الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا أن يلقنها الله حجتها فكيف بكثير مما صنعنا وفاضت عيناه فلم يلبث إلا يسيراً حتى مات).
4008 - وقال محمود بن محمد بن الفضل:
حدثنا الميموني حدثني عبد الله بن كريم عن أبي المليح عن ميمون بن مهران قال كان أكثر دعاء عمر بن عبد العزيز بالموت فقلت له لا تفعل فقد أحيا الله بك سنناً وأمات بك بدعاً فقال ألا أكون كالعبد الصالح حين جمع الله شمله وأقر عينه قال رب توفني مسلماً وألحقني بالصالحين.
قال الميموني: وحدثني أبي عن عمه عمر وعن أبيه ميمون قال رأيت عمر بن عبد العزيز في مرضه وأكثر دعائه الموت فساقه نحوه وزاد فلما حضره الموت قال له مسلمة بن عبد الملك يا أمير المؤمنين إنا لا نصيب لك بدينارين إلا كفناً غليظاً فازدد على ذلك فقال جئني به يا مسلمة فنظر إليه ساعة ثم قال إن يكن عند ربي خير فلن يرضى لي به حتى يبدلني خيراً منه وإن كان علىّ ساخطاً فأوشك أن يسلبه أعنف السلب ثم مالي كسوة إلا النار أعوذ بالله من سوء القضاء (ولما قرب وقت موته قال أجلسوني فأجلسوه فقال أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ثلاث مرات ولكن لا إله إلا الله ثم رفع رأسه فأحد النظر فقيل له في ذلك فقال إني لأرى حضرة ما هم ناس ولا جن ثم قبض) رواه أبو نعيم في الحلية عن أبي حامد بن جبلة حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا عباس بن أبي طالب حدثنا الحارث بن بهرام حدثنا النضر حدثني الليث بن أبي رقية قال لما كان عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي قبض فيه قال أجلسوني فأجلسوه فساقه إلا أنه لم يقل ثلاث مرات ورواه محمود بن محمد في كتاب المتفجعين عن محمد بن جبلة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث قال بلغني أن عمر بن عبد العزيز حين احتضر قال لمن عنده اخرجوا عني فإني أرى وجوهاً ليست بوجوه جن ولا إنس فخرجوا فسمعوه يقول تلك الدار الآخرة نجعلها الآية ثم
دخلوا فوجدوه مغمض العينين مسجى موجهاً ورواه ابن الجوزي في كتاب الثبات فقال أخبرنا محمد بن الحسين الحاجي أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن جامع أنبأنا محمد بن سعيد الحراني حدثنا هلال بن العلاء حدثني أبي حدثنا عبد الرحمن بن عون الرقي عن عبيدة بن حسان قال لما احتضر عمر بن عبد العزيز قال اخرجوا عني فلا يبقى عندي أحد فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول مرحباً بهذه الوجوه ليست بوجوه إنس ولا جان ثم قال تلك الدار الآخرة الآية ثم هدأ الصوت فقال مسلمة لفاطمة قد قبض صاحبك فوجدوه قد قبض وغمض وسوي وقال حدثنا الميموني حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث حدثني فضالة بن أبي سعيد قال سمعت عمر بن عبد العزيز على المنبر يقول يا أهل الشام إنه قد بلغني عنكم أحاديث وما أنا بالراجي لخيركم ولا بالآمن لشركم ولقد مللتموني ومللتكم فأراحكم الله مني وأراحني منكم ثم نزل عن المنبر فما علاه حتى مات.
قال وحدثني الميموني حدثنا الواقدي حدثني محمد بن سلمة عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القاري إن عمر بن عبد العزيز أوصى بشعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظفار من أظفاره أن يجعل في كفنه ففعلوا.
وقال الميموني: حدثني عبد الله بن كريم عن أبي المليح قال أراد أهله أن يأخذوا ماءه ليروه الياذدق الطبيب فأبى عليهم حتى أخذوه في طست ثم جعل في زجاجة فأتوا به الياذدق وهو لا يعرفه وقد غدا الناس عليه بمياه مرضاهم فجعل يصف لكل إنسان ما يعالج به فلما نظر إلى ماء عمر قال سبحان الله ياغلام إن في هذا الماء لعجباً هذا ماء رجل نقب الحزن عن كبده.
قال محمد بن محمد: وحدثنا محمد بن جبلة حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد قال كان من دعاء عمر بن عبد العزيز رب رضني يقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب لما عجلت تأخيراً ولا لما أخرت تعجيلاً حتى مات وإنه ليقول لقد أصبحت ومالي في الأمور