الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما ميت يموت حتى يتراءى له ملكاه الكاتبان عمله فإن كان مطيعاً قالا له جزاك الله عنا خيراً فرب مجلس صدق أجلستنا وعمل صالح أحضرتنا وإن كان فاجراً قالا له لا جزاك الله عنا خيراً فرب مجلس سوء أجلستنا وعمل غير صالح قد أحضرتنا وكلام قبيح قد أسمعتنا فلا جزاك الله عنا خيراً) قال (فذلك شخوص بصر الميت إليهما ولا يرجع إلى الدنيا أبداً) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت فقال حدثنا عبد الكريم أبو يحيى حدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس حدثنا أبي عن وهيب بن الورد قال بلغنا أنه ما من ميت يموت حتى يتراءى ملكاه اللذان كانا يحفظان عليه عمله في الدنيا فإن كان صحبهما بطاعة قالا له جزاك الله عنا من جليس خيراً فرب مجلس صدق قد أجلستناه وعمل صالح قد أحضرتناه وكلام حسن قد أسمعتناه فجزاك الله عنا من جليس خيراً وإن كان صحبهما بغير ذلك مما ليس لله برضا قلبا عليه الثناء فقالا لا جزاك الله عنا من جليس خيراً فرب مجلس سوء قد أجلستناه وعمل غير صالح قد أحضرتناه وكلام قبيح قد أسمعتناه فلا جزاك الله عنا من جليس خيراً قال فذاك شخوص بصر الميت إليهما ولا يرجع إلى الدنيا أبداً ورواه أبو نعيم في الحلية من هذا الوجه فقال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبان حدثنا أبو بكر بن عبيد هو ابن أبي الدنيا فساقه.
3947 - (وقد قال صلى الله عليه وسلم لن يخرج أحدكم من الدنيا حتى يعلم أين مصيره وحتى يرى مقعده من الجنة أو النار)
.
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت من رواية رجل لم يسم عن علي مرفوعاً لا يخرج نفس ابن آدم من الدنيا حتى يعلم إلى أين مصيره إلى الجنة أم إلى النار وفي رواية حرام على نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم من أهل الجنة هي أم من أهل النار وفي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت ما يشهد لذلك أن المؤمن إذا حضره الموت
بشر برضوان الله وكرامته وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته الحديث أهـ.
قلت: وروى ابن مردويه وابن منده بسند ضعيف من حديث ابن عباس ما من نفس تفارق الدنيا حتى ترى مقعدها من الجنة والنار الحديث.
قال ابن السبكي: (6/ 382) لم أجد له إسناداً.
3948 -
(وقال صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
قال العراقي: متفق عليه من حديث عبادة بن الصامت أهـ.
قلت: المتفق عليه إنما هو إلى قوله كره الله لقاءه هكذا روياه من رواية أنس عن عبادة بن الصامت ورواه كذلك الطيالسي وأحمد والترمذي والنسائي وابن حبان وقد روي هذا القدر أيضاً من حديث عائشة رواه أحمد والشيخان والترمذي والنسائي ومن حديث أبي موسى رواه الشيخان ومن حديث أبي هريرة رواه مسلم والنسائي ومن حديث معاوية رواه النسائي والطبراني وأما تلك الزيادة فرويت عن عدة من الصحابة فمن ذلك ما رواه أحمد والنسائي من حديث أنس بلفظ قالوا يا رسول كلنا نكره الموت قال ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشير من الله بما هو صائر إليه فليس شيء أحب إليه من أن يكون قد لقي الله فأحب الله لقاءه وإن الفاجر إذا حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر فكره لقاء الله فكره الله لقائه وروى عبد بن حميد من رواية أنس عن عبادة بن الصامت رفعه وابن ماجة من حديث عائشة بلفظ قالت عائشة إنا لنكره الموت قال ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وأما الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه وروى أحمد من حديث رجل