الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وأربعين وخمسمائة
-
حرف الألف
-
188-
أَحْمَد بْن الوزير نظام المُلْك الحَسَن بْن عليّ بْن إسحاق [1] .
أبو نصر الطُّوسيّ، الصّاحب، الرّئيس.
سكن بغداد عند مدرسة والده، وكان وزيرا، في دولتي الخليفة والسّلطان، وآخر ما وَزَرَ للمسترشد باللَّه في رمضان سنة ستّ عشرة وخمسمائة، وعُزِل بعد ستَّة أشهر، ولزِم منزله، ولم يتلبَّس بعدها بولاية.
وآخر من روى عَنْهُ حفيده الأمير داود بْن سليمان بْن أحمد.
وكان صدرا، بهيّ المنتظر، مليحَ الشَّيْبة، يملأ العين والقلب، قعد عَن الأشغال، وكان جليس يَمْنَة.
وحدَّث عَنْ: أبيه، وأبي الفضل الحسناباذيّ، وغيرهم، وأبو الفضل كان عبد الرّزّاق الرّاوي، عَن الحافظ ابن مَرْدَوَيْه، وغيره.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ، وذكره في «معجمه» ، وقال: تُوُفّي في الخامس والعشرين مِن ذي الحجة، ودُفِن بداره. عاش تسعا وسبعين سنة.
189-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
[1] انظر عن (أحمد بن نظام الملك) في: المنتظم 10/ 138، 139 رقم 209 (18/ 72 رقم 4158) ، والكامل في التاريخ 11/ 147، والفخري 306، وسير أعلام النبلاء 20/ 236 رقم 153، والبداية والنهاية 12/ 226، والوافي بالوفيات 6/ 321.
[2]
انظر عن (أحمد بن عبد الله البهوني) في: معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 14 أ، والتحبير 2/ 444، 445 رقم 5 (بالملحق) ، ومعجم البلدان 1/ 517، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 38، 39، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 68 ب.
أبو نصر البَهْوَنيّ [1] . وبَهْوَنَة: من قرى مَرْو.
إمام فاضل، لكن اختلط في آخر عمره واختلّ.
سَمِعَ: هبة اللَّه بْن عبد الوارث الشّيرازيّ، وأبا سعيد محمد بْن عليّ البَغَويّ.
ذكره ابن السّمعانيّ في «مُعْجَمه» [2]، وقال: تُوُفّي في ربيع الآخر [3] .
190-
أحمد بْن عبد الباقي بْن الجلّا [4] .
أبو البَرَكات، أمين القاضي ببغداد.
حدَّث عَنْ: نصر بْن البَطِر.
وعنه: ابن السّمعانيّ، وإبراهيم بْن سُفْيان بْن مَنْدَهْ.
وكان مقرئا، مجوِّدًا.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
191-
أحمد بْن علي بْن أَبِي جعفر بْن أَبِي صالح [5] .
الإمام، أبو جعفر البَيْهَقيّ، النَّحْويّ، المفسّر، المعروف ببو جَعَفْرَك.
نزيل نَيْسابور، وعالِمها.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ إماما في القراءة، والتّفسير، والنَّحْو، واللّغة، وصنَّف
[1] البهوني: بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، والنون. نسبة إلى بهونة: اسم لإحدى القرى من بنج ديه.
[2]
ورقة 14 أ.
[3]
وزاد في التحبير: ولد في العشرين من شعبان سنة ست وستين وأربعمائة.. كان إماما فاضلا، متفنّنا، مناظرا، مبرّزا، عارفا بالأدب واللغة، مليح الشعر، نظر في علوم الأوائل وحصّل منها طرفا، مع حسن الاعتقاد، وسرعة الدمعة والمواظبة على الصلاة. سمعت منه كتاب «فضيلة العلم والعلماء» من جمع هبة الله الشيرازي بروايته عنه. وكان قد اختلّ في آخر عمره واختلط وخفّ دماغه.
[4]
لم أجده. ولعلّه في معجم شيوخ ابن السمعاني.
[5]
انظر عن (أحمد بن علي بن أبي جعفر) في: معجم الأدباء 4/ 49- 51، وإنباه الرواية 1/ 89، 90، وتذكرة الحفاظ 4/ 1306، وسير أعلام النبلاء 20/ 208، 209 رقم 132، والوافي بالوفيات 7/ 214، 215، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 188، وطبقات المفسّرين للسيوطي 4، وبغية الوعاة، له 1/ 46، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 54، 55، وكشف الظنون 269، 1619، 2052، وروضات الجنات 71، وهدية العارفين 1/ 84، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 239.
المصنَّفات المشهورة.
وسمع: أحمد بْن محمد بْن صاعد، وعليّ بْن الحسين بْن العبّاس الصَّنْدليّ.
وولد في حدود السّبعين وأربعمائة.
وذكره جمال الدّين القفْطيّ في «تاريخ النَّحْويّين» [1] فقال: صنَّف التّصانيف المشهورة، منها كتاب «تاج المصادر» . وظهر لَهُ تلامذة نُجباء. وكان لا يخرج من بيته إلّا في أوقات الصّلاة. وكان يُزار ويُتَبَرَّك بِهِ.
تُوُفّي رحمه الله بلا مرض في آخر يوم من رمضان، وازدحم الخلْق عَلَى جنازته.
192-
أحمد بْن عليّ بْن حمزة بْن جبيرة [2) .] أبو محمد البَصْلانيّ [3] ، ويُعرف بطفان [4] .
طلب بنفسه، وكتب عَنْ: ابن البَطِر، والنِّعالي، وعاصم بْن الحَسَن، وطِراد.
وقال ابن النّجّار: روى اليسير لسوء طريقه، وقُبْح أفعاله. كَانَ ينجّم ويتمسخر عَلَى العرب، ويحضر مجالس اللهو، فتركوه.
روى عَنْهُ: الحافظ ابن عساكر، والمبارك بْن كامل، ونور العين بنت المبارك.
قال ابن ناصر: متروك، لا تجوز الرّواية عَنْهُ.
وقال ابن شافع: مات في رجب [5] .
[1] إنباه الرواة بأنباه النّحاة 1/ 89، 90.
[2]
انظر عن (أحمد بن علي بن حمزة) في: المغني في الضعفاء 1/ 48 رقم 366، وميزان الاعتدال 1/ 123 رقم 493، ولسان الميزان 1/ 232، 233 رقم 727، و 728 وفيه:
«أحمد بن علي بن محمد بن جبيرة ويعرف بابن البصلاني» .
[3]
البصلاني: بفتح الباء الموحّدة، والصاد المهملة، واللام ألف وبعدها النون. هذه النسبة إلى البصلية وهي محلّة على طرف بغداد. (الأنساب 2/ 236) .
[4]
هكذا في الأصل. وفي لسان الميزان 1/ 233: «طعان» .
[5]
يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر بن عبد السلام تدمري» : إنّ من أطرف ما وقفت
193-
أحمد بْن محمد بْن الحسين [1] .
القاضي، أبو بَكْر الأرّجانيّ [2] ، ناصح الدّين، قاضي تُسْتَر [3] ، وصاحب الدّيوان الشّعر المشهور.
كَانَ شاعر عصره، مدح أمير المؤمنين المسترشد باللَّه.
وسمع من أَبِي بَكْر بْن ماجة الأَبْهريّ حديث لُوَيْن [4] .
روى عَنْهُ جماعة منهم: أبو بَكْر محمد بْن القاسم بْن المظفّر بْن الشَّهْرُزُوريّ، وعبد الرحيم بن أحمد بن الإخْوَة، وابن الخشّاب النَّحْويّ، ومنوجهر بْن تُرْكانشاه، ويحيى بن زيادة الكاتب.
[ () ] عليه للمؤلّف الذهبي- رحمه الله ما ذكره في (ميزان الاعتدال)، فبعد أن ذكر:«أحمد بن علي بن حمزة» قال: تركه بعض الحفّاظ، ولا أعرفه، لكن وجدته هكذا بخطّي في «المغني» ! فكيف لا يعرفه وقد ذكره هنا؟
وذكره ابن حجر مرتين، الأولى باسم:«أحمد بن علي بن محمد بن جبيرة» هكذا. (رقم 727:)، والثانية باسم:«أحمد بن علي بن حمزة» ، ثم قال:«وهذا هو الّذي قبله بعينه، فهو أحمد بن علي بن حمزة بن جبير» . (هكذا) في الأولى: جبيرة، وفي الثانية: جبير. (لسان الميزان 1/ 232 و 233) .
[1]
انظر عن (أحمد بن محمد الأرّجاني) في: المنتظم 10/ 139، 140 رقم 210 (18/ 72- 74 رقم 4159، والأنساب 1/ 174، ومعجم البلدان 1/ 144، وخريدة القصر (قسم العراق) 1/ 141، 187، 188 و 2/ 190، والكامل في التاريخ 11/ 147، ووفيات الأعيان 1/ 151- 155، وبدائع البدائه لابن ظافر 378 رقم 472، والتذكرة الفخرية للإربلي 16، 168، 183، 260، والمختصر في أخبار البشر 2/ 49، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 210، 211 رقم 134، وتذكرة الحفاظ 4/ 1306، ودول الإسلام 2/ 60، والعبر 4/ 121، وتاريخ ابن الوردي 2/ 77، 78، وعيون التواريخ 12/ 422- 430، والبداية والنهاية 12/ 226، 227، ومرآة الجنان 3/ 281، 282، والوافي بالوفيات 7/ 373- 378، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 51، 52، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 110- 112، والنجوم الزاهرة 5/ 285، وتاريخ الخلفاء 442، ومعاهد التنصيص 3/ 41- 46، وشذرات الذهب 4/ 137، وتاريخ الأدب العربيّ 5/ 33، 34، وهدية العارفين 1/ 84، وديوان الإسلام 1/ 102 رقم 130 وانظر ديوانه، طبعة المطبعة الجديدة، بيروت 1307 هـ. بتصحيح أحمد عباس الأزهري. وطبعة 1317 هـ. ببيروت، نشره عبد الباسط الأنسي.
[2]
سيأتي التعريف بهذه النسبة في آخر الترجمة.
[3]
تستر: بضم أوله وسكون ثانيه، وفتح ثالثه. وهي مدينة مشهورة بخوزستان. (معجم البلدان 2/ 29) .
[4]
هو الحافظ أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي. توفي سنة 246 هـ. انظر ترجمته ومصادرها في حوادث ووفيات (241- 250 هـ) ص 438، 439 رقم 437.
وأصله شيرازيّ. وكان في عنفوان شبابه بالمدرسة النّظاميَّة بأصبهان، وناب في القضاء بعسكر مُكْرَم. والّذي جُمِع من شِعره لا يُكَوِّن العُشْر منه.
قَالَ العِماد في «الخريدة» [1] : لمّا وافيت عسكر مُكْرَم [2] لقيتُ بها ولد رئيس الدّين محمدا، فأعارني إضْبارةً كبيرة من شِعر والده. مَنْبتُ شجرته أَرَّجان، ومواطن [3] أُسرته تُسْتَر، وعسكر مُكْرَم من خُوزِسْتان. وهو وإن كَانَ في العجم مولده، فمن العرب محتِده، سَلَفُه القديم من الأنصار، لم يسمح بنظيره سالِف الأعصار، أوْسِيّ الأسّ خَزْرَجِيُّه، قسِيُّ النُّطْق إِيادِيُّه، فارسيُّ القلم، وفارس ميدانه، وسليمان برهانه، من أبناء فارس، الّذين نالوا العِلم المعلَّق بالثُّرَيّا. جمع بين العُذوبة والطّيب في الطّيب والرّيّا.
وله:
أَنَا أشعر الفُقهاء غير مُدَافَعٍ
…
في العصر، أو أَنَا أفْقَهُ الشُّعَراءِ
شِعري إذا مات قلتُ دَوَّنَهُ الوَرَى
…
بالطَّبْع لا بتكلُّفِ الإلْقاءِ
كالصَّوت في حُلَلِ الْجِبال إذا علا
…
للسَّمْع هاجَ تجاوبَ الأصْداءِ [4]
وله:
شاوِر سِوَاكَ إذا نابَتْكَ نائبةٌ
…
يوما، وإن كنتَ من أهلِ المشُوراتِ
فالعينُ تَنظر منها [5] ما دَنَا [6] ونَأَى [7]
…
ولا ترى نفسها إلّا بمرآة [8]
[1] انظر ج 1/ 141.
[2]
عسكر مكرم: بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء المخفّفة، وميم. بلد مشهور من نواحي خوزستان. (معجم البلدان 4/ 123) .
[3]
في الخريدة: «موطن» ، ومثله في وفيات الأعيان 1/ 152.
[4]
وفيات الأعيان 1/ 152، النجوم الزاهرة 5/ 285، معاهد التنصيص 3/ 42 وفيه ورد البيت الأول على هذا النحو:
أنا أفقه الشعراء غير مدافع
…
في العصر، لا بل أشعر الفقهاء
[5]
في وفيات الأعيان: «فالعين تلقى كفاحا» ، ومثله في: معاهد التنصيص، والوافي بالوفيات 7/ 378.
[6]
في الأصل: «ما دنى» .
[7]
في المعاهد: «ما نأى ودنا» .
[8]
وفيات الأعيان 1/ 152، معاهد التنصيص 3/ 45، الوافي بالوفيات 7/ 378.
وله:
ولمّا بلوتُ النّاسَ أطلبُ عندهُم
…
أخا ثِقَةٍ عند اعتراض الشّدائدِ
تطلَّعتُ في حالَيْ رَخاءٍ وشِدَّةٍ
…
وناديتُ في الأحياء: هَلْ من مُساعِدِ؟
فلم أرَ فيما ساءني غيرَ شامِتٍ
…
ولم أرَ فيما سَرَّني غيرَ حاسِدِ
مُتِّعْتُما [1] يا ناظِريَّ بنظْرةٍ
…
وأوردتْما قلبي أشرَّ [2] المواردِ
أعينيّ كفّا عن فؤادي فإنّه
…
كمن البغْي سعْيُ اثنينِ في قتْلِ واحدِ [3]
وله يمدح خطير الملك محمد بن الحسين بن وزير السّلطان محمد السَّلْجُوقيّ:
طَلَعَتْ نجومُ الدّين فوق الفَرْقَد
…
بمحمّدٍ، ومحمّدٍ، ومحمدِ
نبيُّنا الهادي وسُلْطانِ الوَرَى
…
ووزيره المولى الكريم المُنْجِدِ
سَعْدان للأفلاك يَكْنفانها
…
والدّين يكنفُهُ ثلاثةُ أَسعدِ
بكتاب ذا، وبسيفِ ذا، وبرأي ذا
…
نُظِمَتْ أُمورُ الدّين بعد تبدُّدِ
فالمعجزاتُ لمُفْتَرٍ، والباتراتُ
…
لمُعتَدٍ، والمكرُماتُ لمُجْتَدِي
للَّه دَرُّ زَمانِه من ماجدٍ
…
ملِك أغرّ من المكارم أصْيدِ
وله:
ما جُبْتُ آفاقَ البلادِ مطوِّفًا
…
إلّا وأنتُم [4] في الوَرَى مُتَطَلّبي
سعيي إليكم في الحقيقة، والَّذي
…
تجدون عنكم فهو سعْيُ الدّهرِ بي
أنحوكمُ ويردُّ وجهي القَهْقَرَى
…
عنكم بسَيْري [5] مثلُ سَيْر الكوكَبِ
فالقَصْدُ نحو المشرِق الأقصى لكُم
…
والسّيْر رأي العين نحو المغرب [6]
[1] في الديوان والمصادر: «تمتّعتما» .
[2]
في الأصل: «شرّ» ، والتصويب من المصادر.
وفي الكامل: «أمّر» .
[3]
الديوان، والمنتظم 10/ 139 (18/ 73، 74) ، والكامل في التاريخ 11/ 147، والمختصر في أخبار البشر 3/ 22، وعيون التواريخ 12/ 424، والبداية والنهاية 12/ 227 وباختلاف بعض الألفاظ.
وورد في معاهد التنصيص 3/ 45 البيتان الأخيران فقط، ومثله في: الوافي بالوفيات 7/ 378.
[4]
في الأصل: «وثمّ» .
[5]
في وفيات الأعيان: «فسيري» .
[6]
وفيات الأعيان 1/ 153.
وله:
رثى لي وقد ساويته في نحو له
…
خياليَ لمّا لم يكن لي راحِمُ
فدلَّسَ بي حتّى طرقْتُ مكانَهُ
…
وأوْهَمتُ إلْفي أنّه بيَ حالمُ
وبِتْنا ولم يشْعُرْ بنا النّاسُ ليلة
…
أَنَا ساهِرٌ في جفْنِه، وهْوَ نائمُ [1]
وله، وقد ناب عَن القاضي ناصر الدّين عبد القاهر بْن محمد بتُسْتَر، وعسكر مُكْرَم:
ومِن النّوائب أنّني
…
في مثل هذا الشّغل نائبْ
ومِن العجائب أنَّ لي
…
صبرا عَلَى هذي العجائبْ [2]
وله:
أَحُبُّ المرء ظاهِرُهُ جميلٌ
…
لصاحِبِهِ وباطنُهُ سليمُ
مودّتُهُ تدومُ لكلّ هَوْلٍ
…
وهل كلُّ مودّتُهُ تدومُ؟ [3]
وله:
وهل دُفِعتُ إلى الهمومِ تَنُوبُني
…
منها ثلاثُ شدائد، جُمِعْنَ لي
أسَفٌ عَلَى ماضي الزّمانِ، وحَيْرَةٌ
…
في الحال، وخشيَةُ المستقبلِ
ما إنْ وصَلْتُ إلى زمانٍ آخِرٍ
…
إلَّا بَكيْتُ عَلَى الزّمان الأوَّلِ
وله:
حيث انتهيتَ من الهجرانِ لي فقِفْ
…
ومن وراء دمي بِيضُ الظّبا [4] فخفِ [5]
يا عابثا بعداتِ الوصْلِ يُخْلِفُها
…
حتّى إذا جاء ميعاد الفِراق يَفي
اعدِلْ كَفَاتِنِ قَدّ منك معتدِلٍ
…
واعْطف كمائلِ غصن [6] منك منعطفِ
ويا عذولي ومَن يصْغي إلى عذلٍ
…
إذا رَنَا أحور العينين لا تقف [7]
[1] وفيات الأعيان 1/ 153، الوافي بالوفيات 7/ 374.
[2]
وفيات الأعيان 1/ 152، الوافي بالوفيات 7/ 373، 374، معاهد التنصيص 3/ 42.
[3]
وفيات الأعيان 1/ 154، الوافي بالوفيات 7/ 374.
[4]
في عيون التواريخ: «سمر القنا» .
[5]
في المنتظم: «فجف» .
[6]
في عيون التواريخ: «كسائل صدغ» .
[7]
في عيون التواريخ: «أحور العينين ذو هَيف» .
تَلَوَّم قلبي إنْ أصماه وناظره
…
فيمَ اعتراضُك بين السّهم والهدف
سلوا عقائك هذا الحيّ أيَّ دمٍ
…
للأعيُن النّجْل عند الأَعْيُن الذُّرُفِ
يستوصفون لساني عَنْ محبّتهم
…
وأنت أصْدَقُ، يا دمعي، لهم فَصِفِ
ليست دموعي لنار الشّوق [1] مطفئة
…
، وكيف؟ والماء باد واللهب خَفِي
لم أَنْس يومَ رحيلِ الحيّ موقفَنَا
…
والعِيسُ تَطْلُع أُولاها عَلَى شُرُفِ
وفي المحامل تَخْفَى [2] كلّ آنسةٍ
…
أن ينكشف سجْفُها [3] للشّمس تنكسِفِ
يبين عَنْ مِعْصمٍ بالوهْم مُلْتزِم
…
منها، وعن مبْسَم باللّحظ مُرْتَشِفِ
في ذمَّة اللَّه ذاك الركْب [4] إنّهم
…
ساروا وفيهم حياةُ المُغرَم الدّنف
فإن أعش [5] بعدهم فردا فوا عجبا [6] ،
…
وإن أمت هكذا وجدا [7] فيا أَسَفي [8]
وله:
قلبي وشِعري أبدا للوَرَى
…
يصبح كلّ وحِماه مُباح
ولملوك العصر فيما أرى
…
نهْب، وهذا لوجوه الملاح
الحُسْن للحسناء سيتجمع
…
والحظّ الأمتع عند القباح
وله:
قِفْ يا خيالُ وإنْ تَسَاوينا ضَنا
…
أَنَا منك أَولّى بالزّيارة مُوهنا
نافستُ طَيْفي في خيالي ليلة
…
في أنْ يزورَ العامريَّةَ أيُّنا
فَسَرَيْتُ أعتجرُ الظَّلامَ إلى الحِمَى
…
ولقد عناني من أُمَيْمَة ما عنا
وعقلْتُ راحلتي بفضْل زِمامِها
…
لمّا رأيتُ خِيامَهُم بالمُنْحَنَى
لمّا طرقْتُ الحيَّ قالتْ خِيفةً:
…
لا أنت إنْ عَلِم الغيورُ ولا أنا
فدنوت طوع مقالها مختفيا
…
ورأيت خطب القوم عندي أهونا
[1] في الديوان: «لنار الهمّ» .
[2]
في الديوان، والمنتظم، وعيون التواريخ:«وفي الحدوج الغوادي» .
[3]
في عيون التواريخ: «وجهها» .
[4]
في الديوان: «الرهط» ، والمثبت يتفق مع: المنتظم، وعيون التواريخ.
[5]
في الديوان: «فان أعن» .
[6]
في الديوان والمنتظم: «فيا عجبا» . وفي عيون التواريخ: «فيا حزني» .
[7]
في عيون التواريخ: «شوقا» .
[8]
الديوان 267 وما بعدها، المنتظم 10/ 140 (18/ 74) ، وعيون التواريخ 12/ 423، 424.
سَتَرت مُحَيّاها مخافَةَ فِتْنَتي
…
بَبَنَانها عنّي، فكانت أفْتَنا
وتجرَّدتْ أعطافُها من زِينةٍ
…
عَمْدًا، فكان لها التّجرُّد أَزْيَنا
قَسَمًا بما زار الحجيجُ وما سَعَوْا
…
زُمَرًا، وما نَحَرُوا عَلَى وادي مِنَا [1]
ما اعْتاد قلبي ذِكْرَ مَنْ سَكَن الحِمَى
…
إلّا اسْتَطَارَ ومَلّ صدْري مَسْكَنا
وله:
لو كنتُ أجهلُ ما عملتُ، لَسَرَّني
…
جهْلي، كما قد ساءني ما أعلمُ
كالصّعْوِ [2] يَرْتَع في الرّياض، وإنّما
…
حُبِس الهَزَارُ لأنّه يترنَّمُ [3]
وله:
سِهامُ نَواظرٍ تُصْمي الرّمايا
…
وهنَّ من الحواجب في حَنَايا
ومن عَجَب سهامٌ لم تفارقْ
…
حَنَاياها وقد جرحتْ [4] حشايا
نهيتُكَ لا [5] تناضِلْها فإنّي
…
رميتُ فلم يُصِبْ قلبي [6] سِوايا
جعلتُ طليعتي طرْفي سَفاها
…
فدلّ عَلَى مَقَاتِلِي الخفايا
وهل يُحمَى حريمٌ [7] من عدوٍّ
…
إذا ما الجيشُ خانتْه الرّمايا
هَزَزْنَ من القُدودِ لنا رِماحًا
…
فخلَّينا القلوبَ لها ردايا [8]
ولي نَفَسٌ إذا ما أَشتدّ [9] شوقا
…
أطار القلبَ من حُرَقٍ شظايا
ومحتَكِمٍ عَلَى العُشّاق جورا
…
وأين من الدُّمى عدْلُ القضايا
يُرِيك بوَجْنَتَيه الوردَ غضّا
…
ونورَ الأُقْحُوان من الثّنايا
ولا تَلُمِ المتيَّم في هواهُ
…
فَعَدْلُ [10] العاشقين من الخطايا [11]
[1] هكذا، وهي:«منى» .
[2]
الصعو: العصفور الصغير.
[3]
وفيات الأعيان 1/ 154.
[4]
في الوافي: بالوفيات: «وقد أصمت» .
[5]
في الوافي: «نهيتك أن» ، ومثله في التذكرة الفخرية.
[6]
في الوافي: «سهمي» ، ومثله في: التذكرة الفخرية.
[7]
في الأصل: «وهل يحمي حريمه» .
[8]
في الوافي تحرّفت إلى: «درايا» .
[9]
في الوافي: «امتدّ» .
[10]
في الوافي: «فلوم» .
[11]
الوافي بالوفيات 7/ 374، 375، وبعضها في: المنتظم، والأبيات الثلاثة الأولى فقط في
تُوُفّي الأرّجانيّ بتُسْتَر في شهر ربيع الأوّل، وأرّجان: بُلَيدة من كُوَر الأهواز، بشدّ الرّاء. ضبطها صاحب «الصّحاح» [1] .
واستعملها المتنبّي مخفَّفةً في قوله:
أَرَجَانَ أيَّتُها الْجِيَادُ، فإِنَّهُ
…
عَزْمِي الّذِي يَذَرُ الوَشِيجَ مُكَسَّرَا [2]
194-
أحمد بْن محمد بْن أحمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أُبيّ [3] الأمير أبو الفضل الفراتيّ الخونجانيّ [4] ، النَّيْسابوريّ.
سَمِعَ: أبا بَكْر بْن خَلَف الشّيرازيّ، وأبا عَمْرو عبد الله بْن عُمَر البَحِيريّ.
وكان مولده في سنة خمس وستّين وأربعمائة.
وتُوُفّي في أواخر شوّال.
روى عَنْهُ: أبو سعد السّمعانيّ [5] ، وابنه عبد الرحيم.
[ () ] التذكرة الفخرية للإربلي 168، 169.
وهي في الديوان 1554.
[1]
الصحاح في اللغة للجوهري. كما ضبطها هكذا الحازمي في كتابه «ما اتفق لفظه وافترق مسمّاه» . (وفيات الأعيان 1/ 155) .
وقيّدها ابن السمعاني في (الأنساب) ، وياقوت في (معجم البلدان) ، وابن الأثير في (اللباب) ، والمنذري في (التكملة لوفيات النقلة) بتشديد الراء المفتوحة.
وأنشد أبو علي الفارسيّ شاهدا لذلك قول الشاعر:
أراد الله أن يخزي بجيرا
…
فسلّطني عليه بأرّجان
وقال ابن سيده: وخفّفه بعض متأخّري الشعراء، فأقدم على ذلك لعجمته. (توضيح المشتبه 1/ 186) .
[2]
البيت في ديوان المتنبّي، بشرح البرقوقي 2/ 270.
وانظر: وفيات الأعيان 1/ 155، وتوضيح المشتبه 1/ 187.
[3]
انظر عن (أحمد بن محمد الفراتي) في: الأنساب 5/ 224، و 420 ب، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 21 أ، ب، والتحبير 2/ 447، 448 رقم 8 (بالملحق) ، ومعجم البلدان 2/ 487، 488، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 70 ب.
[4]
في الأصل ومعجم شيوخ ابن السمعاني: «الخوجاني» .
وفي ملخص تاريخ الإسلام: «الجرجاني» .
والمثبت عن: التحبير، ومعجم البلدان، وفيهما:«خونجان: قصبة أستوا من نواحي نيسابور، وأهلها يسمّونها خوشان» .
[5]
وهو قال: من أولاد العلماء، وكان فاضلا، ولي القضاء بقصبة خوجان وحمدوا سيرته.
195-
أحمد بْن يحيى بْن عليّ [1] .
أبو البَرَكات السِّقْلاطُونيّ [2] ، الفقيه، المعروف بابن الصّبّاغ.
روى عَنْ: أَبِي نصر الزَّيْنبيّ.
سَمِعَ منه: ابن الخشّاب، والمبارك بْن عبد الله بْن النَّقُّور.
تُوُفّي في هذه السّنة تقريبا، أو بعدها.
196-
إبراهيم بْن محمد بْن أحمد الْجَاجَرْميّ [3] .
ثمّ النَّيْسابوريّ، الفقيه.
يؤمّ بجامع نَيْسابور نيابة [4] .
سَمِعَ: أبا الحسن المَدِينيّ، وجماعة.
197-
إبراهيم بْن يحيى بْن إبراهيم بْن سعيد [5] .
أبو إسحاق بْن الأمين، القُرْطُبيّ.
قَالَ ابن بَشكُوال: أكثر عَنْ جماعة من شيوخنا، وكان من جِلَّة المحدّثين، وكبار المُسْنِدين، والأدباء المتفنّنين، من أهل الدّراية والرّواية.
أخذتُ عَنْهُ وأخذ عنّي، وكان من الدّين بمكان.
وولد في سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
قلت: لَهُ استدراك عَلَى كتاب «الإستيعاب» [6] .
198-
أسعد بن عليّ بن الموفّق بن زياد [7] .
[1] لم أجده.
[2]
تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم (54) .
[3]
انظر عن (إبراهيم بن محمد الجاجرمي) في: الأنساب 3/ 160، 161، والتحبير 1/ 75، 76 رقم 6، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 37 أ، ومعجم البلدان 2/ 92.
و «الجاجرمي» : بفتح الجيمين، وسكون الراء، وكسر الميم. نسبة إلى جاجرم: بلدة بين نيسابور وجرجان.
[4]
وقال ابن السمعاني: كان فقيها عفيفا، منزويا في المسجد الجامع الجديد، وينوب عن عبد الجبار بن محمد البيهقي إمام جامع نيسابور في الصلوات في الإمامة.. وكانت ولادته في سنة تسع وستين أو سبعين وأربعمائة، بشكّ فيه بجاجرم، إن شاء الله. (التحبير) .
[5]
انظر عن (إبراهيم بن يحيى) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 100 رقم 227.
[6]
كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب، لابن عبد البرّ.
[7]
انظر عن (أسعد بن علي) في: العبر 4/ 121، والمعين في طبقات المحدّثين 161 رقم
الرّئيس، أبو المحاسن، الزِّياديّ [1] ، الهَرَويّ، الحنبليّ.
ثقة، صدوق، صالح، عابد، سديد السّيرة، دائم الصّلاة والذِّكْر، مستغرق الأوقات بالعبادة. وكان يسرد الصّوم.
وصفه ابن السّمعانيّ، وغيره، بهذا. وكان يسكن قديما مالين.
سَمِعَ «منتخب مُسْنَد عبد» ، من جمال الإسلام أبي الحسن الدّاوديّ و «صحيح البخاريّ» و «مسند الدّارميّ» أيضا. ووُلِد في رابع عشر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
روى عَنْهُ: الحافظان: ابن عساكر، وابن السّمعانيّ، وأبو الفتح محمد بْن عبد الرحمن الفاميّ، وعبد الجامع بن عليّ المعروف خخّة، وآخرون.
وروى عَنْهُ بالإجازة المؤيّد الطُّوسيّ، وأبو المظفَّر السّمعانيّ.
وآخر من روى عَنْهُ بالسّماع: أبو رَوْح عبد المعزّ الهَرَويّ، فأخبرنا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بن محمد، أنا أسعد بْن عليّ بْن الموفّق، بقراءة أَبِي عليّ ابن الوزير في سنة تسعٍ وعشرين وخمسمائة، أنا أبو الحسن الدّاوديّ، فذكر حديثا عَنْ عبد بْن حُمَيْد.
199-
إسماعيل بْن محمد بْن إسماعيل بْن المهديّ بْن إبراهيم [2] .
أبو الغنائم الهاشميّ، العَلَويّ، الحسينيّ، الموسويّ، الأصبهانيّ.
نشأ ببغداد.
وسمع: أبا الخطّاب بْن البَطِر، وأبا عبد الله النّعاليّ الحافظ، وثابت بْن بُنْدار.
وحدَّث.
وتُوُفّي ببلاد فارس في هذه السّنة أو بعدها.
روى عَنْهُ: عبد الرحيم بْن السّمعانيّ.
[1743،) ] وسير أعلام النبلاء 20/ 212 رقم 135، والجواهر المضيّة 1/ 385، ومرآة الجنان 3/ 283، والطبقات السنية، رقم 471، وشذرات الذهب 4/ 138.
[1]
الزّيادي: بكسر الزاي وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه. (الأنساب 6/ 325) .
[2]
لم أجده.
200-
آمنة بِنْت شيخ الشّيوخ إسماعيل بْن أحمد بْن محمد النّيْسابوريّ [1] .
أمّ عبد الرحمن، صاحبة أَبِي منصور عليّ بْن عليّ بْن سُكَيْنَة.
كانت صالحة، عابدة، قانتة، خيّرة، كثيرة النّوافل. حجّت غير مرَّة.
وروت عَنْ رزق اللَّه التّميميّ بالإجازة.
أخذ عَنْهَا: أبو سعد السّمعانيّ.
تُوُفّيت في ربيع الأوّل.
201-
أُنُر [2] .
الأمير مُعين الدّين، مدبّر دول أستاذه طُغْتِكين بدمشق.
وكان عاقلا، خيّرا، حَسَن السّيرة والدّيانة، موصوفا بالرّأيّ والشّجاعة، مُحِبًّا للعلماء والصّالحين، كثير الصَّدَقة والبِرّ، وله المدرسة المُعِينيَّة [3] بقصر الثّقفيّين، ولقبره قبَّة بالعوينة خلف دار بطّيخ [4] ، وقبليّ الشّاميّة.
[1] لم أجدها.
[2]
انظر عن (أنر) في: ديوان ابن منير (جمعنا) 28، 36، 37، 72، 97، والاعتبار لابن منقذ 44، 82، 107، 135، 137، 139، 140، 142، 195، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 306- 309، والكامل في التاريخ 11/ 147، والتاريخ الباهر 88- 90، وكتاب الروضتين 1/ 163، 164، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 202، 203، والإعلام بوفيات الأعلام 223، وسير أعلام النبلاء 20/ 229، 230 رقم 148، والعبر 4/ 121، 122، ودول الإسلام 2/ 60، وتاريخ ابن الوردي 2/ 77، وعيون التواريخ 12/ 430- 432، والوافي بالوفيات 9/ 410، 411، والنجوم الزاهرة 5/ 286، وشذرات الذهب 4/ 138، ومختصر تنبيه الطالب 107.
وقد ضبطه الصفدي بفتح الهمزة وضم النون وبعدها راء.
وفي النجوم ضبط بضم الهمزة والنون. وقال محقّقه: كذا وجد مضبوطا بالقلم في هامش الأصل.
وقال النعيمي في (الدارس 1/ 452) إن الذهبي كتب على (أنر) على الألف ضمّة وفتح النون وصحّ عليها وجعل الراء مهملة، فليحرّر.
[3]
المدرسة المعينية: أنشأها معين الدين أنر في شهور خمس وخمسين وخمسمائة. قاله عز الدين. (انظر منادمية الأطلال 204) .
وقال الذهبي: في سنة أربع وأربعين وخمسمائة. انظر: الدارس 1/ 451، وقال النعيمي:
المدرسة المعينة بالطريق الآخذ إلى باب المدرسة العصرونية الشافعية.
[4]
قال النعيمي: واسمه مكتوب على بابها فلعلّه نقل من ثمّ إليها. (الدارس 1/ 452) .