الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: ولفظه جاء أبو بكر وعيناه تهملان وزفراته تتردد وغصصه تتصاعد وترتفع فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ما لم ينقطع لموت أحد من الناس ولم يقل وهو النبوّة وقال فعظمت عن القصة والباقي سواء.
3984 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما (أنه لما دخل أبو بكر رضي الله عنه البيت)
أي حجرة عائشة (وصلى وأثنى عج أهل البيت عجيجاً) أي رفعوا صوتاً (سمعوا أهل المصلي) وهم خارج المدينة (كلما ذكر شيئاً ازدادوا فما سكن عجيجهم إلا تسليم رجل على الباب صيت) أي جهير الصوت (جلد) أي قوي (قال السلام عليكم يا أهل البيت كل نفس ذائقة الموت الآية إن في الله خلفاً من كل أحد ودركاً لكل رغبة ونجدة من كل مخافة فالله فأرجوا وبه فثقوا فاستمعوا له وأنكروه وقطعوا البكاء فلما انقطع البكاء فقد صوته فاطلع أحدهم فلم ير أحداً ثم عادوا فبكوا فناداهم منادٍ آخر لا يعرفون صوته يا أهل البيت اذكروا الله واحمدوه على كل حال تكونوا من المخلصين إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضاً من كل رغيبة فالله فأطيعوا وبأمره فاعملوا فقال أبو بكر رضي الله عنه هذا الخضر واليسع) عليهما السلام (قد حضرا) وفاة (النبي صلى الله عليه وسلم).
قال العراقي: لم أجد فيه ذكر اليسع انتهى.
قلت: هكذا أخرجه سيف بن عمر التميمي في كتاب الردة له عن سعيد بن عبد الله عن ابن عمر قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء أبو بكر حتى دخل عليه فلما رآه مسجى قال إنا لله وانا إليه راجعون ثم صلّى عليه فرفع أهل البيت عجيجاً سمعه أهل المصلى فلما سكن ما بهم سمعوا تسليم رجل على الباب صيت جليد يقول فساقه وفيه بعد قوله فثقوا فإن المصاب من حرم الثواب وفيه وعوضاً من كل هلكة فبالله فثقوا
وإياه فأطيعوا فإن المصاب من حرم الثواب فقال أبو بكر هذا الخضر وإلياس قد حضرا وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال الحافظ ابن حجر في الإصابة بعد أن أورده وسيف فيه مقال وشيخه لا يعرف أهـ.
قلت: هو سعيد بن عبد الله بن ضرار بن الأزور روي عن أبيه وعن غيره وفيه وفي أبيه مقال وقد تقدم قريباً ثم قال العراقي وأما ذكر الخضر في التعزية فأنكر النووي وجوده في كتب الحديث وقال إنما ذكره الأصحاب قلت بل قد رواه الحاكم في المستدرك من حديث أنس ولم يصححه ولا يصح أهـ.
قلت: وجدت بخط الشمس الداودي ما نصه قول الشيخ إن الحاكم لم يصححه صحيح لكنه مشعر بكونه لم يضعفه وليس كذلك فإنه ساقه من رواية عباد بن عبد الصمد ثم قال وعباد ليس من شرط هذا الكتاب أهـ.
ثم قال العراقي: ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب القراء من حديث أنس أيضاً قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع أصحابه حوله يبكون فدخل عليهم رجل طويل أشعر المنكبين في إزار ورداء يتخطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذ بعضادتي باب البيت فبكى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل على أصحابه فقال إن في الله عزاء من كل مصيبة وعوضاً من كل فائت وخلفاً من كل هالك فإلى الله فأنيبوا ونظره إليكم في البلاء فانظروا فإن المصاب ممن لم يحز الثواب ثم ذهب الرجل فقال أبو بكر علي الرجل فنظروا يميناً وشمالاً فلم يروا أحداً فقال أبو بكر لعل هذا الخضر أخو نبينا صلى الله عليه وسلم جاء يعزينا عليه ورواه الطبراني في الأوسط وإسناده ضعيف جداً أهـ.
قلت: قال ابن أبي الدنيا في الكتاب المذكور حدثنا كامل بن طلحة حدثنا عباد بن الصمد عن أنس بن مالك قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فساقه ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم في المستدرك وهو الذي
أشار إليه العراقي بقوله ولم يصححه ولا يصح أي لأجل عباد فإنه ضعفه البخاري والعقيلي وقال أبو حاتم ضعيف جداً وقد أخرجه الطبراني في الأوسط عن موسى بن هارون عن كامل وقال تفرد به عباد عن أنس.
ثم قال العراقي: ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً من حديث علي بن أبي طالب لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء آت يسمع حسه ولا يرى شخصه قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن في الله عوضاً من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم فقال علي تدرون من هذا هذا الخضر عليه السلام وفيه محمد بن جعفر الصادق تكلم فيه وفيه انقطاع بين علي بن الحسين وبين جده علي والمعروف عن علي بن الحسين مرسلاً من غير ذكر علي كما رواه الشافعي في الأم وليس فيه ذكر للخضر أهـ.
قلت: روي هذا الحديث من طرق منها قال ابن أبي حاتم في التفسير حدثنا أبي أنبأنا عبد العزيز الأويسي حدثنا علي بن أبي علي الهاشمي عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه أن علي بن أبي طالب قال لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية فجاءهم آتٍ يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله عزاء من كل مصيبة فساقه وفيه فإن المصاب من حرم الثواب ولم يقل السلام عليكم ثم قال قال جعفر أخبرني أبي أن علي بن أبي طالب قال تدرون من هذا هذا الخصر ورواه محمد بن منصور الحوار عن محمد بن جعفر بن محمد وعبد الله بن ميمون القداح جميعاً عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين سمعت أبي يقول لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت التعزية يسمعون حسه ولا يرون شخصه السلام عليكم ورحمة الله أهل البيت إن في الله عزاء من كل مصيبة فساقه سياق ابن أبي الدنيا قال ابن الجوزي تابعه محمد بن صالح عن محمد بن جعفر ومحمد بن صالح
ضعيف قال ورواه الواقدي وهو كذاب ورواه محمد بن أبي عمر عن محمد بن جعفر وابن أبي عمر مجهول قال الحافظ في الإصابة وهذا الإطلاق ضعيف فإن ابن أبي عمر أشهر من أن يقال فيه هذا شيخ مسلم وغيره من الأئمة وهو ثقة حافظ صاحب مسند مشهور مروي وهذا الحديث فيه أخبرني به شيخنا حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين رحمه الله تعالى قال أخبرني أبو محمد بن القيم أنبأنا أبو الحسن بن البخاري عن محمد بن معمر أنبأنا سعيد بن أبي رجاء أنبأنا أحمد بن محمد بن النعمان أنبأنا أبو بكر بن المقري أنبأنا إسحاق بن أحمد الخزاعي حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني حدثنا محمد بن جعفر قال كان أبي هو جعفر محمد الصادق يذكر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أنه دخل عليه نفر من قريش فقال ألا أحدثكم عن أبي القاسم قالوا بلى فذكر الحديث بطوله في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي آخره فقال جبريل يا أحمد عليك السلام هذا آخر وطئي الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله في الله عزاء من كل مصيبة وخلف من كل هالك ودرك من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المحروم من حرم الثواب وإن المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم فقال علي هل تدرون من هذا هذا الخضر انتهى ومحمد بن جعفر هذا هو أخو موسى الكاظم حدث عن أبيه وغيره روى عنه إبراهيم بن المنذر وغيره وكان قد دعا لنفسه بالمدينة ومكة وحج بالناس سنة مائتين وبايعوه بالخلافة فحج المعتصم فظفر به فحمله إلى أخيه المأمون بخراسان فمات بجرجان سنة ثلاث ومائتين وعاش سبعين سنة قال البخاري أخوه إسحاق أوثق منه انتهى
ومنها ما أخرجه البيهقي في الدلائل قال حدثنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو جعفر البغدادي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الصغاني حدثنا أبو الوليد المخزومي حدثنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عزتهم الملائكة يسمعون