الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الميم
-
457-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ بْن مجاهد [1] .
أبو سعد الخُسْرُوشَاهيّ [2] ، المَرْوَزِيّ.
تفقّه عَلَى الإمام أَبِي المظفَّر السَّمْعانيّ، والفقيه محمد بْن عبد الرّزّاق الماخوانيّ. وكان شيخا، صالحا، سليم الجانب.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ، وقال: مات بعد وقعة الغُزّ بمرو في رجب [3] .
458-
مُحَمَّد بْن أحمد بْن مُحَمَّد بن الخليل بن أحمد [4] .
الإمام أبو سعد الخليليّ، النّوقانيّ [5] .
ولد في سنة سبع وستّين وأربعمائة.
وسمع: أبا بكر بن خلف الشّيرازيّ.
روى عنه: عبد الرحيم السمعاني، وقال: توفي في أواخر المحرّم بنوقان.
قَالَ أبو سعد في «التّحبير» [6] : هُوَ من أهل نوقان طُوس، إمام، حافظ، فقيه، مفسّر، أديب، شاعر، واعظ، حَسَن السّيرة.
سَمِعَ: محمد بْن سعيد الفرخزاذيّ [7] ، وأبا الفضل محمد بن أحمد
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن علي) في: الأنساب 5/ 129، والتحبير 2/ 65، 66 رقم 668، ومعجم البلدان 2/ 441، وملخص تاريخ الإسلام، 8/ ورقة 94 أ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 486.
[2]
الخسروشاهيّ: بضم الخاء، وسكون السين، وفتح الراء. هكذا ضبطها ابن السمعاني. أما ياقوت فضبطها بضم الراء. وهي نسبة إلى خسروشاه إحدى قرى مرو على فرسخين منها.
[3]
وقال أبو سعد بن السمعاني: سألته عن ولادته فقال: ولدت يوم الإثنين وقت العصر الثاني عشر من المحرّم من سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة مرو.
[4]
انظر عن (محمد بن أحمد بن الخليلي) في: معجم شيوخ ابن السمعانيّ، ورقة 200، والتحبير 2/ 69- 71 رقم 672، والأنساب 5/ 189، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 63.
[5]
النّوقاني: قال ابن السمعانيّ: بفتح النون، وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون. وقال ياقوت: بضم النون. وهي نسبة إلى نوقان، إحدى بلدتي طوس. (الأنساب 1/ 161) .
[6]
ج 2/ 70.
[7]
في الأصل: «الفرخارادي» ، والتحرير من: التحبير.
العارف. كتبتُ عَنْهُ بنوقان في المرّات الأربع. وكان من مَفَاخِر خُراسان [1] .
459-
محمد بْن الحَسَن بْن أَبِي جعفر [2] .
أبو بَكْر الزَّوْزَنيّ [3] ، الأديب. من أهل مَرْو.
كَانَ فقيها، صالحا، أديبا، ديّنا، قرأ الفقه [4] .
وسمع من: عبد لغفّار الشّيرُوِيّيّ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
وعُدِم في وقعة الغُزّ [5] .
460-
محمد بْن الحَسَن بْن محمد [6] .
أبو نصر المَرْوَزِيّ، الأديب.
ثقة، خيّر، تخرَّج بِهِ جماعة.
سَمِعَ: محمد بْن الفضل الخرقيّ، وعبيد الله بن محمد الهشاميّ، وكامكار المَرْوَزِيَّين.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال، مات في رجب في معاقبة الغُزّ، وله ستٌّ وثمانون سنة.
461-
محمد بْن أَبِي سعيد بْن محمد [7] .
أبو بَكْر المَرْوَزِيّ، الذّرغانيّ [8] . البزّاز، الفقيه، شريك أبي بكر محمد بن
[1] زاد ابن السّمعانيّ: فمن جُملة ما سمعت منه كتاب «الشفقة والوصل» لابن فنجويه الثقفي، وكتاب «أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم» لابن رستم الأصبهاني، وكتاب «المرض والكفارات» لابن أبي الدنيا.
[2]
انظر عن (محمد بن الحسن الزوزني) في: التحبير 2/ 113، 114 رقم 727، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 94 أ.
[3]
الزّوزنيّ: نسبة إلى زوزن، بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور.
[4]
زاد ابن السمعاني: كثير المحفوظ، قانعا باليسير، حسن السيرة، جميل الأمير. تفقّه على والدي رحمه الله، وسمع الحديث منه.. سمعت بقراءته عن جماعة من الشيوخ، وكتبت عنه.
وكان سريع القراءة، مجيدا. وكانت ولادته يوم الخميس التاسع من ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
[5]
وقال ابن السمعاني: ولا يدري أقتل صبرا؟ أو مات في العقوبة؟ ولم يعرف له خبر.
[6]
لم أجده.
[7]
لم أجده.
[8]
لم أجد هذه النسبة.
[1]
السّمعانيّ. قرأ قطعة من الفِقْه عَلَى: أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ، ثمّ أقبل عَلَى جمّع الدّنيا. وكان يشرب الخمر ويرى رأي الأوائل عَلَى ما قِيلَ.
وكان مظلما، وكان مولده سنة نيّف وخمسين وأربعمائة.
وكان يروّض نفسه ويُداريها بالأغذية.
سَمِعَ: أبا الفتح عُبَيْد اللَّه الهشاميّ، وإسماعيل بْن محمد الزّاهريّ.
قُتِلَ تحت عقوبة الغُزّ في رجب. قاله عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وحدَّث عَنْهُ.
462-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن بُكَيْر [1] .
أبو عليّ الفارقيّ [2] ، ثمّ الكرْخيّ، التّاجر.
حدَّث بمَرْو عَنْ أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان.
تُوُفّي بنواحي جُوَيْن [3] ، فِي شَعْبان.
463-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صالح [4] .
البِسْطاميّ، أبو عليّ الفقيه، المعروف بإمام بغداد.
قَالَ السَّمعانيّ: كَانَ فقيها، مُناظِرًا، وشاعرا مجوّدا، تفقّه على الكيا الهرّاسيّ.
[1] لم أجده.
[2]
الفارقيّ: بفتح الفاء، والراء المكسورة بينهما الألف وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى ميّافارقين غير أن الأشهر في هذه النسبة على التخفيف، وقيل لهذه البلدة ميّافارقين لأنّ ميّا بنت أدّ هي التي بنت المدينة، وفارقين هو خندق المدينة بالعجمية يقال لها: باركين، فقيل:
ميافارقين. وقيل: ما بني منه بالصخر فهو بناء أنوشروان، وما بني بالآجرّ فهو بناء أبرويز، وهي من بلاد الجزيرة قريبة من آمد. (الأنساب 9/ 218) .
[3]
جوين: بضم الجيم، وفتح الواو، وسكون الياء المثنّاة من تحتها ونون. اسم كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، تسمّيها أهل خراسان كويان، فعرّبت فقيل جوين.
حدودها متّصلة بحدود بيهق من جهة القبلة، وبحدود جاجرم من جهة الشمال، وقصبتها أزاذوار. (معجم البلدان 2/ 192) .
[4]
انظر عن (محمد بن عبد الله بن محمد) في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 76، وعيون التواريخ 12/ 475، 476 وفيه:«محمد بن صالح» بدل «بن أبي صالح» ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 253، وطبقات الشافعية لابن كثير 124 ب، وشذرات الذهب 4/ 149.
وسمع من: أَبِي الحسن بْن العلّاف.
وتُوُفّي في رجب ببلْخ، ولم يحدِّث [1] .
464-
مُحَمَّدِ بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي تَوْبَة [2] .
أبو الفتْح الكُشْمِيهَنيّ [3] ، الخطيب، المَرْوَزِيّ. شيخ الصُّوفيَّة بمَرْو، وآخر من روى في الدّنيا عَنْ أَبِي الخير محمد بْن أَبِي عمران، سَمِعَ منه «صحيح البخاريّ» . وكان مولده في سنة اثنتين وستّين وأربعمائة.
روى عنه: عبد الرحيم السمعاني، وقال: تُوُفّي في الثّالث والعشرين مِن جُمادَى الأولى، وسمعت منه كتاب «الصّحيح» مرّتين.
[1] ومن شعره:
إذا كنت في دار القناعة ثاويا
…
فذلك كنز في يديك عتيد
وإن ساءك الآتي بما لا تريده
…
فذلك همّ لا يزال يزيد
(طبقات السبكي) ومن شعره:
على تلك العراص يجرّ جرّا
…
من الأنواء أنواع التحايا
ديار كنت ألفها وأغشى
…
بها هيفاء واضحة الثنايا
فغيّر أنسها صرف الليالي
…
وبدّل أهلها بالقرب نايا
غدت أيامها سودا وكانت
…
ليالينا بهم بيضا وضايا
وبتّ الدهر حبل الوصل لما
…
تواصلت النوائب والرزايا
وقال:
ما محنة إلّا لها غاية
…
في تناهيها تفضيها
فاصبر فإنّ السعي في دفعها
…
قبل التناهي زائد فيها
(عيون التواريخ) .
[2]
انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الكشميهني) في: التحبير 2/ 150- 152 رقم 780، والتقييد 79 رقم 68، والعبر 4/ 133، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1757، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 251، 252 رقم 170، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 94 ب، ومرآة الجنان 3/ 291، 292، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 77، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 351، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 124 ب، 125 أ، والجواهر المضيّة 2/ 76، 77، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وشذرات الذهب 4/ 150.
[3]
الكشميهنيّ: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها في الرمل، إذا خرجت إلى ما وراء النهر. (الأنساب 10/ 436) .
وقال ابن نُقْطَة [1] : سَمِعَ منه «صحيح البخاريّ» جماعة منهم ابنه أبو عبد الرحمن محمد بْن محمد، وشريفة بِنْت أحمد بْن عليّ العيَّاريّ، ومسعود بْن محمود المَنِيعيّ.
وقال: قَالَ أبو سعد [2] : كَانَ شيخ مَرْو في عصره، تفقّه عَلَى جدّي وصاهَرَهُ عَلَى بِنْت أخيه [3] . لم أر في شيوخ الصُّوفيَّة مثله. وكان لي مثل الوالد للمودَّة الأكيدة. سَمِعَ من الجدّ، ومن: أَبِي الفضل محمد بْن أحمد العارف المِيهَنيّ، وهبة اللَّه بْن عبد الوارث.
سمعتُ منه الكثير، وأضرّ في الآخر. ومولده في ذي القعدة سنة إحدى وستّين.
إلى أن قَالَ السَّمْعانيّ: كَانَ عالما، حَسَن السّيرة، جميل الأمر، سخيّا، مُكْرِمًا للغُرباء [4] . وكان سماعة للصّحيح سنة إحدى وسبعين بقراءة الحافظ أَبِي جعفر الهَمَذَانيّ، وعمره تسع سِنين.
465-
محمد بْن عبد الكريم بن أحمد [5] .
[1] في التقييد 79.
[2]
في التحبير.
[3]
في التحبير: «بنت أخيه» .
[4]
وزاد ابن السمعاني: داهيا في الأمور، كيّسا، فطنا، مبالغا في الاحتياط في خدمة الصوفية، وما كان يقبل من أهل العسكر شيئا من أموالهم. خدم الصوفية والمجتازين قريبا من خمسين سنة.
[5]
انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: التحبير 2/ 160- 162 رقم 791، والأنساب 7/ 28، ومعجم البلدان 3/ 377، واللباب 2/ 99، وطبقات الفقهاء الشافعية 1/ 212، 213 رقم 48، وتاريخ حكماء الإسلام 141- 144، ووفيات الأعيان 4/ 273- 275، وطبقات الشافعية للنووي (مخطوط) ورقة 27 أ، 27 ب، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 398، والعسجد المسبوك، المنسوب للخزرجي (مصوّرة كلية الآداب بجامعة بغداد) ورقة 68 أ، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 286- 288 رقم 194،: والعبر 4/ 132، ودول الإسلام 2/ 64، والمشتبه في الرجال 1/ 348، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 78، 79، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 3/ 27، ومرآة الجنان 3/ 289، 290، وعيون التواريخ 12/ 476، 477، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 106، 107، والوافي بالوفيات 3/ 278، 279، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) ورقة 125 أ، وتاريخ ابن الوري 2/ 85، 86، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 330، و 331 رقم 297، ولسان الميزان
أبو الفتح بْن أَبِي القاسم الشَّهْرَسْتَانيّ [1] ، المتكلِّم، ويلقَّب بالأفضل. كَانَ إماما، مبرِّزًا في عِلم الكلام والنَّظَر، تفقَّه عَلَى أحمد الخَوَافيّ [2] ، وبرع في الفِقْه، وقرأ الكلام والأُصول عَلَى أَبِي نصر بْن القُشَيْريّ، وأخذ عَنْهُ طريقة الأَشْعَريّ.
وقرأ الكلام أيضا عَلَى الأستاذ أَبِي القاسم الأنصاريّ. وصنَّف كتاب «الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ» [3] ، وكتاب «نهاية الإقدام» ، وغير ذلك.
وكان كثير المحفوظ، مليح الوعظ. دخل بغداد سنة عشر وخمسمائة، وأقام بها ثلاث سنين، ووعظ بها، وظهر له قبول عند العوامّ [4] .
وقد سَمِعَ بنَيْسابور من: أَبِي الحسن عليّ بن أحمد المدينيّ، وغيره.
قَالَ ابن السّمعانيّ [5] : كتبت عَنْهُ بمَرْو، وقال لي: وُلِدتُ بشهرسْتان في سنة سبْعٍ [6] وستّين وأربعمائة، وبها تُوُفّي في أواخر شعبان. غير أنّه كان متّهما
[5] / 263، 264، رقم 907، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وتاريخ الخلفاء 442، وروضات الجنات 186- 188، والجواهر المضيّة 2/ 35، وتبصير المنتبه 2/ 719، وشذرات الذهب 4/ 147، ومفتاح السعادة 1/ 264، 265، وكشف الظنون 57، 291، 472، 1097، 1703، 1821، 1987، وهدية العارفين 2/ 791 وديوان الإسلام 3/ 159 رقم 1263، ومعجم المطبوعات لسركيس 1153، 1154، والأعلام 6/ 215، ومعجم المؤلفين 10/ 187.
[1]
الشّهرستاني: نسبة إلى شهرستان. وفي (التحبير) : «شهرستانة» . بليدة بخراسان قرب نسا مما يلي خوارزم.
قال ابن خلّكان: وهي مركّبة. فمعنى شهر: مدينة، ومعنى، ستان: الناحية، فكأنه قال: مدينة الناحية.
[2]
الخوافي: نسبة إلى خواف، ناحية من نواحي نيسابور. وقد تحرّفت النسبة في (لسان الميزان) إلى:«الجواني» ، وفي (مفتاح السعادة) إلى «الحوافي» بالحاء المهملة.
[3]
وهو مطبوع مشهور. قال السبكي: وهو عندي خير كتاب صنّف في هذا الباب، ومصنّف ابن حزم وإن كان أبسط منه إلّا أنه مبدّد ليس له نظام، ثم فيه من الحطّ على أئمّة السّنّة ونسبة الأشاعرة إلى ما هم بريئون منه ما يكثر تعداده، ثم ابن حزم نفسه لا يدري علم الكلام حقّ الدراية على طريق أهله.
[4]
طبقات الفقهاء الشافعية لابن الصلاح 1/ 213 نقلا عن (الذيل) لابن السمعاني.
[5]
في التحبير 2/ 162.
[6]
هكذا في الأصل: «سبع» ومثله في (وفيات الأعيان 4/ 274) وقال ابن خلّكان: «هكذا وجدته بخطّي في مسوّداتي، وما أدري من أين نقلته» ! وفي جميع المصادر: «تسع» .
بالمَيْل إلى أهل القلاع، يعني الإسماعيليَّة، والدّعوة إليهم والنُّصْرة لطامَّتهم.
وقال في «التّحبير» [1] : هُوَ من أهل شَهْرسْتان، كَانَ إماما أُصوليًّا، عارفا بالأدب والعلوم المهجورة، وهو مُتَّهَمٌ بالإلحاد والمَيْل إليهم، غال في التّشيّع [2] .
[ () ] وقال الأستاذة منيرة ناجي سالم في تحقيقها للتحبير 2/ 162 بالحاشية (3) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» .
إن ما جاء في المطبوع من التحبير، وفي معجم البلدان هو سنة «تسع» ، على خلاف ما يوحي كلام الأستاذة منيرة من وجود اختلاف بين المصادر حول تاريخ السنة، فليراجع.
[1]
ج 2/ 160، 161.
[2]
وقال أبو محمد محمود بن محمد بن عباس بن أرسلان الخوارزمي في (تاريخ خوارزم) في: دخل خوارزم واتّخذ بها دارا وسكنها مدة ثم تحوّل إلى خراسان، وكان عالما حسنا، حسن الخط والحفظ، لطيف المحاورة، خفيف المحاضرة، طيّب المعاشرة.. ولولا تخبّطه في الاعتقاد، ومطله إلى هذا الإلحاد لكان هو الإمام، وكثيرا ما كنا نتعجّب من وفور فضله، وكمال عقله، كيف مال إلى شيء لا أصل له، واختار أمرا لا دليل عليه لا معقولا ولا منقولا، ونعوذ باللَّه من الخذلان والحرمان من نور الإيمان، وليس ذلك إلّا لإعراضه عن نور الشريعة، واشتغاله بظلمات الفلسفة، وقد كان بيننا محاورات ومفاوضات، فكان يبالغ في نصرة مذاهب الفلاسفة والذّبّ عنهم. وقد حضرت عدّة مجالس من وعظه فلم يكن فيها لفظ: قال الله، ولا قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم ولا جواب عن المسائل الشريعة، والله أعلم بحاله. وخرج من خوارزم سنة 510، وحجّ في هذه السنة، ثم أقام ببغداد ثلاث سنين، وكان له مجلس وعظ في النظامية، وظهر له قبول عند العوام، وكان المدرّس بها يومئذ أسعد الميهني، وكان بينهما صحبة سالفة بخوارزم قرّبه أسعد لذلك. سمعت محمد بن عبد الكريم يقول: سئل يوما في محلّة ببغداد عن سيّدنا موسى، عليه السلام، فقال: التفت موسى يمينا ويسارا، فما رأى من يستأنس به صاحبا ولا جارا، فآنس من جانب الطور نارا، خرجنا نبتغي مكة حجّاجا وعمّارا، فلما بلغ الحياة حاذى جملي جارا، فصادفنا بها ديرا ورهبانا وخمّارا. وكان قد صنّف كتبا كثيرة في علم الكلام، منها: كتاب نهاية الإقدام، وكتاب الملل والنّحل، وكتاب غاية المرام في علم الكلام، وكتاب دقائق الأوهام، وكتاب الإرشاد إلى عقائد العباد، وكتاب المبدإ والمعاد، وكتاب شرح سورة يوسف بعبارة لطيفة فلسفية. وكتاب الأقطار في الأصول. ثم عاد إلى بلده شهرستان فمات بها في سنة 549 أو قريبا منها، ومولده سنة 469 (معجم البلدان 3/ 377) .
وقال السبكي: وفي تاريخ شيخنا الذهبي أن ابن السمعاني ذكر أنه كان متّهما بالميل إلى أهل القلاع يعني الإسماعيلية والدعوة إليهم والنصرة لطامّاتهم، وأنه قال في (التحبير) إنه متّهم بالإلحاد والميل إليهم، غال في التشيّع. انتهى مختصرا. فأمّا (الذيل) فلا شيء فيه من ذلك، وإنما ذلك في (التحبير) وما أدري من أين ذلك لابن السمعاني، فإن تصانيف أبي الفتح دالّة على خلاف ذلك، ويقع لي أنّ هذا دسّ على ابن السمعاني في كتابه (التحبير) وإلا فلم يذكره
ثم ذكر نحْوًا ممّا تقدَّم، لكن قَالَ في مولده سنة تسعٍ، بَدَل سبْع. والله أعلم.
466-
محمد بْن عُمَر بْن محمد بْن عليّ [1] .
الإمام أبو الفتح الشّيرازيّ [2] ، السَّرْخَسِيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
فقيه، فاضل، مُنَاظِر، شاعر. سَمِعَ بنفسه من جماعة كأبي نصر محمد بْن محمد الماصَانيّ، ومحمد بْن عبد الواحد الدّقّاق، وأبي بَكْر عبد الغفّار الشِّيرُوِيّيّ.
قُتِلَ في عاشر رجب بمَرْو فيمن قُتِلَ.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم السّمعانيّ.
467-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سهل بن أبي طلحة [3] .
[ () ] في (الذيل) . لكن قريب منه قول صاحب (الكافي) : لولا تخبّطه في الاعتقاد وميله إلى أهل الزيغ والإلحاد لكان هو الإمام في الإسلام، وأطال في النيل منه. (طبقات الشافعية الكبرى 4/ 79) .
وقال القزويني: وكان رجلا فاضلا، متكلّما، ويزعم أنه انتهى إلى مقام الحيرة، وهو القائل:
لقد طفت في تلك المعاهد كلّها
…
وصيّرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلّا واضعا كفّ حائر
…
على ذقن أو قارعا سنّ نادم
(آثار البلاد 398) وانظر: وفيات الأعيان 4/ 274 و 275.
وقد تعجّب الحافظ ابن حجر من عدم ذكر المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله للشهرستاني في (ميزان الاعتدال)، فقال: هو على شرط المؤلّف ولم يذكره. والعجب أنه يذكر من أنظاره من ليست له رواية أصلا، ويترك هذا وله رواية، فإنه حدّث عن علي بن أحمد المدائني، وغيره.
فقال تاج الدين السبكي في طبقاته: لم أقف في شيء من تصانيفه على ما نسب إليه من ذلك لا تصريحا ولا رمزا، فلعلّه كان يبدو منه ذلك على طريق الجدل، أو كان قبله أشرب محبّة مقالتهم لكثرة نظره فيها. والله أعلم. (لسان الميزان 5/ 263، 264) .
[1]
انظر عن (محمد بن عمر) في: التحبير 2/ 174 رقم 809، والأنساب 7/ 460، ومعجم البلدان 3/ 382، وتكملة الإكمال، ورقة 92 ب، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 95 أ.
[2]
في الأصل: «الشيرازي» ، والتصويب من: الأنساب وغيره. وهو بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الراء، وكسر الزاي في الآخر. هذه النسبة إلى «شيرز» وهي قرية كبيرة بنواحي سرخس.
[3]
انظر عن (محمد بن محمد السنجي) في: الأنساب 7/ 166، والمنتظم 10/ 155 رقم 240 (18/ 93، 94 رقم 4189) ، والتقييد لابن نقطة 105 رقم 114، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1756، وتذكرة الحفاظ 4/ 1312، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير
الحافظ أبو طاهر بْن أَبِي بَكْر المَرْوَزِيّ، السِّنْجيّ [1] ، المؤذّن، الخطيب.
وُلِد بقرية سَنْج العُظْمَى في سنة ثلاث وستّين وأربعمائة أو قبلها. وسمع الكثير، ورحل إلى نَيْسابور، وبغداد، وأصبهان، وتفقَّه أولا عَلَى الإمام أَبِي المظفَّر بْن السّمعانيّ.
وعلى: عبد الرحمن الرّزّاز.
وكتب الكثير، وحصّل.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كان إماما، ورعا، متهجّدا، متواضعا، سريع الدّمْعة.
سَمِعَ: إسماعيل بْن محمد الزّاهريّ، وأبا بَكْر محمد بْن عليّ الشّاشيّ، الفقيه، وعليّ بْن أحمد المَدِينيّ، ونصر اللَّه بْن أحمد الخُشْنَاميّ، وفَيْدَ بْن عبد الرحمن الشّعرانيّ الهَمَذَانيّ، والشّريف محمد بْن عبد السّلام الأنصاريّ، وثابت بْن بُنْدار، وجعفر السّرّاج، وأبا البقاء المعمّر الحبّال، وعبد الملك ابن بنته لمّا حَجّ، وأبا بَكْر أحمد بْن محمد الحافظ ابن مردوَيْه، وأبا سعد المطرّز، وعبد الرحمن بْن حَمْد [2] الدُّونيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد النَّيْسابوريّ صاحب عبد الغافر الفارسيّ، وخلْقًا سواهم. [3] وكان من أخصّ أصحاب والدي في الحَضَر والسَّفَر.
سَمِعَ الكثير معه، ونسخ لنفسه ولغيره، وله معرفة بالحديث. وهو ثقة، ديِّن، قانع بما هُوَ فيه، كثير التّلاوة. وحجّ مَعَ والدي، وكان يتولّى أموري بعد والدي. وسمعتُ من لفْظه الكثير. وكان يلي الخطابة بمَرْو في الجامع الأقدم.
وتُوُفّي في التّاسع والعشرين من شوّال.
قلت: سَمِعَ منه: عبد الرحيم بن السّمعانيّ «سنن النّسائيّ» ، «وصحيح
[ () ] أعلام النبلاء 20/ 284، 285، رقم 192، والمشتبه في الرجال 1/ 349، والعبر 4/ 132، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 100، وطبقات الشافعية للإسنويّ 3/ 152، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 125 أ، ومرآة الجنان 3/ 291، وطبقات الحفاظ 472، وشذرات الذهب 4/ 150.
[1]
السّنجيّ: بالسين المهملة، والنون الساكنة والجيم.
[2]
وقد تصحّفت النسبة في (تذكرة الحفاظ) إلى «السبحي» بالباء الموحّدة والحاء المهملة.
[3]
تحرّف في (تذكرة الحفاظ) إلى: «أحمد» .
مسلم» ، وكتاب «الرِّقاق» لابن المبارك، بروايته لَهُ عَنْ إسماعيل الزّاهريّ، عَنْ إسماعيل بْن ينال المحبوبيّ، وكتاب «حيلة الأولياء» لأبي نُعَيْم، وكتاب «الأحاديث الألف» لشيخه الإمام أَبِي المظفّر عبد الجبّار بْن السّمعانيّ، وأشياء أُخَر.
468-
محمد بْن محمد بْن محمد بْن خَلَف [1] .
العدْل، أبو نصر البلْخيّ.
سَمِعَ من: أحمد بْن محمد الخليليّ.
قَالَ السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ ببلْخ. ووُلد في سنة اثنتين وسبعين، وله إجازة من القاضي الخليل بْن أحمد السِّجْزِيّ [2] .
مات في صَفَر.
469-
محمد بْن محمد بْن منصور [3] .
أبو سعد المَرْوَزِيّ، الغزّال، الغازي.
قُتِلَ في وقعة الغُزّ بمَرَو.
روى عنه: عبد الرحيم السّمعانيّ. ثنا أبو الفتح عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن أَزْدَشير بْن محمد الهشاميّ، أَنَا جدّي، فذكر حديثا [4] .
470-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الخير [5] .
أبو بَكْر الصُّوفيّ، الشِّيرازيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
حدَّث عَنْهُ عبد الرحيم السَّمْعانيّ. ومن كُهُول شيوخه.
وقتل في وقعة الغزّ.
[1] انظر عن (محمد بن محمد البلخي) في: التحبير 2/ 227، 228 رقم 876، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 240 أ.
[2]
وقال ابن السمعاني: كان من العدول الموثوقين، وكان شيخا صالحا، سديد السيرة.
[3]
انظر عن (محمد بن محمد بن منصور) في: التحبير 2/ 230 رقم 880، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 241 ب.
[4]
وقال أبو سعد بن السمعاني: كان شيخا صالحا، صائنا، مستورا، من بيت الخير والعلم.
سمعت منه جزءا، وكانت ولادته تقديرا سنة تسعين أو إحدى وتسعين وأربعمائة على ما ذكره.
[5]
انظر عن (محمد بن محمد الصوفي) في: الكامل في التاريخ 11/ 181.
471-
محمد بْن المفضّل بْن سيار بْن محمد [1] .
أبو عبد الله الهَرَويّ، الدّهّان، وهو أميرجة.
سَمِعَ بإفادة عمّه صاعد بْن سَيّار من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَليّ العميري، والقاضي أَبِي عامر الأزْديّ، وأبي عطاء عبد الأعلى بْن عبد الواحد المليجيّ، ونجيب بْن ميمون، وجماعة.
وحدَّث بمَرْو، وهَرَاة.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه «جامع التِّرْمِذيّ» ، وسمعتُ منه «درجات التّائبين» لإسماعيل بْن المقري، بروايته عَنْ أَبِي عطاء المليجيّ، عَنْهُ. ووُلِد في سنة خمسٍ وسبعين.
وتُوُفّي في ذي الحجَّة بمَرْو.
وترجمة أَبِي نصر أخيه في سنة 557.
472-
محمد بْن نصر بْن صغير بْن خالد [2] .
[1] انظر عن (محمد بن المفضل) في: التحبير 2/ 237، 238 رقم 890، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 243 أ.
[2]
انظر عن (محمد بن نصر بن صغير) في: ديوان ابن منير الطرابلسي (من جمعنا) ، انظر فهرس الأعلام 326، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 322، والأنساب 10/ 291، والتحبير 2/ 242- 244، رقم 898، وتاريخ دمشق، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 96- 160، ومعجم الأدباء 19/ 64- 81، والتاريخ الباهر 92، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 213، 214 في وفيات 547 هـ، وكتاب الروضتين (في مواضع كثيرة) ، ووفيات الأعيان 4/ 458- 461، ومسالك الأبصار (مخطوط) 10/ 470، 471، وأخبار الملوك ونزهة المالك والمملوك في طبقات الشعراء للملك الأيوبي (مخطوط) رقم 336، ورقة 177 أ، وجمهرة الإسلام ذات النثر والنظام لابن رسلان الشيزري (مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 9223 أدب) ورقة 83، وبدائع البدائه لابن ظافر الأزدي 257، وبغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات) ج 7/ 64، 65 و 8/ 160، وتكملة إكمال الإكمال للصابوني 241، 242، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 276، 277 رقم 302، والإعلام بوفيات الأعلام 225، ودول الإسلام 2/ 64، والعبر 4/ 133، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، وسير أعلام النبلاء 20/ 224- 2426 رقم 144، والتذكرة الفخرية للإربلي 243، 373، والوافي بالوفيات 5/ 112- 121، وعيون التواريخ 12/ 467، 471 و 480 483 (وفيه وفاته 547 هـ.) ، والبداية والنهاية 12/ 231، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84، 85، ومرآة الجنان 3/ 287، 288، والعسجد المسبوك (مخطوط) ورقة 68 أ، وصبح الأعشى 2/ 31، والكواكب الدرّية في السيرة النورية لابن قاضي شهبة 75 وما بعدها، وخزانة الأدب
أبو عبد الله القَيْسَرانيّ، الأديب، صاحب الدّيوان المشهور، وحامل لواء الشِّعْر في زمانه.
وُلِد بعكّا، ونشأ بقَيْساريَّة فنُسِب إليها. وسكن دمشق وامتدح الملوك والكبار. وتولّى إدارة السّاعات الّتي عَلَى باب الجامع، وسكن فيها في دولة تاج المُلوك وبعده.
ثمّ سكن حلب مدَّةً، وولي بها خزانة الكُتُب. وتردَّد إلى دمشق، وبها مات. وقد قرأ الأدب عَلَى توفيق بْن محمد. وأتقن الهندسة، والحساب، والنّجوم.
وصحِبَ أبا عبد الله بْن الخيّاط الشّاعر، فتخرَّج بِهِ في الفرائض، وانطلق لسانُه بشِعْرٍ أرَقّ من نسيم السَّحَر، وألذّ من سماع الوَتَر.
ودخل بغداد، ومدح صاحب ديوان إنشائها سديد الدّولة محمد بْن الأنباريّ.
ومن شِعره:
مَن لقلْب يألَفُ الفَكَرا
…
ولِعَينٍ ما تذوق كَرَا
ولصَبٍّ بالغرامِ قَضَى
…
ما قضى من حُبّكم [1] وَطَرَا
ويْحَ قلبي من هَوى قمر
…
أنكرتْ عيني له القمرا
[ () ] لابن حجّة الحموي 175، والنجوم الزاهرة 5/ 202، وتاريخ الخلفاء 442، وكشف الظنون 768، وشذرات الذهب 4/ 150، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 388، وديوان الإسلام 4/ 47 رقم 1722، وقلادة النحر بأعيان وفيات الدهر لابن أبي مخرمة (مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 4410 تاريخ) ج 4/ 158، والفهرس التمهيدي 301، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 48، وذيله 1/ 455، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 237، والأعلام 7/ 347، ومعجم المؤلفين 12/ 77، والحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية للدكتور احمد بدوي 141- 148، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 266، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر موسى باشا 158- 185، وصدى الغزو الصليبي في شعر ابن القيسراني للدكتور محمود إبراهيم، نشر المكتب الإسلامي بدمشق ومكتبة الأقصى بعمّان 1971، وشعر الجهاد في الحروب الصليبية في بلاد الشام للدكتور محمد علي الهرفي 224- 254، وكتاب «محمد بن نصر القيسراني حياته وشعره» لفاروق أنيس جرّار، نشرته دار الثقافة والفنون في عمّان 1974، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى (تأليفنا) 334، 335.
[1]
في تاريخ دمشق: «من وصلكم» .
حالَفَتْ أجفانَهُ سِنَة
…
قتلتْ عُشّاقَه سَهَرا
يا خليليَّ اعْذُرا دَنِفًا
…
يصْطَفي في الحبّ مَن غَدَرَا
وذَرَاني من مَلامِكُما
…
إنّ لي في سَلْوتي نَظَرا [1]
وله [2] :
سقى اللَّه بالزَّوْراء من جانب الغرب
…
مها وردت ماء الحياة من القلبِ
عفائف إلّا عَنْ مُعَاقَرَة الهَوَى
…
ضعائف إلّا عَنْ مغالبةِ الصَّبِّ
تظلّمت من أجفانِهنّ إلى النَّوَى
…
سِفَاهًا، وهل يُعْدَى البِعادُ عَلَى القُربِ
ولمّا دنا التّوديعُ قلتُ لصاحبي
…
حَنَانَيْكَ، سِرْ بي عَنْ ملاحَظَة السِّرْبِ
إذا كانت الأحداق نوعا من الظُّبَى
…
فلا شكّ أنّ اللَّحْظ ضَرْبٌ من الضَّرْبِ
تقضّي زماني بين بين وهجرة
…
فحتّام لا يصحوا فؤادي من حُبِّ
وأهوى الّذي أهوى لَهُ البدرُ ساجدا
…
أَلَسْتَ تَرى في وجهه أثَرَ التُّرْبِ
وأَعجب ما في خمر عينيهِ أيّها
…
يُضاعف سُكْري كُلَّما أقْلَلْتُ شُرْبي
وما زال عُوّادي يقولون: من بِهِ
…
وأَكتُمُهُم حتَى سألتُهُم: مَن بي
فصرت إذا ما هزّني الشَّوْقُ هزَّةً
…
أُحِيل عَذُولي في الغرام عَلَى صَحْبي
وعند الصبي منّا حديثٌ كأنَّه
…
إذا دار بين الشّرب رَيْحانة الشُّرْب
تنمُّ عَلَيْهِ نفحةٌ بالبليّة
…
نمت من ثناياها إلى البارد العَذْبِ
تُراحُ لها الأرواحُ حتّى تظنّها
…
نسيمَ جمال الدّين هبّ عَلَى الرَّكْبِ
وخرج إلى مديح الوزير جمال الدّين أَبِي المحاسن عليّ بْن محمد.
ومن شِعْره:
يا هِلالًا لاح في شَفَقٍ
…
أَعْفِ أَجْفاني من الأرَقِ
فُكَّ قلبي يا معذّبه
…
فهو من صدغيك في حنق [3]
[1] وردت الأبيات الأربعة الأولى في تاريخ دمشق، مختصر تاريخ دمشق 23/ 267، وكلها في خريدة القصر 1/ 76.
[2]
ورد ثلاثة أبيات منها في: معجم الأدباء 19/ 77 وهي الثالث والرابع والخامس. وورد البيت السابع في وفيات الأعيان 4/ 460، والبيتان الرابع والخامس في الوافي بالوفيات 5/ 114، والبيت السابع 5/ 121، وكلها في الخريدة.
[3]
البيتان في الخريدة.
وله في خطيب:
شُرِحَ المنبرُ صدْرًا
…
لِتَلَقِّيك رحيبا
أتُرَى ضَمَّ خطيبا
…
منكَ، أمْ ضُمِّخ طِيبا؟ [1]
قَالَ ابن السّمعانيّ [2] : هُوَ أشعر رَجُل رأيته بالشّام، غزير الفضل، لَهُ معرفة تامَّة باللّغة والأدب، وله شِعْر أرقُّ من الماء الزُّلال. سَأَلْتُهُ عَنْ مولده، فقال لي:
سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بعكّا.
وقال الحافظ ابن عساكر [3] : لمّا قدِم القَيْسَرانيّ دمشق آخر قدمة نزل بمسجد الوزير ظاهر البلد، وأخذ لنفسه طالَعًا، فلم ينفعه تنجيمه، ولم تَطُلْ مدّتُه. وكان قد أنشد والي دمشق قصيدة، مدحه بها يوم الجمعة، فأنشده إياها وهو محموم، فلم تأتِ عَلَيْهِ الجمعة الأخرى. وكنت وجدتُ أخي قاصدا عيادته فاستصحبني معه، فقلت لأخي في الطّريق: إنّي أظنّ القيسرانيّ سيلحق ابن منير كما لحق جرير الفرزدق. فكان كما ظننتُ. ولمّا دخلنا عَلَيْهِ وجدناه جالسا، ولم نر من حاله ما يدلّ عَلَى الموت. وذكر أنّه تناول مُسْهِلًا خفيفا. فَبَلَغَنَا بعد ذلك
[1] قال ابن خلّكان: وهذا الجناس في غاية الحسن. ثم وجدت هذين البيتين لأبي القاسم بن زيد بن أبي الفتح أحمد بن عبيد بن فضل الموازيني الحلبي المعروف أبوه بالماهر، وأن ابن القيسراني المذكور أنشدهما للخطيب ابن هاشم لما تولّى خطابة حلب فنسبا إليه، ورأيت الأول على هذه الصورة، وهو:
قد زها المنبر عجبا
…
إذ ترقّيت خطيبا
(وفيات الأعيان 4/ 459) .
وقال ابن العديم الحلبي: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي فيما أذن لي في روايته عنه قال: أخبرنا أبو عبد الله مُحَمَّد بن نصر بن صغير القيسراني في كتابه قال: وقال لي أبو عبيد الله يعني ابن الخياط: رأيت ابن الماهر بطرابلس وهو يعمل أشعارا ضعيفة ركيكة، وكان يعتمد الجناس المركّب فلا يأتي بشيء، فعمل أبياتا يهنّي بها إنسانا تولّى الخطابة فقال بعد ذكر المنبر:
أتُرَى ضَمَّ خطيبا منكَ
…
أمْ ضُمِّخ طِيبا؟
فأحسن والله وأتى بالعجب. قال أبو عبد الله يعني ابن الخياط: فلما لقيت أبا الفتيان بحلب حكيت له الحكاية وأنشدته هذه البيت، فقال لي: والله إن عمري أسلك هذه الطريقة ما وقع لي مثله. (بغية الطلب 7/ 46، 65) .
[2]
في التحبير 2/ 243.
[3]
تاريخ دمشق، بغية الطلب 7/ 64، 65.
أنّه عمل معه عملا كثيرا، فمات ليلة الأربعاء الثّاني والعشرين من شعبان، ودُفِن بباب الفراديس.
قلت: وفي أولاده جماعة وزراء وفُضلاء.
473-
محمد بْن يحيى بْن منصور [1] .
العلّامة أبو سعد النَّيْسابوريّ، الفقيه الشّافعيّ محيي الدّين، تلميذ الغزاليّ.
تفقّه عَلَى: أَبِي حامد الغزاليّ، وأبي المظفَّر أحمد بْن محمد الخَوَافيّ.
وبرع في الفقه، وصنَّف في المذهب والخلاف. وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الفُقهاء بنَيْسابور. ورحل الفقهاء إلى الأخْذ عَنْهُ من النّواحي. واشتهر اسمه.
وصنّف كتاب «المحيط في شرح الوسيط» ، وكتاب «الإنتصاف [2] في مسائل الخلاف» أو درّس بنظاميَّة نَيْسابور. وتخرَّج بِهِ أئمَّة.
قَالَ القاضي ابن خَلِّكان [3] : هُوَ أستاذ المتأخَرين، وأوحدهم عِلْمًا وزُهدًا.
سَمِعَ الحديث سنة ستٍّ وتسعين من أَبِي حامد أحمد بْن عليّ بْن عَبْدُوسَ، وكان مولده سنة ستٍّ وسبعين بطُرَيْثِيث. ويُنسب إليه من الشّعر بيتان وهما:
[1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التحبير 2/ 252، 253، رقم 908، والكامل في التاريخ 11/ 178، 181، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 95، ووفيات الأعيان 4/ 223، 224، ودول الإسلام 2/ 64، والإعلام بوفيات الأعلام 225، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1758، وفيه:«محيي الدين محمد بن يحيى بن أبي منصور» ، والعبر 4/ 133، وسير أعلام النبلاء 20/ 312- 315 رقم 208، وعيون التواريخ 12/ 477، ومرآة الجنان 3/ 290، 291، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 197، 198، والوافي بالوفيات 5/ 197، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 559، 560، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 332، 333، رقم 299، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 151، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 205، 206، وكشف الظنون 1/ 174 و 2/ 2008، وروضات الجنات 186، وهدية العارفين 2/ 91، والأعلام 8/ 7، وديوان الإسلام 4/ 135 رقم 1843، ومعجم المؤلفين 12/ 111، والكنى والألقاب للقمّي 3/ 144، 145.
[2]
في الأصل: «التصاف» . والمثبت عن سير أعلام النبلاء 20/ 313.
[3]
في وفيات الأعيان 4/ 223.
وقالوا: يصيرُ الشِّعْرُ [1] في الماء حيَّةً
…
إذا الشَّمْسُ لاقَتْه فما خِلْتُهُ حقّا [2]
فلمّا الْتَوَى صُدْغَاهُ في ماء وجهِهِ
…
وقد لَسَعا قلْبي تَيَقَّنتُهُ صِدْقا [3]
ولعليّ بْن أَبِي القاسم البَيْهَقيّ فيه يرثيه وقد قتلته الغُزّ:
يا سافكا دَمَ عالِمٍ مُتَبَحِّرٍ
…
قد طال في أقْصى الممالكِ صيتُهُ
باللَّه قُلْ لي يا ظَلُومُ ولا تَخَفْ
…
من كَانَ مُحيي الدّينِ كيف تُمِيتُهُ؟ [4]
وممّا قِيلَ فيه:
وفاةُ [5] الدّين والإسلام تُحيى [6]
…
بمُحيي الدّين مولانا ابن يحيى
كأنّ اللَّه ربَّ العرشِ يُلقي
…
عَلَيْهِ حين يُلْقي الدّرْسَ وَحْيا [7]
قَتَلَتْه الغُزْ، قاتَلَهَم اللَّه، حين دخلوا نَيْسابور في رمضان، دسّوا في فيه التّراب حتّى مات، رحمه الله.
وقال السّمعانيّ [8] : سنة تسعٍ في حادي عشر شوّال بالجامع الجديد قَتَلَتْه الغُزّ لمّا أغاروا عَلَى نَيْسابور.
قَالَ: ورأيته في المنام، فسألته عَنْ حاله، فقال: غُفِر لي.
وكان والده من أهل جَنْزَة [9] ، فقدِم نَيْسابور، لأجل القُشَيْريّ، وصحِبَه مدَّة، وجاور، وتعبّد. وابنه كان أنْظَرَ الخُراسانيّين في عصره.
وقد سَمِعَ من: نصر الله الخشناميّ، وجماعة.
[1] في الأصل: «بالشعر» .
[2]
في وفيات الأعيان، والوافي بالوفيات، وشذرات الذهب:«فما خلته صدقا» .
[3]
وفيات الأعيان 4/ 224، سير أعلام النبلاء 20/ 315، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 26، والوافي بالوفيات 5/ 197، وشذرات الذهب 4/ 151.
[4]
وفيات الأعيان 4/ 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 314، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 37، والوافي بالوفيات 5/ 197، وشذرات الذهب 4/ 151.
[5]
هكذا في الأصل هنا وأصل سير أعلام النبلاء. وفي المصادر: «رفاة» .
[6]
في الأصل: «تحيا» .
[7]
وفيات الأعيان 4/ 223، طبقات الشافعية الكبرى 7/ 27، والوافي بالوفيات 5/ 197.
[8]
في التحبير 2/ 253.
[9]
جنزة: بالفتح اسم أعظم مدينة بأرّان، وهي بين شروان وأذربيجان، وهي التي تسمّيها العامّة كنجة. بينها وبين بردعة ستة عشر فرسخا. (معجم البلدان 2/ 171) .
قَالَ: وكتبتُ عَنْهُ رحمه الله.
474-
محمود بْن الحسين بْن بُنْدَار بْن محمد [1] .
أبو نَجِيح بْن أَبِي الرّجاء الطَّلْحيّ [2] ، الأصبهانيّ، الواعظ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: وُلِد في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وسمع: مكّيّ بْن منصور الثَّقَفيّ، وأحمد بْن عبد الله السّوذَرْجانيّ، وأبا مطيع محمد بْن عبد الواحد.
وورد بغداد، وسمع الكثير بقراءته عَلَى ابن الحُصَيْن، وطبقته. وله قبولٌ تامٌّ في الوعظ عند العامّة. وهو شيخ، ومتودّد، مطبوع، كريم، حريص عَلَى طلب الحديث. كتبت عَنْهُ، وكتب عنّي.
وتُوُفّي في سَلْخ ربيع الآخر.
قلت: وروى عَنْهُ: ابن عساكر، وأبو أحمد بْن سُكَيْنَة.
475-
محمود بْن كاكوَيْه بْن أَبِي عليّ [3] .
أبو القاسم المَرْوَرُّوذِيّ.
وُلِد سنة ستّين وأربعمائة.
وحدّث ب «جامع» أَبِي عيسى، عَنْ عمّه أَبِي عَبْد الله مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه العلاويّ، عَن الجرّاحيّ.
وتُوُفّي في أحد الرَّبيعَيْن أو الجمادين.
476-
منير بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الأستاذ [4] .
كَانَ يخدمهم، ويحصّل الأموال، ويُنْفق عليهم.
[1] انظر عن (محمود بن الحسين) في: المنتظم 10/ 155 رقم 241 (18/ 94 رقم 4190) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 304 وفيه «محمود بن الحسن» ، وشذرات الذهب 4/ 151.
[2]
الطّلحيّ: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء والمهملة. هذه النسبة إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه. (الأنساب 8/ 246) .
[3]
انظر عن (محمود بن كاكويه) في: التقييد لابن نقطة 443، 444 رقم 592، و 106 رقم 116 في ترجمة شيخه «محمد بن محمد بن العلاء» .
[4]
لم أجده.