المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الهاء - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٧

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع والثلاثون (سنة 541- 550) ]

- ‌[الطبقة الخامسة والخمسون]

- ‌سنة إحدى وأربعين وخمسمائة

- ‌[مقتل زنكي]

- ‌[احتراق قصر المسترشد]

- ‌[خلاف السلطان والخليفة حول دار الضرب]

- ‌[موت ابْنَة الخليفة]

- ‌[إبطالُ مَكْس حقّ البيع]

- ‌[حجّ الوزير ابن جَهِير]

- ‌[حَجّ المؤرّخ ابن الجوزي]

- ‌[ملْك الفرنج طرابلس المغرب]

- ‌[مقتل زنكي]

- ‌[تسلّم صاحب دمشق بعلبكَّ صُلْحًا]

- ‌[فتوحات عبد المؤمن بالمغرب]

- ‌سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة

- ‌[ولاية ابن هبيرة ديوان الزمام]

- ‌[مقتل بُزَبَة شِحنة أصبهان]

- ‌[وزارة عليّ بْن صَدَقَة]

- ‌[محاربة سلاركُرد لابن دُبَيْس]

- ‌[مباشرة أَبِي ألوفا قضاء بغداد]

- ‌[بروز ابن المستظهر إلى ظاهر بغداد]

- ‌[فتح نو الدين أرتاح]

- ‌[أخذ غازي دارا وحصاره ماردين ووفاته]

- ‌[الغلاء بإفريقية]

- ‌[زواج نور الدين محمود]

- ‌سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة

- ‌[هزيمة الفرنج عند دمشق]

- ‌[رواية ابن الأثير عَن انهزام الفرنج]

- ‌[ظهور الدولة الغوريَّة]

- ‌[هرب رضوان وزير مصر ومقتله]

- ‌[ظهور الدعوة النزاريَّة بمصر]

- ‌[إبطال الأذان ب «حيّ عَلَى خير العمل» بحلب]

- ‌[فتنة خاصّبك السلطان مسعود]

- ‌[الغلاء والجوع]

- ‌[وفاة القاضي الزينبي]

- ‌[دخول ملك صقلّيّة مدينة المهديَّة]

- ‌سنة أربع وأربعين وخمسمائة

- ‌[ارتفاع الغلاء عَنْ بغداد]

- ‌[مقتل صاحب أنطاكية]

- ‌[فتح فامية]

- ‌[وقوع جوسلين في الأسر]

- ‌[وزارة ابن هبيرة]

- ‌[قصْدُ ألْبقش العراق وطلب السلطنة لملكشاه]

- ‌[الحجّ العراقيّ]

- ‌[الزلزلة ببغداد]

- ‌[وفاة صاحب الموصل]

- ‌[الخلاف بين رُجار وصاحب القسطنطينية]

- ‌ومن حوادث سنة أربع وأربعين وخمسمائة

- ‌[رواية ابن القلانسي عَن انتصار نور الدين عَلَى صاحب أنطاكية]

- ‌[موت معين الدين أُنُر]

- ‌[الوحشة بين مؤيّد الدين ومجير الدين]

- ‌[موت الحافظ لدين اللَّه وخلافة الظافر بمصر]

- ‌[محبَّة الدمشقيّين نور الدين]

- ‌[مصالحة نور الدين ومجير الدين]

- ‌[مضايقة الملك مسعود تلّ باشر]

- ‌[عودة الحُجّاج وما أصابهم]

- ‌[رحيل مسعود عَنْ تلّ باشر]

- ‌[مصالحة مجاهد الدين لصاحب دمشق]

- ‌[اتصال الخلاف في مصر]

- ‌سنة خمس وأربعين وخمسمائة

- ‌[الأخبار بما جرى عَلَى الركْب العراقي]

- ‌[الصلح بين نور الدين ومجير الدين]

- ‌[مطر الدم باليمن]

- ‌[دفاع الموحّدين عَنْ قرطبة]

- ‌[مرض خاصّ بك ومعافاته]

- ‌[وفاة مختص الحضرة]

- ‌سنة ستّ وأربعين وخمسمائة

- ‌[وعْظ ابن العبّادي بجامع المنصور]

- ‌[أسْرُ جوسلين]

- ‌ومن سنة ستّ وأربعين وخمسمائة

- ‌[تحشُّد عساكر نور الدين قرب دمشق]

- ‌[تحالف الفرنج وعسكر دمشق]

- ‌[غزوة الأسطول الْمَصْرِيّ إلى سواحل الشام]

- ‌[مصالحة نور الدين وصاحب دمشق]

- ‌[الوباء بدمياط]

- ‌[استنابة مجير الدين بدمشق]

- ‌[هزيمة الفرنج أمام التركمان عند بانياس]

- ‌[غارة الفرنج عَلَى البقاع]

- ‌[فتح أنطرطوس]

- ‌سنة سبع وأربعين وخمسمائة

- ‌[فتح أنطرطوس وغيرها]

- ‌[دخول نور الدين دمشق]

- ‌[إطلاق بُزان من الاعتقال]

- ‌[وفاة ابن الصوفي]

- ‌[وفاة السلطان مسعود]

- ‌[سلطنة ملك شاه]

- ‌[هرب شحنة بغداد]

- ‌[تدريس ابن النظام]

- ‌[القبض عَلَى الحَيْص بَيْص]

- ‌[ضرب أَبِي النجيب وحبْسه]

- ‌[أخْذُ البديع الصوفي]

- ‌[احتفالات بغداد بالخليفة]

- ‌[ظهور الغوريَّة وامتلاكهم بلْخًا وغَزْنَة]

- ‌[وفاة بهرام شاه]

- ‌[تلقُّب علاء الدين بالسلطان المعظّم]

- ‌[عصيان ابني الأخ عَلَى السلطان]

- ‌[رواية ابن الأثير عَن الغُزّ]

- ‌[قصَّة الغزّ برواية أخرى]

- ‌[أخذ الفرنج عسقلان]

- ‌سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

- ‌[خروج الغُزّ عَلَى السلطان سنجر]

- ‌[محاصرة عسكر المقتفي تكريت]

- ‌[نجاة الوزير ابن هُبيرة من الغرق]

- ‌[مقتل ابن السلار]

- ‌[تسلُّم الغوريّ هَرَاة]

- ‌[إصابة شهاب الدين الغوري أمام الهند]

- ‌[رواية ابن الأثير عَنْ محاربة الهنود لشهاب الدين]

- ‌[تسلّم مجير الدين مفاتيح صرْخد]

- ‌[أخْذ الفرنج عسقلان]

- ‌[الوزارة بدمشق]

- ‌[الغلاء بدمشق]

- ‌[رئاسة رضيّ الدين التميمي]

- ‌[قتْل متولّي بعلبَكّ]

- ‌سنة تسع وأربعين وخمسمائة

- ‌[حصار تكريت]

- ‌[موقعة الخليفة والسلطان]

- ‌[زلزلة بغداد]

- ‌[موت ألبقش]

- ‌[التجريد إلى همذان]

- ‌[ظهور دم بنواحي واسط]

- ‌[حال السلطان سنجر في الأسر]

- ‌[دخول الغُزّ مرو]

- ‌[مقتل الظافر العُبَيديّ]

- ‌[ولاية نور الدين مصر]

- ‌[أخْذ نور الدين دمشق]

- ‌[انهزام الإسماعيلية أمام الخراسانيين]

- ‌سنة خمسين وخمسمائة

- ‌[دخول الغُزّ نيسابور]

- ‌[الواقعة بين عسكر التركماني وعسكر الخليفة]

- ‌[دخول المقتفي الكوفة]

- ‌[مسير ابن رزّيك إلى القاهرة]

- ‌[قتل الفرنج صاحب مصر]

- ‌[دخول ابن رُزّيك القاهرة]

- ‌[هجوم إفرنج صقلّيّة عَلَى تِنّيس]

- ‌[اشتداد شوكة المقتفي]

- ‌[تملّك نور الدين قلاعا بنواحي قونية]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌[سنه احدى وأربعين وخمسمائة]

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الْألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة خمس وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ سنة تسع وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الهاء

- ‌ سنة خمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌ذِكْر المُتَوَفّين في عَشْر الخمسين

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف الهاء

روت عَن ابن الأخضر الأنباريّ.

ماتت فِي شوّال.

-‌

‌ حرف الهاء

-

119-

هبة اللَّه بْن أَحْمَد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن سوار [1] .

الوكيل أبو الفوارس، ابن المقرئ الأستاذ أَبِي طاهر.

شيخ مطبوع، متودّد، محتَرم، قيّم بالوكالة والدَّعَاوَى وكتابة الوثائق والمحاضر.

سَمِعَ: أَبَاهُ، ومالكا البانياسيّ، وعاصم بْن الحسين، وأبا يوسف القَزْوينيّ، وأبا الفوارس الزَّيْنَبيّ.

روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وغيره.

ولد سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

وتُوُفّي في رابع عشر شوّال.

قَالَ ابن الجوزيّ: كَانَ ثقة، أمينا، توحّد في علم الشُّروط. وأخوه محمد بقي إلى سنة ستٍّ وخمسين.

120-

هبة اللَّه بْن الفَرَج [2] .

أبو بَكْر الهَمَذَانيّ، المعروف بابن أخت الطّويل.

شيخ صالح خيّر، مُكْثِر، مشهور.

سَمِعَ من: عليّ بْن محمد بْن عبد الحميد الجريريّ، ويوسف بْن محمد القُومسانيّ، وعَبْدُوس بْن عبد الله، وبكر بْن حِيد، وسُفْيان بْن الحسين بْن فنْجُوَيْه.

روى «سُنَن أَبِي داود» بعُلُوّ. وعُمّر تسعين سنة.

وكان الحافظ أبو العلاء يَقُولُ: هُوَ أحبّ إليّ من كلّ شيخ بهمذان.

[1] انظر عن (هبة الله بن أحمد) في: المنتظم 10/ 130 رقم 199 (18/ 62 رقم 4148) .

[2]

انظر عن (هبة الله بن الفرج) في: التحبير 2/ 362- 364 رقم 1083، ومشيخة ابن عساكر، ورقة 237 أ، ومعجم البلدان. (طبعة لا يبزك 1866) 3/ 538، والتقييد 477، 478 رقم 646، وسير أعلام النبلاء 20/ 163، 164 رقم 99، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 62 أ.

ص: 127

وذكره السّمعانيّ في «التّحبير» [1] وأثنى عَلَيْهِ، وقال: قال لي: ولدت سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

وقال لأبي العلاء: وُلِدتُ سنة ثلاثٍ.

ومن مسموعاته كتاب «مكارم الأخلاق» لابن لال، سمعه من أَبِي الفَرَج الجريريّ، بسماعه منه.

قلت: روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، والحافظ أبو العلاء الهَمَذَانيّ، وأولاده أحمد، وعبد الغنيّ، ووائلة، والمؤيَّد ابن الإخْوة، وأبو القاسم بْن عساكر، وجماعة.

وتُوُفّي في شعبان.

121-

هبة اللَّه بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن حمزة [2] .

أبو السّعادات بن الشّجريّ [3] ، العلويّ، والنّحوي، النّقيب.

[1] فقال: كان شيخا صالحا، خيّرا، سديد السيرة، مكثرا من الحديث، عمّر العمر الطويل، حتى حدّث بالكثير واشتهرت رواياته وفوائده. وكان يسكن بمحلّة ظفراباذ.

[2]

انظر عن (هبة الله بن علي) في: المنتظم 10/ 130 رقم 198 (18/ 61، 62 رقم 4147) ، ونزهة الألبّاء 299- 302، ومعجم الأدباء 19/ 282- 284، والاستدارك لابن نقطة (مخطوط) 1 باب: السجزيّ والشجري، وإنباه الرواة 3/ 356، 357، ووفيات الأعيان 6/ 45- 50، وإشارة التعيين 57، والبدر السافر (مخطوط) ورقة 219، والعبر 4/ 116، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294 (دون ترجمة) ، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 194- 196 رقم 126، وتلخيص ابن مكتوب 407، 408، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 248، 249، ومسالك الأبصار (مخطوط) مجلّد ج 4/ 280- 282، وفوات الوفيات 2/ 110، وعيون التواريخ 12/ 413- 415، ومرآة الجنان 3/ 275- 277، والبداية والنهاية 12/ 223، وطبقات ابن قاضي شهبة 2/ 280- 282، والنجوم الزاهرة 5/ 281، وبغية الوعاة 2/ 324، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 162، 174، وشذرات الذهب 4/ 132- 134، وروضات الجنات 231، وهدية العارفين 2/ 505، وديوان الإسلام 3/ 177 رقم 1285، ومعجم المطبوعات العربية 134، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 165، والأعلام 8/ 74، ومعجم المؤلّفين 13/ 141.

[3]

قال ياقوت: نسب إلى بيت الشجري من قبل أمّه. (معجم الأدباء 19/ 282) .

وقال ابن خلّكان: والشجري:، بفتح الشين المعجمة والجيم، وبعدها راء. هذه النسبة إلى شجرة، وهي قرية من أعمال المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وشجرة أيضا اسم رجل. وقد سمّت به العرب ومن بعدها، وقد انتسب إليه خلق كثير من العلماء وغيرهم، ولا

ص: 128

ولد سنة خمسين وأربعمائة.

أحد الأئمَّة الأعلام في علم اللّسان.

قرأ عَلَى الشّريف أَبِي المعمّر يحيى بْن محمد بْن طباطبا النَّحْوي، وقرأ الحديث في كُهولته عَلَى: أَبِي الحسين بْن المبارك بْن الطُّيُوريّ، وأبي عليّ بْن نبهان، وغيرهما.

وطال عمره، وانتهى إِلَيْهِ عِلم النَّحْو، وناب في النّقابة بالكرْخ، ومُتِّع بجوارحه وحواسّه [1] . وأظنّه أخذ الأدب أيضا عَنْ أَبِي زكريّا التّبْريزيّ.

قرأ عَلَيْهِ التّاج الكِنْدي كتاب «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ، و «اللّمع» لابن جنّي، وتخرّج به طائفة كبيرة.

وصنّف التّصانيف في العربيّة.

قال أبو الفضل بن شافع في تاريخه: متّع بجوارحه إلى آخر وقت، وكان نحويّا، حسن الشّرح، والإيراد، والمحفوظ. وقد صنّف أمالي قرئت عليه، فيها أغاليط، لأنّ اللّغة لم يكن مضطلعا فيها.

قال ابن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه [2] ، وكان فصيحا، حُلْو الكلام، حَسَن البيان والإفهام. دُفن يوم الجمعة السّابع والعشرين من رمضان بداره بالكرخ [3] .

[ () ] أدري إلى من ينتسب الشريف المذكور منهما، هل نسبته إلى القرية، أم إلى أجداده كان اسمه شجرة؟ والله أعلم. (وفيات الأعيان 6/ 50) .

وقال السيوطي: أما ابن الشجري النحو فإلى شجرة كانت في دارهم ليس في البلد غيرهم.

(لب اللباب) .

[1]

المنتظم. وزاد ابن الجوزي: وكان يجلس يوم الجمعة بجامع المنصور مكان ثعلب ناحية الرباط يقرأ عليه.

[2]

وقال في «الذيل» : اجتمعنا في دار الوزير أبي القاسم علي بن طرار الزينبي وقت قراءتي عليه الحديث، وعلّقت عنه شيئا من الشعر في المدرسة، ثم مضيت إليه وقرأت عليه جزءا من أمالي أبي العباس ثعلب النحويّ.

[3]

وحكي أبو البركات عبد الرحمن بن الأنباري النحويّ في كتابه الّذي سمّاه «مناقب الأدباء» أن العلّامة أبا القاسم محمود الزمخشريّ لما قدم بغداد قاصدا الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات ابن الشجري ومضينا معه إليه، فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي:

واستكبر الأخبار قبل لقائه

فلما التقينا صغّر الخبر الخبر

ثم أنشده بعد ذلك:

ص: 129

وعن أَبِي السّعادات بْن الشّجريّ قَالَ: ما سَمِعْتُ في المدْح أبلغ من قول أَبِي فِراس:

وأَمامكَ الأعداءُ تَطْلُبُهُم

ووراءك القُصّاد في الطَّلَبِ

فإذا سَلَبْتَهُم وقفتَ لهم [1]

فَسُلِبْتَ ما تحوي من السّلب [2]

[ () ]

كانت مساءلة الركبان تخبرنا

عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر

ثم التقينا فلا والله ما سمعت

أدنى بأحسن مما قد رأى بصري

فقال العلّامة الزمخشريّ:، روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم وله أنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له:«يا زيد، ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلّا رأيته دون ما وصف لي، غيرك» . قال ابن الأنباري: فخرجنا من عنده ونحن نعجب. كيف يستشهد الشريف بالشعر، والزمخشريّ بالحديث وهو رجل أعجمي؟

قال ابن خلكان: وهذا الكلام، وإن لم يكن عين كلام ابن الأنباري، فهو في معناه لأني لم أنقله من الكتاب، بل وقفت عليه منذ زمان وعلق معناه بخاطري، وإنما ذكرت هذا لأن الناظر فيه قد يقف على كتاب ابن الأنباري فيجد بين الكلامين اختلافا، فيظنّ أني تسامحت في النقل.

وكان بين أبي السعادات وبين أبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا البغدادي الحريمي الشاعر المشهور تنافس جرت العادة بمثله بين أهل الفضائل، فلما وقف على شعره عمل فيه قوله:

يا سيّدي، والّذي يعيذك من

نظم قريض يصدأ به الفكر

مالك من جدّك النبيّ سوى

أنك ما ينبغي لك الشعر

(وفيات الأعيان) .

[1]

في المنتظم: «فإذا سلبت وقفته لهم» .

[2]

قال: وما سمعت في الذمّ أبلغ من بيت لمسكويه:

وما أنا إلّا المسك قد ضاع عندكم

يضيع وعند الأكرمين يضوع

(المنتظم) .

وقال ابن الأنباري:

وكان وقورا في مجلسه، ذا صمت، لا يكاد يتكلّم في مجلسه بكلمة إلّا وتتضمّن أدب نفس، أو آداب درس. ولقد اختصم إليه رجلان من العلويين، وفجعل أحدهما يشكو ويقول عن الآخر: إنه قال في كذا وكذا. فقال له الشريف: يا بنيّ، احتمل، فإن الاحتمال قبر المعايب.

وهذه كلمة حسنة نافعة، فإنّ كثير من الناس تكون لهم عيوب، فيغضّون عن عيوب الناس، ويسكتون عنها، فتذهب عيوب لهم كانت فيهم. وكثير من النّاس يتعرّضون لعيوب الناس، فتصير لهم عيوب لم تكن فيهم.

وكان الشريف ابن الشجري أنحى من رأينا من علماء العربية، وآخر من شاهدنا من حذّاقهم وأكابرهم. (نزهة الألباء 300- 302) .

وقال ياقوت: كان أوحد زمانه، وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة واشعار العرب وأيامها

ص: 130