الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روت عَن ابن الأخضر الأنباريّ.
ماتت فِي شوّال.
-
حرف الهاء
-
119-
هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن سوار [1] .
الوكيل أبو الفوارس، ابن المقرئ الأستاذ أَبِي طاهر.
شيخ مطبوع، متودّد، محتَرم، قيّم بالوكالة والدَّعَاوَى وكتابة الوثائق والمحاضر.
سَمِعَ: أَبَاهُ، ومالكا البانياسيّ، وعاصم بْن الحسين، وأبا يوسف القَزْوينيّ، وأبا الفوارس الزَّيْنَبيّ.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.
ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
وتُوُفّي في رابع عشر شوّال.
قَالَ ابن الجوزيّ: كَانَ ثقة، أمينا، توحّد في علم الشُّروط. وأخوه محمد بقي إلى سنة ستٍّ وخمسين.
120-
هبة اللَّه بْن الفَرَج [2] .
أبو بَكْر الهَمَذَانيّ، المعروف بابن أخت الطّويل.
شيخ صالح خيّر، مُكْثِر، مشهور.
سَمِعَ من: عليّ بْن محمد بْن عبد الحميد الجريريّ، ويوسف بْن محمد القُومسانيّ، وعَبْدُوس بْن عبد الله، وبكر بْن حِيد، وسُفْيان بْن الحسين بْن فنْجُوَيْه.
روى «سُنَن أَبِي داود» بعُلُوّ. وعُمّر تسعين سنة.
وكان الحافظ أبو العلاء يَقُولُ: هُوَ أحبّ إليّ من كلّ شيخ بهمذان.
[1] انظر عن (هبة الله بن أحمد) في: المنتظم 10/ 130 رقم 199 (18/ 62 رقم 4148) .
[2]
انظر عن (هبة الله بن الفرج) في: التحبير 2/ 362- 364 رقم 1083، ومشيخة ابن عساكر، ورقة 237 أ، ومعجم البلدان. (طبعة لا يبزك 1866) 3/ 538، والتقييد 477، 478 رقم 646، وسير أعلام النبلاء 20/ 163، 164 رقم 99، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 62 أ.
وذكره السّمعانيّ في «التّحبير» [1] وأثنى عَلَيْهِ، وقال: قال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وقال لأبي العلاء: وُلِدتُ سنة ثلاثٍ.
ومن مسموعاته كتاب «مكارم الأخلاق» لابن لال، سمعه من أَبِي الفَرَج الجريريّ، بسماعه منه.
قلت: روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، والحافظ أبو العلاء الهَمَذَانيّ، وأولاده أحمد، وعبد الغنيّ، ووائلة، والمؤيَّد ابن الإخْوة، وأبو القاسم بْن عساكر، وجماعة.
وتُوُفّي في شعبان.
121-
هبة اللَّه بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حمزة [2] .
أبو السّعادات بن الشّجريّ [3] ، العلويّ، والنّحوي، النّقيب.
[1] فقال: كان شيخا صالحا، خيّرا، سديد السيرة، مكثرا من الحديث، عمّر العمر الطويل، حتى حدّث بالكثير واشتهرت رواياته وفوائده. وكان يسكن بمحلّة ظفراباذ.
[2]
انظر عن (هبة الله بن علي) في: المنتظم 10/ 130 رقم 198 (18/ 61، 62 رقم 4147) ، ونزهة الألبّاء 299- 302، ومعجم الأدباء 19/ 282- 284، والاستدارك لابن نقطة (مخطوط) 1 باب: السجزيّ والشجري، وإنباه الرواة 3/ 356، 357، ووفيات الأعيان 6/ 45- 50، وإشارة التعيين 57، والبدر السافر (مخطوط) ورقة 219، والعبر 4/ 116، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294 (دون ترجمة) ، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 194- 196 رقم 126، وتلخيص ابن مكتوب 407، 408، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 248، 249، ومسالك الأبصار (مخطوط) مجلّد ج 4/ 280- 282، وفوات الوفيات 2/ 110، وعيون التواريخ 12/ 413- 415، ومرآة الجنان 3/ 275- 277، والبداية والنهاية 12/ 223، وطبقات ابن قاضي شهبة 2/ 280- 282، والنجوم الزاهرة 5/ 281، وبغية الوعاة 2/ 324، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 162، 174، وشذرات الذهب 4/ 132- 134، وروضات الجنات 231، وهدية العارفين 2/ 505، وديوان الإسلام 3/ 177 رقم 1285، ومعجم المطبوعات العربية 134، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 165، والأعلام 8/ 74، ومعجم المؤلّفين 13/ 141.
[3]
قال ياقوت: نسب إلى بيت الشجري من قبل أمّه. (معجم الأدباء 19/ 282) .
وقال ابن خلّكان: والشجري:، بفتح الشين المعجمة والجيم، وبعدها راء. هذه النسبة إلى شجرة، وهي قرية من أعمال المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وشجرة أيضا اسم رجل. وقد سمّت به العرب ومن بعدها، وقد انتسب إليه خلق كثير من العلماء وغيرهم، ولا
ولد سنة خمسين وأربعمائة.
أحد الأئمَّة الأعلام في علم اللّسان.
قرأ عَلَى الشّريف أَبِي المعمّر يحيى بْن محمد بْن طباطبا النَّحْوي، وقرأ الحديث في كُهولته عَلَى: أَبِي الحسين بْن المبارك بْن الطُّيُوريّ، وأبي عليّ بْن نبهان، وغيرهما.
وطال عمره، وانتهى إِلَيْهِ عِلم النَّحْو، وناب في النّقابة بالكرْخ، ومُتِّع بجوارحه وحواسّه [1] . وأظنّه أخذ الأدب أيضا عَنْ أَبِي زكريّا التّبْريزيّ.
قرأ عَلَيْهِ التّاج الكِنْدي كتاب «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ، و «اللّمع» لابن جنّي، وتخرّج به طائفة كبيرة.
وصنّف التّصانيف في العربيّة.
قال أبو الفضل بن شافع في تاريخه: متّع بجوارحه إلى آخر وقت، وكان نحويّا، حسن الشّرح، والإيراد، والمحفوظ. وقد صنّف أمالي قرئت عليه، فيها أغاليط، لأنّ اللّغة لم يكن مضطلعا فيها.
قال ابن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه [2] ، وكان فصيحا، حُلْو الكلام، حَسَن البيان والإفهام. دُفن يوم الجمعة السّابع والعشرين من رمضان بداره بالكرخ [3] .
[ () ] أدري إلى من ينتسب الشريف المذكور منهما، هل نسبته إلى القرية، أم إلى أجداده كان اسمه شجرة؟ والله أعلم. (وفيات الأعيان 6/ 50) .
وقال السيوطي: أما ابن الشجري النحو فإلى شجرة كانت في دارهم ليس في البلد غيرهم.
(لب اللباب) .
[1]
المنتظم. وزاد ابن الجوزي: وكان يجلس يوم الجمعة بجامع المنصور مكان ثعلب ناحية الرباط يقرأ عليه.
[2]
وقال في «الذيل» : اجتمعنا في دار الوزير أبي القاسم علي بن طرار الزينبي وقت قراءتي عليه الحديث، وعلّقت عنه شيئا من الشعر في المدرسة، ثم مضيت إليه وقرأت عليه جزءا من أمالي أبي العباس ثعلب النحويّ.
[3]
وحكي أبو البركات عبد الرحمن بن الأنباري النحويّ في كتابه الّذي سمّاه «مناقب الأدباء» أن العلّامة أبا القاسم محمود الزمخشريّ لما قدم بغداد قاصدا الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات ابن الشجري ومضينا معه إليه، فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي:
واستكبر الأخبار قبل لقائه
…
فلما التقينا صغّر الخبر الخبر
ثم أنشده بعد ذلك:
وعن أَبِي السّعادات بْن الشّجريّ قَالَ: ما سَمِعْتُ في المدْح أبلغ من قول أَبِي فِراس:
وأَمامكَ الأعداءُ تَطْلُبُهُم
…
ووراءك القُصّاد في الطَّلَبِ
فإذا سَلَبْتَهُم وقفتَ لهم [1]
…
فَسُلِبْتَ ما تحوي من السّلب [2]
[ () ]
كانت مساءلة الركبان تخبرنا
…
عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر
ثم التقينا فلا والله ما سمعت
…
أدنى بأحسن مما قد رأى بصري
فقال العلّامة الزمخشريّ:، روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وله أنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له:«يا زيد، ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون ما وصف لي، غيرك» . قال ابن الأنباري: فخرجنا من عنده ونحن نعجب. كيف يستشهد الشريف بالشعر، والزمخشريّ بالحديث وهو رجل أعجمي؟
قال ابن خلكان: وهذا الكلام، وإن لم يكن عين كلام ابن الأنباري، فهو في معناه لأني لم أنقله من الكتاب، بل وقفت عليه منذ زمان وعلق معناه بخاطري، وإنما ذكرت هذا لأن الناظر فيه قد يقف على كتاب ابن الأنباري فيجد بين الكلامين اختلافا، فيظنّ أني تسامحت في النقل.
وكان بين أبي السعادات وبين أبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا البغدادي الحريمي الشاعر المشهور تنافس جرت العادة بمثله بين أهل الفضائل، فلما وقف على شعره عمل فيه قوله:
يا سيّدي، والّذي يعيذك من
…
نظم قريض يصدأ به الفكر
مالك من جدّك النبيّ سوى
…
أنك ما ينبغي لك الشعر
(وفيات الأعيان) .
[1]
في المنتظم: «فإذا سلبت وقفته لهم» .
[2]
قال: وما سمعت في الذمّ أبلغ من بيت لمسكويه:
وما أنا إلّا المسك قد ضاع عندكم
…
يضيع وعند الأكرمين يضوع
(المنتظم) .
وقال ابن الأنباري:
وكان وقورا في مجلسه، ذا صمت، لا يكاد يتكلّم في مجلسه بكلمة إلّا وتتضمّن أدب نفس، أو آداب درس. ولقد اختصم إليه رجلان من العلويين، وفجعل أحدهما يشكو ويقول عن الآخر: إنه قال في كذا وكذا. فقال له الشريف: يا بنيّ، احتمل، فإن الاحتمال قبر المعايب.
وهذه كلمة حسنة نافعة، فإنّ كثير من الناس تكون لهم عيوب، فيغضّون عن عيوب الناس، ويسكتون عنها، فتذهب عيوب لهم كانت فيهم. وكثير من النّاس يتعرّضون لعيوب الناس، فتصير لهم عيوب لم تكن فيهم.
وكان الشريف ابن الشجري أنحى من رأينا من علماء العربية، وآخر من شاهدنا من حذّاقهم وأكابرهم. (نزهة الألباء 300- 302) .
وقال ياقوت: كان أوحد زمانه، وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة واشعار العرب وأيامها