الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمع منه: أبو مُحَمَّد، وأبو القاسم [1] ابنا صابر.
وتُوُفّي في الكهولة فِي رَمَضَان [2] .
-
حرف العين
-
72-
عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن [3] .
أبو مُحَمَّد الكَلاعيّ الدّمشقيّ.
سمع: مُحَمَّد بْن عَوْف، ورشأ بْن نظيف، والعَتِيقيّ، وطبقتهم.
قَالَ ابن عساكر: سمع منه خالي، وكان يكثر الرواية عَنْهُ لأجل خدمته بعض الْجُنْد. وثنا عَنْهُ أبو مُحَمَّد بْن صابر ووثَّقهُ [4] .
73-
عَبْد الأعلى بْن عَبْد الواحد [5] .
أبو عطاء بْن أَبِي عُمَر المَلِيحيّ [6] الهَرَوِيّ.
تُوُفّي في هذه السنة في رمضانها.
روى عن: القاضي أبي عمر محمد بْن الحُسين البسْطاميّ، وإسماعيل بْن إِبْرَاهِيم المقرئ السَّرْخَسيّ، مصنف كتاب «درجات التّائبين» ، والقاضي أَبِي منصور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ.
وعنه: عليّ بْن حمزة المُوسَويّ، وأبو النَّضْر عَبْد الرَّحْمَن الفاميّ، وأبو صالح ذَكْوان بْن سيّار، وابن أخته مُحَمَّد بْن المفضل بْن سيّار، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الرحيم الدّارميّ، وعبد السّلام بْن مُحَمَّد المؤدّب، وأهل هَرَاة.
وعاش نحوًا من تسعين سنة، فإن مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة.
[1] وهو وثّقه.
[2]
وكانت ولادته سنة 448 هـ.
[3]
انظر عن (عبد الله بن عبد الرزاق) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 13/ 21 رقم 8.
[4]
وزاد: ولد سنة 421، ولم يكن الحديث من شأنه.
[5]
انظر عن (عبد الأعلى بن عبد الواحد) في: الأنساب 11/ 476.
[6]
المليحي: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة بعد اللام وفي آخرها الحاء المهملة.
74-
عَبْد الباقي بْن يوسف بْن عليّ بْن صالح بْن عَبْد المُلْك بْن هارون [1] .
أبو تراب المراغي التَّبْرِيزيّ.
نزيل نَيْسابور.
ذكره السّمعانيّ [2] فقال: الْإِمَام، عديم النظير في فنّه [3] ، بهيّ المنظر، سُلَيْم النّفس، عاملٌ بعِلْمه، حَسَن الخُلُق، نفّاع للخَلق، فقيه النّفس، قويّ الحِفْظ. تفقّه ببغداد عَلَى القاضي أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ [4] .
وسمع: أبا القاسم بْن بِشْران، وأبا عليّ بْن شاذان، وجماعة. وبأصبهان:
أبا طاهر بْن عَبْد الرحيّم، وبالرَّيّ ونيسابور.
روى عَنْهُ: عُمَر بْن عليّ بْن سهل الدّامغانيّ، وأبو عثمان العصائديّ، وزاهر الشّحّاميّ، وابنه عَبْد الخالق بْن زاهر، وآخرون.
وقرأت بخطّ أَبِي جعفر مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ بهمذان قَالَ: سَمِعْتُ أبا بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد البسْطاميّ وغيره يَقُولُ: كنّا عند الْإِمَام أَبِي تراب المراغيّ حين دخل عَلَيْهِ عَبْد الصَّمد، ومعه المنشور بقضاء هَمَذَان، فقام أبو تراب، وصلّى ركعتين، وأقبل علينا وقال: أَنَا بانتظار المنشور من اللَّه تعالى عَلَى يد عبده مَلَك الموت، وقدومي عَلَى الآخرة، أَنَا بهذا المنشور أَلْيَق من منشور القضاء.
ثمّ قال: قعودي في هذا المسجد ساعة عَلَى فراغ القلب، أحب إليَّ من
[1] انظر عن (عبد الباقي بن يوسف) في: المنتظم 9/ 110، 111 رقم 166 (17/ 50، 51 رقم 3687) ، والسياق (المخطوط) 57 أ، ب، والمنتخب من السياق 363 رقم 1197، واللباب 3/ 190 و 306، 307، والعبر 3/ 333، وسير أعلام النبلاء 19/ 170، 171 رقم 93، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 90، ومرآة الجنان 3/ 155، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 219، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 415، والبداية والنهاية 12/ 157، والجواهر المضيّة 2/ 356، والنجوم الزاهرة 5/ 164، والطبقات السنية، رقم 1133، وشذرات الذهب 3/ 398.
[2]
كذا في الأصل. والنص لعبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب) .
[3]
في المنتخب: «وقته» .
[4]
زاد في (المنتخب) : «وتخرّج به واشتهر بالعراق ثم دخل نيسابور قديما في أيام الموفق وأقام عنده، فكان يتكلّم على طريقة العراق» .
أنّ أكون ملك العراقين. ومسألة في الفقه يستفيدها منّي طالبٌ عالِم أحب إليَّ من عمل الثَّقَلْين [1] .
سألت إسماعيل الحافظ عَنْ أَبِي تراب المراغي فقال: كَانَ مفتي نَيْسابور.
أفتى سنين عَلَى مذهب الشّافعيّ، وكان حَسَن الهيئة، بهيّا، عالما [2] .
وقيل: ولد سنة إحدى [3] وأربعمائة، وتُوُفّي في رابع عشر ذي القعدة.
وقيل: عاش ثلاثًا وتسعين سنة [4] .
75-
عَبْد الجليل الرّازيّ [5] .
الزّاهد القدوة.
ممّن قتل بالقدس يوم أخذها.
76-
عَبْد العزيز [6] .
أخو أَبِي نَصْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عليّ الزَّيْنَبيّ.
حدَّثَ عَنْ: أَبِي الحَسَن عليّ بْن أحمد الحمّاميّ بشيء يسير.
ويُعرف بالشريف أَبِي الهيجاء.
مات في المحرَّم.
روى عَنْهُ: ابن ظفر الغادنيّ [7] .
77-
عَبْد الكريم بن أحمد بن محمد بن خشنام [8] .
[1] المنتظم.
[2]
وقال ابن الجوزي: سمع بالموصل، وبأصبهان، ونيسابور، ونزلها، وتشاغل بالتدريس والمناظرة والفتوى، وكان يقول: أحفظ أربعة آلاف مسألة في الخلاف، وأحفظ الكلام فيها، ويمكنني أن أناظر في جميعها. وكان يحفظ من الحكايات والأشعار والملح الكثير، وكان صبورا على الكفاف معرضا عن كسب الدنيا على طريق السلف (المنتظم) .
[3]
في المنتظم: «ولد سنة ثلاث» .
[4]
وفي المنتخب: له إحدى وتسعون سنة.
[5]
لم أجد مصدر ترجمته.
[6]
لم أجد مصدر ترجمته.
[7]
هكذا رسمت في الأصل، ولم أتبيّن صحّتها.
[8]
في المنتخب من السياق 336 رقم 1106: «عبد الكريم بن علي بن أحمد بن محمد بن خشنام.
الخشنامي، أبو نصر الأديب» .
أبو نَصْر الخُشْناميّ [1] .
تُوُفّي في ذي القعدة بنَيْسابور.
سمع: أبا بَكْر الحِيّريّ.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن الفُرَاويّ، وعُمَر بْن أَحْمَد الصّفّار، وعبد الخالق بْن زاهر [2] .
78-
عليّ بْن الحَسَن بْن الحُسين بْن مُحَمَّد [3] .
القاضي أبو الحُسين [4] المَوْصِليّ الأصل، الْمَصْرِيّ، الفقيه الشّافعيّ المعروف بالخِلْعيّ [5] .
ولد بمصر في أوّل سنة خمس وأربعمائة.
وسمع: أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، وأبا الحَسَن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحاجّ الإشبيليّ، وأبا الحَسَن الخصيب بْن عَبْد الله بن محمد القاضي،
[1] الخشنامي: بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح النون، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى بعض أجداده وهو خشنام. (الأنساب) .
[2]
قال عبد الغافر الفارسيّ: سليم الجانب، من المختلفة إلى الإمام علي الواحدي. كتب تصانيفه وقرأها عليه.
سمع من أصحاب الأصمّ وما وراء النهر، وتوفي ليلة الأحد الثالث عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وكانت له الإجازة عن أبي إسحاق الثعلبي المفسّر.
[3]
انظر عن (علي بن الحسن) في: أدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني (طبعة دار اقرأ 1984) 123، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 39، ووفيات الأعيان 3/ 317، 318، والمعين في طبقات المحدّثين 144 رقم 1572، وسير أعلام النبلاء 19/ 74- 79 رقم 42، ودول الإسلام 2/ 22، والعبر 3/ 334، وتذكرة الحفاظ 4/ 1230، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 88، 89، ومرآة الجنان 3/ 255، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 296، 297، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 479، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 276، 277 رقم 235، واتعاظ الحنفا 3/ 24، وتبصير المنتبه 2/ 550، والنجوم الزاهرة 5/ 164، وحسن المحاضرة 1/ 404، 405، وكشف الظنون 722، 1297، وشذرات الذهب 3/ 398، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 221، وتاج العروس 5/ 323، وهدية العارفين 1/ 694، والرسالة المستطرفة 91، وديوان الإسلام 2/ 232، 233 رقم 869، والأعلام 4/ 273، ومعجم المؤلفين 7/ 62.
[4]
في الأصل: «أبو الحسين» .
[5]
الخلعيّ: بكسر الخاء وفتح اللام وبعدها عين مهملة، هذه النسبة إلى الخلع، ونسب إليها أبو الحسن لأنه كان يبيع بمصر الخلع لأملاك مصر، فاشتهر بذلك وعرف به. (وفيات الأعيان 3/ 318) .
وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبا العبّاس بْن منير بْن أحمد بْن الخشّاب، وأبا مُحَمَّد إسماعيل بْن رجاء الأديب، والحَسَن بْن جعفر الكِلَليّ [1] ، وأبا عَبْد اللَّه بْن نظيف الفرّاء، وجماعة.
وكان مُسْنِد ديار مصر.
رَوَى عَنْهُ: الحَمِيدِيُّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ، فَقَالَ فِي «تَارِيخِهِ» : أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَنَا ابْنُ الْحَاجِّ، أَنَا غُنْدَرٌ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو نُوَاسٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، مَرْفُوعًا:«لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحْسِنَ باللَّه» .. [2] الْحَدِيثَ.
روى عَنْهُ: أبو عليّ بْن سكرة، وأبو الفضل بْن طاهر المَقْدِسيّ، وأبو الفتح سلطان بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وسليمان بْن مُحَمَّد بن أبي دَاوُد الفارسيّ، وعليّ بْن مُحَمَّد بْن سلامة الرَّوِحاني [3] ، وعبد الكريم بْن سَوَّار التِّكَكيّ [4] ، وعبد الحقّ بْن أحمد البايناسيّ الكاتب، ومُحَمَّد بْن حمزة العِرْقيّ [5] اللُّغَويّ. وبقي إلى سنة (
…
) وخمسين [6] ، وطائفة سواهم [7] .
وآخر من حدَّثَ عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن رفاعة السَّعْديّ خادمه.
وقال فيه ابن سُكَّرَة: فقيه لَهُ تصانيف، ولي القضاء وحكم يوما واحدا
[1] في الأصل: «العكلي» . والتصحيح من: سير أعلام النبلاء 19/ 75.
[2]
أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (81/ 2877) باب الأمر بحسن الظنّ باللَّه تعالى عند الموت، و (82/ 2877) ، وأبو داود في الجنائز (3113) باب ما يستحب من حسن الظنّ باللَّه عند الموت، وابن ماجة في الزهد (4167) باب التوكل واليقين، وأحمد في المسند 3/ 193 و 315 و 325 و 330 و 344 و 390.
[3]
الروحانيّ: نسبة إلى روحا، قرية من قرى الرحبة.
[4]
التككي: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف وفي آخرها كاف أخرى. هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة. (الأنساب 3/ 68) .
[5]
العرقي: بكسر العين المهملة، وسكون الراء، وقاف. نسبة إلى عرقة بلدة وحصن في الشمال الشرقي من طرابلس على مسافة 18 كلم. زالت معالمها في أوائل العصر العثماني.
[6]
هكذا في الأصل.
[7]
ومنهم: علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري، وكنيته أبو طالب، ويلقّب بهجة الملك.
توفي سنة 537 هـ. (معجم السفر للسلفي- المصوّر-) ق 1/ 203، (أدب الإملاء 123) .
واستعفى، وانزوى بالقرافة [1] . وكان مُسْنِد مصر بعد الحبّال.
وقال الفقيه أبو بَكْر بْن العربيّ: شيخ معتزل في القرافة، لَهُ عُلُوٌّ في الرّواية، وعنده فوائد. وقد حدَّثَ عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ، وكنّى عَنْهُ بالقرافيّ [2] .
وقال غيره: كَانَ يبيع الخِلَع لملوك مصر.
قَالَ ابن الأَنْماطيّ: سَمِعْتُ أبا صادق عَبْد الحقّ بْن هبة اللَّه القضاعيّ المحدث بمصر: سَمِعْتُ العالم الزّاهد أبا الحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم ابن بِنْت أَبِي سعْد يَقُولُ: كَانَ القاضي أبو الحَسَن الخِلَعيّ يحكم بين الْجِنّ، وأنّهم أبطئوا عَلَيْهِ قدر جُمعة، ثمّ أتوه وقالوا: كَانَ في بيتك شيء من هذا الأُتْرُجّ، ونحن لا ندخل مكانًا [يكون][3] فيه.
قَالَ المحدث أبو الميمون عَبْد الوهّاب بْن وردان، فيما حكى عَنْ والده أَبِي الفضل، قَالَ: حدَّثني بعض المشايخ، عن أبي الفضل الجوهريّ ابن الواعظ قَالَ: كنت أتردّد إلى الخِلَعيّ، فقمت في ليلة مُقْمرة ظننت أنّ الفجر قد طلع، فلمّا جئت باب مسجده وجدت فَرَسًا حَسَنَة عَلَى بابه، فصعدت، فوجدت بين يديه شابًا لم أر أحسن منه، يقرأ القرآن، فجلست أسمع، إلى أن قرأ جزءًا، ثمّ قَالَ للشيخ: آجرك اللَّه. فقال لَهُ: نفعك اللَّه.
ثمّ نزل، فنزلت خلفه من علو المسجد، فلمّا استوى عَلَى الفرس طارت بِهِ، فغشي عليَّ من الرُّعْب، والقاضي يصيح بي: اصْعَدْ يا أبا الفضل.
فصعدت، فقال: هذا من مؤمني الجنّ الذين آمنوا بنصيبين، وإنّه يأتي في الأسبوع مرةً يقرأ جزءًا ويمضي [4] .
قَالَ ابن الأَنْماطيّ: قبر الخِلَعيّ بالقرافة، يُعرف بقبر قاضي الجن والإنس، ويُعرف بإجابة الدّعاء عنده.
[1] القرافي: نسبة إلى القرافة، وهي المقبرة الكبرى بظاهر القاهرة بسفح المقطّم.
[2]
وفيات الأعيان 3/ 317.
[3]
إضافة على الأصل من: سير أعلام النبلاء 19/ 76.
[4]
سير أعلام النبلاء 19/ 76.
وسألت شجاعًا المُدْلجيّ وغيره من شيوخنا عَن الخِلَعيّ، نسبة إلى أيّ شيء؟ فما أخبرني أحدٌ شيء. وسألت السديد الرَّبَعِيّ، وكان عارفًا بأخبار المصريين وكان معدّلًا، فقال: كَانَ أَبُوهُ يُزار، وكانت أمراء المصريّين وأهل القصر يشترون الخِلَع من عنده. وكان يتصدق بثُلُث مَكْسَبه.
وذكر ابن رفاعة أَنَّهُ سمع من الحبّال، وأنّه أتى إلى الخِلَعيّ، فطرده مدّة.
وكان بينهما شيء أظن من جهة الاعتقاد.
وقال أبو الحَسَن عليّ بْن أحمد العابد: سَمِعْتُ الشَّيْخ ابن بَخِيسَاه [1] قَالَ:
ندخل عَلَى القاضي أَبِي الحَسَن الخِلَعيّ في مجلسه، فنجده في الشتاء والصَّيف وعليه قميص واحد، فسألته عَنْ ذَلِكَ، وقلت، يا سيدنا، إنّا لنُكْثِر من الثّياب في هذه الأيّام، وما يُغْني ذَلِكَ عنّا من شدّة البرد، ونراك عَلَى حالةٍ واحدة في الشّتاء والصيف لا يرتدّ عَلَى قميص واحد، فباللَّه يا سيّدي أَخْبِرْني.
فتغيرّ وجهه، ودَمَعَتْ عيناه، ثمّ قَالَ: أتكتم عليَّ ما أقول؟ قلت: نعم.
فقال: غشِيَتْني حُمّاه يومًا، فنمت في تِلْكَ الليلة، فهتف بي هاتف، فناداني باسمي، فقلت: لبيك داعيَ اللَّه. فقال: لا. قل: لَبَّيْك رَبّيَ اللَّه. مَا تجد من الألم؟.
فقلت: إلهي وسيّدي، قد أَخَذَتْ منّي الحُمّى ما قد علمت.
فقال: قد أمرتها أنّ تُقْلِع عنك.
فقلت: إلهي والبرد أيضًا.
فقال: قد أمرت البرد أيضًا أنّ يُقْلع عنك، فلا تجد ألم البرد ولا الحَرّ.
قال: فو الله ما أحسّ ما أنتم منه من الحر ولا من البرد.
قَالَ ابن الأكفانيّ: تُوُفّي بمصر في السادس والعشرين من ذي الحجّة [2] .
[1] في طبقات الشافعية للسبكي «نحيساه» . وفي عيون التواريخ: «بختشاه» .
[2]
وقال ابن ميسّر: توفي يوم السبت ثامن عشر ذي الحجة، وإليه نسب مسجد الخلعي بالقرافة، وبه دفن، وكان محدّثا مقريا، سمع على جماعة كثيرة، وجمع له الحافظ أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازي عشرين جزءا سمّاها «الخلعيات» . وكانت ولايته في محرّم سنة خمسين
79-
عليّ بْن الحُسين بْن عليّ بْن أيّوب [1] .
البغداديّ البزّاز.
كَانَ يسكن باب المراتب.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ من خيار البغداديّين ومميَّزيهم، ومن بيت الصَّوْن، والعفاف، والنزاهة، والثّقة، والدّيانة.
سمع: أبا عليّ بن شاذان، وأبا القاسم الحرفيّ، وعبد الغفار بْن مُحَمَّد المؤدِّب، وغيرهم.
سأله أبو مُحَمَّد بْن السَّمَرْقَنْديّ عَنْ مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة [2] .
روى عَنْهُ: إسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ، والفضل بْن ناصر، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وأبو الفتح بْن البطّيّ، وشُهْدَة.
وآخر من حدث عَنْهُ أبو الفضل خطيب المَوْصِل.
تُوُفّي يوم عَرَفَة يوم الخميس، ودُفن ليومه.
ومولده سنة 411.
قَالَ شجاع الذُّهْليّ: صحيح السَّماع، ثقة.
وقال ابن العربيّ: ثقة عدْل.
80-
عليّ بْن الفضيل بْن عبد الرّزّاق [3] .
[ () ] وأربعمائة بمصر، وقبره أحد المزارات بقرب النقعة من القرافة. وولي جدّه قضاء فامية. (أخبار مصر 2/ 39) .
وورّخ المقريزي وفاته في 18 ذي الحجة أيضا. (اتعاظ الحنفا 3/ 24) .
وقال السلفي: كان أبو الحسن الخلعي إذا سمع عليه الحديث يختم مجالسه بهذا الدعاء:
اللَّهمّ ما مننت به فتمّمه، وما أنعمت به فلا تسلبه، وما سترته فلا تهتكه، وما علمته فاغفره.
وكانت ولادة الخلعي في المحرم سنة خمس وأربعمائة بمصر.
[1]
انظر عن (علي بن الحسين البزّاز) في: المنتظم 9/ 111 رقم 167 (17/ 51 رقم 3688) ، والإعلام بوفيات الأعلام 203، وسير أعلام النبلاء 19/ 145، 146 رقم 75، والعبر 3/ 334، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 91، وشذرات الذهب 3/ 398.
[2]
وكذا قال ابن الجوزي في (المنتظم) .
[3]
لم أجد مصدر ترجمته.