الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[سادس وثمانون: إحياء شاة جابر بعد ما طبخت وأكلت]
وأما إحياء شاة جابر بعد ما طبخت وأكلت، فقال الحافظ أبو نعيم: فان قلت إن عيسى عليه السلام كان يحى [الموتى بإذن][ (1) ] اللَّه، فأعجب منه ما رفع اللَّه تعالى به شأن محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله [ (2) ] آية بينة شهدها الجماعة الكثيرة على [ (3) ] إحياء شاة جابر بن عبد اللَّه، وما أحيا اللَّه لامرأة من الأنصار ابنها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم آية عجيبة لنبي اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (4) ] .
ثم ذكر من حديث أبى برّة [ (5) ] محمد بن أبى هاشم مولى بنى هاشم [بمكة][ (1) ] قال: حدثنا أبو كعب البداح بن سهل الأنصاري، عن أبيه سهل بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه كعب بن مالك قال:
أتى جابر بن عبد اللَّه النّبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فرد عليه السلام، قال: جابر فرأيت وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متغيرا، وما أحسب وجه رسول اللَّه تغير إلا من الجوع [ (6) ]، فأتيت منزلي فقلت للمرأة: ويحك! لقد رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فردّ عليّ السلام، فرأيت [ (7) ] وجهه متغيرا، وما أحسب وجه رسول اللَّه متغيرا إلا من الجوع، فهل عندك من شيء؟ فقالت: واللَّه ما لنا إلا هذا الداجن وفضلة من زاد نعلّل بها الصبيان.
قال: فقلت لها هل لك أن نذبح هذا الداجن وتصنعين ما كان عندك ثم نحمله إلى رسول اللَّه؟ قالت: أفعل من ذلك ما أحببت، فذبحت الداجن وصنعت ما
[ (1) ] زيادة للسياق من (دلائل أبي نعيم) .
[ (2) ] في (المرجع السابق) : «وجعلت له آية
…
» .
[ (3) ] في (المرجع السابق)«في» .
[ (4) ](دلائل أبي نعيم) : 2/ 616، فصل ما أوتى عيسى عليه السلام.
[ (5) ] في (خ) : «برزة» وصوبناه من المرجع السابق.
[ (6) ] كذا في (خ)، وفي المرجع السابق:«من جوع» .
[ (7) ] كذا في (خ)، وفي المرجع السابق:«ووجهه متغيرا» .
كان عندها، وطحنت وخبزت، ثم ردنا في جفنة لنا،
فوضعت الداجن ثم حملتها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوضعناها بين يديه، فقال: ما هذا يا جابر؟ قلت: يا رسول اللَّه! أتيتك فسلمت عليك فرأيت وجهك متغيرا، فظننت أن وجهك لم يتغير إلا من الجوع، فذبحت داجنا كانت لنا، ثم حملتها إليك.
قال: يا جابر، اذهب فاجمع لي قومك، قال: فأتيت أحياء العرب فلم أزل أجمعهم فأتيته بهم، ثم دخلت إليه فقلت: يا رسول اللَّه، هذه الأنصار قد اجتمعت، فقال: أدخلهم عليّ أرسالا، فأدخلتهم عليه أرسالا فكانوا يأكلون منها، فإذا شبع قوم خرجوا ودخل آخرون، حتى أكلوا جميعا، وفضل في الجفنة شبيه ما كان فيها، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لهم: كلوا ولا تكسروا عظما.
ثم إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جمع العظام في وسط الجفنة، ووضع يده عليها، ثم تكلم بكلام لم أسمعه إلا أنى أرى شفتيه تتحركان، فإذا الشاة قد قامت تنفض أذنيها، فقال لي: خذ شاتك يا جابر، بارك اللَّه لك فيها.
فأخذتها ومضيت، وإنها لتنازعنى أذنها حتى أتيت بها البيت، فقالت لي المرآة:
ما هذا يا جابر؟ قلت: واللَّه هذه شاتنا التي ذبحناها لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، دعا اللَّه فأحياها لنا، قالت: أنا أشهد أنه رسول اللَّه، أنا أشهد أنه رسول اللَّه، أنا أشهد أنه رسول اللَّه، صلى الله عليه وسلم [ (1) ] .
[ (1) ](دلائل أبي نعيم) : 2/ 616- 617، حديث رقم (560)، وذكره السيوطي في (الخصائص الكبرى) : 2/ 283، وعزاه إلى أبى نعيم.
وقال ابن كثير في (البداية والنهاية) : 6/ 325: قلت: وقد ذكرت في قصة سخلة جابر يوم الخندق وأكل الألف منها ومن قليل شعير ما تقدم، وقد أورد الحافظ محمد بن المنذر المعروف بيشكر في كتابه (الغرائب والعجائب) بسنده كما سبق أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جمع عظامها ثم دعا اللَّه تعالى فعادت كما كانت، فتركها في منزله. واللَّه تعالى أعلم. وقد أخرج البخاري في صحيحه قصة شاة جابر لكن بغير معجزة إحيائها. (فتح الباري) : 7/ 503، كتاب المغازي، باب (30) غزوة الخندق وهي الأحزاب، حديث رقم (4102) .