الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الغين
-
385-
غالب بْن أحمد بْن المسلم [1] .
أبو نصر الأَدَميّ، الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أبا الفضل بْن الفرات، وأبا الحسين بْن زهير.
وعنه: ابن عساكر، وابنه القاسم.
-
حرف اللام
-
386-
لوط بْن عليّ [2] .
الأصبهانيّ، أبو مطيع الخبّاز.
سَمِعَ: أبا مطيع المصريّ، وغيره.
أخذ عَنْهُ: السّمعانيّ [3] .
لعلّه تُوُفّي في هذا العام.
-
حرف الميم
-
387-
محمد بْن إسماعيل بْن الحافظ أَبِي صالح أحمد بْن عَبْد المُلْك [4] .
النَّيْسابوريّ، المؤذّن، الإمام أبو عبد الله.
إمام كبير، فاضل، مُنَاظِر، فقيه.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وعليّ بْن أحمد المَدِينيّ.
ومولده في سنة ثمانين وأربعمائة.
وقد انتقل بِهِ أَبُوهُ إلى كَرْمان فسكنها.
[1] انظر عن (غالب بن أحمد) في: تاريخ دمشق، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 20/ 199 رقم 66.
[2]
انظر عن (لوط بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 196 أ، والتحبير 2/ 47 رقم 650.
[3]
وقال: كان كهلا، صالحا، من أولاد المحدّثين
…
سمعت منه مجلسا من أمالي أبي سعيد النقاش. وكانت ولادته بعد سنة ثمانين وأربعمائة، وتوفّي بعد سنة ست وأربعين وخمسمائة، فإنه كتب الإجازة لأولادي في هذه السنة.
[4]
انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: المنتظم 10/ 149 رقم 224 (18/ 86 رقم 4173) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 66، 67.
قَالَ أبو الفَرَج بْن الْجَوْزيّ [1] : قدِم إلى بغداد رسولا من صاحب كَرْمان في سنة ستٍّ وثلاثين. وقدِم رسولا إلى السّلطان في سنة أربعٍ وأربعين.
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة سبْعٍ بكَرْمان.
وقد سَمِعَ منه ابن السّمعانيّ، وابنه عبد الرحيم بنَيْسابور لمّا قدِمَها بعد الأربعين.
قَالَ ابن النّجّار: روى عَنْهُ عبد الواحد بْن سلطان.
388-
محمد بْن جعفر بْن خيرة.
أبو عامر، مولى ابن الأفْطَس، البَلَنْسِيّ.
سَمِعَ: أبا الوليد الوقْشيّ، ولازَمَه. وقد تُكلِّم في روايته عَنْهُ لِصِغَره.
وسمع من: أَبِي داود، وطاهر بْن مفوَّز.
وولي خَطابة بَلَنْسِية مدَّةً. وطال عُمره، وجمع كُتُبًا كثيرة.
حدَّث عَنْهُ: أبو القاسم بْن بَشْكُوال، وأبو عبد الله بْن حُمَيْد، وأبو بَكْر بْن أَبِي جمرة، وعبد المنعم بْن الفَرَس.
وتُوُفّي في ذي القعدة رحمه الله، وقد قارب المائة.
389-
مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد [2] .
الأستاذ، المقرئ، أبو عبد الله الدّانيّ، المعروف بابن غلام الفَرَس، وبابن الفَرَس. وهو لَقَبُ رجلٍ من تُجّار دانية.
أخذ أبو عبد الله القراءات عَنْ: أبي داود، وأبي الحسن بن الدوش، وأبي
[1] في المنتظم.
[2]
انظر عن (محمد بن الحسن) في: بغية الملتمس للضبيّ 70، وإنباه الرواية 3/ 105، 106، وتكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 475، ومعجم شيوخ الصدفي 164، 165، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر السادس 163- 166، والعبر 4/ 126، ومعرفة القراء الكبار 1/ 505، 506 رقم 456، والمعين في طبقات المحدّثين 162، رقم 1750، والإعلام بوفيات الأعلام 124، وتلخيص ابن مكتوم 201، ومرآة الجنان 3/ 285، وغاية النهاية 2/ 221، 222، رقم 2939، والمقفّى الكبير للمقريزي 5/ 562، 563 رقم 2092، وتبصير المنتبه 1075، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وتاريخ الخلفاء 442، وشذرات الذهب 4/ 144، وشجرة النور الزكية 1/ 142 رقم 414 وهو في سير أعلام النبلاء 10/ 185 دون ترجمة.
الحسين بْن يحيى بْن أَبِي زيد بْن البياز، وأبي الحسن بْن شفيع.
وسمع من: أبي علي بن سكرة، وأبي محمد بن أَبِي جعفر.
وحجَّ سنة سبْعٍ وعشرين، فسمع من: أبي طاهر السّلفيّ، وأبي شجاع البسطاميّ.
ذكره الأبّار [1] قال: تصدّر بعد الثّلاثين وخمسمائة للإقراء، والرواية، وتعليم العربيَّة، وكان صاحب ضبْطٍ وإتقان، مشاركا في علوم جمّة يتحقّق منها بعلم القرآن والأدب. وكان حسن الضّبط والخطّ، أنيق الوراقة. رحل النّاس إليه للسّماع منه والقراءة عليه، وولي خطابة دانية. وكان مولده في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
قلت: قرأ عَلَيْهِ جماعة منهم محمد بْن عليّ بْن أَبِي العاص النفزيّ شيخ الشّاطبيّ، وأبو جعفر أحمد بْن عليّ الحصّار شيخ عَلَم الدّين القاسم اللُّورَقيّ، وعبد اللَّه بْن يحيى بْن صاحب الصّلاة، ويوسف بْن سليمان البَلَنْسيّ، وأبو الحجّاج يوسف بن عبد الله الدّانيّ.
390-
محمد بن خلف [2] .
أبو الحسن الغسّانيّ، اللّبليّ [3] ، الشّلبيّ [4] .
أخذ القراءات عَنْ: إسماعيل بْن غالب، وأبي القاسم بْن النّخّاس، وسمع منه، ومن: ابن شِيرِين.
وعُنِي بالفقه، وشوّوِر في الأحكام، وولي قضاء شِلْب.
وتُوُفّي في جَمادى الآخرة.
391-
محمد بْن علي بْن المبارك [5] .
أبو المفضّل الواسطيّ، ثمّ البغداديّ، الحمّاميّ، الصّائغ.
[1] في تكملة الصلة 1/ 475.
[2]
انظر عن (محمد بن خلف) في: المقفّى الكبير للمقريزي 5/ 632 رقم 2230.
[3]
اللّبليّ: بفتح أوله ثم السكون، ولام أخرى. نسبة إلى لبلة. قصبة كورة بالأندلس كبيرة يتصل عملها بعمل أكشونية وهي شرق من أكشونية وغرب من قرطبة. (معجم البلدان 5/ 10) .
[4]
الشلبي: بكسر الشين المعجمة وسكون اللام. نسبة إلى مدينة شلب. وقد تقدّم التعريف بها.
[5]
انظر عن (محمد بن علي بن المبارك) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، وأبا طاهر بْن الباقِلّانيّ.
كتب عَنْهُ: السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في جُمادَى الآخرة.
392-
محمد بْن علي بْن الحسن بْن سَلْم بْن العبّاس [1] .
الخصيب، التّميميّ، الأَزَجيّ.
سَمِعَ: رزق اللَّه التّميميّ، وابن طلحة النِّعاليّ، وغيرهما.
وعنه: أبو سعد السّمعانيّ، وأحمد بْن الحسن العاقوليّ.
وهو ابن عمّ الخصيب ابن المؤمَّل تُوُفّي في رجب، وله اثنتان وثمانون سنة.
393-
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يوسُف بْن مُحَمَّد [2] .
القاضي، أبو الفضل الأُرْمَويّ [3] ، الفقيه، الشّافعيّ. من أهل أُرْمِية.
وُلِد سنة تسعٍ وخمسين وأربعمائة ببغداد.
وسمّعوه من: أَبِي جعفر ابن المسلمة، وأبي الحسين بْن المهتديّ باللَّه، وعبد الصّمد بْن المأمون، وأبي بَكْر محمد بْن عليّ الخيّاط، وجابر بْن ياسين.
وتفرّد بالرّواية عَنْهُمْ بالسّماع.
وسمع أيضا من: أَبِي الحسين بْن النَّقُّور، وأبي نصر الزَّيَنْبيّ.
قَالَ ابن السّمعانيّ: هُوَ فقيه، إمام، متديّن، ثقة، صالح، حَسَن الكلام في المسائل، كثير التّلاوة للقرآن.
تفقَّه عَلَى الشّيخ أَبِي إسحاق الشّيرازيّ.
وقال ابن الجوزيّ [4] : سَمِعْتُ منه بقراءة شيخنا ابن ناصر، وقرأت عليه
[1] انظر عن (محمد بن علي بن الحسن) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
[2]
انظر عن (محمد بن عمر) في: المنتظم 10/ 149 رقم 225 (18/ 85 رقم 4174) ، والأنساب 1/ 191، 192، ومعجم البلدان 1/ 159، والكامل في التاريخ 11/ 175، والإعلام بوفيات الأعلام 224، وسير أعلام النبلاء 20/ 183- 185 رقم 119، ودول الإسلام 2/ 62، والعبر 4/ 127، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 33، 34، ومرآة الجنان 3/ 285، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 92، والوافي بالوفيات 4/ 245، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 112، 113، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وشذرات الذهب 4/ 145.
[3]
الأرمويّ: نسبة إلى أرمية، بضم الهمزة وسكون الراء وفتح الميم، وهي من بلاد أذربيجان.
[4]
في المنتظم 10/ 149 (18/ 86) .
كثيرا، من حديثه. وكان فقيها. تفقه عَلَى أَبِي إسحاق. وكان ثقة، ديّنا، كثير التّلاوة.
وكان شاهدا فَعُزِلَ.
وتُوُفّي في رجب.
قلت: في رابعه.
وقد حدَّث عَنْهُ: السِّلَفيّ، وابن عساكر [1] ، وابن السّمعانيّ، وعبد الخالق بْن أسد، وعمر بْن طَبَرْزَد، وإبراهيم بْن هبة اللَّه بْن البُتَيت، والقاضي أبو المعالي أسعد بْن المُنَجّى [2] ، ومحمد بْن عليّ بْن الطُرّاح، والمبارك بْن صَدَقَة الحاسب، ويونس بْن يحيى الهاشميّ، والشّيخ عُمَر بْن مسعود البزّاز، وعليّ بْن يحيى الحماميّ ابن أخت ابن الْجَوْزيّ، وزاهر بْن رستم، وعبد اللّطيف بْن أَبِي النَجيب الشّهْرُزُوريّ، وعثمان بْن إبراهيم بْن فاس السِّيبيّ، وأخوه إسماعيل، وشجاع بْن سالم البيطار، وأبو اليُمْن زيد بْن الحسين الكِنْديّ، وداود بْن مُلاعِب، وأخته حفْصَة، وسِبْط الأُرْمَوِيّ، يوسف بْن محمد بْن محمد بْن عُمَر، وموسى بْن سعيد ابن الصَّيْقَليّ الهاشميّ، وإسماعيل بْن سعد اللَّه بْن حمدي، وعبد الرحمن بْن عبد الغَنِيّ الغسّال الحنبليّ، والمظفَّر بْن غَيْلان الدّقّاق، وسعيد بن محمد الرّزّاز، وبزغش عتيق ابن حمدي، وأبو الفتح أحمد بْن عليّ الغَزْنويّ الحَنَفيّ، ويحيى بْن محمد بْن عبد الجبّار العَوْفيّ، ومسمار بْن العُوَيس النَّيَّار، وعبد الرحمن بْن المبارك بْن المشتري، وأحمد بْن يوسف بْن صرما.
وآخر من روى عَنْهُ بالسّماع الفتْح بْن عبد السّلام.
وكان أسند من بقي بغداد. ولي في شبيبته قضاء دير العاقول مدَّة.
394-
محمد بْن محمد بْن محمد [3] .
أبو بَكْر الخُلْميّ [4] ، الحنفيّ، المعروف بدِهْقان خُلْم. إمامٌ كبير من أهل
[1] في مشيخته، ورقة 204 أ.
[2]
في الأصل: «المنجا» .
[3]
انظر عن (محمد بن محمد الخلمي) في: الأنساب 5/ 165، والمنتظم 10/ 150 رقم 226 (18/ 86، 87 رقم 4175) .
[4]
تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم 365) .
بلْخ، انتهت إِلَيْهِ رئاسة أصحاب أَبِي حنيفة ببلْخ. وكان إمام الجامع ببلْخ.
وكان مولده في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
قَالَ ابن السّمعانيّ: كَانَ إمامًا فاضلًا، مُفْتِيًا، مناطرا، حَسَن الأخلاق، حجّ سنة ستٍّ وعشرين. وسمع ببلْخ من جماعة. حضرتُ بمجلس إملائه ببلْخ.
ومات في ثاني شعبان، ودُفِن بداره.
395-
محمد بْن المحسّن بْن أحمد [1] .
أبو عبد الله السُّلَمّي، الدّمشقيّ، الأديب، المعروف بابن المَلَحيّ. ومَلَح قرية بحَوْران. ويقال ابن الملحي بالتّخفيف. كَانَ أَبُوهُ قد غلب عَلَى حلب ووليها مدَّة، وكان معه بها. ثمّ سكن دمشق.
ولقي جماعة من الأدباء. وسمع عدَّة دواوين. وكان شرّيبا للخمر، قاله الحافظ ابن عساكر.
وقد سَمِعَ من: جعفر السّرّاج، وغيره.
وتُوُفّي في شعبان. وكتب لي بخطّه جزأين، يعني شِعرًا وفوائد.
396-
محمد بْن منصور بْن إبراهيم [2] .
أبو بَكْر القصْريّ.
سَمِعَ من: ثابت بْن بُنْدار، وأبي طاهر بْن سِوَار.
وقرأ القراءات.
وكان حافظا، مجوِّدًا، متفنِّنًا. وكان يُطالع «تفسير النّقاش» ويورد منه. قاله ابن الْجَوْزيّ.
وقال: كانت لَهُ شَيْبة طويلة تَعْبُر سُرّتَه.
تُوُفّي في سابع شعبان.
وقال ابن النّجّار: قرأ بالرّوايات عَلَى ابن سِوَار، وثابت بْن بُنْدار، وكان عالما بالقراءات، لَهُ حلقة بجامع المنصور يفسّر فيها كلّ جمعة.
[1] انظر عن (محمد بن المحسّن) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 319، وكتاب الروضتين 1/ 222.
[2]
انظر عن (محمد بن منصور) في: المنتظم 10/ 150 رقم 227 (18/ 87 رقم 4179) .
قرأ عليه وجماعة.
وروى عَنْهُ: عبد الرحمن بْن عبد السّيّد.
قَالَ أبو محمد بْن الخشّاب: سَمِعَ بالسَّنَد، ورأى الشّيخ أبا بَكْر القصْريّ، فكأنّه قد رآهم.
وعاش سبعين سنة. ومات رحمه اللَّه تعالى.
397-
محمد بْن منصور بْن عبد الرحيم [1] .
أبو نصْر بْن الحُرْضِيّ [2] ، النَّيْسابوريّ، الأُشْنانيّ.
شيخ صالح، من أبناء المياسير والنِّعَم، فضربه الزّمان وافتقر.
وكان مولده في ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وسمع: أبا القاسم القُشَيْريّ، ويعقوب بْن أحمد الصَّيْرفيّ، وأحمد بْن محمد البسّاميّ الأديب، والفضل بْن المحِبّ، وعثمان المَحْميّ، وأبا بَكْر محمد بْن يحيى المزكّي.
قَالَ عبد الرحيم السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه بنَيْسابور أربعة مجالس لأبي القاسم القُشَيْريّ، وثلاثة مجالس المَخْلَديّ، وكتاب «التّاريخ للصّوفيَّة» ، جمْع السُّلَميّ، رواه لنا عَنْ محمد بْن المزكّي، عَنْهُ.
وتُوُفّي في خامس شعبان.
أخبرنا أحمد بْن عساكر، عَنْ عبد الرحيم بْن أَبِي سعد، أَنَا محمد بْن منصور الحُرْضيّ، ثنا أبو القاسم القُشَيْريّ إملاء، أَنَا أبو عبد الله بْن باكوَيْه الشّيرازيّ: سَمِعْتُ أبا الطَّيْب بْن الفرِّخان قَالَ: قَالَ الْجُنَيْد: يَقْبُح بالفقير أن تكون عَلَيْهِ خِلْقان وسرُّه متشوّف للعالم.
[1] انظر عن (محمد بن منصور) في: التحبير 2/ 239، 240 رقم 983، والمعين في طبقات المحدّثين 162 رقم 1752، والإعلام بوفيات الأعلام 224، والمشتبه في الرجال 1/ 225، والعبر 4/ 127، وسير أعلام النبلاء 20/ 258 رقم 174، ومرآة الجنان 3/ 285، وملخص تاريخ الإسلام (مخطوط) 8/ ورقة 86 أ، وتبصير المنتبه 2/ 494، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وشذرات الذهب 4/ 145.
[2]
الحرضي: بضم الحاء، وسكون الراء، وكسر الضاد. نسبة إلى بيع الحرض وشرائه. والحرض أي الأشنان، وحرض الرجل ثوبه إذا صبغه بالإحريض أي العصفر. (تاج العروس 5/ 19 مادّة حرض) .
قلت: وروى عَنْهُ: زينب الشّعريَّة.
398-
مُحَمَّد بْن هِبَة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي بن المطَّلب [1] .
أبو عبد الله، ابن الوزير أَبِي المعالي، الكَرمَانيّ.
سَمِعَ: ابن طلْحة النِّعَالِيِّ، وثابت بْن بُنْدار، وأبا عبد الله بْن البُسْريّ، وجماعة. وحدَّث.
قَالَ: ابن السّمعانيّ: قرأتُ عَلَيْهِ أحاديث، وكان متشيّعا.
تُوُفّي في المحرَّم ببغداد.
وروى عَنْهُ أبو أحمد بْن سُكَيْنَة.
399-
محمد بْن يحيى بْن خليفة بْن ينق [2] .
أبو عامر الشّاطبيّ.
قَالَ الأَبّار: قرأ عَلَى محمد بْن فرح المِكْناسيّ.
وسمع من: أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة.
وأخذ بقُرْطُبة عَنْ: أَبِي الحسن بْن سِراج. ومَهَرَ في الأدب، والعربيَّة، وبلغ الغاية من البلاغة، والكتابة، والشّعر.
ولقي أبا العلاء بْن زهر، فأخذ عَنْهُ عِلْم الطّبّ ولازَمَه وساعده الجدّ، وبَعُد صِيتُه في ذَلكَ، مَعَ المشاركة في عدَّة علوم.
وكان رئيسا، معظَّمًا، جميل الرواء.
وله تَصْنيف كبير في الحماسة، وتصنيف آخر في ذكر ملوك الأندلس، والأعيان والشّعراء.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله المِكْناسيّ.
وعاش بضْعًا وستّين سنة.
وتُوُفّي في آخر العام.
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 150 رقم 228 (18/ 87 رقم 4177) .
[2]
انظر عن (محمد بن يحيى) في: التكملة لابن الأبّار 198، والوافي بالوفيات 5/ 196، وبغية الوعاة 1/ 261 وفي الأخيرين:«نيق» بتقديم النون.
وورد في سير أعلام النبلاء 20/ 185 دون ترجمة.
400-
محمد بْن يحيى بْن محمد بْن أَبِي إسحاق بْن عَمْرو بْن العاص [1] .
أبو عبد الله الأنصاريّ، الأندلسيّ، اللُّرّيّ. ولُرِّيَّة [2] من عمل بلنسية.
أخذ عن مشيخة بلده، ثمّ نزح عَنْهُ في الفتنة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
وسكن جَيَّان سبعة أعوام.
وأخذ القراءات عَنْ: أَبِي بَكْر بْن الصّبّاغ.
وكان قصد أبا داود سنة ستّ وتسعين، فلقيه مريضا مرض الموت.
وسمع من: أبي محمد البطليوسيّ.
وأقرأ النّاس. وكان ذا بصر بالتّجويد.
ترجمه الأبّار، وقال: روى عَنْهُ شيخنا أبو عبد الله بْن نوح الغافِقيّ، وأبو عبد الله بْن الحسين الأُنْدِيّ.
تُوُفّي في شوّال، وقد قارب الثّمانين.
401-
محمد بْن يونس بْن محمد بْن مغيث [3] .
أبو الوليد القُرْطُبيّ.
من بيت العِلم والجلالة.
سَمِعَ من: أَبِي عليّ الغسّانيّ، ومحمد بْن فَرَج، وأبي الحسن العَبْسيّ، وخازم بْن محمد.
وأكثر عَنْ والده. وكان صالحا، خيِّرًا، كثير الذّكر، والصّلاة، طويلها.
وكان إمام جامع قُرْطُبَة. وقد شوِّور في الأحكام.
مات في شعبان. ومولده في أول سنة ثمانين.
وسمع وله خمس عشرة سنة.
402-
محمد بن أبي أحمد بن محمد [4] .
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 478، ومعرفة القراء الكبار 2/ 520 رقم 463، وغاية النهاية 2/ 277 رقم 3529.
[2]
لرّيّة: بضم اللام، وكسر الراء وتشديد الياء.
[3]
انظر عن (محمد بن يونس) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 592 رقم 1301.
[4]
انظر عن (محمد بن أبي أحمد) في: الأنساب 12/ 157، والتحبير 2/ 255، 256 رقم 911، ومعجم البلدان 5/ 311، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 86 ب.
أبو الفتح الحضِيريّ [1] . صالح، كثير التّلاوة، ضرير.
سَمِعَ: أبا الخير بْن أَبِي عِمران الصّفّار.
أخذ عَنْهُ: ابن السّمعانيّ [2] .
ومات في ذي القعدة عَنْ بضْعٍ وثمانين سنة بقرْيته.
403-
المبارك بْن هبة اللَّه بْن سليمان [3] .
أبو المعالي بْن الصّبّاغ، البغداديّ، الواعظ، المعروف بابن سُكرة، المحدِّث.
سَمِعَ الكثير، وأفاد.
وأخذ عَنْ: أَبِي سعد بْن الطُّيُوريّ، وأبي طالب عبد القادر بْن يوسف، وطبقتهما.
وتُوُفّي في ربيع الآخر عَنْ: سبْعٍ وخمسين سنة.
404-
مدبّر بْن عَلِيِّ بْن أَحْمَدَ بْن عليّ [4] .
أبو بَكْر التّميميّ، الخُراسانيّ، المقرئ بالألحان بأصبهان بين يدي الوعّاظ.
كان صالحا، مستورا.
[1] في الأنساب، والتحبير:«الحصيري» بالصاد المهملة. والمثبت يتفق مع: معجم البلدان، والملخص، والأصل.
[2]
وهو قال: قرأت عليه بعض «الصحيح» للبخاريّ، وسألته عن ولادته فقال: تقديرا سنة اثنتين وأربعمائة. (التحبير) وفي نسبته زيادة: «النّوسي» أو «النّوشي» . قال ابن السمعاني:
«النّوسي» : بفتح النون، وسكون الواو، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى نوس، وهي قرية بمرو. واختص بهذه التسمية ثلاث قرى، إحداها: نوس بايه المعروفة بنوس كارنجان، والثانية: نوس فراهينان، قريتان، متصلتان، والثالثة: نوس مخلدان عند مرغوم.
ويقال بالعجمية لكل واحدة منها: نوج، بالجيم. وأبو الفتح من أهل نوس كارنجان.
(الأنساب) . وفي (التحبير) : «نوس كنارنجان» . وفي (معجم البلدان) : نوش، ويقال: نوج بالجيم. وقال: قال في التحبير: «محمد بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحضيري أبو الفتح النوشي بالرحمة من أهل قرية نوش كناركان. وأقول: الموجود في التحبير: «محمد بن أبي أحمد» . وليس فيه: «المعروف بالرحمة» .
[3]
انظر عن (المبارك بن هبة الله) في: المنتظم 10/ 88 رقم 4179 (18/ 151 رقم 230) .
[4]
انظر عن (مدبر بن علي) في: معجم شيوخ ابن السمعاني.
سَمِعَ: أبا مطيع المصريّ، وأبا العبّاس بْن أشته.
كتب عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: تُوُفّي في ذي الحجَّة. كتبَ إليَّ بذلك معمّر بن الفاخر.
405-
مسعود بن محمد بن ملك شاه [1] .
السّلطان غياث الدّين، أبو الفتح، السَّلْجُوقيّ.
سلّمه والده السّلطان محمد في سنة خمس وخمسمائة إلى الأمير مودود صاحب المَوْصل ليربّيه. فلمّا قُتِلَ مودود وولي الموصل الأمير آقسُنْقُر البُرْسُقيّ، سلّمه والده إِلَيْهِ أيضا، ثمّ سلّمه من بعده إلى خُوشْ بَك صاحب الموصل أيضا، فلمّا تُوُفّي والده وتملَّك بعده ولده السّلطان محمود، حسّن خُوش بَك للسّلطان مسعود الخروجَ عَلَى أخيه، وطمّعه في السّلْطَنَة. فجمع مسعود العساكر، وقصد أخاه، فالتقيا بقرب هَمَذَان في سنة أربع عشرة، أو في أواخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، فكان الظَّفَر لمحمود. ثمّ تنقلت الأحوال بمسعود، وآل بِهِ الأمر إلى السّلطنة، واستقلّ بها في سنة ثمانٍ وعشرين. ودخل بغداد، واستوزر الوزير شرف الدّين أنوشروان بْن خَالِد وزير المسترشد باللَّه.
قَالَ ذَلكَ ابن خَلِّكان [2]، وقال: كان سلطانا، عادلا، ليّن الجانب، كبير
[1] انظر عن (مسعود بن محمد) في: المنتظم 10/ 151 رقم 231 (18/ 88، 89 رقم 4180) ، وتاريخ دولة آل سلجوق 152، 161، 196، 208، والكامل في التاريخ 11/ 160- 163، والتاريخ الباهر 105، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 218- 222، وذيل تاريخ دمشق 319، وكتاب الروضتين 1/ 222، 223، وزبدة التواريخ 228- 230، وتاريخ مختصر الدول 208، وتاريخ الزمان 169، ووفيات الأعيان 5/ 200- 202، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 129، والمختصر في أخبار البشر 3/ 23، 24، ونهاية الأرب 27/ 52، والعبر 4/ 128، 147، وسير أعلام النبلاء 20/ 384- 386 رقم 259، والإعلام بوفيات الأعلام 224، ودول الإسلام 2/ 62، وتاريخ ابن الوردي 2/ 51، وعيون التواريخ 12/ 462- 464، والبداية والنهاية 12/ 230، ومرآة الجنان 3/ 285، 286، والجواهر الثمين 207، 208، وتاريخ ابن خلدون 5/ 45، والكواكب الدرّية 140، ومآثر الإنافة 2/ 37، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 1/ 34، والنجوم الزاهرة 5/ 303، وتاريخ الخلفاء 439، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 95، وأخبار الدول 274، وشذرات الذهب 4/ 145، والعراضة في الحكاية السلجوقية لليزدي (طبعة ليدن 1327 هـ. / 1909 م.) ، والسلاجقة للدكتور أحمد كمال الدين حلمي 75.
[2]
في وفيات الأعيان 5/ 200.
النَّفْس، فرَّق مملكته عَلَى أصحابه، ولم يكن لَهُ من السّلطنة غير الاسم، ومع هذا فما ناوأه أحمد إلّا وظَفَر بِهِ. وقتل خلقا من كبار الأمراء، ومن جملة مَن قتل الخليفتين المسترشد والرّاشد، لأنّه وقع بينه وبين المسترشد وحشة قبل استقلاله بالمُلْك، فلمّا استقلّ استطال نوّابه عَلَى العراق، وعارضوا الخليفة في أملاكه، فتجهَّز وخرج لمحاربته، وكان السّلطان مسعود بهَمَذَان، فجمع جيشا عظيما، وخرج للقائه، فتصافّا بقرب هَمَذَان، فكُسِر جيش الخليفة وانهزموا، وأسِر الخليفة في طائفةٍ من كبار أمرائه، وأخذه مسعود أسيرا، وطاف بِهِ معه في بلاد أَذَرْبَيْجان، فقتل على باب مراغة كما ذكرنا.
ثمّ أقبل مسعود عَلَى اللَّهْو واللّذّات، إلى أن حَدَثَ لَهُ علَّة القَيْء والغَثَيَان، واستمرّ بِهِ ذَلكَ إلى أن مات في جُمادى الآخرة. ثمّ حُمِل إلى أصبهان ودُفِن.
وعاش خمسا وأربعين سنة.
قَالَ ابن الأثير [1] : كان كثيرا المزاح، حَسَن الأخلاق، كريما، عفيفا عَنْ أموال الرعيَّة، من أحسن السّلاطين سيرة، وأَلْيَنهم عريكة.
قلت: وجرت بينه وبين عمّه سَنْجَر منازعة، ثمّ تهادنا، وخُطِب لَهُ بعد عمّه ببغداد قبل سنة ثلاثين.
وقد أبطل في آخر أيّامه مُكُوسًا كثيرة، ونشر العدْل.
وقد استقلّ بدَسْت الخلافة في أيّام المقتفي، واتّسع ملكُه، ودانت لَهُ الأُمم. وكان فيه خيرٌ في الجملة ومَيْل إلى العلماء والصُّلَحاء، وتواضع لهم.
قَالَ ابن النّجّار: أَنَا محمد بْن سعيد الحافظ، أنبأنا عليّ بْن محمد النَّيْسابوري، أَنَا السّلطان مسعود، أَنَا أبو بَكْر الأنصاريّ، فذكر حديثا من جزء الأنصاريّ.
قَالَ أبو سعد السّمعانيّ: كَانَ بطلا، شجاعا، ذا رأيٍ وشهامة، تليق بِهِ السّلْطَنة. سمّعه عليّ بْن الحسن الغزنويّ الواعظ من القاضي أبي بكر.
[1] في الكامل 11/ 160، 161.
سَمِعَ منه جماعة.
وتُوُفّي في جُمادى الآخرة.
406-
المُظَفَّرُ بْن أردشير بْن أَبِي منصور [1] .
أبو منصور العبّاديّ، المَرْوَزِيّ، الواعظ، المعروف بالأمير.
كَانَ من أحسن النّاس كلاما في الواعظ، وأرشقهم عبارة، وأحلاهم إشارة، بارِعًا في ذَلكَ مَعَ قلَّة الدّين.
سَمِعَ من: نصر اللَّه بْن أحمد الخُشْناميّ، وعبد الغفّار الشِّيرُوِيّي، والعبّاس بْن أحمد الشّقّانّي، ومحمد بْن محمود الرشيديّ، وجماعة.
ووعظ ببغداد في سنة نيِّفٍ وعشرين وخمسمائة. ثمّ قدِمهَا رسولا من جهة السّلطان سَنْجَر سنة إحدى وأربعين، فأقام نحوا من ثلاث سِنين يعقد مجلس الوعظ بجامع القصر وبدار السّلطان، وظهر لَهُ الْقَبُولُ التّامّ من المقتفي لأمر اللَّه ومن الخواصّ. وأملى بجامع القصر.
روى عَنْهُ: عبد العزيز بْن الأخضر، وحمزة بْن القُبِّيطيّ، وأبو جعفر بْن المُكّرَّم، وغيرهم.
وكان يُضرب بِهِ المَثَل في الوعظ.
وروى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وقال: لم يكن موثوقا في دينه، وطالعت رسالة بخطّه جَمَعَهَا في إباحة شُرْب الخمر. وكان يلقّب قطب الدّين.
وقال أبو الفَرَج بْن الْجَوزيّ [2] : كَانَ يعظ، فوقع مطر، فلجأ الجماعة إلى ظلّ العقود والْجُدُر، فقال: لا تفرّوا [3] من رشاش ماء رحمة، قطر عن سحاب
[1] انظر عن (المظفر بن أردشير) في: المنتظم 10/ 150، 151 رقم 229 (18/ 87، 88 رقم 4178) ، والأنساب 8/ 337، 338، واللباب 2/ 310، ووفيات الأعيان 4/ 300، وتاريخ دولة آل سلجوق 217، وفيه «قطب الدين العبادي» ، وسير أعلام النبلاء 20/ 231، 232 رقم 150، وميزان الاعتدال 4/ 131 رقم 8603، والمغني في الضعفاء 2/ 663 رقم 6296، وعيون التواريخ 12/ 463، 464، والبداية والنهاية 12/ 230، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 310، ولسان الميزان 6/ 51، 53 رقم 194، والنجوم الزاهرة 5/ 303.
[2]
في المنتظم 10/ 150 (18/ 87) .
[3]
هكذا في الأصل. وفي المنتظم: «لا تفرّقوا» .
رحمه [1] . ولكن فرّوا من شرار نار اقتدح من زناد الغضب.
ثمّ قَالَ: ما لكم لا تعجبون، ما لكن لا تطربون؟
فقال قائل: وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ 27: 88 [2] .
فقال: التّمالك عَن المرح عند تملُّك الفَرَح قدْح في القرح [3] .
قَالَ ابن الجوزيّ [4] : وكان مثل هذا الكلام المستحسن يندر [5] في كلامه، وإنّما كَانَ الغالب عَلَى كلامه ما لَيْسَ تحت كبير مَعْنَى. وكُتِب ما قاله في مدَّة جلوسه، فكان مجلّدات كثيرة. ترى المجلّد من أوّله إلى آخره، لَيْسَ فيه خمس كلمات كما ينبغي، وسائرها لا معنى لَهُ. وكان يترسّل بين السّلطان والخليفة، فتقدَّم إِلَيْهِ أن يصلح بين ملك شاه بْن محمود وبين بدر الجوهريّ، فمضى وأصلح بينهما، وحصل لَهُ منهما مال كثير، فأدركه أجَلُه في تِلْكَ البلدة، فمات في سلْخ ربيع الآخر بعسكر مُكْرَم. وحُمِل إلى بغداد ودُفن في دكَّة الْجُنَيْد. ورثة ولدُه، ثمّ تُوُفّي، وعادت الأموال الّتي جمعها للسّلطان. وفي ذَلكَ عبرة.
وقال ابن السّمعانيّ: لم يكن لَهُ سيرة مَرْضِيَّة، ولا طريقة جميلة. سَمِعْتُ من أثق بِهِ، وهو الفقيه حمزة بْن مكّيّ الحافظ ببروجرد قال: كنت معه بأذربيجان، وبقيناه مدَّةً، فما رأيته صلّى العشاء الآخرة. كَانَ إذا احضر السّماع، وأرادوا أن يُصلّوا يَقُولُ: الصّلاة بعد السّماع. فإذا فرغوا السّماع كَانَ ينام.
ولمّا تُوُفّي حكى لي بعضُهم أنّه وجد في كُتُبه رسالة بخطّه في إباحة الخمر.
وقال ابن النّجّار: من وعْظه قولُه: لا تظنّوا أنّ الحيّات تجيء إلى القبور من خارج. إنّما أفعالكم أبقى لكم، وحيّاتكم ما أكلتم من الحرام أيّامَ حياتكم.
وعاش ستّا وخمسين سنة.
[1] في المنتظم: «نعمة» .
[2]
سورة النمل، الآية 88.
[3]
هكذا. وفي المنتظم: «قدح في القدس» .
[4]
في المنتظم.
[5]
في المنتظم: «يبدر» .
قَالَ أبو المظفَّر بْن الْجَوزيّ: [1] حكى جماعة من مشايخنا قَالَ: جلس المظفّر بْن أردشير بالتّاجيَّة بعد العصر، وأورد حديث «ردّت الشّمس» لعليّ كرّم اللَّه وجهه، وأخذ في فضائله، فنشأت سحابة غطّت الشّمس، وظنّ النّاس أنّها غابت، فأومأ إلى الشّمس وارتجل:
لا غربي يا شمسُ حتّى ينتهي
…
مَدْحي لآل المُصْطَفَى ولنجلِهِ
واثْنِي عِنَانَكِ إن أَرَدْتِ ثناءَهُم
…
أَنَسِيتِ إذ كَانَ الوقوفُ لأجلِهِ
إنْ كَانَ للمولَى وقوفٌ فلْيَكُنْ
…
هذا الوقوفُ لخَيْلِهِ ولرَجْلِهِ.
فطلعت الشّمس من تحت الغيم، فلم يُدرى ما رُمي [عَلَيْهِ] من الأموال والثّياب.
407-
المنصور بْن محمد بْن الحاجّ داود بْن عُمَر [2] .
أبو عليّ اللّمْتُونيّ، الصَّنْهاجيّ، الأمير.
سَمِعَ بقُرْطُبة من: أَبِي مُحَمَّد بْن عَتّاب، وأبي بحر بْن العاص، وبُمْرسِية من: أَبِي عليّ بْن سُكَّرَة.
وكان من رؤساء لمتُونَة وأُمرائهم، موصوفا بالذّكاء، عارفا بالحديث والآثار. جمع من الكتب النّفيسة ما لم يجمعْه أحد. وكان متولّيا عَلَى بَلَنْسِية ليحيى بْن عليّ بْن [غانية][3] أيّام كونه بها نحوا من أحد عشر عاما.
وعاش ستّين سنة. وهو فخر صَنْهاجَة ما لهم مثله. قال الأَبّار.
408-
موسى بْن الخليفة المقتدي عبد الله بْن محمد [4] .
العبّاسيّ، أخو المستظهر باللَّه.
وُلِد في سنة اثنتين وسبعين. وعاش خمسا وسبعين وسنة.
توفّي في ذي القعدة.
[1] قول ابن الجوزي ليس في المنتظم. وأظنّ أن المؤلّف- رحمه الله وهم به، لأنه لم يقل ذلك في سير أعلام النبلاء 20/ 232 بل عزا القول إلى مجهول فقال: وقيل.
[2]
انظر عن (المنصور بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[3]
بياض في الأصل. والمستدرك من: البيان المغرب 67 وغيرها.
[4]
انظر عن (موسى بن المقتدي) في: الكامل في التاريخ 10/ 116.