الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ثمانون: نسج العنكبوت على الغار]
وأما نسج العنكبوت على الغار، فخرج أبو نعيم من حديث عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال: أخبرنى عثمان الجزرىّ، أن مقسما مولى ابن الحارث [ (1) ] أخبره عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
…
[ (2) ] الآية.
قال: فتشاورت قريش بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق- يريدون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه.
فأطلع اللَّه نبيه على ذلك، فبات عليّ رضي الله عنه على فراش رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم: حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا- يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم.
[ () ](المواهب اللدنية) : 2/ 554.
قال الزرقاني في شرحه على (المواهب) : لا أصل له. (شرح الزرقاني على المواهب اللدنية) : 8/ 297.
وقال كمال الدين الدميري بعد قصة الحمار هذه: قال الإمام الحافظ أبو موسى: هذا حديث منكر جدا، إسنادا، ومتنا، لا يحل لأحد أن يرويه إلا مع كلامي عليه. (حياة الحيوان الكبرى) : 1/ 319.
وقال الذهبي: عبد اللَّه بن أذينه، عن ثور بن يزيد، قال ابن حبان: حدثنا حمزة بن داود، حدثنا إسماعيل بن عيسى بن زاذان الأيلي، حدثنا عبد اللَّه بن أذينة بنسخة لا يحلّ ذكرها إلا على سبيل القدح
…
(ميزان الاعتدال) : 2/ 391 ترجمة رقم (4204) ترجمة عبد اللَّه بن أذينة.
وقال ابن عدي: هو عبد اللَّه بن عطارد بن أذينة الطائي، بصريّ منكر الحديث، وقال الأزدي:
قال أبو زكريا في (تاريخ أهل الموصل) : قال خضر بن حسّان: أتيت عليّ بن حرب أسأله عن ابن أذينة فضعّفه. وقال الحاكم: والنقاش: روى أحاديث موضوعة، وقال الدار قطنى: متروك الحديث.
(لسان الميزان) : 3/ 321، ترجمة رقم (131/ 4482)، (الكامل في ضعفاء الرجال) : 4/ 214، ترجمة رقم (54/ 1021) .
[ (1) ] هذه الكلمة مطموسة في (خ)، وأثبتناها من (تهذيب التهذيب) : 10/ 256 ترجمة (509) ، مقسم بن بجرة، ويقال: ابن نجدة، أبو القاسم، ويقال: أبو العباس للزومه له.
[ (2) ] سورة الأنفال الآية: 30.
فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوه عليا ردّ اللَّه مكرهم فقالوا: أين صاحبك؟
قال: لا أدرى،
فاقتفوا [ (1) ] أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم الأمر، فصعدوا في الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه [ (1) ] ثلاثا [ (2) ] .
وخرج من طريق الواقدي قال: فحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: لما فقدت قريش النبي صلى الله عليه وسلم، طلبوه بمكة في أعلاها وأسفلها، وبعثوا إلى قائفين [ (3) ] يتبعان أثره: أحدهما كرز بن علقمة، والآخر رجل من خزاعة، فذهب الخزاعي قبل حراء أو ثور.، وذهب كرز بن علقمة فأصاب أثره قبل ثور، فلم يزل عليه يتبعه، فلما انتهوا إلى ثور انقطع أثره ومعه جماعة.
قال: وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين دخل الغار، ضرب العنكبوت على بابه بعشاش بعضها على بعض، فلما انتهوا إلى الغار قال قائل منهم: أدخل الغار، فقال أمية بن خلف: وما أربكم إلى الغار؟ إن عليه لعنكبوت كان قبل ميلاد [محمد] ، ثم قام فبال في صدع الغار حتى سال بوله بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأبى بكر رضي الله عنه،
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ عن قتل العنكبوت وقال: إنها جند من جنود اللَّه.
وقال أبو جهل: أما واللَّه إني لأحسبه قريبا يرانا، ولكن بعض سحره قد أخذ على أبصارنا، فانصرفوا، ورجع اليهم الخزاعي بين ثور وحراء [ (4) ] .
[ (1) ] كذا في (خ)، وفي ابن كثير:«فاقتصوا» ، «ثلاث ليال» .
[ (2) ](تفسير ابن كثير) : 2/ 314- 316، تفسير سورة الأنفال.
[ (3) ] هم قصّاص الأثر.
وقال ابن كثير بعد أن ذكره: وهذا إسناد حسن، وهو من أجود ما روى في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية اللَّه لرسوله صلى الله عليه وسلم، (البداية والنهاية) : 3/ 221.
[ (4) ] لم أجده بهذه السياقة، لكن أحاديث الباب تشهد له.