الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تاسع وثلاثون: أكل أصحاب الصفة من كسر يسيرة حتى شبعوا]
وأما أكل أهل الصفة من كسر يسيرة حتى شبعوا، فخرج الحافظ أبو نعيم من حديث هشام بن علي قال: حدثنا أبو حفص عمر بن الدرفس قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي قسيمة عن واثلة بن الأسقع الليثي رضي الله عنه، أنه حدثه قال: كنا في محرس يقال له الصفة- وهم عشرون رجلا- فأصابنا جوع، وكنت من أحدث أصحابي سنا، فبعثوا بي إلي النبي صلى الله عليه وسلم أشكو جوعهم.
فالتفت في بيته فقال: هل من شيء؟ فقالوا: نعم، هاهنا كسرة أو كسر، أو شيء من لبن، فأتى به ففت فتا رقيقا، ثم صب عليه اللبن، ثم جبنه بيده حتى جعله [كالثريد][ (1) ]، ثم قال: يا واثلة، أدع لي عشرة من أصحابك وخلّف عشرة، [ففعلت][ (1) ]، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اجلسوا [بسم اللَّه][ (1) ] ، فجلسوا، وأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم برأس الثريد فقال: كلوا بسم اللَّه من حواليها وأعفوا رأسها. فإن البركة تأتيها من فوقها وإنها تمدّ، قال: فرأيتهم يأكلون ويتخللون أصابعهم [ (2) ] حتى تملئوا شبعا.
فلما انتهوا قال لهم: انصرفوا إلى مكانكم وابعثوا أصحابكم، فانصرفوا، فقمت متعجبا لما رأيت، فأقبل علي العشرة، فأمرهم بمثل الّذي أمر به أصحابهم وقال لهم مثل الّذي قال لهم، فأكلوا منها حتى [ (3) ] تملئوا شبعا وحتى انتهوا، وإن فيها فضلة [ (4) ] .
وخرج من حديث إسماعيل بن عياش قال: حدثنا سليمان بن حبان العذري قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: كنت من أصحاب الصفة، فشكى أصحابي
[ (1) ] زيادة للسياق من (دلائل أبي نعيم) .
[ (2) ] في (خ) : «أصابعه» ، وما أثبتناه من المرجع السابق.
[ (3) ] كذا في (خ) ، وفي المرجع السابق «حتى انتهوا» .
[ (4) ](دلائل أبي نعيم) : 2/ 241- 422، حديث رقم (328)، وقال في هامشه: أخرجه الطبراني وابن عساكر، وقال في مجمع الزوائد 8/ 315، رواه الطبراني بإسنادين، وإسناده حسن.
الجوع فقالوا: يا واثلة، اذهب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاستطعم لنا، فأتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه، إن أصحابي يشكون الجوع، فقال: يا عائشة، هل عندك من شيء؟ فقالت: يا رسول اللَّه، ما عندي إلا فتات خبز، قال: هاته.
فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بصحفة فأفرغ الخبز في [الصحفة][ (1) ] ، ثم جعل يصلح الثريد بيده وهو يربو، حتى امتلأت [الصحفة][ (1) ]، فقال: يا واثلة، أذهب فجيء بعشرة من أصحابك وأنت عاشرهم، فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي أنا عاشرهم، فقال: اجلسوا، خذوا بسم اللَّه، خذوا من حواليها ولا تأخذوا [من أعلاها] ، فإن البركة تنحدر من أعلاها.
فأكلو حتى شبعوا، ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها، ثم جعل يصلحها بيده وهي تربو حتى امتلأت، فقال: يا [واثلة][ (1) ] ، اذهب فجئ بعشرة من أصحابك، فذهبت فجئت بعشرة فقال: اجلسوا، فجلسوا، فأكلوا حتى شبعوا، ثم قاموا، فقال: اذهب فجئ بعشرة من أصحابك، فذهبت فجئت بعشرة، ففعلوا مثل ذلك، فقال: هل بقي أحد؟ قلت: نعم، عشرة، قال: اذهب فجيء بهم، فذهبت فجئت بهم، فقال: اجلسوا، فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا، ثم قاموا، وبقي في [الصحفة][ (1) ] مثل ما كان، ثم قال: يا واثلة، اذهب بها إلى عائشة رضي الله عنها.
وخرج الحاكم من طريق واثلة هذا، من طريق محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا عبد اللَّه بن يوسف التنيسي، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه أنه حدثه عن واثلة بن الأسقع، فذكره بمعناه وسياقة غير هذه السياقة، ثم قال: هذا حديث صحيح [الإسناد ولم يخرجاه][ (2) ] .
وخرج من حديث أبي بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن أنيس بن أبي يحيى، عن إسحاق بن سالم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج
[ (1) ] زيادة للسياق.
[ (2) ](المستدرك) : 4/ 130، كتاب الأطعمة، حديث رقم (7119/ 48) ، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه، وقال الذهبي في (التلخيص) : خالد وثقه بعضهم، وقال النسائي: ليس بثقة.
على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي: ادع أصحابك من أصحاب الصفة، فجعلت أتتبعهم رجلا رجلا حتى جمعتهم، فجئنا باب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاستأذنا، فأذن لنا.
قال أبو هريرة: ووضعت بين أيدينا صحفة إن فيها قدر مدّ من شعير، قال:
فوضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يده فقال: خذوا باسم اللَّه، فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين وضعت [الصحفة] : والّذي نفس رسول اللَّه بيده، ما أمسى في آل محمد طعام ليس ترونه، قيل لأبي هريرة: قدركم كانت حين فرغتم؟
قال: مثلها حين وضعت، إلا أن فيها أثر الأصابع.