الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[رابع عشر: تسبيح الحصا في كفه صلى الله عليه وسلم]
وأما تسبيح الحصا في كفه صلى الله عليه وسلم فخرج البيهقي وغيره، من قريش بن أنس قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، عن رجل يقال له سويد بن يزيد قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول: لا أذكر عثمان إلا بخير، تقدمني رأيته كنت أتتبع خلوات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فرأيته يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته، فجئت حتى جلست إليه، فجاء أبو بكر رضي الله عنه فسلم ثم جلس عن يمين رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم جاء عمر رضي الله عنه فسلم ثم جلس عن يمين أبي بكر رضي الله عنه، ثم جاء عثمان رضي الله عنه فسلم وجلس عن يمين عمر رضي الله عنه، وبين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سبع حصيات- أو قال: تسع حصيات- فأخذهن فوضعهن في كفه فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في يد أبي بكر رضي الله عنه فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر رضي الله عنه فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن،
ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان رضي الله عنه فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هذه خرفة نبوة.
قال البيهقي: وكذلك رواه محمد بن بشار عن قريش بن أنس عن صالح بن أبي الأخضر، وصالح لم يكن حافظا، والمحفوظ رواية شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال ذكر الوليد بن سويد أن رجلا من بني سليم كبير السن، كان ممن أدرك أبا ذر بالربذة، ذكر له فذكر هذا الحديث عن أبي [ (1) ] ذر رضي الله عنه.
[ (1) ](دلائل البيهقي) : 6- 64- 65، باب ما جاء في تسبيح الحصيات في كفّ النبي صلى الله عليه وسلم، ثم في كف بعض أصحابه، (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) : 1/ 201، فصل ومثل هذا في سائر الجمادات، والخبر ذكره ابن كثير في (البداية والنهاية) عن البيهقي، والسيوطي في (الخصائص الكبرى) ، والطبراني في (الأوسط) .
وخرج أبو نعيم من حديث أبي اليمان قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، قال الوليد- وفي رواية: ذكر الوليد بن سويد- أن رجلا من سليم كبير السن ممن أدرك أبا ذر بالربذة ذكر أنه بينما هو قاعد يوما في مجلس وأبو ذر في ذلك المجلس، إذ ذكر عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال السّلمي: وأنا أظن في نفسي أن في نفس أبي ذر على عثمان معتبة لإنزاله إياه بالربذة، فلما ذكر له عثمان عرض له بعض أهل المجلس بذلك، وهو يظن أن في نفسه عليه معتبة، فلما ذكر قال أبو ذر: لا تقل في عثمان إلا خيرا، فإنّي أحبه، لقد رأيت منه منظرا، وشهدت منه مشهدا لا أنساه حتى الموت: كنت رجلا ألتمس خلوات النبي صلى الله عليه وسلم لأسمع منه ولآخذ، فهجرت يوما من الأيام فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد خرج من بيته، فسألت عنه الخادم فأخبرني أنه في بيت، فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس، وكان حينئذ أرى أنه في وحي، فسلمت عليه فردّ عليّ السلام وقال لي: ما جاء بك، فقلت: جاء بي اللَّه ورسوله، فأمرني أن أجلس فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شيء ولا يذكره لي، فمكثت غير كثير ثم جاء أبو بكر رضي الله عنه مسرعا فسلم، فرد السلام ثم قال: ما جاء بك؟ قال: جاء بي اللَّه ورسوله، فأشار إليه بيده أن أجلس إلى ربوة مقابل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الطريق بينه وبينها، حتى إذا استوى أبو بكر جالسا أشار بيده فجلس إلى جنبي عن يميني، ثم جاء عمر رضي الله عنه ففعل مثل ذلك، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة، ثم جاء عثمان رضي الله عنه فسلم فرد عليه السلام، فقال: ما جاء بك؟ قال: جاء بي اللَّه ورسوله، فأشار إليه بيده فقعد إلى الربوة، ثم أشار إليه فجلس إلى جنب عمر رضي الله عنه فتكلم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكلمة لم أفقه غير أنه قال: قليل ما تبقين، ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك فسبحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النحل في كف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم ناولهن أبا بكر رضي الله عنه فسبحن في كفه. كما سبحن في كف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم أخذهن منه، فوضعهن في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عمر رضي الله عنه فسبحن في كفه كما سبحن في كف أبي بكر رضي الله عنه، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان رضي الله عنه فسبحن في كفه
كما سبحن في كف عمر رضي الله عنه، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن.
وقد روى هذا الحديث من وجه آخر عن أبي ذر [ (1) ] .
وخرج الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر من حديث عمرو بن حماد الفراهيدي قال: حدثنا محرز الغيّاث عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سبع حصيات في يده فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد أبو بكر، فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عمر رضي الله عنه فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في أيدينا رجلا رجلا فما سبحت حصاه منهن.
وذكر من طريق يوسف بن الصباح قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد،
[ (1) ](دلائل أبي نعيم) : 2/ 431- 432، تسبيح الحصى، حديث رقم (338) ، (339) باختصار شديد.
قال الحافظ في (الفتح) : وقد اشتهر تسبيح الحصى، ففي حديث أبي ذر قال:«تناول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سبع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا، ثم وضعهن في يد أبي بكر فسبحن، ثم وضعهن في يد عمر فسبحن، ثم وضعهن في يد عثمان فسبحن» أخرجه البزار والطبراني في (الأوسط)، وفي رواية الطبراني:«فسمع تسبيحهن في الحلقة» وفيه «ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا» .
قال البيهقي في (الدلائل) : كذا رواه صالح بن أبي الأخضر- ولم يكن بالحافظ- عن الزهري، عن سويد بن يزيد السلمي عن أبي ذر، والمحفوظ ما رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال:
«ذكر الوليد بن سويد أن رجلا من بني سليم كان كبير السن ممن أدرك أبا ذر بالربذة ذكر له عن أبي ذرّ بهذا» (فتح الباري) : 6/ 734، كتاب المناقب، باب (25) علامات النبوة في الإسلام.
فائدة: ذكر ابن الحاجب عن بعض الشيعة: أن انشقاق القمر، وتسبيح الحصى، وحنين الجذع، وتسليم الغزالة، مما نقل آحادا مع توافر الدواعي على نقله، ومع ذلك لم يكذب رواتها، وأجاب بأنه استغنى عن نقلها تواترا بالقرآن.
وأجاب غيره بمنع نقلها آحادا، وعلى تسليمه فمجموعها يفيد القطع كما تقدم في أول هذا الفصل، والّذي أقول: إنها كلها مشتهرة عند الناس، وأما من حيث الرواية فليست على حد سواء، فإن حنين الجذع وانشقاق القمر، نقل كل منهما نقلا مستفيضا، يفيد القطع عند من يطلع على طرق ذلك من أئمة الحديث دون غيرهم ممن لا ممارسة له في ذلك.
وأما تسبيح الحصى فليست له إلا هذه الطريق الواحدة مع ضعفها وأما تسليم الغزالة فلم نجد له إسنادا لا من وجه قوي ولا من وجه ضعيف، واللَّه تعالى أعلم. (المرجع السابق) : 734- 735.
حدثنا سعيد عن الحسن عن أنس قال: تناول النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهن أبا بكر رضي الله عنه فسبحن في يده كما سبحن في يد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ناولهن النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر، ثم ناولهن عثمان رضي الله عنه فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين.