الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والرقائق من رواية أبي الهيثم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً دون ذكر أبي سعيد وللترمذي من حديث ابن مسعود إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض مخ ساقها من وراء سبعين حلة الحديث ورواه عنه موقوفاً قال وهذا أصح وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة لكل امرئٍ منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم أهـ.
قلت: سياق المصنف رواه أيضاً ابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في البعث وفي رواية لأحمد وأبي يعلى وابن جرير بسند حسن عن أبي سعيد رفعه إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحوّل ثم تأتيه امرأته فتضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد عليها السلام ويسألها من أنت فتقول أنا من المزيد وإنه ليكون عليها سبعون حلة فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها مما وراء ذلك وإن عليها التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب وتقدم للمصنف عند قوله وفي رواية على كل زوجة سبعون حلة ذكر حديث أبي سعيد وابن مسعود.
4216 - وقال أنس رضي الله عنه: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري بي دخلت الجنة موضعاً يسمى البيدخ) كحيدر والدال مهملة وآخره خاء معجم اسم نهر في الجنة (عليه خيام اللؤلؤ والزبرجد الأخضر والياقوت الأحمر فقلن السلام عليك يا رسول الله فقلت يا جبريل ما هذا النداء قال هؤلاء المقصورات في الخيام استأذن ربهن في السلام عليك فأذن لهن فطفق يقلن نحن الراضيات فلا نسخط أبداً ونحن الخالدات فلا نظعن أبداً وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى حور مقصورات في الخيام)
.
قال العراقي: لم أجده هكذا بتمامه وللترمذي من حديث على أن في الجنة لمجتمعاً للحور العين يرفعن أصواتاً لم تسمع الخلائق مثلها
قال يقلن نحن الخالدات فلا نبيد ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له وقال غريب ولأبي الشيخ في العظمة من حديث ابن أبي أوفى بسند ضعيف فيجتمعن في كل سبعة أيام فيقلن بأصوات الحديث انتهى.
قلت: بل ساقه بتمامه ابن مردويه والبيهقي في البعث وفيه فأتيت على نهر يسمى البيدخ وفيه فنوديت السلام عليك يا رسول الله فقلت يا جبريل ما هذا النداء وفي لفظ ونحن المقيمات بدل الخالدات والباقي سواء وأما حديث علي عند الترمذي فقد رواه أيضاً هناد في الزهد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأما حديث ابن أبي أوفى فقد رواه أيضاً أبو نعيم في صفة الجنة وروى ابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال إن في الجنة نهراً يقال له البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته جوار نابتات يقول أهل الجنة انطلقوا بنا إلى البيدخ فيجيئون فيتصفحون تلك الجواري فإذا عجب رجل منهم بجارية مس معصمها فتبعته وتنبت مكانها أخرى وروى ابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل حور عين قال حور بيض عين ضخام العيون شعر الحور بمنزلة جناح النسر وفي لفظ لابن مردويه شفر الجفون بمنزلة جناح النسر قلت يا رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى كأنهم لؤلؤ مكنون قال صفاؤهم كصفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي قلت فأخبرني عن قول الله عز وجل فيهن خيرات حسان قال خيرات الأخلاق حسان الوجوه قلت فأخبرني عن قول الله عز وجل عربا أترابا قال هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن عذارى عرباً متعشقات متحببات أتراباً على ميلاد واحد قلت يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين قال نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة قلت يا رسول الله وبم ذلك قال بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله تعالى ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير بيض الألوان خضر الثياب صفر الحلى مجامرهن الدر وأمشاطهن الذهب يقلن
ألا نحن الخالدات فلا نموت أبداً ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً طوبى لمن كنا له وكان لنا قلت يا رسول الله المرأة تتزوّج الزوجين والثلاثة والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم قال أنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً فتقول يا رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقاً في دار الدنيا فزوجنيه يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة أهـ ..
وقد وصفهن الله تعالى في كتابه العزيز بأوصاف كثيرة منها قوله تعالى فيهن قاصرات الطرف أي قصرن أطرافهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم وقيل قصرن أطراف أزواجهن عليهن بحسنهن فلا يدعن في أطراف أزواجهن فضله استحسان لغيرهن ومنها قوله تعالى لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان أي لم يمسهن وقيل لم يفتضهن أي لم يأخذ فضتهن وهي البكارة واختلف في المراد بهن فقيل الحور اللواتي نشأن في الجنة وقيل نساء الدنيا أيضاً من أهل الجنة وإن كن في الدنيا ثيبات لأن الله تعالى أنشأهن في الجنة إنشاءً آخر كما قال تعالى إنا أنشأناهن إنشاءً الآية وقيل هن اللواتي متن وهن أبكار وبالجملة فلا شك في أن نساء الجنة من الآدميات والحور في أكمل الصور جمالاً وحسناً وريحاً طيباً وصفاً وضياءً لما تقدم من الإخبار وروى أبو يعلى في مسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً فيه أنه صلى الله عليه وسلم قال في حق الداخلين إلى الجنة فيدخل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله بعبادتهما الله في الدنيا يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ عليه سبعون حلة من سندس واستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ثم ينظر إلى صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت كبده لها مرآة وكبدها له مرآة فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ما يفتر ذكره ولا يشتكي قبلها فبينما هو كذلك إذ نودي أن قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل إلا أنه لا مني ولا منية إلا أن يكون لك أزواج غيرها فيخرج
فيأتيهن واحدة واحدة كلما جاء واحدة قالت والله ما في الجنة شيء أحسن منك وما في الجنة شيء أحب إلي منك وروى عبد بن حميد عن مجاهد في قوله حور مقصورات في الخيام قال لا يخرجن من بيوتهن وقال الحسن أي محبوسات ليس بطوافات في الطرق رواه ابن جرير وقال مجاهد أيضاً مقصورات قلوبهن وأبصارهن وأنفسهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ لا يردن غيرهن رواه ابن أبي شيبة وهناد وروى ابن مردويه عن أنس قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثني جبريل قال يدخل الرجل على الحوراء فتستقبله بالمعانقة والمصافحة لو أن بعض ثيابها بدا لغلق ضوءه ضوء الشمس والقمر ولو أن طاقة من شعرها بدت لملأت ما بين المشرق والمغرب من طيب ريحها فبينا هو متكئ عليها مع أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فيظن أن الله تعالى قد أشرف على حلقه فإذا حوراء تناديه يا ولي الله أما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فيقول أنا من اللواتي قال الله ولدينا مزيد فيتحوّل إليها فإذا عندها من الجمال والكمال ما ليس مع الأولى فبينما هو متكئ معها على أريكته إذ أشرف عليه نور من فوقه فإذا حوراء أخرى تناديه يا ولي الله أما لنا فيك من دولة فيقول ومن أنت يا هذه فتقول أنا من اللواتي قال الله فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون فلا يزال يتحوّل من زوجة إلى زوجة وروى ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن أبي حاتم من حديث أنس لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها وروى ابن أبي الدنيا عن ابن عمر وقال لشفر المرأة أطول من جناح النسر وعن ابن عباس قال لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لافتتن الخلائق بحسنها ولو أخرجت معصمها لكانت الشمس عند حسنه مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض وروى ابن أبي شيبة عن مجاهد قال إنه ليوجد ريح المرأة من الحور العين من مسيرة خمسمائة سنة.
قال ابن السبكي: (6/ 388) لم أجد له إسناداً.