الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
سنة خمسين وخمسمائة
-
حرف الألف
-
568-
أحمد بْن الحُسَيْن بْن عبد الرحمن بْن عبد الرّزّاق [1] .
أبو الفتح العَبْسيّ، الشّاشيّ، الخِرْقانيّ، الفَرَابيّ [2] .
شيخ، صالح، سديد السّيرة، أديب.
روى بالإجازة عَن السّيّد محمد بْن محمد بْن زيد الحَسَنيّ.
قَالَ أبو المظفَّر بْن السّمعانيّ: سَمِعْتُ منه كتاب «العُقُوبات» ، وهو ثلاثة عشر جزءا، وكتاب «شرف الأوقات» ، وكتاب «عيون الأخبار في مناقب الأخيار» ، وكتاب «الفِتَن» ، وكتاب «غُرر الأنساب في شرف الرَّسُول والأصحاب» ، وكتاب «أدب المشروب والمأكول» ، وكتاب «مذهب خيار الأمَّة في معالم السُّنَّةِ» ، وكتاب «تحفة العالِم وفرحة المتعلّم» ، وكتاب «الأربعين» والجميع من مصنَّفات السّيّد رحمه الله.
وُلِد بخرقان سنة تسع وستّين [3] وأربعمائة.
وتُوُفّي بقرية فَرَاب في منتصف ذي الحجَّة.
569-
أحمد بْن محمد بْن محمد بْن سليمان [4] .
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين الشاشي) في: الأنساب 9/ 249.
[2]
الفرابي: بفتح الفاء والباء المنقوطة من تحت بنقطة واحدة. نسبة إلى فراب على ثمانية فراسخ من سمرقند بسفح الجيل، عند قرية تسمّى «سكي» .
[3]
في الأنساب: «خمس وستين» .
[4]
انظر عن (أحمد بن محمد الحويزي) في: المنتظم 10/ 161، 162 رقم 249 (18/ 102 رقم 4198) ، ومعجم البلدان 2/ 327، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 224، 225، وعيون التواريخ 12/ 487، 488، وشذرات الذهب 4/ 155، ومعجم البلدان 2/ 327.
أبو العبّاس الحويزيّ [1] . وحويزة: بليدة بخوزستان.
قدِم بغداد، وتفقّه بالنّظاميَّة وتأدَّب، وقال الشِّعْر. ثمّ خدم في الدّيوان، وترقِّت حاله، وارتفعت منزلته، وصار عاملا عَلَى نهر المُلْك، فلم تُحمد سِيرتُه، وظَلَم في السّواد، وعَسَف.
وكان عابدا، قانتا، متهجّدا، كثير البكاء والخُشُوع والأوراد. وربما أتاه الأعوان فقالوا: إنّ فلانا قد ضربناه ضربا عظيما، فلم يحمل شيئا وهو عاجز.
فيبكي ويقول: يا سبحان اللَّه، قطعتم عليَّ وِرْدي واصلوا الضَّرب عَلَيْهِ. ثمّ يعود إلى وِرْده. ولا يخون في مال الدّولة، بل يتحرّى الأمانة حتّى في الشّيء اليسير.
قَالَ ابن الْجَوْزيّ [2] : كأنّه طمع بذلك أن يَرْقَى إلى مرتبةٍ أعلى [3] من مرتبته، وكنت في خَلْوة حمّام، وهو في خَلْوةٍ أخرى، فقرأ نَحْوًا من جزءين.
هجم عَلَيْهِ ثلاثةٌ من الشّرَاة فضربوه بالسّيوف، فجيء بِهِ إلى بغداد، فمات بعد ويْلات. وذلك في شعبان. وحُفَظ قبرُهُ من النَّبْش.
وظهر في قبره عَجَب، وهو أنّه خُسِف بقبره بعد دفْنه أذْرُعًا، وظهر من لعْنه وسبّه [4] ما لا يكون لِذِمّيّ.
قلت: روى عَنْهُ أبو جعفر عبد الله المظفَّريّ، رئيس الرؤساء جملة من شِعره، ومنه قوله:
الصَّبُّ مغلوبٌ عَلَى آرائه
…
فَذَرُوهُ معشَرَ عاذِلِيه لِدَائِهِ
متى يُرَجَّى اللّائمون سلْوةً
…
باللّوم وهو يزيد في إغرائهِ
ما كنت أبخل بالفؤاد عَلَى اللَّظَى
…
لولا حبيب حَلّ في حَوْبائهِ
ولقد سكنت إلى مصاحبه الضّنا
…
لمّا حمدت إليه حسن وفائه [5]
[1] الحويزي: بضم الحاء المهملة وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى حويزة وهي قرية كبيرة بنواحي البصرة في وسط طريق الأهواز.
[2]
في المنتظم.
[3]
في الأصل: «أعلا» .
[4]
في الأصل: «من بيت سلعته» .
[5]
وقد هجاه أبو الحكم عبيد الله بن المظفّر الباهلي الأندلسي فقال:
رأيت الحويزيّ يهوى الخمول
…
ويلزم زاوية المنزل
لعمري! لقد صار حلسا له
…
كما كان في الزمن الأول
570-
أحمد بْن مَعَدّ بْن عيسى بْن وكيل [1] .
الزّاهد أبو العبّاس، التُّجَيْبيّ، الأُقْلِيشيّ [2] ، ثمّ الدّانيّ.
سَمِعَ: أَبَاهُ أبا بَكْر، وليس بالمشهور، وسمع من: صِهْره طارق بْن يَعيش، وأبا العبّاس بْن عيسى، وتلمَذَ لَهُ، وأبا الوليد بْن الدّبّاغ، وجماعة.
وحجّ، فسمع بمكَّة من الكَرُوخيّ [3] .
وكان من الأئمَّة والعلماء العاملين. لَهُ عدَّة مصنَّفات.
روى عَنْهُ: الوزير أبو بَكْر بْن سُفْيان، وغيره.
وكان كثير البكاء، والخشْية، والعُزُوب عَن الدّنيا، عارِفًا باللّغة، والعربيَّة، والحديث، كبير القدْر.
سَمِعَ الكثير بالإسكندريَّة من السِّلَفيّ.
ومِن شِعْره:
أسِيرُ الخطايا عند بابِكَ واقِف
…
لَهُ عَنْ طريق الحقّ قلبٌ مُخَالِف
قديما عصى عَمْدًا، وجَهْلًا، وغرَّةً
…
ولم يَنْهَهُ قلبٌ من اللَّه خائف
تَزِيدُ سنُوهُ وهو يزداد ضِلَّةً
…
فها هو في ليل الضّلالة عاكف
[ () ]
يدافع بالشعر في أوقاته،
…
وإن جاء طالع في «المجمل»
(معجم البلدان 2/ 327 وقد ورد فيه: «عبد الله بن المظفر» وهو تصحيف) .
[1]
انظر عن (أحمد بن معدّ) في: معجم البلدان 1/ 237، وإنباه الرواة 1/ 136، 137 رقم 84، وتكملة الصلة لابن الأبّار 60- 62، والذيل والتكملة للمراكشي، السفر الأول ق 2/ 543- 550 رقم 837، وأخبار وتراجم أندلسة 64، والعبر 4/ 139، وسير أعلام النبلاء 20/ 358 رقم 248، وتلخيص ابن مكتوم 23، ومرآة الجنان 3/ 296، والوافي بالوفيات 8/ 183، 184، والديباج المذهب 1/ 246، 247، وعيون التواريخ 12/ 490، والعقد الثمين 3/ 182، 185، والنجوم الزاهرة 5/ 321، وبغية الوعاة 1/ 392، ونفح الطيب 2/ 598 600، وسلّم الوصول 152، وكشف الظنون 171، 186، 218، 988، 1032، 1050، 1523، 1930، وشذرات الذهب 4/ 154، 155، وتاج العروس (مادّة: قلش) 4/ 340، وإيضاح المكنون 1/ 451، 452 و 2/ 316، وهدية العارفين 1/ 85، وديوان الإسلام 1/ 144، 145 رقم 204، ومعجم المطبوعات لسركيس 627، 629، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 276، 277، وشجرة النور الزكية 1/ 142، 143، ومعجم المؤلفين 2/ 181.
[2]
الأقليشي: بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام. منسوب إلى أقليش، وهي بلدة من أعمال طليطلة بالأندلس. ويقال: الأقليجي، بالجيم.
[3]
هو عبد الملك بن عبد الله. تقدّمت ترجمته برقم (443) .
فطلع صُبْح الشَّيْب والقلبُ مظلمٌ
…
فما طاف فيه من سَنَا الحقّ طائف
ثلاثون عاما قد تولّت كأنّها
…
حلومٌ نَقَضَت أو بُرُوقٌ خواطف
وجاء المَشِيبُ المُنْذِر [1] المرءَ أنّه
…
إذا رحلت عَنْهُ الشّبيبةُ تالف
فيا أيُّها الخَوّان [2] قد أدبر الصِّبى
…
وناداك من سنّ الكُهُولة هاتف
فجدْ بالدُّموع الحُمْر حُزْنًا وحَسْرةً
…
فدمْعُكَ يُنْبي أنَّ قلبَكَ آسف [3]
قَالَ الأبّار [4] : تُوُفّي بقوص سنة خمسين أو سنة إحدى وخمسين وخمسمائة [5] .
571-
إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد [6] .
[1] في الأصل: «مشيب منذر» .
[2]
في الذيل والتكملة 1 ق 1/ 546: «فيا أحمد الخوان» .
[3]
الأبيات وغيرها في: الذيل والتكملة 1 ق 1/ 546- 549.
[4]
في تكملة الصلة 62.
[5]
ومن شعره:
كان حقّي ألّا أذكّر غيري
…
وأنا ما كفيت شرّي وضيري
غير أنّي برحمة الله ربّي
…
أرتجي أن يفيدني كلّ خير
وله:
تتحدّر العبرات من أحداقه
…
فترى لها في خدّه آثارا
ولربّما امتزجت دما من قلبه
…
حتى كأنّ الدمع يطلب ثارا
(إنباه الرواة) .
وقال المراكشي: كان مفسّرا للقرآن العظيم، عالما. عاملا، محدّثا، رواية، عدلا، بليغا، فصيحا، شاعرا، مجوّدا، أديبا، متصوّفا صالحا، فاضلا، ورعا، غزير الدمعة، بادي الخشية والخشوع، كثير اللزوم لمطالعة كتب العلم، عاكفا على التقييد، صنّف في علوم القرآن والحديث، وله إنشاءات في سبل الخير والرقائق نظما ونثرا يلوح فيها برهان صدقه. قال أبو بكر أحمد بن محمد بن سفيان: كنّا ندخل عليه فنجده جالسا والكتب قد أحاطت به يمينا وشمالا، وكنا نحضر عنده للسماع عليه فكان القارئ يقرأ ويضع أبو العباس يده على وجهه ويبكي حتى يعجب الناس من بكائه.
ومن تصانيفه: «النجم من كلام سيّد العرب والعجم» ، و «الكوكب الدّرّي» ضاهى بها «الشهاب» للقضاعي، و «الغرر من كلام سيّد البشر» ، و «ضياء الأولياء» وهو في أسفار عدّة ومعشرات زهدية وفصول زهدية على حروف المعجم نظما ونثرا على طريقة «ملقى السبيل» للمعرّي.
(الذيل والتكملة) .
[6]
انظر عن (إسماعيل بن عبد الرحمن) في: الأنساب 8/ 463، 464، والعبر 4/ 139، وسير أعلام النبلاء 20/ 271 (مذكور دون ترجمة) ، وشذرات الذهب 4/ 155.