهر أو مضمر وهو أسماء المكان المبهمة.
معنى الإضافة:
تأمل الأمثلة الآتية:
- بورسعيد، حضرموت، نيويورك، سيبويه. مركب مَزْجِي.
- جَادَ الله، جَادَ الرَّبّ، فتح الله، نحمده. مركب إسنادي.
- روعةُ الانتصارِ، ذلّةُ الهزيمةِ، جمالُ الحريةِ. مركب إضافي.
- الكلمات المركبة التي وردت في اللغة العربية ثلاثة أنواع:
الأول: المركب المَزْجِي: وهو ما تكون من كلمتين اندمَجَتَا معا حتى
كوّنتا كلمة واحدة ويعرب هذا الصنف إعراب ما لا ينصرف على الجزء الأخير منه فيرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة دون تنوين، فإذا ختم بكلمة "وَيْهِ" بني آخره على الكسر.
الثاني: المركّب الإسْنَادِيّ: وهو ما تكون من جملة كاملة سمي بها شخص أو شيء، فخرجت من مجال الجملة إلى التسمية بها -وهذا الصنف قليل في اللغة- ويعرب تفصيلا على أنه جملة كاملة، ثم تنزل منزل المفرد، فتشغل الوظائف النحوية بحسب سياقها في الكلام، وتقدر عليها علامات الإعراب التي يمنع من ظهورها حكاية الجملة للتسمية بها كما هي.
الثالث: المركب الإضافي: وهو المقصود بالدراسة في هذا الباب لكثرة أحكامه وتنوع صوره.
فالإضافة في اللغة: مطلق الإسناد والضم، فنقول في حياتنا العادية "أضفتُ اللَّبَنَ إلى الشَّاي" بمعنى ضممته إليه وخلطته به، ومن ذلك أيضا "الضّيف" لأنه حين ينزل بالقوم ينضاف إليهم وينضم إلى جمعهم، ويقول امرؤ القيس يصف بيتا استضافه وأصحابه فأسندوا ظهورهم فيه إلى مساند مخططة:
فلمّا دخلْنَاه أضفْنا ظُهُورَنا
…
إلى كلِّ حَارِيٍّ جديدٍ مُشَطَّبِ
أما لدى النحاة: فالإضافة ضم اسم إلى آخر مع تنزيل الثاني من الأول منزلة تنوينه أو ما يقوم مقام تنوينه، وبحيث لا يتم المعنى المقصود إلا بالكلمتين المركبتين معا ا. هـ. ومن نماذج ذلك على كثرته "قسوةُ الظُّلمِ، تَجَبُّرُ الطُّغاةِ، ذلّةُ الضعفاءِ، نورُ الحرّيةِ، شرفُ الكلمةِ، نبلُ الأقوياءِ، قوَّة الروحِ، صفاءُ الذهنِ".
وينبغي أن يراعى أمران يتعلقان بالمضاف والمضاف إليه:
الأول: أن الاسم الأول من المركب الإضافي يسمي "المضاف" ويكون
إعرابه بحسب ما يقتضيه سياق الكلام رفعًا ونصبًا وجرًّا، أما الاسم الثاني فيطلق عليه "المضاف إليه" وهو دائما مجرور بالإضافة.
الثاني: أن كلا من المضاف والمضاف إليه يجب أن يكونا اسمين، فلا يكون أحدهما فعلا ولا حرفًا، ويستثنى من ذلك ما إذا جاء المضاف إليه جملة كاملة -وذلك مع كلمات قليلة ستأتي- حينئذٍ تكون الجملة كلها في محل جر لوقوعها موقع المفرد.
ما يتجرد منه المضاف حين الإضافة:
يتجرّد المضاف حين الإضافة من الأمور الثلاثة الآتية:
الأول: التنوين: فالكلمات "سهرٌ، كدحٌ، راحةٌ، هدوءٌ" كلها منونة، فإذا أضيفت، حذف منها التنوين، فنقول "سهرُ الليْلِ، كدحُ النَّهارِ، راحةُ النَّومِ، هدوءُ البالِ"، ومن الواضح أن الحكم السابق خاص بالاسم المنصرف، أما الممنوع من الصرف فهو مجرد أصلا من التنوين فنقول في "مساجد، مصابيح" حين الإضافة: "مساجدُ اللهِ، مصابيحُ الهدايةِ".
الثاني: نون المثنى وجمع المذكر: ففي الكلمتين "فترتان، متساويتان" حين الإضافة يقال: "فترتا الدّراسة متساويتا الوقتِ" وفي الكلمتين: "نابِهون، متفوّقون" حين الإضافة "نابِهُو الطَّلبةِ متفوِّقُو الامتحانِ".
الثالث: "أل" أداة التعريف: ففي الكلمات: "الحريّة، الأمن، الهدوء، الصفاء" تصير حين الإضافة "حرّية المواطنِ وأمنُه يحقِّقان هدوءَ البالِ وصفاءَ النَّفسِ" ونقول في "البلاد، الطيّبة، العذبة" حين الإضافة: "بلادُنا طيّبةُ الثرى عذبةُ المياهِ" بحذف الألف واللام في المضاف من هذه الكلمات جميعا.
هذا، وقد استدرك النحاة على هذا الأمر الأخير -حذف الألف واللام من المضاف- صورتين من الإضافة اللفظية يصح فيهما بقاء الألف واللام مع المضاف حين الإضافة وهما:
الأولى: أن يكون المضاف وصفا وهو مثنى أو جمع مذكر سالم، فلك أن تقول في "الشاهدان، المقترفان" حين الإضافة "الشاهدا الزُّورِ هما المقترفا الكبيرةِ" ولك أن تقول في "المرتفعون، المنحنون" حين الإضافة "من الناس المرتَفِعُو رؤوسٍ مظهرًا وهم أذلاء، ومنهم المنْحَنُو ظهورٍ عَمَلًا وهم شرفاء" ببقاء الألف واللام في المضاف في كل الكلمات السابقة ومن ذلك قول عنترة:
ولقد خشِيتُ بأنْ أموتَ ولم تَدُرْ
…
للحربِ دائرةٌ على ابْنَيْ ضَمْضَمِ
الشاتِمِي عِرْضِي ولمْ أشتُمْهما
…
والناذِرَيْن إذا لم القَهُما دمي1
الثانية: أن يكون المضاف وصفا غير ذلك، لكن في المضاف إليه الألف واللام، كقولك:"المضبوطُ الموعدِ، المُحْكِمُ الخطةِ، المتوقِّدُ الذكاء، الطيبُ القلبِ، النَّاعمُ الشعرِ" أو أن الألف واللام في المضاف إلى المضاف إليه، كما تقول في الأمثلة السابقة "المضبوط تحديدِ الموعدِ، المُحْكِمُ رَسْمِ الخُطَّةِ، المتوقدُ شعلةِ الذَّكاءِ، الطيبُ سريرةِ القلبِ، الناعمُ ملمسِ الشعرِ" فقد بقيت الألف واللام في المضاف في كل تلك الأمثلة وهي الكلمات "المضبوط، المحكم، المتوقد، الطيب، الناعم" على التوالي.
1 الشاهد: في البيت الثاني "الشاتمي عرضي" فإن المضاف "الشاتمي" وصف مثنى وجاء بالألف واللام.
الإضافة اللفظية والمعنوية:
الإضافة اللفظية: ما كان المضاف فيها اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة والمضاف إليه معمولا لتلك الصفة، ومن نماذجها "كاتمُ السّرِّ، ناصرُ الضَّعيفِ، مُوَاسِي المريضِ، مرفوعُ الرأسِ، طيبُ القلبِ، ليّنُ الجانبِ".
قال ابن هشام: هي عبارة عما اجتمع فيها أمران، أمر في المضاف وهو كونه صفة، وأمر في المضاف إليه وهو كونه معمولا لتلك الصفة، وذلك يقع في ثلاثة أبواب، اسم الفاعل كضارِب زيدٍ، واسم المفعول كمُعْطَى الدينارِ، والصفة المشبهة كحَسَن الوجهِ ا. هـ.
هذا النوع من الإضافة لا يستفيد منه المضاف تعريفا ولا تخصيصا، فالمضاف لا يتعرف بالمضاف إليه وإن كان معرفة، وكذلك لا يتخصص به -بمعنى تقليل إبهامه وتقريبه من المعرفة- بل إن المضاف يبقى نكرة دائما مع هذا النوع من الإضافة.
والدليل على أن المضاف لا يتعرّف في الإضافة اللفظية أنه يقع في مواضع النكرة، ولو استفاد التعريف، ما صح وقوعه في هذه المواضع، ومن ذلك:
أ- وقوعه صفة النكرة، تقول "لي صديقٌ كاتمُ السرِّ طيبُ القلبِ".
ب- وقوعه حالا، ومعلوم أن الحال لا تكون إلا نكرة غالبا، تقول:"عشْ في الحياة محمودَ السِّيرةِ نقيَّ السريرةِ" وتقول: "جاء صديقي صارمَ الوجهِ حادَّ القَسَمَاتِ".
ج- وقوعه مجرورًا بالحرف "رُبَّ" تقول: "رُبَّ شَاقِّ الأمرِ هَانَ صَعْبُه، ورُبَّ ميسورِ الأمرِ صَعُبَ سَهْلُه" وما جاء في الأثر من "رُبَّ قارِئِ القرآنِ والقرآنُ يَلْعَنُه".
أما أن هذه الإضافة لا تفيد التخصيص فلأن التركيبين قبل الإضافة
وبعد الإضافة متساويان في المعنى بلا زيادة ولا نقصان، فقولنا:"الله مجيب الدّعاءِ" يساوي في المعنى: "الله مجيبٌ الدعاءَ".
خلاصة الأمر أن هذه الإضافة اللفظية لا تفيد التعريف ولا التخصيص فما الذي تفيده إذن؟
قال النحاة: إنها تفيد التخفيف بحذف التنوين من المضاف، وكذلك نون التثنية والجمع المذكر، فلا شك أن قولنا:"الإنسانُ المثقفُ مصقولُ العقلِ والضميرِ" أخف مما لو قلنا "مصقولٌ العقلُ والضميرُ"، وهذا هو السبب في أن هذه الإضافة سميت "لفظية" لأنها أفادت أمرًا لفظيًّا هو التخفيف كما سبق شرحه.
ويطلق على هذه الإضافة اللفظية اسم "غير محضَة" ومعنى المحضة: الخالصة، فهذه الإضافة إذن غير خالصة للإضافة، أو بعبارة أقرب، إنها إضافة غير حقيقية، إذ لا يترتب عليها ما يترتب على الإضافة الحقيقية من تعريف الاسم أو تخصيصه، ولذلك قالوا: إنها على تقدير الانفصال بين الكلمتين، فقولنا:"الفتاةُ رائعةُ الجمالِ" يساوي تماما: "الفتاةُ رائعةٌ الجمالَ".
قال ابن هشام: وإنما سميت هذه الإضافة غير محضة، لأنها في نية الانفصال إذ الأصل "ضاربٌ زيدا" في "ضاربُ زيدٍ" وإنما سميت لفظية: لأنها أفادت أمرًا لفظيًّا وهو التخفيف فإن "ضاربُ زيدٍ" أخفّ من "ضاربٌ زيدًا" ا. هـ.
الإضافة المعنوية: هي ما انتفى منها الشرطان المذكوران أو أحدهما وهذا النوع هو الإضافة الحقيقية، وهي كثيرة جدا في اللغة العربية، مثل "عميدُ الكليةِ، طلابُ العلمِ، روعةُ الانتصارِ، ذلّةُ الهزيمةِ".
هذا النوع من الإضافة يستفيد منه "المضاف" التعريف أو التخصيص على النحو التالي:
1-
إذا كان المضاف إليه معرفة كان المضاف معرفة مثل: "في محاضراتِ النحوِ سهولةُ الأسلوبِ وثَراءُ الأفكارِ".
2-
إذا كان المضاف إليه نكرة أفاد تخصيصه فقط دون تعريفه مثل: "قولُ حقٍّ في وجهِ ظالمٍ شجاعةُ ضميرٍ ودليلُ حريَّةٍ".
ومن هذا يفهم لماذا سميت "معنوية" لأنها تفيد أمرًا معنويا هو تعريف المضاف أو تخصيصه.
ومن هذا أيضا يفهم لماذا سميت ِ"محضة"؟ لأنها هي الإضافة حقيقة إنها الإضافة الخالصة التي يترتب عليها الأحكام السابقة، ولا يمكن فيها فصل المضاف عن المضاف إليه ولو على سبيل التقدير.
هذا وقد درست كتب مسائل النحو العلاقة بين المضاف والمضاف إليه من جهة المعنى في الإضافة المعنوية وحدها؛ لأنها -كما سبق- هي الإضافة حقا التي يتلازم فيها المضاف والمضاف إليه ويتكاملان، بخلاف اللفظية فإن الإضافة فيها على تقدير الانفصال بين المضاف والمضاف إليه.
وخلاصة ذلك: أن الإضافة المعنوية تأتي في اللغة العربية على صور ثلاث:
الأولى: ما تأتي بمعني "في" وضابطها ما كان المضاف إليه ظرفا للمضاف، وبعبارة أقرب: أن يصح إحلال المضاف في المضاف إليه وتقدير "في"
بينهما، كقولنا:"سهرُ الليلِ ويقظةُ النهارِ" ومن كلام العرب: "عثمانُ شهيدُ الدارِ والحسينُ شهيدُ كربلاء، ومالكٌ عالِمُ المدينةِ" وقول القرآن: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ} وقوله أيضا: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} .
الثانية: ما تأتي بمعنى "من" وضابطها -في تحديد النحاة- ما كان المضاف إليه كلًّا للمضاف، وبعبارة أخرى: ما كان المضاف جزءا من المضاف إليه ويصح تقدير "مِنْ" بينهما، كقولنا "بدلةُ صوفٍ وقميصُ حريرٍ وخاتمُ ذهبٍ".
الثالثة: ما تأتي بمعنى "اللام" وهي غير النوعين السابقين، وهي كثيرة جدا في اللغة العربية، مثل "صداقةُ العمر وأستاذُ المادّةِ وحريةُ الوطنِ وحضارةُ الأمةِ".
وقد جاء في "أوضح المسالك" عن ترتيب هذه الصور الثلاث في الاستعمال العربي ما يلي "تكون الإضافة على معنى "اللام" بأكثرية وعلى معنى "مِنْ" بكثرة وعلى معنى "في" بقلّة" ا. هـ.
والحق أن "الكثرة والقلة" لا يمكن ضبطهما هنا تماما؛ لأن الشواهد والأمثلة لكل من هذه الصور أكثر من أن تحصى، والأمر كله مرجعه للذوق اللغوي الذي بمقتضاه يمكن معرفة صورة الإضافة بتقدير "من" أو "في" أو "اللام".
الأسماء الملازمة للإضافة وما يجب أن تضاف إليه:
الأصل في الأسماء العربية أن تكون صالحة لاستعمالها مضافة، وأن تكون صالحة أيضا لاستعمالها مفردة -أي
لكن هناك أسماء في اللغة خرجت على هذا الأصل، فلا تستعمل أبدا إلا مضافة، وأسماء أخرى خضعت لهذا الأصل، لكنها إذا أضيفت التزمت الإضافة إلى أمور خاصة في اللغة فوجب التنبيه عليها هنا لهذا السبب.
والحق أن استيفاء هذه الفكرة بفرعيها يحتاج لحديث طويل -موضعه مطولات النحو- ولذلك فإن ما يذكر هنا هو أهم ما يحيط بهذه الفكرة دون أن يشملها جميعا.
وأهم الأسماء الملازمة للإضافة أبدا تتلخص فيما يلي:
أولا: ما تلزم إضافته للضمائر:
أ- كلمة "وَحْد" وتضاف للضمائر جميعا -الغيبة والخطاب والتكلّم- فتقول "سَهرْتُ وَحْدِي" و "أجَبْتُكَ وَحْدَكَ" و: "عَبَدْتُ الله وَحْدَه" ومن هذا قول الراجز:
لَمْ يَكُ شيءٌ يا إلهي قَبْلَكَا
…
وكنتَ إذْ كنتَ إلهي وَحْدَكا1
ب- ما يضاف لضمير الخطاب فقط، وهي كلمات في اللغة توصف بأنها "مصادر مثناة اللفظ وتفيد التكرار" وهي "لَبَّيْك، سَعْدَيْك، حَنَانَيْك، دَوَالَيْك، هَذَاذَيْك" ومعنى "لبَّيك" إجابة لك بعد إجابة، والإجابة يتبعها الاستجابة، ويتّجه الحجاج لله قائلين:"لبّيك اللهمّ لبّيك"، ومعني "سعديك" إسعادا لك بعد إسعاد، فلك السعادة الدائمة، ومن ذلك ما جاء في الأثر عمن يحج من مال حرام أنه إذا قال "لبيك" أجابه من السماء من يقول:"لا لبَّيْك ولا سَعْدَيْك وحَجُّك مردودٌ عليك"، ومعنى "حنانيك"
1 الشاهد: في "وحدكا" حيث أضيفت كلمة "وحد" إلى ضمير المخاطب وهذه الكلمة تعرب دائما حالا، وتؤول بالنكرة.
حنانا منك بعد حنان، فهو حنان غامر للمتعب الحزين، ومن ذلك قول أحد الشعراء المعاصرين يتألم من تربية الصغار:
حَنَانَيْكَ إنِّي قد بَرِمْتُ بفتيةٍ
…
أرُوحُ وأغْدُو كلَّ يومٍ إليهمُ
صغارٌ نربّيهم بمثلِ عقولهم
…
ونبنيهمُ لكنّنا نتهدَّمُ1
ومعنى "دَوَالَيْك" حدوثا للأمر مرة بعد أخرى، ومن ذلك العبارة الشائعة "وهكذا دَوَالَيْك" ومعنى "هَذَاذَيْك" إسراعا بعد إسراع فهي سرعة لا تتوقف، ومن ذلك قول الراجز:
ضَرْبًا هَذَاذَيْكَ وطعنًا وخْضًا
…
يُمْضِي إلى عَاصِي العُروقِ النَّحْضَا2
وهذه المصادر تعرب على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف من لفظها أو من معناها، وجاء في "أوضح المسالك": وعامل "لبّيك، هذاذيك" من معناهما، والبواقي من لفظها.
ثانيا: ما تجب إضافته إلى الجمل:
أ- كلمة "حيث" وهي اسم مكان مبهم مبني على الضم، وتضاف لكل من الجملتين الاسمية والفعلية كما جاء في الأثر:"اجلس حيث انتهى بك المجلس"
1 أروح وأغدو: أذهب وأعود.
وموضع التمثيل في البيتين في قوله "حنانيك" فهي مصدر مثنى مفعول مطلق منصوب بالياء، وقد أضيف إلى ضمير المخاطب.
2 ضربا هذاذيك: ضربا متتابعا سريعا، طعنا وخضا: طعنا نافذا إلى الحشا، عاصي العروق: ما يسيل دائما حين يجرح ولا يتوقف كالشريان، النحض: اللحم.
يقول: إنه ضرب سريع وطعن نافذ يقطع الشرايين ويخلط اللحم بالدم.
الشاهد: في "هذاذيك" فهو من المصادر المثناة المضافة إلى ضمير المخاطب وهو مفعول مطلق لفعل محذوف من معناه تقديره "أسرع".
ومن النصائح المفيدة "اذهبْ إلى الريف حيثُ الحياةُ طلقةٌ صافيةٌ مبهجةٌ".
وهذا هو الأصل، لكن وردت بعض الشواهد في اللغة على غير هذا الأصل، إذ أضيفت فيها "حيث" إلى المفرد إلى الجملة، وهذه الشواهد تُحمَل على أنها لغة الشعر الخاصة، ومن ذلك:
- قول الراجز:
أما تَرَى حيثُ سهَيْلٍ طَالِعَا
…
نجمًا يضيءُ كالشِّهابِ لَامِعَا1
- قول الآخر:
ونطْعَنُهم حيثُ الكُلَى بعدَ ضربِهم
…
ببيض المَوَاضي حيثُ ليِّ العَمَائِمِ2
ب- كلمة "إذ" وهي اسم زمان للماضي مبني على السكون، وتضاف أيضا لكل من الجملتين الاسمية والفعلية، كقولك:"فرحتُ إذْ نجحت وإذ أصدقائي ناجحون أيضا".
وهنا ينبغي التنبه إلى فكرة مفيدة هي: أن كلمة "إذْ" ساكنة غير منونة فإذا نونت استغني عن الجملة التي تضاف إليها بالتنوين الذي يطلق عليه "تنوين
1 سهيل: نجم معين، الشهاب: الشعلة.
الشاهد: في "حيث سهيل" حيث أضيفت "حيث" إلى كلمة "سهيل" لا إلى جملة، وهذه لغة الشعر الخاصة، إذ المفروض أن تضاف إلى جملة.
2 الكلى: جمع كلية وهي معروفة، والمقصود بالطعن حيث الكلى: الطعن في الصدور والحشا، ببيض المواضي: بالسيوف القاطعة، حيث لي العمائم: حيث لف العمائم، ومكانه الرأس.
يقول: إن طعننا بالرماح وضربنا بالسيوف كلاهما قاتل، فنحن نطعن في الصدور ونضرب على الرءوس.
الشاهد: "حيث الكلى" في الشطر الأول، وأيضا "حيث ليّ العمائم" في الشطر الثاني وقد أضيفت "حيث" فيهما إلى كلمة لا إلى جملة وهذه لغة الشعر الخاصة.
العوض" كقول القرآن: {وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ} 1، وقوله:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} 2.
ج- كلمة "إذا" وهي -كما سبق في أدوات الشرط- أداة شرط لما يستقبل من الزمان، وتضاف لجملة الشرط بعدها، ولا بد أن تكون جملة فعلية، ولا يصح أن تكون جملة اسمية، كقولك:"إذا تواضعتُ فعنْ قدرة، وإذا سكتُّ عن الكلام فلحكْمة" وجاء في القرآن: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} 3.
ثالثا: ما تجب إضافته لاسم ظاهر أو مضمر
وهي ألفاظ أربعة ينبغي التعرف على معانيها وأمثلتها.
أ- كلمة "لدن" جاء في ابن عقيل: هي لابتداء غاية زمان أو مكان، وهي مبنية عند أكثر العرب ا. هـ.
والأكثر في استعمالها أن تكون مجرورة بالحرف "مِنْ" كما جاء في القرآن: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} 4 وهي في الآية مضافة إلى الضمير، ومن إضافتها للاسم الظاهر قول الرّاجز يصف "الملاريا":
تنتَهضُ الرّعْدةُ في ظهيْري
…
منْ لَدُن الظُّهْرِ إلى العصيْرِ5
1 من الآية 48 سورة الواقعة.
2 من الآية 4 سورة الزلزلة.
3 من الآية 86 سورة النساء.
4 من الآية 65 سورة الكهف.
5 يقول: إن رعشة الحمى تتحرك في ظهري من الظهر إلى العصر.
الشاهد: في "من لدن الظهر" حيث جرت "لدن" بالحرف "من" وهذا هو الغالب فيها، وقد أضيفت إلى الاسم الظاهر بعدها.
ب- كلمة "لَدَى" وهي مثل "لَدُنْ" في المعنى والإضافة، تقول:"أودعتُ أسراري لَدَى صديقي، فحفِظها، وصانها، وأفرغتُ لَدَيْه شكوايَ، فخفّفها، ووَاساها".
ج- كلمة "مَعَ" قال ابن هشام: هو اسم لمكان الاجتماع معرب ا. هـ. فهي إذن تدل على مكان الالتقاء والاجتماع في الصحبة، ومن العبارات الشائعة بيننا:"إن الله مع الصابرين" وأيضا: "اذهبُوا ومعكم السّلامة".
وهنا ملاحظة مفيدة هي: أن كلمة "مع" إذا كانت بمعنى "جميعا" فإنها لا تضاف بل تنون وتنصب على الحال، تماما مثل كلمة "جميعا" تقول:"أجادَ أفرادُ فريقِ الكرةِ معًا" ومن ذلك قول "متمم بن نويرة" يرثي أخاه "مالكا":
فلمَّا تفرّقنا كأنّي ومالكًا
…
لطولِ افتراقٍ لم نبتْ ليلةً مَعَا1
ج- كلمة "قُصَارَى" جاء في القاموس: قُصَارَاكَ أي جهدك وغايتك ا. هـ.
تقول: "قصاراك أن تحيا سعيدًا" وأكثر ما تستخدم في نهاية كلام سابق، فتقول:"قُصَارَى القَوْلِ" ثم تأتي بملخص مفيد لما سبق من الكلام.
رابعا: ما يجب إضافته لمثنى ظاهر أو مضمر:
وذلك كلمتان "كِلَا، كِلْتَا" إذ يضافان لمثنى حقيقة، وهو الاسم
1 يقول: حين مات أخي "مالك" وطال على موته الزمان، انتهى وانقضى كأنه ما عاش.
الشاهد: في "معا" فهي بمعنى "جميعا" فتنصب على الحال ولا تضاف، ويلاحظ أن مضارع "بات" في قوله:"لم نبت" ليس ناسخا بل هو تام فيحتاج لفاعل هو الضمير المستتر.
الظاهر المثنى، مثل {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} 1 أو مثنى في المعنى لا في الحقيقة وهو الضمير الدال على التثنية، مثل "كلاهما، كلتاهما" أو الضمير الذي يشمل المثنى وغيره، مثل "كلانا" ومن ذلك قول عبد الله بن الزبعرى:
إنّ للخيرِ وللشرِّ مدى
…
وكلا ذلك وَجْهٌ وقَبَلْ2
الأسماء التي تضاف أحيانا وما تضاف إليه:
الصنف الثاني المشابه للصنف السابق الملازم للإضافة، وهي بعض أسماء لا تلزم الإضافة دائما، لكنها إذا أضيفت التزم في المضاف إليه معها صفات خاصة، ومن البيّن أن الفرق بين الاثنين أن الصنف الأول يلازم الإضافة بخلاف ما سنذكره هنا، فإنه لا يلزم، ومن البيّن أيضا أنهما يتشابهان في حالة الإضافة في اشتراط صفات خاصة في "المضاف إليه" معهما، وإليك كلمات الصنف الثاني وشرح ما تضاف إليه:
أولا: بعض أسماء الزمان المبهمة مثل: "حين، وقت، زمان، يوم.. إلخ" وهذه حين تضاف يجب إضافتها إلى الجمل اسمية أو فعلية بشرط واحد هو "أن تبقى على إبهامها" فتعامل حينئذٍ معاملة الكلمتين "إذ، إذا" معنى واستعمالا، تقول:"ذهبتُ إلى المصيف زمنَ الجوُّ حارٌّ" أو "ذهبتُ إلى المشْتَى حينَ جاءَ الشِّتَاءُ" أو "يوم يتهيأ العربُ للوحدَةِ سيتحدون".
1 من الآية 33 سورة الكهف.
2 مدى: غاية، وجه: طريق وناحية، قبل: بفتح الباء: الحجة.
الشاهد: في "وكلا ذلك" حيث أضيفت "كلا" إلى "ذلك" وهو مثنى في المعنى؛ لأنه إشارة إلى اثنين مرا في الشطر الأول هما "الخير، الشر".
قال علماء النحو رحمهم الله وأسماء الزمان المبهمة حين تضاف للجملة فعلية أو اسمية يصح إعرابها، فتتغير على حسب ما تشغله من الوظائف النحوية، ويصح أيضًا أن تبنى على الفتح، فلا يتغير شكلها في التركيب الذي وردت فيه كقولنا:"ليتنا امتلكنا حرّيتنا من وقت قامت الثورةُ العرابيَّةُ في القرن الماضي" فيصح أن تشكل كلمة "وقت" بالكسر إعرابا، ويصح أن تشكل بالفتح بناء.
هذا هو الأصل في إعراب أسماء الزمان المبهمة حين الإضافة، والتفصيل في الترجيح بين الإعراب والبناء أيهما هو الأحسن على الوجه التالي:
أ- يترجح بناء الاسم المبهم على الفتح إذا كانت الجملة التي "أضيفت إليه" جملة فعلية فعلها ماضٍ -وهو مبني كما نعرف- أو فعلية فعلها مضارع مبني أيضا، حينئذٍ يكون بناء المبهم أحسن حيث يتوافق مع ما أضيف إليه ومن ذلك:
- قول النابغة:
عَلَى حين عاتَبْتُ المشيبَ على الصِّبا
…
فقلتُ ألمَّا تصحُ، والشيبُ وازعُ1
- قول الآخر:
1 الصبا: "بكسر الصاد" الميل إلى الشهوات والرغبات، وازع: ناهٍ وزاجر ومانع.
الشاهد: في "على حين عاتبت المشيب" فإن كلمة "حين" اسم زمان مبهم وبعده جملة فعلية فعلها ماضٍ هي "عاتبت المشيب" وقد أضيفت إليه، وقد رويت كلمة "حين" بالفتح على البناء -وهو الأحسن- كما رويت بالكسر مجرورة معربة.
لأجْتَذِبَنْ منهنَّ قلبي تَحَلُّمًا
…
على حين يستصبِينَ كلَّ حَليمِ1
فقد رويت كلمة "حين" في كلا البيتين بالفتح على البناء -وهو أحسن- وبالكسر على الإعراب وهو مرجوح.
ب- ترجح إعراب الاسم المبهم على بنائه على الفتح، وذلك إذا أضيف إلى جملة فعلية فعلها مضارع معرب -مضارع غير متصل بالنونين- أو أضيف إلى جملة اسمية، حينئذٍ يكون الإعراب أحسن ليتوافق مع ما أضيف إليه.
- جاء في القرآن: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} 2.
قرئت الآية بضم كلمة "يوم" على الإعراب -وهو أحسن- وبفتحها على البناء وهو مرجوح.
- يقول الشاعر:
تذكَّرَ ما تذكّرَ من سُلَيْمى
…
على حين التّواصلُ غيرُ دَانِي3
1 لأجتذبن: لأنزعن بعنف، تحلما: تكلفا للحلم وإظهارا له، يستصبين: يستملن.
يقول: سأحاول الانصراف عن النساء الفاتنات مظهرا الحلم والهدوء وإن كن أقوى من كل حلم وهدوء.
الشاهد: في "على حين يستصبين" فإن كلمة "حين" من أسماء الزمان المبهمة، وأضيف إليها جملة "يستصبين" وهي جملة فعلية مضارع مبني، وقد رويت كلمة "حين" بالفتح على البناء -وهو الأفصح- وبالكسر مجرورة معربة.
2 من الآية 119 سورة "المائدة".
3 غير داني: غير قريب بل بعيد.
الشاهد: في "على حين التواصل غير داني" فإن كلمة "حين" من أسماء الزمان المبهمة وقد أضيفت إليها جملة اسمية هي "التواصل غير داني" وقد رويت كلمة "حين" بالكسرة إعرابا -وهو الأحسن- كما رويت بالفتح بناء.
روي البيت بالوجهين في كلمة "حين" بالكسر على الإعراب -وهو أحسن- وبالفتح على البناء وهو مرجوح.
وخلاصة الأمر في اسم الزمان المبهم حين الإضافة ما يلي:
أنه يضاف للجملة، والأفصح أن يتوافق بناء وإعرابا مع الجملة التي أضيفت إليه، فيبنى على الفتح إذا كانت الجملة فعلية فعلها ماضٍ أو مضارع مبني، ويعرب إذا كانت الجملة فعلية فعلها مضارع معرب أو كانت الجملة اسمية.
ثانيا: بعض أسماء المكان المبهمة مثل "قبل، بعد، أوّل، دون، أسماء الجهات الست، عَلُ، غير في قولنا: ليس غير" وهذه الأسماء حين تضاف يجب إضافتها للمفرد سواء أكان ظاهرا أو مضمرا ا. هـ يقال في المثل: "الرّفيق قبلَ الطريق" ويقال أيضا: "رُبَّ صداقةٍ بعد عداوة" وأيضا: "أوّلُ الغَيْثِ قَطْرٌ ثم ينْهَمِرُ".
هذا، والكلمات السابقة تأتي في اللغة على الصور الثلاث التالية:
الأولى: أن تكون منونة، وهي حينئذٍ نكرة ومعربة، كقولنا:"اللهُ موجودٌ من قبْلٍ ومن بَعدٍ" فهو "قَبْلٌ" بلا بداية وهو "بَعْدٌ" بلا نهاية، ومن ذلك قول يزيد بن الصّعق:
فَسَاغَ ليَ الشَّرابُ وكنتُ قَبْلًا
…
أكادُ أغَصُّ بالماءِ الحميمِ1
1 ساغ: حل وعذب، الشراب: مطلق ما يشرب، والمقصود هنا الخمر، وكانوا يحرمونها إذا كان لهم ثأر، أغص: أصله وقوف الماء في الحلق، والمراد هنا التعبير عن حزنه وكربه فيفقد شهيته، فلا يجد لشيء مذاقا ولا عذوبة حتى الماء.
الشاهد: في "كنت قبلا" حيث استعمل اسم المكان المبهم بالتنوين فهو نكرة معربة.
الثانية: أن تكون هذه الكلمات مضافة، فتعرب أيضا بحسب ما تشغله من الوظائف النحوية، كقولك:"أخذتُ مكاني في المدرّج قبلَ دخولِ الأستاذ" أو: "قمتُ نشيطا بعدَ نومٍ هنِيء".
الثالثة: أن تكون غير منونة وغير مضافة، وهي حينئذٍ معرفة، إذ تدل -بهذه الصورة- على "قبل شيء معين" أو "بعد شيء معين" أو "أوّل شيء معروف" وهكذا، ولعلماء النحو في شكل آخرها اتجاهان:
أ- ضم آخرها دائما، وهي مبنية تلزم هذا الضم ولا تتغير، كقولك:"كُنتُ على وشْك دخول الكلية، ولكنْ رجعتُ من قبلُ" أو: "حين تأتي الساعةُ الثامنةُ الليلةَ سأحضرُ إليك بعدُ"، ومن ذلك قول معن بن أوس:
لَعَمْرُكَ ما أدْرِي وإني لأوْجَلُ
…
على أيِّنا تَعْدُو المنيّةُ أوّل1
ب- أن تشكل بحسب ما تشغله من وظائف النحو، فتتغير، وهي حينئذٍ معربة، كقولنا:"إن شاء الله ستحرر قواتنا سيناء، فتأتيها من شمالِ وجنوبِ وأمامِ وخلف" ومن ذلك:
1 لأوجل: لأخاف، تعدو المنية: يهجم الموت.
الشاهد: في "أول" فقد جاءت غير منونة وغير مضافة، وهي اسم مكان مبهم بني على الضم.
قول الشاعر:
ومن قبلِ نادى كلُّ مَوْلى قَرَابَةً
…
فما عطفتْ مَوْلى عليه العواطفُ1
وخلاصة الأمر في أسماء المكان المبهمة ما يلي:
تستعمل هذه الكلمات منونة فتعرب، وتستعمل مضافة -لاسم ظاهر أو مضمر- فتعرب أيضًا، وتستعمل غير منونة وغير مضافة، فيصح فيها الإعراب والبناء.
وبناء على ذلك يمكن توجيه الآتي:
- قرئ قوله تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} بكسر الكلمتين مع التنوين -وبالكسر دون تنوين- وبالضم دون تنوين.
- حكى أبو على الفارسي: "ابدأْ بذا من أوّل" بضم اللام وفتحها وكسرها في "أوّل".
- ما روي من قولهم: "قبضت عشرة ليس غيرُ" بضم "غير" دون تنوين على أنها اسم "ليس" أو خبرها.
1 كل مولى: كل قريب، فما عطفت مولى عليه العواطف: ما أجابه ولا نصره قريب.
يقول: حين نزلت الشدة، نادى كل قريب أقرباءه، فما سمعوه ولا أجابوه؛ لاشتغال كل منهم بنفسه.
الشاهد: في "من قبل" فقد استعملت غير منونة وغير مضافة، وهي اسم مكان مبهم، أعربت وهي مجرورة بالكسرة.