الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وتسعين وأربعمائة
-
حرف الألف
-
259-
أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن يونس [1] .
الخطيب أبو الحَسَين المَقْدِسيّ.
سمع ببلده: أبا الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفرّاء، وأبا عثمان بْن ورقاء، وأبا زكريّا عَبْد الرحيم الْبُخَارِيّ.
سمع منه: عَبْد الرَّحْمَن، وعبد اللَّه ابنا صابر.
وتُوُفّي بدمشق [2] .
260-
أحمد بْن بُنْدار بْن إِبْرَاهِيم [3] .
أبو ياسر البقّال القطّان، أخو أَبِي المعالي ثابت.
سمع: بِشْر بْن الفاتِنيّ، وأبا عليّ بْن دُوما، وأبا طاهر مُحَمَّد بْن عليّ العلّاف، وجماعة.
روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأنماطي، وأبو المُعَمَّر المبارك بْن أحمد وأثنيا عَلَيْهِ، وشُهْدَة، والسِّلَفيّ، وجماعة.
ومات في رجب [4] .
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 16 رقم 22.
[2]
وكان ثقة.
[3]
انظر عن (أحمد بن بندار) في: المنتظم 9/ 139 رقم 217 (17/ 86 رقم 3739) ، وذكر في سير أعلام النبلاء 19/ 186 دون ترجمة.
[4]
وكان ثقة.
261-
أحمد بْن عليّ بْن الحُسين [1] .
أبو المعالي ابن الحدّاد البغداديّ الدّلّال المستعمل.
سمع: أبا عليّ بْن المذهب، والعشاريّ، والجوهريّ.
وعنه: أبو نَصْر النُّوربانيّ [2] ، وأبو طاهر السِّلَفيّ.
مات في ربيع الآخر ببغداد.
262-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمزة [3] .
القاضي أبو الحَسَن الكوفيّ، الثَّقْفيّ.
سمع: أبا طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن الصّبّاغ، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن فدوَيْه، ومُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن العَلَويّ، وطائفة.
وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدّامغانيّ ببغداد.
وسمع ببغداد من: البَرْمكيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن حبيب الفارسي.
روى عَنْه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو الحَسَن بْن الخَلِيّ الفقيه، والسِّلَفيّ.
وثّقه عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ.
وقال أَبِي النَّرْسيّ: تُوُفّي في سادس عشر رجب.
قلت: وله خمس وسبعون سنة.
263-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن بِشْرُوَيْه [4] .
الأصبهاني.
قد مرّ في سنة إحدى وتسعين.
وقال يحيى بْن مَنْدَهْ: مات في صَفَر سنة سبع.
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2]
لم أجد هذه النسبة.
[3]
انظر عن (أحمد بن محمد الكوفي) في: الكامل في التاريخ 10/ 379، وذكر في سير أعلام النبلاء 19/ 186 دون ترجمة.
[4]
لم أجد مصدر ترجمته.
264-
أحمد بْن علي بْن الحُسين بْن زكريّا [1] .
أبو بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، ثمّ البغداديّ الصُّوفيّ المعروف بابن زَهْراء.
قَالَ السّمعانيّ: شيخٌ لَهُ قَدَمٌ في التَّصَوُّف. رأى المشايخ وخدمهم، وكان حَسَن التّلاوة.
صحب أبا سَعْد النَّيْسابوريّ. وسمع: أَبَاهُ، وابن الحُسين القطّان، وأبا القاسم اللّالكائيّ الحافظ، وأبا القاسم الحرفيّ، وأبا الحسن بن مَخْلَد، وأبا علي بن شاذان، وجماعة.
قلت: روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وابن ناصر، وأبو الفتح بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وطائفة آخرهم موتا أبو الفضل خطيب الموصل.
وسمع منه: الكبار: عبد الغافر الألمعي، وهبة الله الشيرازي، وعمر الرؤاسي، وابن طاهر المقدسي.
قال السمعاني: صحيح السماع في أجزاء، لكنه أفسد سماعاته بأنْ روى منها شيئًا، وادّعى أَنَّهُ سمعه من أبي الحَسَن بْن رزقويه، ولم يصح سماعه منه [2] .
وقال فيه شجاع الذُّهْليّ: مُجْمَعٌ عَلَى ضعفه، وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها [3] .
وقال أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ: دخلت عَلَى أحمد بْن زهراء الطُّرَيْثيثيّ وهو يقرأ عَلَيْهِ جزءٌ من حديث ابن رزقويه، فقلت: مَتَى؟ فقال: في سنة اثنتي
[1] انظر عن (أحمد بن علي الطريثيثي) في: التحبير 1/ 371، والمنتظم 9/ 138، 139 رقم 216 (17/ 85، 86 رقم 3738) ، والكامل في التاريخ 10/ 379، وطبقات الصوفية للنووي (مخطوط) ورقة 54 أ، والمعين في طبقات المحدّثين 145 رقم 1582 وفيه:«أحمد بن الحسين» ، والإعلام بوفيات الأعلام 204، والعبر 3/ 346، وسير أعلام النبلاء 19/ 160- 162 رقم 87، وميزان الاعتدال 1/ 122، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 39، 40، ومرآة الجنان 3/ 160، والوافي بالوفيات 7/ 202، ولسان الميزان 1/ 227، 228، وشذرات الذهب 3/ 405.
[2]
المنتظم 9/ 138 (17/ 86) .
[3]
انظر: المنتظم.
عشرة وأربعمائة. فقلت: وابن رزقوَيْه في هذه السنة تُوُفّي. وأخذت الجزء من يده، وقد سمعوا فيه، فضربت عَلَى التسميع، فقام وخرج من المسجد [1] .
وقال ابن ناصر: كَانَ كذابًا [2] لا يُحْتَجّ بروايته.
قلت: ولهذا كَانَ السِّلَفيّ يَقُولُ: أَنَا [3] الطّريثيثيّ من أصل سماعه.
وقال في معجمه: هذا أجلّ شيخ شاهدته ببغداد، من شيوخ الصُّوفيّة، وأكثرهم حُرْمَة وهَيْبة عند الصحابة. قد اقتدى بأبي سَعِيد بْن أَبِي الخير المِيهَنيّ فيما أظن. وأنا [3] عَنْ جماعة لم يحدثنا عَنْهُمْ سواه. ولم يقرأ عَلَيْهِ إلّا من أصول سماعه، وهي كالشّمس وُضُوحًا. وكُفّ بَصَرُه بآخره.
وكتب لَهُ أبو عليّ الكَرْمانيّ أجزاء طرية، فحدث بها اعتمادًا عَلَيْهِ، ولم يكن ممن يُعرف طرق المحدثين ودقائقهم وإلّا لكان من الثْقات الأثبات.
وذكره ابن الصّلاح في «طبقات الشّافعيّة» [4] .
وقال أبو المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ: مولده في شوّال سنة إحدى عشرة. وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
قلت: قرأت بخطّ السِّلَفيّ أَنَّهُ سمع الطُّرَيْثيثيّ يَقُولُ: وُلِدتُ في شوّال سنة اثنتي عشر وأربعمائة [5] .
265-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين العُكْبَريّ [6] .
ثمّ الواسطيّ المقرئ أبو الحَسَن.
قرأ القراءات عَلَى أصحاب أَبِي عليّ بْن عَلّان.
وسمع: الحَسَن بْن موسى الغَنْدَجانيّ.
[1] المنتظم.
[2]
المنتظم.
[3]
اختصار لكلمة: «أخبرنا» .
[4]
ج 1/ 352، 353 رقم 109.
[5]
المنتظم.
[6]
انظر عن (أحمد بن محمد العكبريّ) في: سؤالات الحافظ السلفي 75، والمختصر المحتاج إليه للدبيثي 1/ 202.
وقدِم بغداد فقرأ بها عَلَى: سليمان بْن أحمد السرقسطي، ورزق اللَّه التميمي.
وسمع: أبا القاسم بْن البُسْريّ.
واقرأ النّاس. وهو الّذي سمع مُحَمَّد بْن عليّ الكتّانيّ المحتسب، ولمّا مات رثاه خميس الحوزيّ.
روى عنه: الكتّانيّ المذكور.
266-
أرتاش، ويقال ألْتاش، بْن السّلطان تُتُش بْن ألْب رسلان [1] .
أخو صاحب دمشق دُقَاق.
سجنه أخوه ببَعْلَبَكّ، فلمّا مات دُقاق أطلقه الأمير طُغْتِكِين وأقدمه دمشق، وأقامه في السَّلْطَنَة في هذه السّنة. ثمّ خرج سرًّا بعد ثلاثة أشهر لأمر تخيله من طُغْتِكِين، فذهب إلى بَغْدَوِين ملك الفرنج طمعًا في أنّ يكون لَهُ ناصرًا، فلم يحصل منه على أمل، فتوجّه عَلَى الرَّحْبَة إلى الشّرق، فهلك هناك.
267-
إسماعيل بْن عليّ بْن حَسَن [2] .
الشَّيْخ أبو عليّ الجاجَرْميّ [3] النَّيْسابوريّ الأصمّ الزّاهد.
كَانَ حَسَن الطّريقة صالحًا واعظًا.
وُلِد سنة ستٍّ وأربعمائة، وسمع: أبا عَبْد اللَّه بْن باكُوَيْه الشِّيرازيّ، وأبا بَكْر أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحارث، وأبا سَعِيد فضل اللَّه بْن أَبِي الخَير المِيهَنيّ [4] ، وعبد القاهر بْن طاهر التَّميميّ، وأبا عثمان الصّابونيّ، وجماعة.
[1] انظر عن (أرتاش) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 145، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 78، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 232 رقم 223، والوافي بالوفيات 8/ 225، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 368.
[2]
انظر عن (إسماعيل بن علي) في: المنتظم 9/ 139 رقم 219 (17/ 87 رقم 3741) ، والمنتخب من السياق 145، 146 رقم 334، ومرآة الجنان 3/ 160.
[3]
الجاجرمي: بفتح الجيمين، بينهما الألف، وبعدها الراء وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى جاجرم، وهي بلدة بين نيسابور وجرجان. (الأنساب 3/ 153) .
[4]
هكذا ضبطها في الأصل بفتح الميم. وفي (الأنساب 11/ 580) بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد.
وخرج لَهُ صالح المؤذِّن فوائد.
روى عَنْهُ: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وجماعة من شيوخ السّمعانيّ، وقال: دفن عند ابن خُزَيْمة.
وذكره عَبْد الغافر فقال: [1] شيخ ظريف، خفيف الحركة، اشتغل مدّة بنَيْسابور، وكان واعظًا بكاءً، حصل لَهُ قبول زائد [2] .
تُوُفّي في المحرَّم.
268-
إسماعيل بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] .
أَبُو عليّ النَّيْسابوريّ القلانسي، عُرِف بالتُّرْكيّ.
شيخ صالح، سمع من: أَبِي سَعِيد الصَّيْرفيّ.
وعنه: عُمَر بْن أحمد الصّفّار، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ، وأبو الأسعد بْن القُشَيْريّ.
مات في المحرَّم، وهو في عشر المائة.
269-
إسماعيل بْن أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن عثمان [4] .
أبو الفَرَج القُومسانيّ، ثمّ الهمذانيّ، الحافظ، شيخ همذان.
[1] في المنتخب 145.
[2]
العبارة في (المنتخب) : دخل نيسابور قديما وتفقّه وحضر درس زين الإسلام، وسمع منه شيئا من الأصول والتفسير وخدمه مدّة، ثم ترك ذلك واشتغل بالعزلة في بعض المساجد، وسلك طريق الزهد في السكة المعروفة به وسكنها وقام بعمارتها وتعهّد أوقافها. وكان يقعد فيها للتذكير نوبا في الأسبوع، ويحضر مجلسه الأكابر، متبرّكين بدعائه.
وكان رجلا بكاء يعظ الناس ويبكي ويدعو لهم فظهر له بذلك قبول، وبقي على ذلك إلى آخر عمره.
وكان خزانة الكتب في تلك المدرسة في بدء يتعهّدها ويطالع الكتب.
والغالب على أحواله الوعظ، وأصابه في آخر العمر وقر في أذنه.
[3]
انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في: المنتخب من السياق 150 رقم 344، والمنتظم 9/ 140 رقم 220 (17/ 87 رقم 3742) ، ومعجم البلدان 4/ 414، وسير أعلام النبلاء 19/ 155 رقم 81، والبداية والنهاية 12/ 164.
[4]
انظر عن (إسماعيل بن أبي الفضل) في: المنتظم 9/ 140 رقم 220 (17/ 87 رقم 3742) ، ومعجم البلدان 4/ 414، وسير أعلام النبلاء 19/ 155 رقم 81، والبداية والنهاية 12/ 164.
قَالَ شِيرُوَيْه: هُوَ شيخ البلد والمشار إِلَيْهِ بالصَّلاح والدّيانة.
روى عَنْ: أَبِيهِ مُحَمَّد بْن عثمان بْن أحمد بْن مَزْدِين [1] ، وجدّه عثمان، وابن هُبَيْرة، وعُمَر بْن جاباره [2] الأَبْهَريّ، وأبي الحُسين بْن المهتدي باللَّه، والصَّرِيفِينيّ، وابن النَّقُّور، وابن عزْو [3] النَّهاوَنْديّ، وهارون بْن طاهر بْن ماهلة، وطائفة.
وكان حافظًا ثقة صدوقًا، حَسَن المعرفة بالرجال والمُتُون، أمينًا مأمونًا، وحيد عصره في حفظ شرائع الإسلام وشعاره. وكان ابن ثمان وخمسين سنة.
توفّي في المحرّم، وتولَّيتُ غسْلَه.
قلت: قَالَ السّمعانيّ: ثنا عَنْهُ غير واحد، وهو القائل لابن طاهر المقدسي: ثلاثة لا أحبّهم لتعصّبهم: الحاكم، وأبو نُعَيْم، والخطيب.
وذكره السِّلَفيّ ممّن أجاز لَهُ، وأنّه مشهور بالمعرفة التّامّة بالحديث.
270-
أردشير بْن أَبِي منصور [4] .
الأمير أبو الحسين المروزيّ العبّاديّ [5] الواعظ.
قدم نيسابور ووعظه فأبدع وأعجب المستمعين بحُسْن إيراده، ونُكَت أنفاسه، وملاحة قصصه. وظهر لَهُ القبول عند الخاصّ والعامّ بغرابة إشاراته، ووقْع كلماته المطابقة لجلالته. وكان لَهُ سكونٌ وهَيْبة وأَناة وتُؤَدَة، وطريقة غريبة في تمهيد كلام سَنيِّ غير مسبوق عَلَى نَسَقٍ واحدٍ، مشحون بالإشارات الدّقيقة والعبارات الرّشيقة الحلوة.
[1] مزدين: بفتح الميم، وسكون الزاي.
[2]
في الأصل: «جابان» .
[3]
هكذا هنا. وفي سير أعلام النبلاء: «غزو» بالغين المعجمة.
[4]
انظر عن (أردشير بن منصور) في: الأنساب 8/ 337، والمنتظم 9/ 140 رقم 221 (17/ 87، 88 رقم 3743) ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 705، وفيه:«أردشير بن منصور» ، والبداية والنهاية 12/ 164 وفيه:«أزدشير بن منصور» .
[5]
العبّادي: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء الموحّدة، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب. (الأنساب 8/ 336) .
وقد قيّدها محقّق (سير أعلام النبلاء 19/ 186) : «العبادي» بضم العين وتخفيف الباء.
خرج إلى العراق، ولقي ببغداد قَبُولًا بالغًا [1] ، ثمّ عاد إلى نَيْسابور، وأقام بها مدّة، وسُلِّم إِلَيْهِ المدرسة بباب الجامع المَنِيعيّ، فسكنها، ولم يزل قبوله في ازدياد.
وسمع الحديث في كبره، ولم يحدث. ومات كهلًا في جُمَادَى الآخرة.
قَالَ ابن النّجّار: هُوَ والد الواعظ المشهور أَبِي منصور بْن المظفّر. قدِم أبو الحُسين الأمير بغداد سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائة ليحجّ، فحجّ وعاد ووعظ، وازدحموا، وازداد التعصب له إلى أنّ مُنِع من الجلوس فردّ إلى بلده. وكان بديع الألفاظ، حُلْو الإيراد، غريب النُّكَت.
سمع من: أَبِي الفضل بْن خَيْرُون، وغيره. وحدَّثَ بمَرْو.
قَالَ ابن السّمعانيّ: سَمِعْتُ عليّ بْن عليّ الأمين يَقُولُ: اتّفق أنّ واحدًا بِهِ عِلّة جاء إلى العَبّاديّ، فقرأ عَلَيْهِ شيئًا، فعُوفي. فمضيت معه إلى زيارة قبر أحمد، فلمّا خرجنا إذا جماعة من العُميان والزمني عَلَى الباب، فقالوا للأمير:
نسألك أنّ تقرأ علينا. فقال: لست بعيسى بْن [2] مريم، وذلك قولٌ وافق القدر.
وقيل: إنّ بعض النّاس دخل عَلَى العَبّاديّ، فقال لَهُ: قُم اغتسِل. فقام، وكان جُنُبًا.
وجاء عَنْهُ زُهْد وتعبُّدٌ، وتكلّم عَلَى الخواطر، وتاب عَلَى يده خلْق كثير.
وكان أمّارًا بالمعروف، مُرِيقًا الخُمُور، مُكَسِّرًا للملاهي، وصَلُح أهل بغداد تِلْكَ الأيام به، والله يرحمه ويغفر له [3] .
[1] في سنة 486 هـ. وقيل في سنة 485 هـ. (مرآة الزمان) .
[2]
في الأصل: «ابن» .
[3]
وقال سبط ابن الجوزي: «وكان يخاطب بالأمير قطب الدين، قدم بغداد وهو أول قدومه في سنة 486 وقيل في سنة 85 وجلس في النظامية، وحضر أبو حامد الغزالي مجلسه، وكان الغزالي يحاضره ويجالسه ويذاكره، وامتلأ صحن المدرسة وأروقته وغرفها وسطوحها بالناس، فخرج إلى قراح ظفر فجلس به، وكان يحضر مجلسه من الرجال والنساء ثلاثون ألفا، وكان صمته أكثر من نطقه، وكانت عليه آثار الزهد ظاهرة، وكان إذا تكلّم هام الناس على وجوههم، وترك الناس المعاش، وحلق أكثر الصبيان رءوسهم، ولزموا المساجد والجماعات، وبدّدوا الخمور، وكسروا الملاهي.