الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند السيد الزيتوني بوصاع وسألنا عن الإسلام الصحيح فأجبنا بأنه ما في القرآن والسنة بَيَّنا القرآن وَبَيَّنا أثر القرآن في العرب وكيف تطوروا به ذلك التطور الغريب السريع من انحطاط الجاهلية إلى رقي الإسلام وما يناسب هذا من التذكير.
ثم امتطينا السيارة إلى قرية سيدي مزريش فوجدنا الناس قد جاءوا من الجهات للقائنا فكانت مجالس عديدة للتذكير وكانت الصلاة في مسجد القرية الذي أسسه القائد عمار بوصاع من خالص ماله وحبس عليه ما يقوم بنفقته. وألقينا به أثر صلاة العصر درساً في فقه أعمال الصلاة وحكمها وسمعت هذا الرجل وهو قائد يخاطب الناس يا أولادي ورأيتهم يعتبرونه كأب فتراه- مع شدة احترامهم له ونفوذ كلمته التامة لهم- كأنه واحد منهم يجلس في مجالس التذكير في أخريات الناس. حقاً إن الاحترام الحقيقي هو احترام القلوب التي لا تملك إلا بالإحسان.
لقد كان الفضلاء الذين نحلُّ عندهم يقومون بأنفسهم لجمع اشتراكات "المجلة" ممن له قدرة وعنده رغبة بدون أن نتحمل أدنى تعب في ذلك. منهم السيدان الواعر محمد وكربوش السعيد بالحروش والسيد جلواجي والشيخ حسن بعزابة والسيدان محمد بن عيسى وبلقاسم بن عبادة بالسكيكدة والسيدان محمد بن الموفق وبدور اسماعيل وغيرهما بسانطارنو والسيد محمد قرفي بسيدي مزريش فشكر الله لهم سعيهم (1).
عين مليلة:
حللت لها يوم السباق فوجدتها تموج بالخلق موجا وكان نزولي
(1) ش: ج 7، م 5، ص 37 - 41 غرة ربيع الأول 1348ه - أوت 1929م.
بالمكتب القرآني الذي أسسه السيد أحمد بن المولود في محل تبرع به للتعليم السيد المعراضي الميزابي الشهير فرأيت من تلامذة المكتب ذَكاة وإقبالا لو كان مثله عند جميع سكان البلدة لما كفى أبناءهم أكبر من ذلك المكتب أضعافا.
اجتمع عليَّ بذلك المكتب أعيان البلدة وأهل العلم الذين صادفتهم بها فاقترح السيد أحمد بن المولود إلقاء درس في قوله- صلى الله عليه وآله وسلم: «الدين النصيحة» فلما فرغت منه ألقى الشيخ عبد اللطيف القنطري المتطوع بجامع الزيتونة والشيخ الشريف حجازي والشيخ الحاج مسعود القسني والشيخ بلقاسم البسكري المقري السبعي والشيخ أحمد بن المولود خطابات بمقاصدي من هذه الرحلة والدعوة إلى الاستفادة منها. وختم الحفلة السيد دنيا زيدان بأبيات في الحث على التعلم والاتحاد والتنويه رقيقة كان لها أجمل وقع في قلوب الحاضرين وهي هذه:
إلى فائق الأنداد مجداً وسؤدداً
…
أزف قصيداً كاد أن يبلغ المدى
أعرني بياناً- أيها الحبر- كافياً
…
يكون لديَّ الشعر منه مؤيدا
فأربو على ذاك الفخور بقوله
…
(إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا)
فيالك من شيخ حكيم مفضَّل
…
نضا لخطوب الدهر سيفاً مجردا
وقام بدين الله في كل موقف
…
ينادي ألا يا قوم سيروا إلى الهدى،
وحارب جيشاً للجهالة عاملا،
…
بعلم كموج البحر فاض وأزبدا
وجيش من قول فصيح فيالقا
…
تخرُّ لها الأعداء في الأرض سجدا
فصان حقوق الله من كل جائر
…
ولم يخش قول المفسدين من العدا
وأسكت "أشيلي ربير" مبيناً
…
فضائل ذا الإسلام شرعة أحمدا
إذا ما رماه الدهر يوما بريبة
…
تنادى شجاعا: ايه يا دهر بالردى
فأهلا بندب حل بلدتنا التي
…
تمد إلى"عبد الحميد" يد الندا