الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى منديل في الخزانة فيه ثوب من ثياب النبي صلى الله عليه وسلم وقراضة من شعره وأظفاره فاستودع القراضة أنفي وفمي وأذني وعيني واجعل الثوب على جلدي دون أكفاني ويا يزيد احفظ وصية الله في الوالدين فإذا أدرجتموني في جديدي ووضعتموني في حفرتي فخلوا معاوية وأرحم الراحمين).
قال ابن أبي الدنيا: حدثني هارون بن سفيان عن عبد الله السهمي حدثنا ثمامة بن كلثوم أن معاوية قال يا يزيد إذا وفى أجلي فول غسلي رجلاً لبيباً فذكره إلخ وفيه فخلوا بين معاوية وأرحم الراحمين.
وقال صاحب كتاب المتفجعين: حدثنا محمد بن علي بن ميمون العطار حدثنا أبو طاهر موسى بن محمد بن عطاء المقدسي حدثنا خالد بن يزيد بن صالح المري عن يونس بن حلبس عن الضحاك بن قيس قال شهدت معاوية وهو يموت فقال لقد أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفت إلي فقال ألا أكسوك قميصاً قلت نعم فخلع قميصه وكساني فلبسته ثم نزعته فدفعته إلى رملة بنت معاوية وشهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قص من شعره وأظفاره فأخذه ودفعه إلي فجعلته في صرة وختمت عليه ودفعته إلى رملة ثم قال إذا مت فاجعلوا قميصي الذي كسانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يلي جلدي وخذوا أظفاره وشعره فاحشوا بها أنفي وفمي وعيني ثم بكى وبكينا فلما مات معاوية فعلنا ذلك.
4005 - قال محمود بن محمد بن الفضل:
حدثنا علي بن عثمان النفيلي حدثنا أبو مسهر حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري حدثني أبي حدثني سعيد بن حريث قال لما كانت الغداة التي مات معاوية في ليلتها فزع الناس إلى المسجد ولم يكن خليفة بالشام قبله مات فكنت فيمن أتى المسجد فلما ارتفع النهار وهم يبكون في الخضراء وابنه يزيد غائب في البرية وهو ولي عهده وخليفته يومئذ على دمشق الضحاك بن قيس الفهري إذ قعقع باب النحاس الذي يخرج منه إلى المسجد من
الخضراء فزلف الناس إلى المقصورة ودنوت فيمن دنا منهم إليها فبينا نحن كذلك خرج علينا رجل على يده اليسرى ثياب ملفوفة فإذا هو الضحاك بن قيس الفهري فدنا من المنبر فاتكأ عليه بيده اليسرى ودنا الناس منه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إني قائل لكم قولاً فرحم الله امرءاً وعى ما سمع مني ولم يزد فيه ولم ينقص تعلمون أن معاوية كان أحد العرب مكن الله له في البر والبحر وأذاقكم معه الخفض والطمأنينة ولذاذة العيش وأهوى بيده إلى فيه وأنه قد هلك رحمة الله عليه وهذه أكفانه على يدي ونحن مدرجوه فيها ودافنوه وإياها ومخلون بينه وبين ربه ثم هي والله البلايا بعده والملاحم والفتن وما توعدون إلى يوم القيامة ثم دخل الخضراء ثم خرج لصلاة الظهر فصلى بنا الظهر ثم خرجوا بجنازة معاوية ودفنوه ومما يلحق به ولده يزيد وحفيده معاوية بن يزيد.
قال محمود بن محمد بن الفضل: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني حدثنا الحسن بن محمد بن أعين حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مروان عن أبيه قال قال عامر بن مسعود الجمحي كنا جلوساً في مجلس عند الكعبة إذ مر يزيد ينعي معاوية فقلت لأصحابي قوموا بنا إلى ابن عباس وهو يومئذ بمكة وقد كف بصره فنكون أوّل من نخبره ونسمع ما يقول فأتيناه فاستأذنا عليه فدخلنا فإذا بين يديه خوان عليه الكفري ولم يوضع الخبز فسلمنا وقلنا هل أتاك الخبر يا ابن عباس قال وما هو قلنا يزيد ينعي معاوية فقال ارفع خوانك يا غلام ثم ظل واجماً كئيباً مطأطأً رأسه لا يتكلم طويلاً ثم رفع رأسه وقال:
جبل تزعزع ثم صال بركنه
…
في البحر لا ارتفعت عليه الأبحر
ثم قال اللهم فإنك أوسع لمعاوية أما والله ما كان مثل من كان قبله ولا يكون بعده مثله وإن ابنه هذا من صالحي أهل بيته لقومه وما نحن وبنو عمنا هؤلاء إلا كعضوي لقمان قتل صاحبنا غيرهم وقتل صاحبهم غيرنا فأغروا بنا وأغرينا بهم أما والله ما أغراهم بنا إلا أنهم لم يجدوا مثلنا