الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف السين
-
431-
سعيد بْن محمد بْن طاهر بْن سعيد بْن الشّيخ أَبِي سعيد بْن أبي الخير [1] .
أبو طاهر الميهنيّ، الصّوفيّ. نزيل مَرْو.
شيخ رباط يعقوب.
سَمِعَ من: أَبِي الفتح، وعُبَيْد اللَّه الهشاميّ.
قَالَ عبد الرحيم السّمعانيّ: سمعتُ بمَرْو جزءا من حديث أَبِي الموجّه الفَزَاريّ. وعُوقِب في وقعة الغُزّ، وبقي عليلا إلى أن مات في ثامن شعبان. وله سبْعٌ وستّون سنة.
-
حرف الظاء
-
432-
ظريفة بِنْت أَبِي الحسن [2] بْن أَبِي القاسم.
أمّ محمد الطَّبَريَّة، مِن أهل آمل طَبَرِسْتان.
كانت عالمة، صالحة، عفيفة. سكنت بلْخ.
وروت عَنْ: أَبِي المحاسن عبد الواحد الرُّويَانيّ.
تُوُفّي في سلْخ ربيع الآخر.
-
حرف العين
-
433-
عبد الله بْن عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَعِيد [3] .
أبو محمد بْن أَبِي بَكْر الأندلسيّ، الشِّلْبيّ المولد، الإشبيليّ المنشأ. من بيت العِلم والوزارة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: صرف عُمره في طلب حتّى حصل لَهُ ما لم يحصل
[1] لم أجد مصدر ترجمته.
[2]
في الأصل: «الحسين» . والتصحيح من: التحبير 2/ 421، رقم 1167، وتكملة الإكمال، ورقة 110 ب، وأعلام النساء 2/ 366.
[3]
انظر عن (عبد الله بن عيسى) في: المنتظم 10/ 54 رقم 235 (18/ 92 رقم 4184) ، وتكملة الصلة لابن الأبار 2/ 834، 835، ومعجم ابن الأبّار 235، وأخبار وتراجم أندلسية للسلفي 57، 58، وسير أعلام النبلاء 20/ 297 رقم 201، والوافي بالوفيات 17/ 396 رقم 329، ونفخ الطيب 2/ 136، 137، 650.
لغيره. وولي القضاء بالأندلس مدَّة. ثمّ حجَّ، وجاور سنة، وقدِم بغدادَ فأقام بها، ثمّ وافى خراسان. واجتمعت به بهارة، فوجدته بحرا لا ي [نزف][1] في العلوم من الحديث، والفقه، والنَّحْو، وغير ذَلكَ. وسمعتُ بقراءته، وسمع بقراءتي.
ثمّ قدِم علينا مَرْو، وكثُرت الفوائد منه.
سَمِعَ بالأندلس: الحسن بْن عُمَر الهَوْزَنيّ، وأبا بحر بْن العاص، وأبا الوليد محمد بْن ظَريف القُرْطُبيّ.
وببغداد: هبة اللَّه بْن الطَّبر، ويحيى بْن البنّاء، وأبا بَكْر محمد بْن عبد الباقي الأنصاريّ.
وبهَمَذَان: أبا جعفر الحافظ. وبنَيْسابور: أبا القاسم الشّحّاميّ، وجماعة كثيرة.
قَالَ الأَبّار [2] : وسمع وروى بالإجازة عَنْ: أَبِي عبد الله الخَوْلاني، وولي قضاء شِلْب. وكان من أهل العلم بالأصول، والفروع، والحِفْظ للحديث والعربيَّة، مَعَ الزُّهد والخير. وامتُحِن بالأمراء في قضاء بلده بعد أن تقلّده تسعة أعوام، لإقامته الحقّ، وإظهاره العدْل، حتّى أدّى ذَلكَ إلى اعتقاله. ثمّ سرح وحجّ سنة سبْعٍ وعشرين، ودخل العراق، وخُراسان. وطار ذِكره في هذه البلاد، وعظُم شأنه.
قَالَ ابن السّمعانيّ: قَالَ لي مولده في سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
قَالَ: وتُوُفّي في الخامس والعشرين من شوّال سنة ثمانٍ وأربعين بهَرَاة.
قلت: وقيّد أبو عبد الله الأَبّار وفاته في جُمادَى الآخرة سنة إحدى وخمسين، وهو وهْم.
وقد روى عنه: ابن السّمعاني، وولده عبد الرحيم.
[1] في الأصل بياض. والمستدرك من سير أعلام النبلاء.
[2]
في تكملة الصلة 2/ 834.
وقال عبد الرحيم: هُوَ عبدُ الله بْن عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن سليمان بْن محمد بْن أَبِي حبيب الأنصاريّ، الخزْرَجيّ.
434-
عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن أيّوب بْن القاسم.
أبو محمد القُرَشيّ، الفِهْريّ، الشّاطبيّ. شيخ، مُسْنِد كبير.
أجاز لَهُ في سنة سبعين وأربعمائة أبو العبّاس بْن دِلْهاث العُذْريّ.
وسمع «الموطّأ» من: طاهر بْن مُفَوَّز.
وسمع من: أبيه، وأبي عليّ بْن سُكَّرَة.
حدَّث عَنْهُ: ابنه، وأبو الحَجّاج صاحب الأحكام.
وتُوُفّي رحمه الله يوم عاشوراء المحرّم بِدّانية.
435-
عبد الخالق بْن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف [1] .
المفيد، أبو الفَرَج البغداديّ.
شيخ، محدّث، فاضل، حَسَن الخطّ، كثير الضَّبْط، خيِّر، متواضع، متودّد، مُحْتَاط في قراءة الحديث.
سَمِعَ الكثير، وكتب، وحصّل لنفسه. وصفه بهذا وبأكثر منه أبو سعد السّمعانيّ.
وقال السِّلَفيّ، كَانَ من أعيان المسلمين فضلا، وَدِينًا، ومروءة، وَثَبْتًا.
سَمِعَ معي كثيرا، وبه كَانَ أُنْسي ببغداد، ولمّا حججت أودعت كُتُبي عنده.
وقال السّمعانيّ: سَمِعَ أَبَاهُ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا عبد الله النِّعالي، ونصر بْن البَطِر، فمَن بعدهم.
وسمع بالأهواز، وأصبهان، وسمعتُ منه الكثير، وقال لي: ولدت سنة أربع وستّين وأربعمائة.
[1] انظر عن (عبد الخالق بن أحمد) في: المنتظم 10/ 154 رقم 236 (18/ 92 رقم 4185) ، والتقييد لابن نقطة 378، 379 رقم 487، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1754، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 279، 280 رقم 187، والعبر 4/ 130، 131، والنجوم الزاهرة 5/ 305، وشذرات الذهب 4/ 148.
قلت: روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وابن السّمعانيّ، وابن الْجَوْزيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو بَكْر عبد الله بْن مبادر، وعبد الوهّاب بْن عليّ بن الأُخُوَّة، وعبد السّلام بْن المبارك البَرْدغُوليّ.
وتُوُفّي في الرابع والعشرين ومن المحرَّم [1] .
436-
عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَسَن بْن عَبْد اللَّه [2] .
أبو القاسم الفارسيّ، ثمّ البغداديّ.
شيخ صالح، حَسَن السّيرة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: صحِب أبا الوفاء أحمد بْن عليّ الفَيْرُوزاباذيّ مدَّةً طويلة، وسافر معه إلى الشّام.
وسمع من: عليّ بْن أحمد بْن يوسف الهَكَّاريّ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
437-
عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن [3] .
العلّامة أبو محمد النِّيهيّ [4] ، المَرْوَرُّوذِيّ، شيخ الشّافعية، وتلميذ محيي السُّنَّةِ البَغَويّ.
سَمِعَ: البَغَويّ، وعبد اللَّه بْن الحَسَن [الطَّبَسيّ][5] ، وعبد الرّزّاق بْن حسّان المَنِيعيّ، ومحمد بن عبد الواحد الدّقّاق، وعدّة.
[1] وقال ابن النجار: روى الكثير، وجمع لنفسه مشيخة في أربعة عشر جزءا، وكان صدوقا فاضلا متديّنا، كتب بخطّه كثيرا، ولم يزل يطلب ويفيد إلى حين وفاته. روى عنه الحفّاظ. أحسن ابن ناصر الثناء عليه وعلى بيته. (السير 20/ 280) .
[2]
لم أجده.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: الأنساب 12/ 189، والتحبير 1/ 392- 394 رقم 348، ومعجم البلدان 5/ 340، واللباب 3/ 253، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 91 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 245، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 325 رقم 290، وشذرات الذهب 4/ 148، وانظر: الذيل على طبقات ابن الصلاح 2/ 770.
[4]
النّيهيّ: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى نيه، وهي بلدة بين سجستان وإسفزار، صغيرة.
[5]
في الأصل بياض، والمستدرك من المصادر.
وتخرّج به أئمّة بمروالرّوذ.
وأخذ عَنْهُ السّمعانيّ وقال: مات رحمه الله في شعبان [1] .
438-
عبد الرحمن بْن عُمَر بْن محمد بْن أَبِي مَعْشَر [2] .
أبو القاسم الغَزْنَوِيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ.
سَمِعَ من: القاضي أَبِي نصر محمد بْن محمد الماهانيّ، وطبقته بإفادة أَبِي بَكْر محمد بْن منصور السّمعاني.
روى عَنْهُ، عبد الرحيم السّمعانيّ.
ومات، بعد أن عاقَبَتْه الغُزّ بأنواع العقوبات، في شوّال.
439-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن جبريل [3] .
الفقيه، أبو نصر الخطيبيّ، الخَرْجِرْديّ [4] .
سكن بمَرْو، وتفقّه مدَّةً بنَيْسابور، وهَرَاة، ومَرو، وبرع في الفقه. وكان يحفظ كثيرا من النُّتَف والطُّرَف.
وكان صالحا، عفيفا، متعبّدا.
سَمِعَ من: أَبِي نصر عبد الرحيم بْن القُشَيْريّ، والفضل بْن محمد الأَبِيوَرْديّ وخرّج لنفسه جزءين عَنْ جماعة.
وروى عَنْهُ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ، وقال: أحرقه الغزّ في رجب. وكان
[1] وقال ابن السمعاني: إمام، فاضل، ديّن، حافظ للمذهب، مصيب في الفتاوى، راغب في الحديث ونشره، حسن الأخلاق.. وكان مبارك النفس، كثير الصلاة والعبادة. جمع بين العلم والعمل.. وقرأت عليه كتاب «المعجم الصغير» لأبي القاسم الطبراني، وحضرت مجالس أماليه بمروالرّوذ مدّة مقامي بها، وورد مرو سنة ثلاث وأربعين، وحدّث ب «المعجم الصغير» .
(الأنساب) .
وقال ابن قاضي شهبة: وله كتاب في المذهب وقف عليه ابن الصلاح، وانتخب منه غرائب.
(طبقات الشافعية) .
[2]
لم أجده.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن محمد الخطيبيّ) في: الأنساب 5/ 77، 78، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 47، 248، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 211، 212.
[4]
الخرجرديّ: بفتح الخاء المعجمة، وسكون الراء، وكسر الجيم، وسكون الراء الأخرى. وكسر الدال المهملة. نسبة إلى خرجرد، وهي بلدة من بلاد فوشنج هراة. (الأنساب) .
في المنارة، فأحرقوا المنارة، فاحترق فيها جماعة.
440-
عَبْد الرحيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الأُخُوَّة [1] .
البغداديّ، اللُّؤْلُؤيّ، أبو الفضل بْن أَبِي العبّاس، وأخو عبد الرحمن.
نزل أصبهان وسكنها.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ فاضل، يَعرف الأدب، وله شِعْر رقيق، صحيح القراءة وَالنَّقْلِ. قرأ كثيرا بنفسه، وَنَسَخَ بخطّه ما لا يدخل تحت الحدّ، مليح الخطّ، سريعه.
سافر إلى خُراسان، وسمع بها. وسمّعه خاله أبو الحسن بْن الزّاغُونيّ الفقيه من: أَبِي عبد الله النِّعَاليّ، ونصر بْن البَطِر، ومَن دونهما.
وكتب إليّ جزءا بخطّه بأصبهان. وسمعتُ منه.
سمعتُ يحيى بْن عبد الملك المكّيّ، وكان شابّا صالحا، يَقُولُ: أفسد عليَّ عبد الرحيم ابن الأُخُوَّة سماع «معجم» الطَّبَرانيّ. حضرت دار بعض الأكابر، وكان يقرأ فيها «المعجم الكبير» عَلَى فاطمة الجوْزدَانيَّة، وكان يقرأ في ساعةٍ جزءا أو جزءين، حتّى قلت في نفسي: لعلّه يقلب ورقتين. فقعدت يوما قريبا منه، وكنت أُسارِقُه النَّظَر، فعمل كما وقع لي من تَرْك حديث وحديثين، وتصفّح ورقتين، فأحضرت معي نسخة، وقعدت أُعارِض، فما قرأ في ذَلكَ المجلس إلّا شيئا يسيرا، وظهر ذَلكَ للحاضرين، وَثَقُلَ عَلَيْهِ ما فعلت، فانقطعتُ وتركت سماع الكتاب، أو كما قَالَ. وأنا فما رَأَيْت منه إلّا الخير.
وسمعتُ بقراءتي جزءا، وسمع ولده بقراءتي الكثير، والله أعلم.
وتُوُفّي بشِيراز في شعبان.
قَالَ ابن النّجّار: ورحل، وسمع من عبد الغفّار الشّيرويّيّ، وعدّة. وأكثر
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد) في: خريدة القصر (قسم شعراء العراق) 1/ 126 وج 3 مجلّد 1/ 138- 215، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 280، 281 رقم 188، وميزان الاعتدال 2/ 603، والوافي بالوفيات 18/ 322، 323 رقم 375، وفوات الوفيات 2/ 309، 310، ولسان الميزان 4/ 3 وفيه تحرّف «ابن الإخوة» إلى «ابن الأفوه» .
عن أبي عليّ الحدّاد فمن بعده. وكتب ما لا يدخل تحت الحدّ، وكان مليح الخطّ، سريع القراءة.
رَأَيْت بخطّه كتاب «التّنبيه» لأبي إسحاق الشّيرازيّ، فذكر في آخره أنّه كتبه في يَوْمٍ واحد [1] . وكانت لَهُ معرفة بالحديث والأدب. وكان مولده في سنة ثلاثٍ وثمانين وأربعمائة.
441-
عبد العزيز بْن بدر [2] .
أبو القاسم [3] القصْريّ [4] ، قصر كنكور [5] .
سَمِعَ: أبا غالب أحمد بْن محمد الهَمَذَانيّ، ومحمد بْن نصْر الأعمش.
مات في المحرَّم في عَشْر الثّمانين.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [6] .
[1] وكان يقول: كتبت بخطّي ألف مجلّدة.
ومن شعره:
ما الناس ناس فسرّح إن خلوت بهم
…
فأنت ما حضروا في خلوة أبدا
ولا يغرّنك أثواب لهم حسنت
…
فليس حاملها من تحتها أحدا
القرد قرد وإن حلّيته ذهبا
…
والكلب كلب وإن سمّيته أسدا
ومنه:
أنفقت شرخ شبابي في دياركم
…
فما حظيت ولا أحمدت إنفاقي
وخير عمري الّذي ولّى وقد ولعت
…
به الهموم فكيف الظّن بالباقي
ومنه:
ولما التقى للبين خدّي وخدّها
…
تلاقي بهار ذابل وجنى ورد
ولفّت يد التوديع عطفي بعطفها
…
كما لفّت النكباء ما يستي رند
وأذرى النوى دمعي خلال دموعها
…
كما نظم الياقوت والدّرّ في عقد
وولّت وبي من لوعة الوجد ما بها
…
كما عندها من حرقة البين ما عندي
[2]
انظر عن (عبد العزيز بن بدر) في: الأنساب 10/ 174، والتحبير 1/ 462، 463، ومعجم البلدان وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 أ.
[3]
في معجم البلدان: «أبو سعد» .
[4]
زاد في الأنساب، والتحبير، ومعجم البلدان:«الولاشجردي» أو «الولاشجردي» .
[5]
في الأصل: «كنور» . وقد سمّي قصر اللصوص لأنه سرقت فيه دوابّ المسلمين، وهو قصر شيرين.
[6]
وقال: كان شجاعا، عالما، فاضلا، كثيرا المحفوظ، حسن المحاورة، مليح المعاشرة، بهيّ المنظر.. سمعت منه بكنكور، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة. (التحبير) .
442-
عبد المغيث بْن محمد بْن أحمد بْن المطهَّر [1] .
أبو تميم العبْديّ، الخطيب، الصّالح، الأصبهانيّ.
سَمِعَ: حَمْد بْن ولكيْز [2] ، والمطهَّر البزّانيّ.
قَالَ السّمعانيّ: مات في صَفَر عَنْ أربعٍ وثمانين سنة [3] .
443-
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سهل بْن القاسم بْن أَبِي منصور بْن ماح [4] .
أبو الفتح الكَرُوخيّ [5] ، الهَرَويّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: شيخ، صالح، ديِّن، خيِّر، حَسَن السّيرة، صَدُوق، ثقة. قرأتُ عَلَيْهِ «جامع» التِّرْمِذِيّ، وقُرئ عَلَيْهِ عدَّة نُوَب ببغداد وكتبَ نسخة بخطّه ووقفها.
وسمع: أبا إسماعيل عبد الله بْن محمد الأنصاريّ، وأبا عامر محمود بْن القاسم الأزْديّ، وأبا نصر التِّرْيَاقيّ، وأبا بَكْر الغُورَجيّ، وأبا المظفَّر عُبَيْد اللَّه الدّهّان، وأبا عطاء، وجماعة.
[1] انظر عن (عبد المغيث بن محمد) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 160 أ، والتحبير 1/ 485 رقم 458، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 أ.
[2]
في ملخص تاريخ الإسلام: «لكيزة» .
[3]
وقال: من بيت الحديث وأهله، كان شيخا صالحا، ثقة، صدوقا، من أهل الخير. ولي الخطابة بقرية لاذان.. وكانت ولادته سنة أربع وستين وأربعمائة.
[4]
انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: المنتظم 10/ 154، 155 رقم 237 (18/ 392، 93 رقم 4186) ، والأنساب 10/ 409، ومعجم البلدان 5/ 458، والتقييد لابن نقطة 355، 356 رقم 446، والاستدارك، له، باب: رماح وماخ، والإعلام بوفيات الأعلام 225، والمشتبه في الرجال 2/ 563، والمعين في طبقات المحدّثين 163 رقم 1755، ودول الإسلام 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 20/ 273- 275 رقم 183، وتذكرة الحفاظ 4/ 1313، والعبر 4/ 131، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 81- 85، ومرآة الجنان 3/ 288، والعقد الثمين 5/ 501، 502، والوفيات لابن قنفذ 281 رقم 548، ولب اللباب للسيوطي 221، وشذرات الذهب 4/ 148 و «ماح» بالحاء المهملة، كما في الأصل، والإستدراك، والمشتبه، وغيره. وقد تصحّف في (الأنساب 10/ 409) إلى «ماخ» بالخاء المعجمة، وكذلك في (التقييد 355) و (ذيل تاريخ بغداد 1/ 81) مع أن النسخ الخطية من الذيل بالحاء المهملة. انظر الحاشية.
[5]
الكروخي: بفتح الكاف، وضم الراء، وفي آخرها الخاء المعجمة. هذه النسبة إلى الكروخ وهي بلدة بنواحي هراة على عشرة فراسخ منها. (الأنساب) .
وقد تصحّفت في (تذكرة الحفاظ 4/ 1313) إلى «الكروجي» بالجيم.
ووجدوا سماعة في أُصول المؤتَمَن السّاجيّ، وأبي محمد بْن السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهما.
وكنت أقرأ عَلَيْهِ «جامع» أَبِي عيسى، فمرض، فنفذ لَهُ بعض من كَانَ يحضر معنا السّماع شيئا من الذّهب، فما قبل، وقال: بعد السّبعين واقتراب الأجل آخُذُ عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شيئا؟! وردّه مَعَ الاحتياج إِلَيْهِ.
ثمّ انتقل في آخر عُمره إلى مكَّة، وجاوَرَ بها حتّى تُوُفّي. وكان ينسخ التِّرْمِذيّ بالأُجرة ويأكل منها [1] .
وقال لي: وُلِدتُ في ربيع الأوّل سنة اثنتين وستّين وأربعمائة بهَرَاة.
وكَرُوخ: عَلَى عشرة فراسخ من هَرَاة.
وقال الحافظ ابن نُقْطَة [2] : كَانَ صُوفيًّا، وحدَّث بالجامع عَنْ أَبِي عامر الأزْديّ، وأحمد بْن عبد الصّمد التّاجر، وعبد العزيز بْن محمد التّرْياقيّ، سوى الجزء الأخير لَيْسَ عند التّرْياقيّ، وأوّل الجزء: مناقب ابن عبّاس. وقد سَمِعَ الجزء المذكور من أَبِي المظفَّر عُبَيْد اللَّه بن عليّ الدّهّان. قَالُوا: أَنَا عبد الجبّار الْجَرّاحيّ، عَن المحبوبيّ، عَن التِّرْمِذِيّ.
وقد سَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَليّ العُمَيْريّ، وشيخ الإسلام، وحكيم بْن أحمد الإسْفَرَايينيّ.
وثنا عَنْهُ: أبو أَحْمَد عَبْد الوَهَّاب بْن سُكَيْنَة، وَعُمَر بْن طَبَرْزَد، وأبو بَكْر المبارك بْن صَدَقَة الباخَرْزِيّ، وعبد العزيز بْن الأخضر، وأحمد بْن عليّ الغَزْنَوِيّ، وعليّ بْن أَبِي الكَرَم المكّيّ ابن البنّاء خاتمة أصحابه. وهؤلاء الجماعة سمعوا منه كتاب «الجامع» لأبي عيسى.
وقال الحافظ يوسف بْن أحمد البغداديّ: هُوَ مِن جملة مَن لَحِقَتْهُ بركةُ شيخ الإسلام. ولازَمَ الفقر والورع إلى أن تُوُفّي بمكَّة في خامس وعشرين ذي الحجَّة، بعد رحيل الحاجّ بثلاثة أيّام [3] .
[1] التقييد 356.
[2]
في التقييد 355.
[3]
التقييد 356.
قلت: كذا ورَّخ ابن السّمعانيّ، وغيره.
وقد روى عَنْهُ خلْق من المغاربة والمَشَارقة، منهم: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وأبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ، والخطيب عبد الملك بْن ياسين الدَّوْلَعيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وأبو القاسم عبد المُعزّ بْن عبد الله الهَرَوِيّ الأنصاريّ، وعبد السّلام بْن مكّيّ القيّاريّ، والمبارك بْن صَدَقة الباخَرْزِيّ، وزاهر بْن رستم، وعبد الملك بْن المبارك الحريميّ، ومحمد بن معالي ابن الحلاويّ الفقيه، وأحمد بْن يحيى بْن الدَّبِيقيّ، وثابت بْن مُشَرِّف البنّاء.
444-
عبد الملك بْن عبد الله بْن عُمَر بْن محمد [1] .
الشّريف العُمَريّ، مِن ذرِّيَّة سالم بْن عبد الله بْن عُمَر الهَرَويّ. سكن أرجاه [2] واستوطنها، وهي من ناحية خابران.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ شريفا، فاضلا، عالما، متواضعا، حَسَن السّيرة.
قدِم علينا مَرْو قبل وقعة الغُزّ. وكان بمَرْو حين الوقعة، وعذّبوه بأنواع العقوبة.
وتُوُفّي في شعبان، وولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وسمع: محمد بْن عليّ العُمَيْريّ، ونجيب بْن ميمون الواسطيّ، والحافظ عبد اللَّه بْن يوسف الجرجاني.
روى عنه: عبد الرحيم بن السمعاني.
445-
عبد الواحد بْن محمد بْن عبد الجبّار بْن عبد الواحد [3] .
الإمام أبو محمد التّوثيّ، المَرْوَزِيّ. وتُوث: من قُرى مَرْوَ [4] .
كَانَ فقيها، مُسِنًّا، صحِب أبا المظفَّر السّمعانيّ، وتفقّه عَلَيْهِ مُدَّة.
قَالَ عبد الرحيم بْن السّمعانيّ: عمّر العمر الطّويل حتّى قارب المائة.
[1] انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: الأنساب 9/ 58، ومرآة الجنان 3/ 288.
[2]
لم يذكرها ياقوت في المعجم.
[3]
انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: التحبير 1/ 495، 496 رقم 473، ومعجم البلدان 2/ 55، 56، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 269، وطبقات الشافعية للإسنويّ، 1/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 92 ب.
[4]
على خمسة فراسخ منها. وقد يقال لها توذ (بالذال) . (الأنساب 3/ 103) وهي بضم أوله، وفي آخره ثاء مثلّثة.
سمع: محمد بن الحسن المهر بند قسانيّ [1] ، وأبا الفضل محمد بْن أحمد العارف، وجدّي الأعلى [2] أبا المظفَّر شيخه.
وحملني والدي إِلَيْهِ إلى قريته لأسمع منه، فسمعت منه. وهلك في وقعة الغُزّ في خامس شعبان. وكان مولده في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
446-
عبد الوهّاب بْن عبد الباقي بْن مدلّل [3] .
أبو الفَرَج البغداديّ، الغزّال [4] .
سَمِعَ من: طِرَاد، وأبي طاهر بْن سِوَار.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [5] .
447-
عتيق بْن نصر بْن منصور [6] .
الطّبيب، الأستاذ، موفّق الدّين، أبو نصر ابن العَيْن زَرْبيّ [7] .
اشتغل بالطِّبّ، والفلسفة ببغداد، وَمَهَرَ فيها وفي التّنْجيم، ثمّ سكن مصر، وخدم الخلفاء الباطنيَّة. ونال دُنيا واسعة، وصنَّف كُتُبًا كثيرة في الطِّبّ، والمنطق، والدِّيَات. وتخرَّج بِهِ جماعة. وكان في صِباه منجِّمًا.
وقرأ مَعَ ذَلكَ العربيَّة، وكتب الخطّ المليح.
تُوُفّي في هذه السّنة.
448-
عليّ بْن أحمد بْن محمد بْن المقرئ [8] .
[1] في الأصل: «المهر بدقسامي» .
[2]
في الأصل: «الأعلا» .
[3]
انظر عن (عبد الوهاب بن عبد الباقي) في: ذيل تاريخ بغداد 15/ 341، 342 رقم 210.
[4]
من أهل سوق العزل.
[5]
وقال: شيخ بهيّ المنظر، حسن الشيبة. قرأت عليه وسألته عن مولده فقال: في محرّم سنة تسع وسبعين وأربعين. قرأت في كتاب التأريخ لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه، قال:.. سمعنا منه، وكان شيخا خيّرا، مقلّا، وسماعه صحيح، وكان من أهل السّنّة.
[6]
لم أجده.
[7]
العين زربي: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون والزاء المفتوحة، والراء الساكنة، والباء الموحّدة. هذه النسبة إلى «عين زربة» وهي بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحرّان. (الأنساب 9/ 108، 109) .
[8]
لم أجد مصدر ترجمته.
أبو الحَسَن البغداديّ، الخيّاط، أخو أَبِي نصر محمد.
سمع من: طِرَاد، والنِّعَاليّ.
وعنه: يوسف بْن كامل.
مات سنة ثمانٍ فِي ذي القعدة.
449-
علي بْن الْحسَن بْن محمد [1] .
أبو الحَسَن البلْخيّ، الحنفيّ، الفقيه.
سَمِعَ بما وراء النّهْر، وسمع بمكَّة من زَيْن العَبْدريّ، وتفقَّه عَلَى جماعة. ووعظ بدمشق، ثمّ درَّس بالصّادريَّة [2] وتفقّه عَلَيْهِ جماعة.
وجُعِلت لَهُ دار الأمير طَرْخان مدرسة [3] ، وقامت عَلَيْهِ الحنابلة لأنّه أظهر خلافهم، وتكلَّم فيهم.
ورُزق وجاهة من النّاس. وكان كثير التّبذُّل، لا يَدَّخِرُ شيئا.
وتُوُفّي في شعبان بدمشق. وإليه تُنْسَب المدرسة البلْخيَّة الّتي داخل المدرسة الصّادريَّة.
وكان يلقَّب برهان الدّين. وكان معظَّمًا في الدّولة. ودرَّس أيضا بمسجد خاتون، وأقبلت عَلَيْهِ الدّنيا، فما التفت إليها.
قِيلَ إنّ نور الدّين حضر مجلسَ وعْظِه بالجامع، فناداه: يا محمود. وهو الّذي قام بإبطال «حيَّ عَلَى خير العمل» من الأذان بحلب. وقد أخذ جُلّ عِلْمه ببُخَارَى عَن البُرهان بْن مازة.
وقدِم دمشقَ، ونزل بالصّادريَّة، ومدرّسها عليّ بن مكّيّ الكاسانيّ، وناظر
[1] انظر عن (علي بن الحسن) في: كتاب الروضتين لأبي شامة 1/ 91، ودول الإسلام 2/ 64، وسير أعلام النبلاء 20/ 276 رقم 184، والعبر 4/ 131، وعيون التواريخ 12/ 474، ومرآة الجنان 3/ 288، والجواهر المضية 2/ 560- 562، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 481، والنجوم الزاهرة 5/ 301، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 94، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 345، والطبقات السنية، رقم 1475، ومختصر تنبيه الطالب 80، 87، 94، 95، وشذرات الذهب 4/ 148، والفوائد البهية 120، 121.
[2]
وهي مدرسة حنفية. انظر الدارس 1/ 413 و 2/ 255.
[3]
انظر: مختصر تنبيه الطالب 94، 95.
في الخلافيّات. ثمّ حجّ وجاور، وَأَمَّ بمكَّة. ثمّ إنّ الكاسانيّ قَالَ لأصحابه:
كاتِبُوه ورغِّبُوه في الرجوع. ثمّ إنّه قدِم دمشقَ وتسلَّم المدرسة، وكَثُر أصحابه.
ووجّه من أحضر كُتُبَه من خُراسان.
قَالَ ابن السّمعانيّ: روى عَنْ أَبِي المعين المكحوليّ، وأبي بَكْر محمد بْن الحسن النَّسَفيّ.
كتبتُ عَنْهُ.
450-
عليّ بْن الحسن بْن محمد [1] .
أبو الحسن الطُّوسيّ، الطَّابَرَانيّ، الصُّوفيّ، المقرئ.
كَانَ عارفا بالقراءات.
سَمِعَ من: أحمد بْن عبد الجبّار النَّيْسابوريّ، وغيره.
روى عَنْهُ: حفيده المؤيَّد بْن محمد الطُّوسيّ، وهو ضَبَطَ موته [2] .
451-
عليّ بن السّلّار [3] .
[1] انظر عن (علي بن الحسن الطوسي) في: التحبير 1/ 566 رقم 551، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 178 أ، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 93 أ.
[2]
وقال ابن السمعاني: سكن نيسابور في المسجد المطرّز، وكانت له القراءة والختمة والإمامة، في الصلوات الثلاث التي يهجر فيها، وكان فاضلا، عالما بالقراءات، ورواياتها، حسن الإقراء، سديد السيرة، جميل الأمر، عفيفا، نظيفا، نزه النفس، تلمذ للمقرئ أبي الحسن بن الغزال وقرأ عليه، ثم صار يقرئ الناس، وظهر له الأولاد والأصحاب، وكان مأمون الصحبة.
سمع علي بن عبد الملك بن محمد المقرئ وجماعة من المشايخ المتأخرين. سمعت منه أحاديث يسيرة. وكنت أتبرّك به وأستريح بلقائه. (التحبير) .
[3]
انظر عن (علي بن السلّار) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 319، 320، والإعتبار لابن منقذ 18، 19، والكامل في التاريخ 11/ 184، 185، وتاريخ دولة آل سلجوق 225، ونزهة المقلتين لابن الطوير 57- 59- 61- 66، 72، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 92، وكتاب الروضتين 1/ 226، 227، وأخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 102- 107، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 214، 215، ووفيات الأعيان 3/ 416- 419، رقم 485، والمختصر في أخبار البشر 3/ 39، والعبر 4/ 131، ودول الإسلام 2/ 63، والإعلام بوفيات الأعلام 225، وسير أعلام النبلاء 20/ 281- 283 رقم 189، وتاريخ ابن الوردي 2/ 84، وعيون التواريخ 12/ 475، والدرّة المضيّة 552، والبداية والنهاية 12/ 231، ومرآة الجنان 3/ 288، 289، والوافي بالوفيات 21/ 138، 139 رقم 82، واتعاظ الحنفا 3/ 204- 207، وحسن المحاضرة 2/ 205، والنجوم الزاهرة 5/ 299 (في وفيات 545 هـ.) ، وشذرات الذهب 4/ 149.
الوزير أبو الحَسَن الكُرْديّ، العَبْديّ، الملقّب بالملك العادل سيف الدّين، وزير الخليفة الظّافر العُبَيْديّ، صاحب مصر.
كَانَ كُرْديًّا، زرْزاريًّا فيما قِيلَ، وتربّي في القصر بالقاهرة. وتنقّلت بِهِ الأحوال في الولايات بالصّعيد وغيره إلى أنّ وُلّي الوزارة في رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وقد كَانَ الظّافر استوزر نجم الدّين سليم بْن مَصّال في أوّل دولته، وكان ابن مَصّال من كبار أمراء دولته، ثمّ تغلّب عَلَيْهِ ابن السَّلَّار، فعدّى ابن مَصّال إلى الجيزة في سنة أربع وأربعين، عند ما سَمِعَ بقدوم ابن السّلّار من ولاية الإسكندريَّة طالبا الوزارة ليأخذها بالقَهْر، فدخل ابن السَّلّار القاهرَة، وغلب عَلَى الأمور، وتولّي تدبير المملكة. ونُعِت بالعادل أمير الجيوش. فحشر ابن مَصّال وَجَمَعَ عسكرا من المغاربة وغيرهم، وأقبل، فجرّد ابن السّلّار لحربه جيشا، فالتقوا، فكُسِر ابن مَصّال بدَلاص [1] من الوجه القَبْليّ، وَقُتِلَ، وأُخذ رأسُه ودُخِل بِهِ القاهرة عَلَى رُمْحِ في ذي القعدة من السّنة.
وكان ابن السَّلّار شَهْمًا، شجاعا، مِقدامًا، مائلا إلى أرباب العِلْم والصّلاح، سُنّيًّا، شافعيّا. وُلّي ثغر الإسكندريَّة مدَّةً، واحتفل بأمر أَبِي طاهر السِّلَفيّ، وزاد في إكرامه وبنى لَهُ المدرسة العادليَّة، وجعله مدرّسَها، وليس بالثّغر مدرسة للشّافعيّة سواها، إلّا أنّه كَانَ جبّارا، ظالما، ذا سَطْوة، يأخذ بالصّغائر والمحقَّرات. فممّا نقل ابن خَلِّكان [2] في ترجمته عَنْهُ لمّا كَانَ جُنْديًّا دخل عَلَى الموفّق بْن معصوم التِّنِّيسيّ متولّي الدّيوان، فشكى لَهُ غرامة لزِمَتْه في ولايته بالغربيَّة، فقال: إنّ كلامك ما يدخل في أُذُني. فحقدها عَلَيْهِ. فلمّا وزر اختفى الموفَّق، فنودي في البلد: إنّ من أخفاه فَدَمُهُ هَدَر. فأخرجه الّذي خبَّأه، فخرج في زِيّ امْرَأَة، فعُرف، وأخُذِ، فأمر العادل بإحضار لوح خشبٍ، ومِسْمارٍ طويل، وعُمِل اللَّوحُ تحت أُذُنه، وضُرِب المِسْمار في الأُذُن الأخرى حتّى تسمَّر في اللّوح، وصار كلّما صرخ يَقُولُ لَهُ: دخل كلامي في أذنك أم لا؟
[1] دلاص: بفتح أوله وآخره صاد مهملة. كورة بصعيد مصر على غربيّ النيل، تشتمل على قرى وولاية واسعة. (معجم البلدان 2/ 459) .
[2]
في وفيات الأعيان 3/ 416.
وكان قد وصل من إفريقيَّة أبو الفضل عبّاس بْن أَبِي الفُتُوح بْن يحيى بْن تميم بْن المُعِزّ بْن باديس الصَّنْهاجيّ، وهو صبيّ مَعَ أُمّه، فتزوَّج بها العادل قبل الوزارة، وأقامت عنده مدَّةً، وتزوَّج عبّاس، وجاءه ولد، فسمّاه نصرا، فأحبّه العادل، وعزَّ عنده. ثمّ إنّ العادل جهّز عبّاسا إلى الشّام بسبب الجهاد، وفي صُحْبته أُسامة بْن مُنْقِذ، فلمّا قدِم بُتُلْبَيْس تذاكر هُوَ وأُسامة طِيب الدّيار المصريّة، وكرِها البيكار والقتال، وأشار عَلَيْهِ أُسامة، عَلَى ما قِيلَ، بقتل العادل، وأن يستقلّ هُوَ بالوزارة، وتقرَّر الأمر بينهما أنّ ولده نصرا يباشر قتْل العادل إذا نام.
وحاصل الأمر أنّ نصرا قتل العادل عَلَى فراشه في سادس المحرّم بالقاهرة.
ونصر المذكور هُوَ الّذي قتل الخليفة الظافر إسماعيل بْن الحافظ أيضا في العام الآتي.
452-
عليّ بْن مِعْضاد [1] .
الدّمشقيّ، الدّبّاغ، المقرئ بالألحان، الطُّفَيْليّ.
روى عَنْ: أَبِي عبد اللَّه بْن أَبِي الحديد.
روى عَنْهُ: ابن عساكر، وابنه القاسم.
453-
عُمَر بْن عليّ بْن الحسين [2] .
أبو حفص البلْخيّ، الأديب. ويُعرف بأديب شيخ، ويلَّقب أيضا بالشّيخيّ [3] .
سمع: أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي، ومحمد بْن حسين السِّمِنْجَانيّ [4] .
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: قرأتُ عَلَيْهِ «الشّمائل» للتِّرْمِذِيّ ببلْخ.
مات في جمادى الأولى سنة 8 [5] .
[1] انظر عن (علي بن معضاد) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 178 رقم 112.
[2]
انظر عن (عمر بن علي) في: التحبير 1/ 526 رقم 513، والأنساب 7/ 446، ومعجم البلدان وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 93 ب.
[3]
زاد في التحبير: «الطوركي» .
[4]
في الأصل: «السمعاني» . والمثبت عن: الأنساب 7/ 150 و 446، وسمنجان: بكسر السين والميم، وسكون النون والجيم. بليدة من طخارستان وراء بلخ. وهي بين بلخ وبغلان.
[5]
هكذا. أي 548 هـ. وقال ابن السمعاني: يسكن سكة طورك. شيخ أديب، صالح، عفيف،