الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في بعض جهات الوطن
-2
-
قرية آرزيو:
نزلنا ضيوفاً على العالم الأديب الشيخ أبو عبد الله آل أبي عبد الله، عالم فصيح اللسان صحيح الإدراك مستقيم الفكر مهيب الطلعة معترف له بالعلم والفضل، وصادف قدومنا يوم الجمعة فصليناها خلفه وألقينا درساً أثرها وتوافد الناس علينا مساء من تلك النواحي فوسعهم كلهم كرم الشيخ أبي عبد الله وباتوا في ضيافته وقدم إلينا فضيلته قصيدة بليغة في ذكر جمعية العلماء سنحلي بها بعض الأجزاء القادمة.
وهران:
لما وصلنا وجدنا في انتظارنا جمعاً من أعيانها منهم فضيلة المفتي الشيخ الحبيب بوخالفة وفضيلة الشيخ الطيب المهاجي وغيرهما، وكانت حفلة الفطور في بيت آل المهاجي الكريم وكانت حفلة العشاء عند الجمعية الخيرية الإسلامية بمحلها وكانت حفلة حفلى دعيت إليها طبقات الناس وكنا يومنا الثاني في ضيافة الشيخ المفتي، وكنا في كل حفلة من هذه الحفلات نلقي ما يسر الله من الوعظ والتذكير وخصوصا في حفلة الجمعية الخيرية وكان الذي افتتح الحفلة مرحباً بالضيوف بلسان الجمعية العالم الألمعي السلفي الشيخ الطيب المهاجي. ولقد رأيت من أهل هذه العاصمة الغربية لقطرنا الجزائري تعطشا للعلم وإقبالاً على سماعه ولقيت فيها نخبة الفضلاء ذوي المعارف المتعلمين
بالفرنسية على جانب من الدين والقومية، وما كان اليومان اللذان أقمناهما بتلك العاصمة الكبيرة، ليكفيا في التعرف عليها وكمال الغرض من الاجتماع بفضلاء أهلها وقفلنا منها إلى الجزائر العاصمة لنحضر اجتماع مجلس إدارة جمعية العلماء، وقصصت على إخواني بالمجلس حديث رحلتي وما كان من نشر دعوة الجمعية وما كان من إقبال الناس عليها وما كان من شبه عرضت لبعض فيها فأزلناها لما سألونا عنها (1).
(1) ش: ج 12، م 7، ص 773 - 774 غرة شعبان 1350ه - ديسمبر 1931م.