المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٧

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع والثلاثون (سنة 541- 550) ]

- ‌[الطبقة الخامسة والخمسون]

- ‌سنة إحدى وأربعين وخمسمائة

- ‌[مقتل زنكي]

- ‌[احتراق قصر المسترشد]

- ‌[خلاف السلطان والخليفة حول دار الضرب]

- ‌[موت ابْنَة الخليفة]

- ‌[إبطالُ مَكْس حقّ البيع]

- ‌[حجّ الوزير ابن جَهِير]

- ‌[حَجّ المؤرّخ ابن الجوزي]

- ‌[ملْك الفرنج طرابلس المغرب]

- ‌[مقتل زنكي]

- ‌[تسلّم صاحب دمشق بعلبكَّ صُلْحًا]

- ‌[فتوحات عبد المؤمن بالمغرب]

- ‌سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة

- ‌[ولاية ابن هبيرة ديوان الزمام]

- ‌[مقتل بُزَبَة شِحنة أصبهان]

- ‌[وزارة عليّ بْن صَدَقَة]

- ‌[محاربة سلاركُرد لابن دُبَيْس]

- ‌[مباشرة أَبِي ألوفا قضاء بغداد]

- ‌[بروز ابن المستظهر إلى ظاهر بغداد]

- ‌[فتح نو الدين أرتاح]

- ‌[أخذ غازي دارا وحصاره ماردين ووفاته]

- ‌[الغلاء بإفريقية]

- ‌[زواج نور الدين محمود]

- ‌سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة

- ‌[هزيمة الفرنج عند دمشق]

- ‌[رواية ابن الأثير عَن انهزام الفرنج]

- ‌[ظهور الدولة الغوريَّة]

- ‌[هرب رضوان وزير مصر ومقتله]

- ‌[ظهور الدعوة النزاريَّة بمصر]

- ‌[إبطال الأذان ب «حيّ عَلَى خير العمل» بحلب]

- ‌[فتنة خاصّبك السلطان مسعود]

- ‌[الغلاء والجوع]

- ‌[وفاة القاضي الزينبي]

- ‌[دخول ملك صقلّيّة مدينة المهديَّة]

- ‌سنة أربع وأربعين وخمسمائة

- ‌[ارتفاع الغلاء عَنْ بغداد]

- ‌[مقتل صاحب أنطاكية]

- ‌[فتح فامية]

- ‌[وقوع جوسلين في الأسر]

- ‌[وزارة ابن هبيرة]

- ‌[قصْدُ ألْبقش العراق وطلب السلطنة لملكشاه]

- ‌[الحجّ العراقيّ]

- ‌[الزلزلة ببغداد]

- ‌[وفاة صاحب الموصل]

- ‌[الخلاف بين رُجار وصاحب القسطنطينية]

- ‌ومن حوادث سنة أربع وأربعين وخمسمائة

- ‌[رواية ابن القلانسي عَن انتصار نور الدين عَلَى صاحب أنطاكية]

- ‌[موت معين الدين أُنُر]

- ‌[الوحشة بين مؤيّد الدين ومجير الدين]

- ‌[موت الحافظ لدين اللَّه وخلافة الظافر بمصر]

- ‌[محبَّة الدمشقيّين نور الدين]

- ‌[مصالحة نور الدين ومجير الدين]

- ‌[مضايقة الملك مسعود تلّ باشر]

- ‌[عودة الحُجّاج وما أصابهم]

- ‌[رحيل مسعود عَنْ تلّ باشر]

- ‌[مصالحة مجاهد الدين لصاحب دمشق]

- ‌[اتصال الخلاف في مصر]

- ‌سنة خمس وأربعين وخمسمائة

- ‌[الأخبار بما جرى عَلَى الركْب العراقي]

- ‌[الصلح بين نور الدين ومجير الدين]

- ‌[مطر الدم باليمن]

- ‌[دفاع الموحّدين عَنْ قرطبة]

- ‌[مرض خاصّ بك ومعافاته]

- ‌[وفاة مختص الحضرة]

- ‌سنة ستّ وأربعين وخمسمائة

- ‌[وعْظ ابن العبّادي بجامع المنصور]

- ‌[أسْرُ جوسلين]

- ‌ومن سنة ستّ وأربعين وخمسمائة

- ‌[تحشُّد عساكر نور الدين قرب دمشق]

- ‌[تحالف الفرنج وعسكر دمشق]

- ‌[غزوة الأسطول الْمَصْرِيّ إلى سواحل الشام]

- ‌[مصالحة نور الدين وصاحب دمشق]

- ‌[الوباء بدمياط]

- ‌[استنابة مجير الدين بدمشق]

- ‌[هزيمة الفرنج أمام التركمان عند بانياس]

- ‌[غارة الفرنج عَلَى البقاع]

- ‌[فتح أنطرطوس]

- ‌سنة سبع وأربعين وخمسمائة

- ‌[فتح أنطرطوس وغيرها]

- ‌[دخول نور الدين دمشق]

- ‌[إطلاق بُزان من الاعتقال]

- ‌[وفاة ابن الصوفي]

- ‌[وفاة السلطان مسعود]

- ‌[سلطنة ملك شاه]

- ‌[هرب شحنة بغداد]

- ‌[تدريس ابن النظام]

- ‌[القبض عَلَى الحَيْص بَيْص]

- ‌[ضرب أَبِي النجيب وحبْسه]

- ‌[أخْذُ البديع الصوفي]

- ‌[احتفالات بغداد بالخليفة]

- ‌[ظهور الغوريَّة وامتلاكهم بلْخًا وغَزْنَة]

- ‌[وفاة بهرام شاه]

- ‌[تلقُّب علاء الدين بالسلطان المعظّم]

- ‌[عصيان ابني الأخ عَلَى السلطان]

- ‌[رواية ابن الأثير عَن الغُزّ]

- ‌[قصَّة الغزّ برواية أخرى]

- ‌[أخذ الفرنج عسقلان]

- ‌سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

- ‌[خروج الغُزّ عَلَى السلطان سنجر]

- ‌[محاصرة عسكر المقتفي تكريت]

- ‌[نجاة الوزير ابن هُبيرة من الغرق]

- ‌[مقتل ابن السلار]

- ‌[تسلُّم الغوريّ هَرَاة]

- ‌[إصابة شهاب الدين الغوري أمام الهند]

- ‌[رواية ابن الأثير عَنْ محاربة الهنود لشهاب الدين]

- ‌[تسلّم مجير الدين مفاتيح صرْخد]

- ‌[أخْذ الفرنج عسقلان]

- ‌[الوزارة بدمشق]

- ‌[الغلاء بدمشق]

- ‌[رئاسة رضيّ الدين التميمي]

- ‌[قتْل متولّي بعلبَكّ]

- ‌سنة تسع وأربعين وخمسمائة

- ‌[حصار تكريت]

- ‌[موقعة الخليفة والسلطان]

- ‌[زلزلة بغداد]

- ‌[موت ألبقش]

- ‌[التجريد إلى همذان]

- ‌[ظهور دم بنواحي واسط]

- ‌[حال السلطان سنجر في الأسر]

- ‌[دخول الغُزّ مرو]

- ‌[مقتل الظافر العُبَيديّ]

- ‌[ولاية نور الدين مصر]

- ‌[أخْذ نور الدين دمشق]

- ‌[انهزام الإسماعيلية أمام الخراسانيين]

- ‌سنة خمسين وخمسمائة

- ‌[دخول الغُزّ نيسابور]

- ‌[الواقعة بين عسكر التركماني وعسكر الخليفة]

- ‌[دخول المقتفي الكوفة]

- ‌[مسير ابن رزّيك إلى القاهرة]

- ‌[قتل الفرنج صاحب مصر]

- ‌[دخول ابن رُزّيك القاهرة]

- ‌[هجوم إفرنج صقلّيّة عَلَى تِنّيس]

- ‌[اشتداد شوكة المقتفي]

- ‌[تملّك نور الدين قلاعا بنواحي قونية]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌[سنه احدى وأربعين وخمسمائة]

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الْألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الذال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة خمس وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف اللام

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌ سنة تسع وأربعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الراء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الهاء

- ‌ سنة خمسين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشّين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌ذِكْر المُتَوَفّين في عَشْر الخمسين

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف الميم

أبو القاسم الكِنَانيّ، الهَرَويّ، الحنفيّ.

ولي قضاة هَرَاة مدَّة. وكان عالما، كريما، متودِّدًا.

سَمِعَ من: جَدّه أَبِي العلاء، وأبي عامر الأزْديّ، ونجيب بْن ميمون.

كتبتُ عَنْهُ الكثير، قاله أبو سعد السّمعانيّ، [1] فمن ذَلكَ:«الزّهد» لسعيد بْن منصور، بإسناد هَرَوِيٍّ، إلى أحمد بْن نجدة، عَنْهُ.

مات في نصف ذي الحجَّة وقد نيَّف عَلَى السّبعين [2] .

-‌

‌ حرف الميم

-

170-

محمد بْن الحسين بْن أَبِي القاسم [3] .

أبو بَكْر الطَّبَريّ، الشّالوسيّ [4] الصُّوفيّ، الواعظ. وشالوسا من قُرى طَبَرِسْتان.

كَانَ مليح الوعظ، خيِّرًا، حريصا عَلَى طلب الحديث.

سَمِعَ: نصر اللَّه الخُشْناميّ [5] ، فمَن بعده.

سَمِعَ منه: السّمعانيّ [6]، وقال: مات في المحرّم [7] .

[2] / 21- 23- رقم 619، والتقييد 425 رقم 569، ومعجم البلدان 3/ 840 (طبعة لا يبزك 1866) ، والجواهر المضيّة 2/ 699 رقم 1107، والطبقات السنية، رقم 1708.

[1]

وهو زاد: من بيت العلم والقضاء، والتقدّم. ولي القضاء بهراة مدّة، وكان في نفسه فاضلا، عالما، حسن العشرة، متواضعا، كريما، مليح الأخلاق، متودّدا

لقيته أوّلا بمرو منصرفي من أهل العراق، وقرأت عليه حديثا واحدا من مشيخة صاحبنا أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقيّ، ثم لما رحلت إلى هراة كتبت عنه الكثير

وعلّقت عنه أقطاعا من شعره.

[2]

وكان مولده سنة 473 هـ. بهراة.

[3]

انظر عن (محمد بن الحسين بن أبي القاسم) في: التحبير 2/ 121، 122 رقم 739، ومعجم البلدان 3/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 66 أ.

[4]

الشالوسي: بفتح الشين المعجمة، واللام المضمومة بعد الألف، وفي آخرها السين المهملة.

هذه النسبة إلى «شالوس» ، وهي قرية كبيرة بنواحي آمل طبرستان. (الأنساب 7/ 260) .

[5]

في الأصل: «الحسنامي» .

[6]

وهو قال: لقيته أولا بمرو، وكان يحضر مجالس الحديث، ويسمع ويكتب، ويواظب، على كبر السّنّ والشيخوخة، ثم خرجت إلى العراق، وسافر هو إلى مرو وبلخ، ولما دخلت آمل صادفته وقد رجع إليها فكتبت عنها بها.

[7]

وكانت ولادته سنة 477 هـ.

ص: 158

171-

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن أحمد [1] .

الإمام أبو بَكْر بْن العربيّ، المَعَافِريّ، الأندلسيّ، الإشبيليّ، الحافظ.

أحد الأعلام.

وُلِد في شعبان سنة ثمانٍ وستّين وأربعمائة.

قَالَ ابن بَشْكُوال [2] : أخبرني أنّه رحل مَعَ أبيه إلى المشرق سنة خمسٍ وثمانين، وأنّه دخل الشّام ولقي بها: أبا بَكْر محمد بْن الوليد الطُّرْطُوشيّ، وتفقّه عنده. ولقي بها جماعة من العلماء والمحدّثين. وأنّه دخل بغداد، وسمع بها من طِراد الزَّيْنبيّ.

ثمّ حجّ سنة تسعٍ وثمانين، وسمع من الحسين بْن عليّ الطَّبَريّ.

وعاد إلى بغداد، فصحِب أبا بكر الشّاشيّ، وأبا حامد الغزّاليّ، وغيرهم،

[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن العربيّ) في: مطمح الأنفس 71- 73، والصلة لابن بشكوال 2/ 590، 591 رقم 297 پ، وبغية الملتمس للضبيّ رقم 179، وتاريخ قضاة الأندلس للنباهي 105- 107، وبرنامج الرعينيّ 116، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 428، وجذوة الاقتباس 160، والمغرب في حلى المغرب 1/ 254، 255، ووفيات الأعيان 4/ 296، 297، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 22/ 326 رقم 284، وملء العيبة للفهري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 530، 531، والعبر 4/ 125، وتذكرة الحفاظ 4/ 1294- 1298، ودول الإسلام 2/ 61، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم 1741، والإعلام بوفيات الأعلام 224 (في وفيات سنة 546 هـ) ، وسير أعلام النبلاء 20/ 197- 204 رقم 128، والوافي بالوفيات 3/ 330 رقم 1388، ومرآة الجنان 3/ 279، 280، والبداية والنهاية 12/ 228، 229، والمرقبة العليا 105- 107، والديباج المذهب 2/ 252- 256، والوفيات لابن قنفذ 279 رقم 543، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 110- 113 رقم 2553، والنجوم الزاهرة 5/ 302، وطبقات المفسّرين للسيوطي 34، وتاريخ الخلفاء، له 442، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 162- 166، وأزهار الرياض 3/ 62، 86- 95، ونفخ الطيب 2/ 25- 43 رقم 8، وطبقات المفسّرين للأدنه وي (مخطوط) ورقة 43 ب، وكشف الظنون 553، 559، وشذرات الذهب 4/ 141، وهدية العارفين 2/ 90، وإيضاح المكنون 1/ 105، 145، 224، 279، وسلوة الأنفاس 3/ 198، ومعجم المطبوعات العربية لسركيس 174، 175، وشجرة النور الزكية 1/ 136- 138، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 275، 276، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 237، والأعلام 7/ 106، وبرنامج القرويين 1/ 173، 188، وديوان الإسلام 3/ 355، 356، رقم 1543، ومعجم المؤلفين 10/ 242، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 160 رقم 1046.

[2]

في الصلة 2/ 590.

ص: 159

وتفقّه عندهم. ثمّ صدر عَنْ بغداد، ولقي بمصر، والإسكندريَّة جماعة، فاستفاد منهم وأفادهم، وعاد إلى بلده سنة ثلاثٍ وتسعين بعِلمٍ كثير لم يدخله أحدٌ قبله ممّن كانت لَهُ رحلة إلى المشرق.

وكان من أهل التّفنّن في العلوم، والاستبحار فيها، والجّمْع لها، مقدَّمًا في المعارف كلّها، متكلِّمًا في أنواعها، نافذا في جميعها، حريصا عَلَى آدابها ونشرها، ثاقب الذّهن في تمييز الصّواب منها. يجمع إلى ذَلكَ كلّه آداب الأخلاق مَعَ حُسْن المعاشرة، ولِين الكَنَف، وكثْرة الاحتمال، وكَرَم النَّفْس، وحُسْن العهد، وثَبَات الودّ. واستُفْتيَ ببلده، فنفع اللَّه بِهِ أهلَها لصرامته وشدّته، ونفوذ أحكامه.

وكانت لَهُ في الظّالمين سَوْرةٌ مرهوبة. ثمّ صُرِف عَن القضاء، وأقبل عَلَى نشر العِلْم وبثّه.

قرأتُ عَلَيْهِ، وسمعت منه بإشبيليّة، وقُرْطُبة كثيرا من روايته وتواليفه.

وتُوُفّي بالعدْوة، ودُفن بفاس في ربيع الآخر.

قَالَ ابن عساكر [1] : سَمِعَ أبا الفتح نصر بْن إبراهيم المقدسيّ، وأبا الفضل بْن الفُرات، وأبا البركات أحمد بْن طاوس، وجماعة.

وسمع ببغداد: نصر بْن البَطِر، وأبا طلْحة النِّعَالِي، وطِراد بْن محمد.

وسمع ببلده من خاله الحسن بْن عُمَر الهَوْزَنيّ [2] ، يعني المذكور سنة اثنتي عشرة.

قلت: ومن تصانيفه: كتاب «عارضة الأَحْوَذِيّ في شرح التِّرْمِذيّ» [3] ، وكتاب «التّفسير» في خمس مجلّدات كبار، وغير ذَلكَ من الكُتُب في الحديث، والفقه: والأُصُول.

[1] تاريخ دمشق، المختصر 22/ 326.

[2]

الهوزني: بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى هوزن، وهو بطن من ذي الكلام من حمير نزلت الشام. والهوزن في العربية: الغبار. (الأنساب 12/ 355) .

[3]

طبع بمصر سنة 1931 م. في (13) مجلّدا. ثم طبع في الهند سنة 1299 هـ.

ص: 160

وورّخ موتَه في هذه السّنة أيضا الحافظ أبو الحَسَن بْن الفضل، والقاضي أبو العبّاس بْن خَلِّكان [1] .

وكان أَبُوهُ رئيسا، عالما، من وزراء أمراء الأندلس، وكان فصيحا، مفوَّهًا، شاعرا، تُوُفّي بمصر في أوّل سنة ثلاثٍ وتسعين.

روى عَنْ أَبِي بَكْر: عبد الرحمن وعبد اللَّه ابني [2] أحمد بْن صابر، وأحمد بْن سلامة الأبّار الدّمشقيّون. وأحمد بْن خَلَف الكَلاعيّ قاضي إشبيلية، والحَسَن بْن عليّ القُرْطُبيّ الخطيب، والزّاهد أبو عَبْد الله محمد بْن أحمد بْن المجاهد، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْجَدّ الفِهْريّ، ومحمد بْن أحمد بْن الفخّار، ومحمد بْن مالك الشَّرِيشيّ، ومحمد بْن يوسف بْن سعادة الإشبيليّ، ومحمد عليّ الكُتاميّ، ومحمد بْن جابر الثّعلبيّ، ونجيَّة بْن يحيى الرُّعَينيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن جُمْهُور، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن علّوش نزيل مَرّاكُش، وأبو زيد عبد الرحمن بْن عبد الله السُّهَيْليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عبد الرحمن بْن ربيع الأشعريّ، وعبد المنعم بْن يحيى بْن الخلوف الغَرْناطيّ، وعليّ بْن صالح بْن عزّ النّاس الدّانيّ، وعليّ بن أحمد بن الشَّقُوريّ، وأحمد بْن عُمَر الخَزْرجيّ التّاجر.

وروى عَنْهُ خلْق سوى هَؤُلّاءِ، وكان أحمد من بلغ رُتبة الاجتهاد، وأحد من انفرد بالأندلس بعُلُوّ الإسناد.

وقد وجدتُ بخطّي أنّه تُوُفّي سنة ستٍّ وأربعين، فما أدري من أين نقلته.

ثمّ وجدت وفاته في سنة ستٍّ في «تاريخ ابن النّجّار» ، نقله عَن ابن بَشْكُوال، والأوّل الصّحيح إن شاء اللَّه.

وذكر ابن النّجّار أنّه سَمِعَ أيضا من مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد الفارسي بمصر، ومن أَبِي الحسن القاضي الخِلَعيّ، وبالقدس من مكّي الرُّمَيْليّ. وقرأ كتب الأدب ببغداد عَلَى أَبِي زكريّا التِّبريزيّ، وقرأ الفقه والأصلين عَلَى الغزّاليّ، وأبي بَكْر الشّاشيّ، وحصّل الكُتُب والأصول، وحدّث

[1] وفيات الأعيان 4/ 297.

[2]

في الأصل: «ابنا» .

ص: 161

ببغداد عَلَى سبيل المذاكرة، فروى عَنْهُ: أبو منصور بْن الصّبّاغ، وعبد الخالق المَوْصِليّ.

وروى الكثير ببلده، وصنَّف مصنَّفات كثيرة في الحديث، والفقه، والأصول، وعلوم القرآن، والأدب، والنَّحْو، والتّواريخ، واتّسع حاله، وكثُر إفضاله، ومدحه الشّعراء. وعمل عَلَى إشبيلية سورا من ماله، وولي قضاءها، وكان من الأئمَّة المقتدى بهم.

وقد ذكره الْيَسَع بْن حزْم، وبالغ في تعظيمه، وقال: وليَ القضاء فمُحِن، وجرى في أعراض العابرة [1] فلحن [2] ، وأصبح يتحرّك بإثارة [3] الألسنة، ويأبى بما أجراه القدرُ عَلَيْهِ النّومُ والسِّنَة، وما أراد إلّا خيرا [4] ، نصب الشّيطان [5] عَلَيْهِ شباكه، وسكَّن الإدبار حراكه، فأبداه للنّاس صورة تبدو [6] ، وسورة تُتْلَى [7] ، لكونه تعلَّق بأذيال المُلْك، ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السّلاطين وحرْبهم [8] ، بل داهن.

ثمّ انتقل إلى قُرْطُبة مُكَرَّمًا، حتّى حُوِّل إلى العُدْوة، فقضى بما قرأت [9] .

قرأت بخطّ ابن مَسْديّ في «مُعْجَمه» : أَخْبَرَنَا أبو العبّاس أحمد بْن محمد بْن مفرّج النباتي [10] بإشبيليّة:

سَمِعْتُ الحافظ أبا بَكْر بْن الجدّ وغيره يقولون: حضر فقهاء إشبيلية أبو بَكْر بْن المرجّى، وفلان، وفلان، وحضر معهم أبو بَكْر بْن العربيّ، فتذاكروا

[1] في سير أعلام النبلاء 20/ 201، وتذكرة الحفاظ 4/ 1296:«أعراض الإمارة» .

[2]

تحرّفت في التذكرة إلى «فلحق» بالقاف في آخرها.

[3]

في السير: «وأصبح تتحرك بآثاره» .

[4]

في الأصل: «خير» .

[5]

في السير: «السلطان» ، والمثبت يتفق مع التذكرة.

[6]

في السير، والتذكرة:«صورة تذمّ» .

[7]

في التذكرة: «وسورة تبلى» .

[8]

في السير: «وحزبهم» ، والمثبت يتفق مع التذكرة.

[9]

في السير، والتذكرة:«فقضى نحبه» .

[10]

في الأصل: «الفاتي» ، وفي التذكرة:«البناني» ، والتصحيح من السير.

ص: 162

حديث المَغْفَر [1]، فقال ابن المُرَجّى: لا يُعرف إلّا من حديث مالك، عَن الزُّهْريّ. فقال ابن العربيّ: قد رويته من ثلاثة عشر طريقا، غير طريق مالك.

فقالوا لَهُ: أفِدنا هذه الفوائد، فوعدهم، ولم يُخْرج لهم شيئا. وفي ذَلكَ يَقُولُ خَلَفُ بنُ خَير الأديب:

يا أهل حمصَ [2] ومَن بها أُوصيكُمُ

بالبرّ والتَّقْوَى وصيَّةً مُشْفِقِ

فخُذُوا عَن العربيّ أسْمارَ الدّجى

وخُذُوا الرّوايةَ عَنْ أمام متّقي

إنّ الفتى حُلْوُ الكلام مهذّبٌ

إنْ لم يجِدْ خَبَرًا صحيحا يَخْلُقِ [3]

قلت: هذه الحكاية لا تدل عَلَى ضعف الرجل ولا بدّ.

172-

محمد بْن عبد الرحمن بْن إبراهيم بْن يحيى [4] .

أبو الحسن بن الوزّان، صاحب الصّلاة بجامع قُرْطُبَة.

روى عَنْ: أَبِي عبد الله محمد بْن فَرَج.

وكان أديبا، فاضلا، معتنيا بالعلم والرواية، ثقة، ثبتا، طويل الصّلاة، كثير الذّكر.

[1] وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل، فقال: ابن خطل متعلّق بأستار الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اقتلوه» .

رواه البخاري في المغازي 8/ 13، باب: أين ركّز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح. وفي الحج، باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، وفي الجهاد، باب قتل الأسير وقتل الصبر. وفي اللباس، باب: المغفر.

ومسلم، في الحج، رقم (1357) باب: جواز دخول مكة بغير إحرام.

والموطأ 1/ 423 في الحج. باب جامع الحج.

وأبو داود في الجهاد (2685) باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام.

والترمذي في الجهاد (1693) باب ما جاء في المغفر.

والنسائي في الحج 5/ 201، باب دخول مكة بغير إحرام.

وأخرجه الحافظ الصوري، عن القاضي التنوخي بسنده في (الفوائد العوالي المؤرّخة من الصحاح والغرائب) - تحقيقنا- ص 134 وما بعدها.

والخطيب البغدادي في: موضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 199.

وأبو يعلى الخليلي في: الإرشاد 1/ 11.

وانظر: جامع الأصول لابن الأثير 8/ 373.

[2]

يقصد بها إشبيلية بالأندلس، فهي كانت تسمّى حمص أيضا.

[3]

التذكرة 4/ 1296، 1297، السير 20/ 202، نفخ الطيب 1/ 156.

[4]

انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 591 رقم 1298.

ص: 163

توفي رحمه الله في جمادى الآخرة.

173-

مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الطفيل بن الحسن بن عظيمة [1] .

الإشبيليّ، الأستاذ، المقرئ.

رحل وأخذ القراءات عَن ابن الفحّام بالثَّغْر، وأبي الحسين بْن الخشّاب بمصر.

أخذ عنده ولده عَيّاش.

وله قصيدة في القراءات، وكتاب «الغنية» .

روى عَنْهُ: أبو مروان الباجي، وأبو بَكْر بن خير.

وقد حدَّث عَنْ أَبِي عليّ الغسّانيّ، وطبقته.

تُوُفّي في صفر سنة 43، قاله ابن [الأبّار][2] .

174-

محمد بْن عليّ [3] .

أبو غالب البغداديّ، المكبّر، المعروف بابن الدّاية.

سَمِعَ: « [صفة] [4] المنافق» من ابن المسلمة، وسماعه صحيح، ثُبّت في سنة أربعٍ وستّين بخطّ طاهر النيْسابوريّ.

وتُوفي في المحرّم، قاله أبو سعد.

قلت: روى عَنْهُ: حمزة ومحمد ابنا عليّ بْن القنَّبِيطيّ، وسليمان وعليّ ابنا المَوْصِليّ، وجماعة آخرُهم الفتْح بْن عبد السّلام.

وعاش تسعا وثمانين سنة.

وكان أَبُوهُ فرّاشا في بيت رئيس الرؤساء [5] .

[1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الإشبيلي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.

[2]

بياض في الأصل.

[3]

انظر عن (محمد بن علي المكبّر) في: المنتظم 10/ 136 رقم 206 (18/ 69 رقم 4155) ، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وتذكرة الحفاظ 4/ 1297، وسير أعلام النبلاء 20/ 174، 175 رقم 110.

[4]

في الأصل بياض.

[5]

قال ابن النجار: هو أبو غالب، لا يعرف اسم جدّه. كان أبوه فرّاشا في بيت رئيس الرؤساء، أمّه داية لهم، فربّي معهم، وسمع مع الأولاد على أبي جعفر ابن المسلمة، وغيره، وسمع منه

ص: 164

175-

محمد بْن عليّ بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر بْن عليّ [1] .

أبو بَكْر الكابُليّ [2] .

روى عَنْ: عبد الجبّار بْن عبد الله بْن برزة الواعظ بأصبهان.

روى عَنْهُ: أبو موسى بْن المَدِينيّ، وقال: تُوُفّي في العشرين من صَفَر سنة ثلاثٍ وأربعين.

وقال: قِيلَ إنّ مولده سنة ثلاثٍ أو أربعٍ أو ستٍّ وأربعين وأربعمائة. وروى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وأبو بَكْر أحمد بْن أَبِي نصر الخِرَقيّ.

176-

محمد بْن أَبِي بَكْر عَمْرو بْن محمد بْن القاسم [3] .

أبو غالب الشّيرازيّ، من شيوخ أَبِي موسى المَدِينيّ.

هُوَ نَسَبه.

وذكره أبو سعد السّمعانيّ فسمّى جدّه محمد: «أحمد» . وكذا قَالَ عبد الرحيم الحاجّيّ في «الوَفَيَات» .

تُوُفّي يوم عيد الفِطر.

وقال ابن السّمعاني: كَانَ شيخا، عالما، صالحا، سديد السّيرة، سَمِعَ:

المظفَّر البزاني، وابن شكرويه، وجماعة.

ولد سنة ستّ وستّين وأربعمائة.

وقال أبو موسى: كن خازن كُتُب الصّاحب.

177-

محمد بْن عليّ بْن محمد بن خشنام [4] .

[ () ] الحفّاظ والكبار، وكان يكبّر في الجامع خلف الخطيب، وكان سماعه صحيحا.

[1]

انظر عن (محمد بن علي الكابلي) في: الأنساب 10/ 301، 302، والتحبير 2/ 185، 186 رقم 820، والباب 3/ 18، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 76 ب.

[2]

الكابلي: بضم الباء الموحّدة. نسبة إلى كابل. وهي عاصمة أفغانستان حاليا.

[3]

انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 233 أ، والتحبير 2/ 202، 203 رقم 843، وفيه:«مُحَمَّد بن عَمْرو بن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن علي المرزبان بن شهريار الشيرازي الخازن» .

[4]

انظر عن (محمد بن علي الملحمي) في: التحبير 2/ 187، 188، رقم 823، والأنساب 11/ 465، 466، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 67 ب.

وورد في (التحبير) : «خوشنام» .

ص: 165

المَرْوَزِيّ، المُلْحَمِيّ [1] ، الصُّوفيّ [2] .

شيخ معمّر، عاش بضْعًا وتسعين سنة، فيه خير ودين.

سُمع منه سنة أربعٍ وستّين، من عبد العزيز بْن موسى القصّاب [3] عَن الدّهّان، عَنْ فاروق الخطّابيّ.

روى عَنْهُ: السّمعانيّ [4] ، وعبد الرّحيم.

178-

محمد بْن علي بْن محمد بْن علي [5] .

أبو العزّ البُسْتيّ، الصُّوفيّ.

سَمِعَ بمَرْو، وغيرها جماعة، وسافر الكثير، وسلك البوادي عَلَى التّجريد والوحدة.

وحدَّث عَنْ: موسى بْن عِمران، وجماعة، حتّى إنّه روى عن السّفليّ.

قَالَ السّمعانيّ: كتبت عَنْهُ بمَرْو وبشاوَر، وكان شيخنا إسماعيل بْن أَبِي سعد يسيء الثّناء عَلَيْهِ.

وُلِد سنة 471، ومات في ثاني ذي القعدة.

179-

محمد بْن محمد بْن الطّبْر [6] .

أبو الفرج القصريّ، الضّرير، المقرئ.

[1] الملحميّ: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما. (الأنساب) .

[2]

زاد في (التحبير) : «الكواز» .

[3]

في الأصل: «القطان» .

[4]

وهو قال: كان شيخا صالحا، عفيفا، مستورا، مكتسبا، كثير الرغبة في مجالس الخير والعمل، عمّر العمر الطويل، ووجد شيخنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب سماعه في كتاب «السنن» لأبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، عن أبي عمر عبد العزيز بن موسى القصاب المعلّم، بقراءة جدّي الإمام أبي المظفّر في سنة أربع وستين وأربعمائة، عن أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان المقرئ، عن فاروق. قرأت عليه من أول الكتاب قدر ورقتين، ولا حدّث بشيء إلا ذلك القدر. ولم يحدّثنا عن شيخه إلا هو. وكانت ولادته تقديرا سنة ست أو سبع وأربعين وأربعمائة بمرو.

[5]

انظر عن (محمد بن علي البستي) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني.

[6]

لم أجده.

ص: 166

عن: ابن طلحية النِّعاليّ، وابن البَطَر، وجماعة.

وعنه: أبو سعْد السَّمْعانيّ، وأبو القاسم بْن عساكر، وعليّ بْن أحمد بْن وهْب.

شيخ ابن النّجّار، وهو صالح خيّر لا بأس بِهِ، يؤمّ بمسجد.

تُوُفّي في جُمادَى الآخرة وأنّما أضرّ بأخَرَة.

180-

المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الحسين بْن أَبِي طاهر [1] .

أبو بَكْر الخفّاف، البغداديّ، الظَّفَريّ، المفيد. كَانَ يفيد الغُرباء عَن الشّيوخ.

سَمِعَ الكثير، وأفْنَى عُمره في الطَّلَب. وسمع العالي والنّازل. وأخذ عمّن دبّ ودَرَج، وما يدخل أحد بغدادَ إلّا ويبادر ويسمع منه.

قَالَ ابن السّمعانيّ: وهو سريع القراءة والخطّ، يشبه بعضه بعضا في الرّداءة. وكان يدور معي عَلَى الشّيوخ.

سَمِعَ: أَبَا القاسم بْن بَيَان، وأبا عليّ بْن نبهان، وعليّ بْن أحمد بْن فتحان الشّهرزوريّ، فمن بعدهم.

سمعت منه وسمع منّي، وقال لي: وُلِدتُ في سنة تسعين وأربعمائة.

تُوُفّي في تاسع وعشرين جُمادى الأولى.

وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [2] : أبو بَكْر المفيد، يُعرف أَبُوهُ بالخفّاف، سَمِعَ خلقا كثيرا، وما زال يسمع العالي والنّازل، ويتتبّع الأشياخ في الزّوايا، وينقل السّماعات، فلو قِيلَ: إنّه سَمِعَ من ثلاثة آلاف شيخ لما رُدَّ القائل.

وانتهت إِلَيْهِ معرفة المشايخ، ومقدار ما سمعوا والإجازات لكثرة دربته في

[1] انظر عن (المبارك بن كامل) في: المنتظم 10/ 137 رقم 208 (18/ 70 رقم 4157) ، والكامل في التاريخ 11/ 136، والعبر 4/ 119، 120، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 299، 300 رقم 203، ومرآة الجنان 3/ 279، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 414، 215 رقم 101، ولسان الميزان 5/ 11، 12، وكشف الظنون 199، وشذرات الذهب 4/ 135، 136، وهدية العارفين 2/ 2، والأعلام 6/ 151، ومعجم المؤلفين 8/ 173.

[2]

في المنتظم.

ص: 167

ذَلكَ. وكان قد صحِب هَزَارسبَ [1] بْن عَوَض، ومحمود الأصبهانيّ، إلّا أنّه كَانَ قليل التّحقيق فيما ينقل من السّماعات، لكونه، يأخذ عَنْ ذَلكَ ثمنا، وكان فقيرا إلى ما يأخذ، ولكن كثير التّزويج والأولاد [2] .

181-

المبارك بْن المبارك بْن أَبِي نصر بْن زُوما [3] .

أبو نصر البغداديّ، الحنْبليّ، الرّفاء، ثمّ تحوَّل شافعيّا وتفقّه عَلَى أَبِي سعد المِيهنيّ. وبرع في المذهب، وكان من الصُّلحاء العُبّاد [4] .

سَمِعَ من: أُبَيّ النَّرْسيّ، وطبقته.

وحدَّث.

ومات كهْلًا، رحمه الله.

182-

منير بْن محمد بْن منير [5] .

أبو الفضل النَّخَعيّ [6] ، الرّازيّ، واعظ.

سَمِعَ ببغداد: عاصم بْن الحَسَن، ومالك البانياسيّ، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، وجماعة.

روى عَنْهُ: عبد الوهّاب بْن سُكَيْنَة، وغيره.

قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ عَلَى التَّرِكات، وسمعت جماعة يسيئون الثّناء عليه. كتبت عنه.

[1] في الأصل: «هزارست» ، وورد في الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 214 «هزارست» ، وفي.

شذرات الذهب «هزاراست» .

[2]

وقال ابن النجار: أفاد الطلبة والغرباء، وخرّج التخاريج، وجمع مجموعات، منها كتاب «سلوة» الأحزان» نحو ثلاثمائة جزء وأكثر، وحدّث بأكثر ما جمعه، وبقليل من مرويّاته، وسمع من الكبار والقدماء.

وكان صدوقا مع قلّة فهمه ومعرفته، وخرّج لنفسه معجما لشيوخه.

[3]

انظر عن (المبارك بن المبارك) في: المنتظم 10/ 136، 137 رقم 207 (رقم 207 (18/ 69، 70 رقم 4156)، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 299 وفيه:«روما» .

[4]

وقال ابن الجوزي: وتفقّه على شيخنا الدينَوَريّ، وتفقّه على أسعد ثم على ابن الرزّاز، وبرز في الفقه، ثم أخرج من المدرسة إخراجا عنيفا.

[5]

لم أجده.

[6]

النّخعيّ: بفتح النون والخاء المعجمة بعدها العين المهملة. هذه النسبة إلى النّخع، وهي قبيلة من العرب نزلت الكوفة. (الأنساب 12/ 60) .

ص: 168