الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الماضي، قووا وطغوا، وكان تاج الدّولة تتش قد استولى عَلَى فلسطين وغيرها، وانتزع البلاد من نُوّاب بني عُبَيْد، فأقطع الأمير سُقْمان بْن أُرْتُق التُّرْكيّ بيتَ المقدس، فرتبه وحصّنه، فسار الأفضل بْن بدر أمير الجيوش، فحاصر الأمير سُقْمان وأخاه إيلغازي [1] ، ونصبوا عَلَى القدس نيفًا وأربعين منجنيقًا، فهدموا في سوره.
ودام الحصار نيفًا وأربعين يومًا، وأخذوه بالأمان في شَعْبان سنة تسع [2] وثمانين [3] .
وأنعم الأفضل عَلَى سُقْمان وأخيه، وأجزل لهم الصِّلات [4] . فسار سُقْمان واستولى عَلَى الرُّها، وذهب أخوه إلى العراق. ووُلّي عَلَى القدس افتخار الدّولة، فدام فيه إلى هذا الوقت.
وسارت جيوش النّصرانيّة من حمص، ونازلت عكّا أيّامًا، ثمّ ترحّلوا وأتوا القدس، فحاصروه شهرًا ونصف، ودخلوا من الجانب الشمالي ضحوة نهار الجمعة لسبع بقين من شَعْبان، واستباحوه، فإنا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون.
واحتمى جماعة ببرج دَاوُد، ونزلوا بعد ثلاثٍ بالأمان، وذهبوا إلى عَسْقَلان [5] .
[رواية ابن الأثير عَنْ دخول الإفرنج بيت المقدس]
قَالَ ابن الأثير: [6] قتلت الإفرنج بالمسجد الأقصى ما يزيد على سبعين
[1] في الأصل: «بلغازي» ، والتصحيح من الكامل 10/ 283.
[2]
في الأصل: «تسعة» .
[3]
تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 360 (وتحقيق سويّم) 26، أخبار مصر لابن ميسر 2/ 39، الكامل في التاريخ 10/ 282، 283، المختصر في أخبار البشر 2/ 211.
[4]
في الأصل: «الصلاة» .
[5]
ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 137، تاريخ الفارقيّ 7268 الكامل في التاريخ 10/ 283، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 82، نهاية الأرب 28/ 257، المختصر في أخبار البشر 2/ 211، دول الإسلام 2/ 21، تاريخ ابن خلدون 5/ 21، تاريخ سلاطين المماليك 229، 230، اتعاظ الحنفا 3/ 24.
[6]
في الكامل في التاريخ 10/ 283، 284.
ألفًا [1] ، منهم جماعة من العلماء والعبّاد والزُّهّاد، وممّا أخذوا: أربعين قِنْديلًا من الفضّة، وزن القنديل ثلاثة آلاف وستّمائة درهم. وأخذوا تنُّورًا من فضة، وزنه أربعون رِطْلًا بالشّاميّ، وغنموا ما لا يُحْصَى [2] .
وورد المستنفرون من الشّام إلى بغداد صحبة القاضي أَبِي [3] سعْد الهَرَوِيّ [4] ، فأوردوا في الديوان كلامًا أبكى العيون وجرح القلوب. وبعث الخليفة رُسُلًا، فساروا إلى حلوان، فبلغهم قتل مجد الملك الباسلانيّ [5] ، فردّوا من غير بلوغ أرب، ولا قضاء حاجة. واختلف السلاطين، وتمكنت الإفرنج من الشّام [6] .
وللأبيورديّ:
[1] في الأصل: «ألف» . والخبر في: المنتظم 9/ 105 (17/ 47) ، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 197، ووفيات الأعيان 1/ 179، والمختصر في أخبار البشر 2/ 211، والعبر 3/ 332، ودول الإسلام 2/ 21، ومرآة الجنان 3/ 154 و 158، والجوهر الثمين 199، تاريخ ابن خلدون 5/ 21، تاريخ ابن الوردي 1/ 11، مآثر الإنافة 2/ 15 وفيه «تسعين ألف نفس» ، اتعاظ الحنفا 3/ 23، تاريخ الخلفاء 427، الإعلام والتبيين 11 وفيه إنهم قتلوا من المسلمين في الحرم مائة ألف وسبوا مثلهم، شذرات الذهب 3/ 397، أخبار الدول 2/ 167، تاريخ الأزمنة 89، ويعترف مؤرّخ صليبيّ مجهول شهد احتلال الإفرنج لبيت المقدس، فيقول:«فلما ولج حجّاجنا المدينة جدّوا في قتل الشرقيين ومطاردتهم حتى قبة عمر، حيث تجمعوا واستسلموا لرجالنا الذين أعملوا فيهم أفظع القتل طيلة اليوم بأكمله، حتى لقد فاض المعبد كله بدمائهم» . (أعمال الفرنجة 118، 119) وانظر: الألكسياد لأنّا كومينا 166، وفي تاريخ الرهاوي 2/ 459:«قتل في المدينة ثلاثون ألف مسلم» .
[2]
المنتظم 9/ 108 (17/ 47) ، تاريخ الزمان لابن العبري 124، 125، تاريخ مختصر الدول، له 197، وفيات الأعيان 1/ 179، نهاية الأرب 28/ 257، المختصر في أخبار البشر 2/ 211، مرآة الجنان 3/ 158 (حوادث سنة 495 هـ.) ، البداية والنهاية 12/ 156، تاريخ ابن خلدون 3/ 21، اتعاظ الحنفا 3/ 23، النجوم الزاهرة 5/ 149، الإعلام والتبيين 11، شذرات الذهب 3/ 397، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 220.
[3]
في الأصل: «أبو» وهو غلط.
[4]
في نهاية الأرب 28/ 258 «القروي» . والصحيح ما أثبتناه.
[5]
في الكامل: «البلاساني» و «البلاسلاني» .
[6]
نهاية الأرب 28/ 258، المختصر في أخبار البشر 2/ 211، ودول الإسلام 2/ 21، تاريخ ابن خلدون 5/ 21، النجوم الزاهرة 5/ 150، أخبار الدول 2/ 167.
مزجنا دماء [1] بالدموع السواجم
…
فلم يبق [2] منا عرضة [3] للمراحم [4]
وشر سلاح المرء دمع يفيضه [5]
…
إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فإيها بني الإسلام، إنّ وراءكم
…
وقائع يلحقن الذرى [6] بالمناسم
أتهويمةٌ في ظل أمْنٍ وغبطةٍ
…
وعيش كنوار الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملء جفونها
…
عَلَى هفوات [7] أيقظت كلّ نائم؟
وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم
…
ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهم الرّوم الهوان وأنتم [8]
…
تجرّون ذيل الخفض فعل المسالم
فكم [9] من دماءٍ قد أبيحت، ومن دمي [10]
…
توارى [11] حياءً حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبا
…
وسمر العوالي داميات اللهاذم
يكاد [12] لهن المستجن [13] بطيبة
…
ينادي بأعلى الصوت: يا آل هاشم
أرى أُمتي لا يشرعون إلى العدى
…
رماحهم، والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفًا من الردى
…
ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى،
…
وتغضي [14] عَلَى ذلٍ كماة الأعاجم
[1] في البداية والنهاية 12/ 156: «دمانا» .
[2]
في الأصل: «يبقى» وهو غلط.
[3]
في الأصل: «عوضه» ، والمثبت عن: الكامل 10/ 284، وتاريخ ابن الوردي 2/ 11، وفي المختصر في أخبار البشر 2/ 211:«عرصة» .
[4]
في النجوم الزاهرة 5/ 151: «للمراجم» .
[5]
في البداية والنهاية: «يريقه» .
[6]
في الأصل: «الردى» ، والتصحيح من الكامل.
[7]
في الأصل: «هوان» . وفي المنتظم: «هنوات» . والمثبت في الكامل 100/ 285، والمختصر 2/ 211، وفي تاريخ ابن الوردي 2/ 11:«هبوات» .
[8]
في الأصل: «وأنتموا» .
[9]
في الكامل: «وكم» ومثله في المختصر.
[10]
في المختصر: «ومن دم» .
[11]
في الأصل: «تواري» .
[12]
في المنتظم: «وكاد» ، ومثله في النجوم الزاهرة 5/ 151.
[13]
في البداية والنهاية 12/ 156 «المستجير» .
[14]
في الكامل 10/ 285: «ويفضي» ، وكذا في البداية والنهاية. وفي تاريخ ابن الوردي 2/ 11 «تقضي» .