الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإذا كان رحل سنة خمس وثمانين وسنه سبعة عشر عاما ورجع سنة خمس وتسعين فقد قضى في الغربة ت عشرة أعوام وقفل إلى وطنه إماماً عظيماً وسنه سبعة وعشرون عاما.
أشياخه:
سمع بالأندلس أباه وخاله وأبا عبد الله السرقسطي وببجاية أبا عبد الله الكلاعي وبالمهدية أبا الحسن بن الحداد الخولاني وبالإسكندرية من الأنماطي وبمصر من أبي الحسن الخلعي ولقي بها أبا الحسن بن مشرف ومهديا الوراق وأبا الحسن بن داوود الفارسي. ولقي بالشام أبا نصر المقدسي وأبا سعد الزنجاني وأبا سعيد الرهاوي وأبا القاسم ابن أبي الحسن القادسي والاكفاني وابن الفرات الدمشقي. وسمع ببغداد من أبي الحسن الصيرفي والبزاز وابن طرخان ومن النقيب أبي الفوارس الزينبي وجعفر بن أحمد السراج زكريا التبريزي ببغداد أيضا الشاشي والإمام أبا بكر وأبا حامد الطوسي الغزالي والإمام أبا بكر الطرطوشي.
تلامذته:
أشهر من أخذت عنه القاضي عياض والإمام السهيلي صاحب الروض الأنف والحافظ ابن بشكوال في كثيرين غيرهم.
منزلته في العلم والفضل:
ونريد أن نتعرفها ممن ترجموا له من تلامذته والقريبين من عصره.
قال الحافظ ابن بشكوال فيه: "الإمام الحافظ ختام علماء الأندلس، كان موصوفا بالعلم والكمال" وقال ابن سعيد: "هو الإمام العالم القاضي الشهير فخر المغرب"، وقال ابن الزبير: "قيد الحديث وضبط ما روي واتسع في الرواية وأتقن مسائل الخلاف والأصول والكلام
على أئمة هذا الشأن وكان فصيحها حافظاً أديباً شاعراً كثير الملح مليح المجلس" ثم قال ابن الزير: "قال القاضي عياض بعد أن وصفه بما ذكرته: ولكثرة حديثه وأخباره وغريب حكاياته ورواياته أكثر الناس الكلام وطعنوا في حديثه".
من يعني القاضي عياض بالناس الذين أكثروا الكلام وطعنوا في حديث ابن العربي؟ قطعاً لا يعني بهم العلماء لأننا سمعنا فيما تقدم ما وصفوه به ومنهم القاضي عياض نفسه. وإنما عني بهم العامة وأشباه العامة ممن تضيق أذهانهم عن تصور ما لم تره أبصارهم من مثل ما شاهده ابن العربي في مدن الشرق ومدنيته الزاهرة في ذاك العهد، وتقصر مداركهم عما تحيط به عقول العلماء المتوسعين في العلم الراسخين فيه مثل ابن العربي "خزانة العلم وقطب المغرب".
وهاك واقعة دالة على سعة علم ابن العربي وتحامل أهل القصور عليه حتى جاء إمام عظيم فبين صدقه وقصور أولئك المتحاملين:
قال الزرقاني في شرحه على المواهب في غزوة الفتح: وروى ابن مسدي أن أبا بكر بن العربي قال لابن جعفر بن المرخي حين ذكر أن مالكا تفرد به "حديث أنس في دخول النبي- صلى الله عليه وآله وسلم مكة وعلى رأسه المغفر" قد رويته من ثلاثة عشر طريقا غير طريق مالك فقالوا له أفدنا الفوائد فوعدهم ولم يخرج لهم شيئا. وقال الحافظ في نكته: "إستبعد أهل إشبيلية قول ابن العربي حتى قال قائلهم:
يا أهل حمص ومن بها أوصيكم
…
بالبر والتقوى وصية مشفق
فخذوا عن العربي أسمار الدجى
…
وخذوا الرواية عن إمام متقي
إن الفتى ذرب اللسان مهذب
…
إن لم يجد خبراً صحيحاً يخلق
وأراد بأهل حمص أهل إشبيلية" قال الحافط: "وقد تتبعت طرقه