الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما أغرانا بهم إلا إنا لم نجد مثلهم وقد قال الأوّل ألطمك لأني لم أجد مثلك فاتقوا الله يا معشر فتيان قريش ولا تقولوا ذهب جد بني أمية ذهب لعمر الله جدهم وبقيت بقية هي أكثر مما مضى الزموا منازلكم وأدوا بيعتكم قرب خوانك يا غلام فإنا لنتغذى إذ جاء رسول أمير مكة يقول يدعوك الأمير للبيعة قال وما تصنعون برجل قد ذهب منه ما تخافون قل له أفرغ مما عندك فإذا سهل الممشى أتيتك فصنعت ما تريد فلما خرج الرسول قلنا يا ابن عباس أتبايع يزيد وهو يشرب الخمر فقال إني قلت لكم آنفاً تسمعون ولا تعون كم من شارب للخمر وشر منه من لا يشرب الخمر ستبايعونه على ما أراد حتى يصلب مصلوب قريش فرجع الرسول فقال إنه لا بد أن تأتيه قال يا نورا هات ثيابي إن كان لا بد وما تصنعون برجل قد ذهب منه ما تخافون امتنعوا مما قد أظلكم صبحكم أو مساكم بذلكم ثم قام وقمنا معه فأتينا الأمير فبايعه وبايعناه.
4006 - وقال محمود بن محمد بن الفضل:
حدثنا علي بن عثمان النفيلي حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال دعا عبد الملك بن مروان بطعامه فوضع بين يديه ثم قال ائذنوا لأبي هاشم خالد بن يزيد بن معاوية قالوا أو لم يمت قال ائذنوا لأبي عثمان أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد قالوا أو لم يمت قال ائذنوا لأبي زرعة روح بن زنباع قالوا أو لم يمت وقد علم بموتهم ولكن أراد أن يتعظ فقال ارفعوا الطعام ثم انتحب ملياً وقال:
ذهبت لداتي وانقضت آثارهم
…
وغبرت بعدهم ولست بغابر
وغبرت بعدهم فأسكن مرة
…
بطن العقيق ومرة بالظاهر
فلم يحل عليه الحول.
وقال أيضاً: حدثنا محمد بن علي بن بكر النحوي حدثنا عمر بن خالد العثماني حدثنا شيبة بن الوليد عن عمه قال حضرت موت عبد الملك فلما دفناه قام عبد الرحمن بن خالد بن يزيد على قبره فبكى
ثم قال أنت عبد الملك الذي كنت تعدني فأرجوك وتوعدني فأخافك أمسيت ومالك من الأرض العريضة التي ملكتها بالسيف إلا قيس مضجعك ولا من أموالك التي تملكتها بالغلبة إلا ثوباك إن الذي يغتر بالدنيا بعدك لمغرور وكان الشعبي حاضراً فأعجبه.
وقال أيضاً: حدثنا عبد الله بن الهيثم حدثنا الأصمعي قال أثيرت صخرة أيام عبد الملك فوجدوا عليها مكتوباً:
ومن يحمد الدنيا لأمر يسره
…
فسوف لعمري عن قليل يلومها
إذا أدبرت كانت عناءً وحسرةً
…
وإن أقبلت كانت كثيراً همومها
فأخبر بذلك عبد الملك فجعل يبكي.
وقال أيضاً: حدثنا عبيد الله بن محمد بن سليمان بن أبي شيخ حدثنا محمد بن الحكم الشيباني عن عوانة قال لما قتل عبد الملك مصعب بن الزبير تلقاه أهل الكوفة بالنخيلة فأقبل على الهيثم بن الأسود وعمرو بن حريث يحدثهما فجعل عمرو يقول هذا منزل بناه زياد وهذه مقصورة بناها زياد وهذا بناه المختار فتمثل عبد الملك:
وكل جديد يا أميم إلى البلى
…
وكل امرئٍ يوماً يصير إلى كان
وقال له الهيثم يا أمير المؤمنين رأيت ابن زياد في هذا المجلس ورأس الحسين بين يديه ثم رأيت المختار جالساً ورأس ابن زياد بين يديه ثم رأيت مصعباً جالساً فيه ورأس المختار بين يديه وهذا رأس مصعب بين يديك فوجم لها عبد الملك وقال أبو الحسن المدائني عن أبي زكريا العجلاني كان عبد الملك يقول أخاف الموت في شهر رمضان فيه ولدت وفيه فطمت وفيه ختمت القرآن وفيه بويع لي بالخلافة فأنا أخاف الموت فيه فمات في شوّال حين أمن الموت في نفسه ووثق بالحياة وكان يقول لله در ابن قمئة حيث يقول:
كأني وقد خلفت سبعين حجة
…
خلعت بها عن منكبيّ ردائيا
ويتمثل:
رمتني سهام الدهر من حيث لا أرى
…
فكيف بمن يرمي وليس برام
فلو أنها نبل إذاً لاتقيتها
…
ولكنما أرمي بغير سهام
فأَفنى وما أفني من الدهر ليلة
…
ولم يغن ما أفنيت سلك نظام
قال له الشعبي أفلا كما قال لبيد:
باتت تشكي إليَّ الموت مجهشةً
…
وقد حملتك سبعاً بعد سبعينا
فإن تزيدي ثلاثاً تبلغي أملاً
…
وفي الثلاث وفاء للثمانينا
ولما بلغ التسعين قال:
كأني وقد خلفت تسعين حجة
…
خلعت بها عن منكبيّ ردائيا
فقال عبد الملك فأين قول الذي يقول:
تطارحيني يوم جديد وليلة
…
هما أبليا عظمي وكل امرئٍ بالي
وما لليالي لا يغيرن صورتي
…
وأبلين أعمامي وأبلين أخوالي
إذا ما سلخت الشهر أهللت مثله
…
كفى قاتلاً سلخ الشهور وإهلالي
وقال محمود بن محمد: حدثني أحمد بن أبي طاهر حدثنا الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب ومحمد بن الضحاك عن أبيه قال دخل أرطأة بن سهية المري على عبد الملك فقال له أنشدني من شعرك فأنشده:
رأيت المرء تأكله الليالي
…
كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تجد المنية حين تأتي
…
على نفس ابن آدم من مزيد
وأعلم أنها ستكر حتى
…
توفي نذرها بأبي الوليد
فوجم لها عبد الملك وقال له وما أنت وذكري في شعرك قال ما أردت والله إلا نفسي يا أمير المؤمنين أنا أبو الوليد فقال عبد الملك إني والله أبو الوليد وجمع أصابعه في صدره قال الزبير سرق أرطاة هذا المعنى من زبان بن منظور الفزاري قال زبان: