الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنبيه
ما ينشر في باب رسائل ومقلات هو على عهدة كاتبيه فمن رأى فيه ما لا يوافق عليه فليباحث فيه صاحبه وباب المباحثة والمناظرة في المجلة مفتوح لهما. لا نقول هذا تبريا من كتابنا أو فرارا من مسئولياتهم وإنما نقوله:
أولا- لثقتنات بكفائتهم في تحمل مسؤولية كتاباتهم والجواب عن أنفسهم بالعلم والأدب والإنصاف.
ثانيا- لفتح مجال البحث والمناقشة العلمية النزيهة بين الكتَّاب فنعم المشحذ للذهن والمظهر للحقيقة هي:
دعانا إلى كتابة هذا أن بعض الناس اندهش مما كتبه صاحب مناظرة المصلح والمحافط في مسألة الأفعال النبوية، ومسألة تقسيم البدعة، ومسألة لزوم الحق لجانب الكثرة وعوض أن يوجه بحثه وسؤاله إلى كاتب المناظرة وجهه إلى صاحب "الشهاب" الذي وقف اسمه كالشجا في حلقه فلم يسطع أن يذكره. وصاحب "الشهاب" يرد لو أن هذا الباحث يوفق إلى الإتيان إلى قسنطينة فيفيده هذه المسائل من كتبها بدلائلها وأقوال الأئمة فيها ويعتقد أنه لو وفق إلى هذه السفرة لحمد غب سراه وعدها من خير أيامه ويعيذه بالله من أن ينفخ الشيطان في أوداجه فينكبر عن الرحلة للعلم وتحصيله. وأما الجواب في الصحيفة فإنه يدعه لصاحب المناظرة لأنه يرى أن الجواب على بحث يتعلق بمناظرته تعد عليه خارج عن سياج الأدب.
والأمر المهم أكثر من هذا كله الذي يجب علي أن أنبهك عليه
وحرم علي إقرارك عليه هو كذبك وافتراؤك- والله يغفر لك إن تبت- في الحديث الشريف فإنك قلت هكذا بالحرف: "وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة: أن أمتي لم تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم" وهذا المتن لا وجود له في البخاري ولا في مسلم البتة. فبأي شيء نسمي صنعك هذا وجرأتك عليه ومن كان قدوتك فيه
…
أأنت الذي سميت نفسك في إمضائك (أحد كتاب أهل السنة) ترتكب هذا الافتراء على السنة أهكذا كتاب السنة يكونون؟ أهذا هو القدر الذي عندك من السنة التي أضفت نفسك إليها؟
هداك الله أيها الأخ وعرفك قدرك ورزقك احترام السنة التي ألصقت نفسك بها ثم بعد ما نبهتك فهل تعترف بالحق وتنشره حيث نشرت الباطل؟ أم تسكت أنت الآخر. ويخنقك الكبر عن لفظ الحقيقة نصيحتي لك أيها الأخ ولأمثالك أن تقرأوا العلم وتلتزموا الصدق وتتقدموا حينئذ للعمل فأما هذا الخبط وهذا الكذب وهذا التجري فشيء نعوذ بالله منه، ونسأل الله أن يقينا والمسلمين شر غائلته وسوء عاقبته (1).
(1) ش: ج 12، م 8، ص 623 - 624 غرة شعبان 1351ه - ديسمبر 1932م.