الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ثالثا: رد الشمس بعد غروبها]
وأما رد الشمس بعد غروبها بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقد روى من حديث أبي هريرة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد اللَّه، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم [ (1) ] .
[ (1) ](الشفا بتعريف حقوق المصطفى) : 185، (مشكل الآثار) : 4/ 388- 389.
* وفيه ما يدل على التغليظ في فوت العصر، فوقى اللَّه عليا ذلك بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لطاعته وكرامته لديه.
* وفيه لعلى المقدار الجليل والرتبة الرفيعة.
* وفيه إباحة النوم بعد العصر، وإن كان مكروها عن بعضهم بما
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه» ،
لأن هذا منقطع، وحديث أسماء متصل، ويمكن التوفيق بأن نفس النوم بعد العصر مذموم، وأما نوم النبي صلى الله عليه وسلم كان لأجل وحي يوحى إليه، وليس غيره كمثله فيه.
والّذي يؤيد الكراهة قول عمرو بن العاص: النوم منه خرق، ومنه خلق، ومنه حمق، يعني الضحى، والقائلة، وعند حضور الصلوات، ولأن بعد العصر يكون انتشار الجن، وفي الرقدة يكون الغفلة.
وعن عثمان: الصبحة تمنع الرزق. وعن ابن الزبير أن الأرض تعجّ إلى ربها من نومة العلماء بالضحى، مخافة الغفلة عليهم، فندب اجتناب ما فيه الخوف، واللَّه أعلم. (المرجع السابق) .
قال بعض المحققين: هذا الحديث ليس بصحيح، وإن أوهم تخريج القاضي عياض له في (الشفاء) عن الطحاوي في (مشكل الآثار) من طريقين، فقد ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات) :
1/ 355- 357، وقال إنه موضوع بلا شك، وفي سنده أحمد بن داود وهو متروك الحديث كذاب، كما قال الدار الدّارقطنيّ. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث.
قال ابن الجوزي: وقد روى هذا الحديث ابن شاهين، فذكره ثم قال: وهذا حديث باطل، قال:
ومن تغفل واضعه أنه نظر إلى صورة فضيلة، ولم يلمح عدم الفائدة فيها، فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس تصير قضاء، ورجوع الشمس لا يعيدها أداء.
وقد أفرد ابن تيمية تصنيفا مفردا في الرد على الروافض، ذكر فيه الحديث بطرقه ورجاله، وأنه موضوع، والعجب من القاضي عياض مع جلالة قدرة، وعلو خطره في علوم الحديث، كيف سكت عنه موهما صحته، ناقلا ثبوته، موثقا رجاله. وقال أحمد: لا أصل له، وتبعه ابن
فأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
فمن طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة، وعن عمارة بن فيروز، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنزل عليه حين انصرف من العصر- وعلي بن أبي طالب قريب منه، ولم يكن علي أدرك الصلاة- فاقترب عليّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يسرّ عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى غابت الشمس، فالتفت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: من هذا؟ فقال:
عليّ يا رسول اللَّه، أنا لم أصل العصر وقد غابت الشمس! فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
اللَّهمّ اردد الشمس على عليّ، فرجعت الشمس لموضعها الّذي كانت فيه حتى صلى علي رضي الله عنه، وبعض أصحابه يمينا وشمالا يقولون: صل يا عليّ، فإنّ رحمك وقرابتك من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لن تغني عنك من اللَّه شيئا، فأخبر عليّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بذلك، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من بين ظهرانيّ الناس فقال: من آذى ذوي رحم الرجل وقرابته فقد آذاه- مرارا يقولها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومن آذاني فقد آذى اللَّه عز وجل.
وأما حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها فله طرق:
أحدها:
من طريق أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي، حدثنا محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك قال: حدثني محمد بن موسى عن عون بن محمد، عن أمه أم جعفر، عن جدتها أسماء ابنة عميس، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالصهباء ثم أنفذ عليا في حاجة، فرجع وقد صلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العصر، فوضع رأسه في حجر علي فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إن عبدك عليا احتسب بنفسه على نبيه، فردّ عليه شرقها، قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض، فقام على فتوضأ وصلى العصر ثم غابت الشمس، وذلك في الصهباء في غزوة خيبر.
[ () ] الجوزي فأورده في الموضوعات.
ولكن قد صححه الطحاوي والقاضي عياض، وأخرجه ابن مندة وابن شاهين من حديث أسماء بنت عميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه.
ورواه الطبراني في معجمه الكبير بإسناد حسن، كما حكاه شيخ الإسلام ابن العراقي في شرح التقريب، عن أسماء بنت عميس (المواهب اللدنية) 2/ 528- 530 مختصرا.
[وثانيها] :
من طريق أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن أبي فديك قال: أخبرني محمد بن موسى، عن عون بن محمد، عن أمه أمّ جعفر، عن أسماء ابنة عميس، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالصهباء، ثم أرسل عليا في حاجة، فرجع وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجر علي فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إن عبدك عليا احتسب بنفسه على نبيه، فردّ عليه شرقها، قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى وقعت على الجبال وعلى الأرض فقام علي وتوضأ، فصلى العصر ثم غابت،
وذلك بالصهباء في غزوة خيبر، قال أحمد بن صالح: هذه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فلا تستكثر، وهي فضيلة لعلي رضي الله عنه.
[و] ثالثها:
من طريق عبد الرحمن بن شريك، حدثنا أبي حدثنا عروة بن عبد اللَّه بن قشيرة قال: دخلت على فاطمة ابنة علي الأكبر- وهي عجوز كبيرة- فرأيت في عنقها خرزات، وفي يدها مسكين غليظين، فقلت: ما هذا؟ فقالت:
إنا معشر النساء نكره أن نتشبه بالرجال، وقالت: حدثتني أسماء ابنة عميس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوحي إليه فستره عليّ بثوبه حتى غابت الشمس، فلما سرّي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي! صليت العصر؟ قال: لا، قال: اللَّهمّ رد الشمس على عليّ، قالت: فرجعت الشمس حتى رأيتها في نصف الحجرة. أو قالت: نصف حجرتي.
[و] رابعها:
من طريق فضيل بن مرزوي عن إبراهيم بن الحسن بن الحسن، عن فاطمة ابنة الحسن، عن أسماء ابنة عميس قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي فلم [يصل] العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعليّ: صليت؟ قال: لا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إنه في طاعة رسولك، فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت.
وقال فضيل، عن إبراهيم ابن الحسن عن فاطمة عن أسماء: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يكاد [يغشى] عليه، فأنزل عليه يوما ورأسه في حجر علي حتى غابت الشمس، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في حجر علي فقال
له: صليت العصر يا عليّ؟ قال: لا يا رسول اللَّه، فدعى اللَّه فردّ عليه الشمس حتى صلى العصر، قالت: فرأيت الشمس بعد ما غربت حين ردّت حتى صلى العصر.
[و] خامسها:
من طريق صبّاح [ (1) ] المري، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن الحسن عن أمه فاطمة ابنة حسين، عن أسماء ابنة عميس قالت: اشتغل عليّ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قسمة الغنائم يوم خيبر حتى غابت الشمس، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا عليّ! هل صليت العصر؟ قال: لا يا رسول اللَّه، قال: فتوضأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجلس في المسجد، فتكلم بكلمتين أو ثلاثة كأنها من كلام الحبش، فارتجعت الشمس كهيئتها في العصر، فقام عليّ فتوضأ وصلى العصر، ثم تكلم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمثل ما تكلم به قبل ذلك، فرجعت إلى مغربها، فسمعت لها صريرا كالمنشار في الخشبة، وطلعت الكواكب.
وقال صبّاح أيضا: عن عبد اللَّه بن الحسن بن جعفر، عن حسين المبتول عن فاطمة بنت على، عن أم الحسن بنت علي، عن أسماء بنت عميس قالت: لما كان يوم خيبر شغل عليّ بما كان من قسمة الغنائم حتى غابت الشمس أو كادت، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عليا: هل صليت العصر؟ قال: لا، فدعا اللَّه عز وجل فارتفعت حتى توسطت المسجد فصلى عليّ، فلما صلى غابت. قالت: فسمعت لها صريرا كصرير المنشار في الخشب.
وقال صبّاح [ (1) ] : عن أبي سلمة مولى آل عبد اللَّه بن الحارث بن نوفل، عن محمد بن جعفر بن محمد بن عليّ، عن أمه أم جعفر بنت محمد، عن جدتها أسماء بنت عميس، قالت: كانوا أقبلوا من ضيعة لهم حتى نزلوا إلى جبل، فقامت أسماء تصلي، فلما فرغت من صلاتها قالت: يا باي يا باي، قلت: يا جدة! لم تقولي يا باي وليس عندك أحد؟ قالت يا بنية ذكرت عليا، قلت: يا جدة، ما ذكرت من عليّ؟ مرتين أهلك فوجدت في نفسي إن ذكرت عليا وتركت أبي، قالت: شيء
[ (1) ] لم أقف له على ذكر في كتب الرجال.
كان من النبي صلى الله عليه وسلم وهو في هذا المكان ومعه علي، إذ أغمي عليه فوضع رأسه في حجر عليّ، فلم يزل كذلك حتى غابت الشمس، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أفاق، فقعد فقال: يا علي! هل صليت؟ قال: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إن عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس، قالت: فخرجت من تحت هذا الجبل كأنما خرجت من تحت سحابة، فقام علي فصلى، فلما فرغ آبت مكانها.
قال: فخرجت فلقيت أبا جعفر فذكرت ذلك له فقال: أنت سمعت هذا من أم جعفر؟ قلت نعم، فأخذ بيدي حتى استأذن عليها فقال: حدثيني الحديث الّذي حدثت هذا، فحدثته فخرج وهو مستبشر.
وأما حديث جابر: فمن طريق الوليد بن عبد الواحد، حدثنا معقل بن عبيد اللَّه عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللَّه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الشمس أن تتأخر ساعة من النهار فتأخرت ساعة من النهار.
وأما حديث علي:
فمن طريق يحيى بن عبد اللَّه بن حسين بن حسن بن عليّ ابن أبي طالب قال: لما كنا بخيبر شهر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في قتال المشركين، فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر حمية، ولم أصل صلاة العصر، فوضع رأسه في حجري فنام فاستثقل، قال: فلم ينتبه حتى غربت الشمس، فلما استيقظ مع غروب الشمس قلت: يا رسول اللَّه! ما صليت صلاة العصر كراهية أن أوقظك من نومك، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يده إلى اللَّه عز وجل ثم قال: اللَّهمّ إن عبدك تصدق بنفسه على نبيك، فاردد عليه شروقها، قال: فرأيتها على الحال في وقت العصر بيضاء نقية، حتى قمت ثم توضأت ثم صليت ثم غابت.
وقال إسحاق بن إبراهيم التيمي: حدثنا محل الضّبي عن إبراهيم النخعي، عن علقمة عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال عليّ رضي الله عنه يوم الشورى: أنشدتكم اللَّه هل فيكم من رفعت الشمس عندي حين نام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجعل رأسه في حجري حتى غابت الشمس، فانتبه فقال: يا عليّ! صليت العصر؟
قلت: اللَّهمّ لا، فقال: اللَّهمّ ارددها عليه، فإنه كان في طاعتك وطاعة رسولك.
وأما ردها حين تبين لمكذبيه صدقه، فخرج البيهقي من طريق يونس بن بكير،
عن أسباط بن نصر الهمدانيّ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي قال: لما أسري برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأخبر قومه بالرفقة والعلامة في العير قالوا: فمتى تجيء؟ قال:
يوم الأربعاء، فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينظرون وقد ولى النهار ولم تجيء، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم فزيد له في النهار ساعة وحبست عليه الشمس.
فلم تردّ على أحد إلا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [يومئذ][ (1) ] وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخل السبت، ولا يحل له قتالهم فيه، فدعا اللَّه فردّ عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم [ (2) ] .
قال الحاكم أبو عبد اللَّه الحافظ النيسابورىّ في كتاب (الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) : قرأت على قاضي القضاة أبي الحسن محمد بن صالح الهاشمي، حدثنا عبد اللَّه بن الحسين بن موسى، حدثنا عبد اللَّه بن علي المديني
[ (1) ] زيادة للسياق من (سنن البيهقي) .
[ (2) ] قال الحافظ ابن كثير: فيه أن هذا كان من خصائص يوشع، فيدل على ضعف الحديث الّذي رويناه أن الشمس رجعت حتى صلى عليّ بن أبي طالب، وقد صححه أحمد بن صالح المصري، ولكنه منكر، ليس في شيء من الصحاح والحسان، وهو مما تتوافر الدواعي على نقله، وتفردت بنقله امرأة من أهل البيت، مجهولة لا يعرف حالها. (المواهب اللدنية) : 2/ 530. وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) : 2/ 404، (السيرة الشامية) : 3/ 133.
ويحتمل الجمع: بأن المعنى لم تحبس الشمس على أحد من الأنبياء غيري إلا ليوشع. وكذا روى حبس الشمس لنبينا صلى الله عليه وسلم أيضا يوم الخندق، حين شغل عن صلاة العصر، فيكون حبس الشمس مخصوصا بنبينا وبيوشع، كما ذكره القاضي عياض في (الإكمال) ، وعزاه (لمشكل الآثار) ، ونقله النووي في (شرح مسلم) في باب حل الغنائم عن القاضي عياض، وكذا الحافظ ابن حجر في باب الأذان، في (تخريج أحاديث الرافعي) ، ومغلطاي في (الزهر الباسم) ، وأقروه.
وذكر البغوي في تفسيره: أنها حبست لسليمان عليه السلام أيضا لقوله: رُدُّوها عَلَيَّ [ص: 33] ، ونوزع فيه بعدم ذكر الشمس في الآية، فالمراد: الصافنات الجياد. واللَّه تعالى أعلم.
قال القاضي عياض: واختلف في حبس الشمس المذكور هنا:
* فقيل: ردت على أدراجها.
* وقيل: وقفت ولم ترد.
* وقيل: بطء حركتها، قال: وكل ذلك من معجزات النبوة. (المواهب اللدنية) :
2/ 530- 531.
قال: سمعت أبي يقول: خمسة أحاديث يروونها ولا أصل لها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حديث: لو صدق السائل ما أفلح من ردّه [ (1) ]، وحديث: لا وجع إلا وجع العين ولا غم إلا غم الدّين [ (2) ]، وحديث: إن الشمس طلعت على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه [ (3) ]، وحديث:
أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا أكرم على اللَّه من أن يدعني تحت الأرض مائتي عام [ (4) ] ،
وحديث: أفطر الحاجم والمحجوم [ (5) ]
…
[ (1) ] روى كما قال ابن عبد البر في (الاستذكار) : من جهة جعفر بن محمد عن أبيه، عن جده مرفوعا، ومن جهة يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة رفعه أيضا:«لولا أن السؤال يكذبون ما أفلح من ردهم» . وحديث عائشة عند القضاعي بلفظ: «ما قدس» ، قال ابن عبد البر: وأسانيدها ليست بالقوية، وسبقه ابن المديني فأدرجه في خمسة أحاديث. قال إنه لا أصل لها، وكذا رواه العقيلي في (الضعفاء) من حديث عائشة وابن عمر، وقال: إنه لا يصح في هذا الباب شيء. وعند الطبراني بسند ضعيف أيضا، من حديث أبي أمامة مرفوعا:«لولا أن السائلين يكذبون ما أفلح من ردهم» ، (المقاصد الحسنة) : 547، (الفوائد المجموعة) : 64، حديث رقم (13)، (الأسرار المرفوعة) : 289، حديث رقم (378)، (الموضوعات لابن الجوزي) : 355، باب فضائل عليّ عليه السلام.
[ (2) ] البيهقي في (شعب الإيمان) ، والطبراني في (الصغير) ، من حديث سهل بن قرين عن أبيه، حدثنا ابن أبي ذئب، عن خالد بن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رفعه به.
وقال البيهقي: أنه منكر، وقرين- وهو بفتح القاف أو ضمها- منكر الحديث كذبه الأزدي، وأبوه لا شيء، (المقاصد الحسنة) : 728، حديث رقم (1316)، (كشف الخفا) : 2/ 240، ترجمه سهل بن قرين رقم (3591)، (الموضوعات لابن الجوزي) : 2/ 244، باب تعظيم أمر الدين، (الأسرار المرفوعة) : 386، حديث رقم (597) .
[ (3) ] قال الإمام أحمد: لا أصل له، وقال ابن الجوزي: موضوع، لكن خطّئوه، ومن ثم قال السيوطي:
أخرجه ابن مندة وابن شاهين، عن أسماء بنت عميس، وابن مندة وابن مردويه عن أبي هريرة، وإسنادهما حسن، وصححه الطحاوي والقاضي عياض. قال القاري: ولعل المنفي ردها بأمر على والمثبت بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، (كشف الخفا) : 1/ 220، حديث رقم (670)، (الموضوعات لابن الجوزي) : 1/ 355- 356، (الأسرار المرفوعة) : 121، حديث رقم (77)، (الفوائد المجموعة) : 350، حديث رقم (53) .
[ (4) ](كشف الخفا) : 1/ 200، حديث رقم (608)، قال الصّغاني: موضوع، ولفظه:«أنا أكرم على اللَّه من أن يتركني في التراب ألف عام» .
[ (5) ]
يروى كما علقه البخاري بصيغة التمريض عن الحسن: عن غير واحد مرفوعا، ثم قال: وقال لي عياش:
حدثنا عبد الأعلى، حدثنا يونس، عن الحسن مثله، فقيل له: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ثم قال:
اللَّه أعلم.
وهذا بعينه قد رواه في تاريخه، ومن جهته البيهقي في سننه فقال: حدثني عياش
…
وذكره،
[إنهما كانا يغتابان][ (1) ] .
[ () ] وبه يستدل على أن البخاري إذا قال: قال لي، يكون محمولا على السماع.
وللبيهقي أيضا، وكذا النسائي، من حديث علي بن المديني، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن، عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال- وذكره.
قال على بن المديني: رواه يونس عن الحسن، عن أبي هريرة، ورواه قتادة، عن الحسن، عن ثوبان، ورواه عطاء بن السائب، عن الحسن، عن معقل بن يسار، ورواه مطر، عن الحسن، عن علي.
قال البيهقي: ورواه أشعث عن الحسن عن أسامة.
وقال الحافظ ابن حجر: ورواه قتادة أيضا، عن الحسن، عن علي، أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه، ورواه أبو حرّة، عن الحسن، عن غير واحد من الصحابة، ورواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجة، وآخرون، كالحارث من حديث ثوبان وشداد مرفوعا في حديث.
وقال أحمد والبخاري: إنه عن ثوبان أصح. وصححه عن شداد إسحاق بن راهويه، وصححهما معا البخاري متبعا لابن المديني، ورواه الترمذي عن رافع بن خديج، ورواه غيرهم عن آخرين.
وتأوله بعض العلماء المرخصين في الحجامة على أن معناه: إن تعرضا للإفطار أما المحجوم فللضعف، وأما الحاجم فلأنه لا يأمن من أن يصل إلى جوفه شيء بالمص: ولكن جزم الشافعيّ في (الأم) بأنه منسوخ. (المقاصد الحسنة) : 131، حديث رقم (139)، (فتح الباري) :
4/ 217- 218، كتاب الصوم، باب (32) الحجامة والقيء للصائم، (سنن الدارميّ) :
2/ 14، باب الحجامة تفطر الصائم، (تلخيص الحبير) : 2/ 205، باب ذكر الإشارة إلى طرق حديث أفطر الحاجم والمحجوم، (كشف الخفا) : 1/ 156، حديث رقم (461)، (الأم للشافعي) : 2/ 93، (سنن أبي داود) : 2/ 770، كتاب الصوم، باب (28) في الصائم يحتجم، (صحيح سنن ابن ماجة) : 1/ 281، باب (18) ، حديث رقم (1361) ، (1362) ، (1363)، (صحيح سنن الترمذي) : 1/ 234، باب (59) كراهية الحجامة للصائم، حديث رقم (621)، (سنن البيهقي) : 4/ 264، كتاب الصوم باب الحديث الّذي روى في الحجامة. (المستدرك) : 1/ 428- 429، حديث رقم (1561/ 30) ، (1562/ 31)(1563/ 32) ، (1564/ 33) ، (1565/ 34) ، (1566/ 35) ، (1567/ 36) .
[ (1) ] ما بين الحاصرتين زيادة من (خ) وليست في باقي المراجع.