الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أوذي في ذلك بذهاب كتبه وماله فأحسن الصبر على ذلك كله ثم صرف عن القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه".
وقال القاضي عياض: "واستقضى ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة وتؤثر عنه في قضائه أحكام غريبة".
وقال المقري في نفح الطيب: "وقام بأمر القضاء أحمد قيام مع الصرامة في الحق والقوة والشدة على الظالمين والرفق بالمساكين، وقد روي عنه أنه أمر بثقب أشداق زامر" ولعل هذا من الأحكام الغريبة التي أشار إليها القاضي عياض.
محنته:
قد عرفنا مما تقدم أن ابن العربي أصابته محنة في قضائه بسبب شدته في الحق وصرامته في الأحكام. وقد ذكر هو هذه المحنة في كتاب العواصم وأنها كانت بسبب إلزامه الناس للصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال المقري: "وما برح معظما إلى أن تولى خطة القضاء ووافق ذلك أن احتاج سور إشبيلية إلى بنيان جهة منه ولم يكن بها مال متوفر ففرض على الناس جلود ضحاياهم وكان ذلك في عيد أضحى فأحضروها كارهين. ثم اجتمعت العامة العمياء وثارت عليه ونهبوا داره" ولا منافاة بين هذا وما قبله فإن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر كان متكررا وعند هذه الواقعة- والأمر فيها عام- قامت عليها العامة ولا شك أنها لا تخلو من إيعاز من حساد ابن العربي من الخاصة. وهكذا من يريد أن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجه التنفيذ، مقدر له أن يلقى هذه وأمثالها.
تصانيفه:
كان هذا الإمام من المصنفين المكثرين المجيدين قال ابن الزبير-
ونقله عنه ابن فرحون-: "وصنف في غير فن تصانيف مليحة كثيرة مفيدة. منها أحكام القرآن كتاب حسن (مطبوع بمصر) وكتاب المسالك في شرح موطأ مالك (منه نسخة في مكتبة الجزائر بها نقص وعندنا منه جزء فيه ما يكمل ذلك النقص) وكتاب القبس (سنمثله للطبع إن شاء الله) وعارضة الأحوذي على كتاب الترمذي (منه نسخة بجامع الزيتونة)(1) والعواصم من القواصم، والمحصول في أصول الفقه، وسراج المريدين، وسراج المهتدين، وكتاب المتوسط، وكتاب المتكلمين (كذا في ابن فرحون وأراه المشكلين مشكل الكتاب والسنة) وله تأليف في حديث أم زرع وكتاب الناسخ والمنسوخ وتخليص التلخيص وكتاب القانون في تفسير القرآن العزيز وله غير ذلك من التآليف. وقال في كتاب القبس أنه ألف كتابه المسمى أنوار الفجر في تفسير القرآن في عشرين سنة ثمانين ألف ورقة وتفرقت بأيدي الناس (قلت): - ابن فرحون- وأخبرني الشيخ الصالح يوسف الحزام المغربي بالإسكندرية في سنة ستين وسبعمائة قال رأيت تأليف القاضي أبي بكر بن العربي في تفسير القرآن المسمى أنوار الفجر كاملا في خزانة السلطان الملك العادل أمير المسلمين ابن عنان فارس ابن السلطان أمير المسلمين أبي الحسن علي ابن السلطان أمير المسلمين ابن سعيد عثمان بن يوسف بن عبد الحق.
وكان السلطان إذ ذاك بمدينة مراكش، وكانت له خزانة كتب يحملها معه في الأسفار وكنت أخدمه مع جماعة في حزم الكتب ورفعها فعددت أسفار هذا الكتاب فبلغت عدتها ثمانين مجلدا ولم ينقص من الكتاب المذكور شيء. قال أبو الربيع:"وهذا المخبر يعني يوسف ثقة صدوق رجل صالح كان يأكل من كده" وذكر المقري من تصانيفه: كتاب مراقي الزلف وكتاب الخلافيات وكتاب نواهي الدواهي وكتاب
(1) مطبوع بمصر سنة 1350ه.