الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا أبكي على دنياكم هذه ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار لا أدري أيهما يؤخذني.
3951 - (وروي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
- أنه قال إن الله عز وجل إذا رضي عن عبد قال يا ملك الموت اذهب إلى فلان فائتني بروحه لأريحه حسبي من عمله قد بلوته فوجدته حيث أحب فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة ومعهم قضبان الريحان وأصول الزعفران كل واحد منهم يبشره ببشارة سوى بشارة صاحبه وتقوم الملائكة صفين لخروج روحه معهم الريحان فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه ثم صرخ قال فيقول له جنوده مالك يا سيدنا فيقول أما ترون ما أعطى هذا العبد من الكرامة أين كنتم عن هذا قالوا قد جهدنا به فكان معصوماً).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت من حديث تميم الداري بإسناد ضعيف بزيادة كثيرة فيه ولم يصرح في أوّل الحديث برفعه وفي آخره ما دل على أنه مرفوع وللنسائي من حديث أبي هريرة بإسناد صحيح إذا حضر الميت أرسل الله إليه ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي راضية مرضياً عنك إلى روح وريحان ورب راض غير غضبان الحديث أهـ.
قلت: أما حديث تميم فقال ابن أبي الدنيا في كتاب الموت حدثني محمد بن الحسين حدثنا عمرو بن جرير الأحمسي حدثنا بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال كان تميم الداري يحدثنا في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ذات يوم يقول الله تبارك وتعالى لملك الموت انطلق يا ملك الموت إلى وليي فأتني به فإني قد ضربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب فأتني به
لأريحه من هموم الدنيا وغمومها فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة معهم أكفان وحنوط من حنوط الجنة ومعهم ضبائر الريحان أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لوناً لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر فيجلس ملك الموت عند رأسه وتحتوشه الملائكة ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة قال فإن نفسه عند ذلك لتعلل بطرف الجنة مرة بأزواجها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها كما يعلل الصبي أهله إذا بكى وإن أزواجه يبتهشن عند ذلك ابتهاشاً قال وتنزو الروح نزواً ويقول ملك الموت أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب قال ولملك الموت أشد تلطفاً به من الوالدة بولدها يعرف أن ذلك الروح حبيب إلى ربه كريم على الله فهو يلتمس بلطفه بتلك الروح رضا الله عنه فيسل روحه كما تسل الشعرة من العجين قال وإن روحه لتخرج والملائكة حوله يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وذلك قوله الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم قال فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم قال روح من جهد الموت وريحان يتلقى به عند خروج نفسه وجنة نعيم أمامه أو قال مقابله فإذا قبض ملك الموت روحه يقول الروح للجسد جزاك الله بي خيراً لقد كنت بي سريعاً إلى طاعة الله بطيئاً عن معصية الله فهنيئاً لك اليوم فقد نجوت وأنجيت ويقول الجسد للروح مثل ذلك قال وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها وكل باب من السماء كان يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة فإذا قبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمائة ملك عند جسده لا تقلبه بنو آدم بشق إلا قلبته الملائكة قبلهم وعلته بأكفان قبل أكفانهم وحنوط قبل حنوطهم ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار ويصيح إبليس عند ذلك صيحة يتصدع منها بعض عظام جسده ويقول بجنوده الويل لكم كيف خلص هذا العبد منكم فيقولون إن هذا كان معصوماً فإذا صعد ملك
الموت بروحه إلى السماء يستقبل جبريل عليه السلام في سبعين ألفاً من الملائكة كلهم يأتيه ببشارة من ربه فإذا انتهى ملك الموت إلى العرش خرت الروح ساجدة لربها فيقول الله لملك الموت انطلق بروح عبدي فضعه في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب فإذا وضع في قبره جاءت الصلاة فكانت عن يمينه وجاء الصيام فكان عن يساره وجاء القرآن والذكر فكانا عند رأسه وجاء مشيه إلى الصلوات فكان عند رجليه وجاء الصبر فكان ناحية القبر ويبعث الله عنقاً من العذاب فيأتيه عن يمينه فتقول الصلاة وراءك والله ما زال دائباً عمره كله وإنما استراح الآن حين وضع في قبره قال فيأتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك قال فيأتيه من قبل رأسه فيقال له مثل ذلك فلا يأتيه العذاب من ناحية فيلتمس هل يجد له مساغاً إلا وجد ولي الله قد أحرزته الطاعة قال فيخرج عنه العذاب عندما يرى ويقول الصبر لسائر الأعمال أما إنه لم يمنعني أن أباشره أنا بنفسي إلا أني نظرت ما عندكم فلو عجزتم كنت أنا صاحبه فأما إذا أجزأتم عنه فأنا ذخر له عند الميزان قال ويبعث الله إليه ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا قد نزعت فنهما الرأفة والرحمة إلا بالمؤمنين يقال لهما منكر ونكير في يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها الثقلان لم يقلوها فيقولان له اجلس فيستوي جالساً في قبره فتسقط أكفانه في حقويه فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربي الله وحده لا شريك له والإسلام ديني ومحمد نبيي وهو خاتم النبيين فيقولان له صدقت فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن قبل رأسه ومن قبل رجليه ثم يقولان له انظر فوقك فينظر فإذا هو مفتوح إلى الجنة فيقولان له هذا منزلك يا ولي الله لما أطعت الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالذي نفس محمد بيده إنه لتصل إلى قلبه فرحة لا ترتد أبداً فيقال له انظر تحتك فينظر تحته فإذا هو مفتوح إلى النار فيقولان يا ولي الله نجوت من هذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه لتصل إلى قلبه عند
ذلك فرحة لا ترتد أبداً ويفتح له سبعة وسبعون باباً إلى الجنة يأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله من قبره قال ويقول الله تعالى لملك الموت انطلق إلى عدوي فأتني به فإني قد بسطت له رزقي وسربلته بنعمتي وأبى إلا معصيتي فأتني به لأنتقم منه اليوم فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة يراها أحد من الناس له ثنتا عشرة عيناً ومعه سفود من نار كثير الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ومعهم سياط من نار تأجج فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق من عروقه ثم يلويه لياً شديداً فينزع روحه من أظفار قدميه فيلقيها في عقبيه فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ثم يجبذه جبذة فينزع روحه من عقبيه فيلقيها في ركبتيه فيسكر عدو الله سكرة وتضرب الملائكة وجهه ودبره ثم كذلك إلى حقويه ثم كذلك إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه ثم يبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه ثم يقول ملك الموت اخرجي أيتها النفس اللعينة الملعونة إلى سموم وحموم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم فإذا قبض ملك الموت روحه قالت الروح للجسد جزاك الله عني شراً لقد كنت سريعاً بي إلى معصية الله بطيئاً بي عن طاعة الله فقد هلكت وأهلكت ويقول الجسد للروح مثل ذلك وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله عليها وتنطلق جنود إبليس إليه فيبشرونه بأنهم قد أوردوا عبداً من بني آدم النار فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فتدخل اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ويبعث الله إليه حيات دهماً فتأخذ بأرنبته وإبهام قدميه فتقوضه حتى تلتقي في وسطه قال ويبعث الله إليه الملكين فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدري فيقال له لا دريت ولا تليت فيضربانه ضرباً يتطاير الشرار في قبره ثم يعود فيقولان له انظر فوقك فينظر فإذا باب مفتوح من الجنة فيقولان عدو الله لو أطعت الله كان هذا منزلك قال فوالذي نفس محمد بيده إنه لتصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترتد أبداً ويفتح له باب إلى النار فيقال عدو الله هذا منزلك لما عصيت الله ويفتح
له سبعة وسبعون باباً إلى النار يأتيه حرها وسمومها حتى يبعثه الله يوم القيامة إلى النار.
قال السيوطي في أمالي الدرة الفاخرة بعد أن أورده من طريق ابن أبي الدنيا: هذا حديث غريب أخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير عن أحمد بن إبراهيم الدورقي عن محمد بن بكر البرساني عن أبي عاصم البصري عن بكر بن خنيس عن ضرار عن يزيد عن أنس عن تميم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله لملك الموت انطلق إلى وليي فذكره بطوله قال الحافظ ابن حجر وهو شاهد لكثير مما ثبت في حديث البراء المشهور لكن هذا عجيب السياق غريب الإسناد لا نعرف أحداً روى عن أنس عن تميم إلا من هذا الوجه ويزيد الرقاشي سيئ الحفظ جداً كثير المناكير كان لا يضبط الإسناد ودونه من هو مثله أو أشد ضعفاً أهـ.
قال السيوطي: ومن شواهده حديث أبي هريرة وله طرق.
قلت: وسيأتي حديث البراء وحديث أبي هريرة فيما بعد إن شاء الله تعالى وقول الحافظ ودونه من هو مثله أو أشد ضعفاً يعني أن رواته من بعد يزيد ضعفاء ضرار بن عمرو الملطي الراوي له عن يزيد قال الذهبي متروك والراوي عنه بكر بن قيس الكوفي قال الدارقطني متروك وقال الحافظ في تهذيب التهذيب كوفي عابد سكن بغداد صدوق له أغلاط أفرط فيه ابن حبان وهو من رجال الترمذي وابن ماجة وأبو عاصم البصري في سياق أبي يعلى هو العباداني اسمه عبد الله بن عبيد الله أو بالعكس ويقال ابن عبد بغير إضافة من رجال ابن ماجة لين الحديث وقال الذهبي روي عن الفضل الرقاشي له حديث منكر وعمرو بن جرير الأحمسي في سياق ابن أبي الدنيا ويقال البجلي أبو سعيد قال الذهبي كذلك ومحمد بن الحسين شيخ ابن أبي الدنيا هو أبو الفتح الأزدي الحافظ صاحب مناكير ضعفه البرقاني.