الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النّعمان بنُ عديّ العدويّ
رضي الله عنه
ــ
نسبه:
النعمان بن عدي بن نضلة القرشي العدوي من قوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
سابقته:
هاجر هو وأبوه عدي إلى الحبشة ومات أبوه بها.
ولايته وعزله:
ولاه عمر ميسان - بين البصرة وواسط - ثم عزله فنزل البصرة فلم يزل بها يغزو مع المسلمين حتى مات. وهكذا كانوا رضي الله عنهم لا يؤثر عليهم العزل فهم يعملون للإسلام في سبيل الله في أيام العزل مثل أيام الولاية.
خاصتان له:
الأولى: أنه هو أول وارث في الإسلام وأبوه الذي مات في الحبشة أول مورث. والثانية: أنه هو الوحيد من بني عدي الذي ولاه عمر ولم يول عمر رجلا من قومه سواه قطعاً لكل قالة سوء وبعداً عن ((المحسوبية)) ومحاباة الأقربين.
أدب وقدوة:
لما ولاه عمر ميسان أراد زوجته على الخروج معه فأبت عليه
فكتب إليها بهذه الأبيات ليثير غيرتها فيحملها على اللحوق به:
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها
…
بميسان يسقى في زجاج وحنتم (1)
إذا شئت غنتني دهاقين (2) قرية
…
وصناجة (3) تجذو (4) على كل منسم (5)
فإن كنت ندماني فبالأكبر أسقني
…
ولا تسقني بالأصغر المُتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوءه
…
تنادمنا في الجوسق (6) المتهدم
فلما بلغ ذلك عمر كتب إليه: بسم الله الرحمن الرّحيم {حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} أما بعد فقد بلغني قولك: لعل أمير المؤمنين البيت، وايم الله لقد ساءني ذلك وقد عزلتك.
فلما قدم على عمر وسأله قال والله ما كان من ذلك شيء، وما كان
(1): جرار خضر.
(2)
: النجار ورؤساء الأقاليم.
(3)
: مغنية تضرب بالصنج وهو قرصان من نحاس تضرب إحداهما بالأخرى. (4): تقعي على أطراف أصابعها منتصبة القدمين.
(5)
: أصله أحد ظفري البعير.
(6)
: القصر.
إلاّ فصل من شعر وجدته، وما شربتها قط، فقال عمر: أظن ذلك ولكن لا تعمل لي عملا أبداً.
برأ نعمان نفسه فصدقه عمر ولم يذكر له شأنه مع زوجته تكرماً وكانوا على مكانتهم في الدين يتوسعون في الأدب ويقرضون الشعر على حكم الخيال والفن، ولم ينكر عليه عمر ذلك، وإنما كره أن يكون من أميره ما يكون من سائر الناس وللإمارة هيبتها اللازمة للضبط والتنفيذ، أو أن يجد من أحد ولاته سبيلا للطعن، ولو بشبهة والولاية يجب أن تكون بعيدة عن المطاعن والشبهات فما يسوغ لعموم الناس قد لا يحتمل لبعضهم بحكم المقام والمنصب. وقد قال الله تعالى:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ينزل الناس منازلهم (1).
(1) ش: ج 5، م 15، ص 211 - 213 غرة جمادى الأولى 1358ه - جوان 1939م.